الشيخ عبدالله الأحمر لـ المجلة السعودية 21 مارس 1996م : نحن نؤبد موقف سوريه ولبنان بالنسبة لإسرائيل

مجلة المجلة 21/ مارس /1996م


-       نحن نؤيد موقف سوريه ولبنان بالنسبة لإسرائيل

-       وقبلنا قمة شرم الشيخ لنوصل رسالة

-       مقبل الوادعي يتلقى توجيهات من المسئولين ويلتزم بها


الشيخ عبدالله الأحمر زعيم حزب الإصلاح وراعي المصالحة بين اليمن والجوار له موقف محدد من مواضيع عديدة مطروحة على الساحة اليمنية منها تطبيع العلاقات مع إسرائيل ، والحوار القائم بين الحزب الاشتراكي والمؤتمر ومعاناة اليمنيين من جراء الإصلاحات الاقتصادية التي أدت إلى ارتفاع الأسعار بشكل مخيف .

في قصره المنيف في قلب العاصمة صنعاء التقته "المجلة" وكان حوار هذه تفاصيله:

 

·      بعض الوجوه المعتدلة من الحزب الاشتراكي عائدة إلى الساحة السياسية اليمنية ، فجار الله عمر عاد منذ أسابيع ومتوقع عودة سالم صالح ، وسعيد نعمان وغيرهم ، كما يتوقع البعض أن يعيد الحزب الاشتراكي لملمة نفسه ويخرج إلى العمل السياسي بصيغة حزب جديد ، ولو تغير أسم الحزب الاشتراكي إلى أي تسميه أخرى هل سيكون لديكم تحفظ بالتعامل مع أعضائه ؟

§      اطرحي السؤال عليهم وستجدين الإجابة .

·      ولكني أطرح التساؤل عليك ؟

§      لا نفهم من هذا الطرح شيئاً ، لا نفهم ما هي نواياهم أو خططهم ، وما هي استراتيجيتهم للمستقبل ، الأحزاب ليست حكراً على أحد وهناك قانون يسمى قانون الأحزاب وعلى الجميع الالتزام به ، إذا كان قانون الأحزاب يسمح لهم بتأسيس حزب جديد فليس لدينا اعتراض .

·      أخذ على حزب الإصلاح بعد الحرب ، أنه أرتكب تجاوزات طالت المدنيين وبعض أعضاء الحزب الاشتراكي ، كما طالت الأملاك والحريات ،هل هناك قرار من قبل الإصلاح بالالتزام بعدم المساس بمثل هذه الحريات ؟

§      هذا الكلام لا أساس له من الصحة .

·      هناك أحداث حصلت والشواهد عليها كثيرة ؟

§      السلطة في عدن ليست في يد الإصلاح ، محافظ عدن من حزب المؤتمر وهو أساساً كان عضواً في الحزب الاشتراكي وكل رؤساء الدوائر في عدن لا يوجد بينهم عنصر واحد من الإصلاح وإذا كان هناك تجاوزات أو خلافات فهي نوع من تصفية الحسابات بين أعضاء في الحزب الاشتراكي الجناح الذي أعلن الانفصال بقيادة علي سالم البيض والجناح الذي خرج من الحزب الاشتراكي في أحداث 1986م .

·      ولكن بعض "الأصوليين" المحسوبين على حزب الإصلاح ارتكبوا تجاوزات ؟

§      هؤلاء لم يستولوا على أملاك ، ما تتحدثين عنه من تجاوزات حصلت من عناصر كما أسميتها "أصولية" إنما حدثت في المساجد وفي المقابر ودور السينما ، هؤلاء لم يأخذوا ممتلكات وأرزاقاً بل أن أولئك "الطائشون" مارسوا ممارسات طائفية استنكرناها بعنف كحزب وكحكومة ، وهذه العناصر لا علاقة لها بالإصلاح والأمر معروف وأنها عناصر تسمي نفسها بالسلفية ولها قائد أو زعيم موجود في صعدة هو مقبل الوادعي وهذه العناصر ليست من الإصلاح ولا من المؤتمر وهؤلاء مارسوا التجاوزات قبل الحرب وبعدها وذلك بسبب ما عانوه من قتل وتشريد وتعذيب من الاشتراكيين أيام حكم الحزب في المحافظات الجنوبية وردود الفعل بدأت قبل الوحدة وأثناء الوحدة وجدت هذه العناصر متنفساً أكبر وقامت بعمليات كثيرة في حضرموت وشبوة وأبين وعدن ، ونحن ضد مثل هذه الأعمال .

·      ما هي قصة مقبل الوادعي ، وهل ما زال يدرب ويأوي عناصر متطرفة ، وهل هو خارج سيطرة السلطة اليمنية ، وهل صحيح أن السلطة لا تستطيع الدخول إلى معقله خاصة أن اليمن أعلن مراراً أنه مع مكافحة الإرهاب ، وهو لا يستطيع السيطرة على مجموعات داخله يقال أنها دربت عدة مجموعات متطرفة تنتمي إلى أكثر من بلد عربي ؟

§      هذا كلام مبالغ فيه فلم يكن في اليمن لا في صعدة أو في غيرها عناصر غير يمنية .

·      ولكن اليمن طردت قبل أشهر مجموعات كبيرة من غير اليمنيين للاشتباه بعلاقاتهم بتنظيمات متطرفة ؟

§      اليمن بلد يدخله العرب من دون تأشيرة والبعض دخله بجوازات مزورة وطردوا ، مقبل الوادعي لديه كوادر وعناصر يمنية وهم طلبة علم ودين همهم الوحيد هو اليمن فقط وإذا كان لديهم نشاط فهو نشاط لا يتجاوز اليمن ولا أقول أنه نشاط إرهابي ، وإنما نشاط طائش ويسمى بالعنف فهو يؤمن بالنهي عن المنكر بالعنف ، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول يجب النهي عن المنكر بثلاث وسائل : اليد واللسان والقلب ، وهذا أضعف الإيمان ، والوادعي ينهى باليد قبل اللسان والقلب .

·      ألم تكن أحد أهداف هذه الجماعة السلطة ، وهل يشكلون خطراً على السلطة الحالية ؟ أم أنهم تحت سيطرتها ؟

§      السلطة حجمتهم ، مقبل الوادعي يأتي إلى هنا (صنعاء) ويقابلنا جميعاً ويتلقى توجيهات وعتاباً مني ومن المسئولين ويلتزم بهذه التوجيهات ، ما يقوم به مقبل الوادعي لا دوافع سياسية له وإنما هي دوافع طائفية .

·      لحزب الإصلاح موقف خاص من إقامة علاقات مع إسرائيل ، رفضتم استقبال وفد عربي من حاملي الجنسية الإسرائيلية ، ورفضتم تطبيع العلاقات بين اليمن وإسرائيل في الوقت الحالي ، ما هو موقفكم من هذه القضية ، ومن إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل ، خاصة أن هناك علاقة تاريخية وحضارية بين اليمن واليهود إذ أنهم يعتبرون أنفسهم أول من أسس دولة اليمن ؟

·      هل أنت سوريه أم لبنانية ؟

§      لبنانية .

§      نحن نؤيد موقف سوريه ولبنان وعواطفنا معهما وسنظل معهما .

·      سوريه ولبنان رفضا حضور قمة شرم الشيخ وأنتم حضرتم ؟

§      قبلنا بمؤتمر شرم الشيخ لأنه كان لدينا رأي خاص نريد إيصاله وهو أن اليمن يدين الإرهاب والعنف أينما كان من أي مصدر سواء من أطراف أو أفراد أو مجموعات أو أنظمة حكومية أو دول وسواء كان من فلسطين أو من أي دولة من دول العالم .

·      سوريه في حالة تفاوض مع إسرائيل ، بينما اليمن وإسرائيل لا تفاوض لأنه لا وجود لجغرافية مشتركة ، ولكن هناك تاريخاً مشتركاً وأعتقد أنه بالنسبة لإسرائيل للجغرافية والتاريخ نفس الأهمية ؟

§      نحن ننتظر أن تنتهي سوريه من التفاوض هذا أولاً ، أما بالنسبة لما أشرت عن التاريخ والتفاوض فنحن لا نقبل بذلك ولا نعترف به .

·      لا تعترف بأن بينكم وبين اليهود تاريخاً مديداً ؟

§      اليمن هو اليمن ، والدين دين ، قبل الإسلام كانت الشعوب العربية تدين بالنصرانية واليهودية والوثنية .

·      الناس في اليمن يعانون من ضائقة اقتصادية وغلا وتدني في مستوى المعيشة بسبب جرعات الإصلاح الاقتصادي والفساد ، ما هو موقفكم من قانون الإصلاح الاقتصادي والإداري ؟ وما هي أسباب شن حزب الإصلاح حملة على الحكومة بالنسبة لرؤيتها في معالجة قضية الفساد ؟ وهل هناك ملفات ومستمسكات واضحة؟ 

§      ما ذكرته لا يمكننا نكرانه وهو أن الشعب اليمني يعاني وأن في ذلك مأساة فعلاً ولم يكن هناك خلاف بين الائتلاف الحاكم على أن هناك مجاعة ومعاناة وشيئاً من الفساد والغلاء في اليمن ، الفساد لا ينكر ورئيس الجمهورية يزور كل يوم مؤسسة أو وزارة ويندد بالفساد ، خلافنا هو في طريقة المعالجة .

·      الفساد كلمة عائمة ، هل لديكم ملفات خاصة بأشخاص أو وزارات ؟

§      ليس هناك خلاف بين المؤتمر والإصلاح حتى يتهمان بعضهما البعض ، والجميع مجمع أن هناك فساداً وأن الحكومة مسئولة عن التصحيح وتطهير المجتمع من الفساد.

·      ذكرت أن هناك خلافاً حول طريقة معالجة المعاناة ؟

§      ذكرت في كلامك أن هناك خلاف بين المؤتمر والإصلاح حول قانون الإصلاح الإداري والاقتصادي وما للبنك الدولي من أثر فيه ، وقد حصل بالفعل خلاف حول معالجة الموضوع وهذا أمر طبيعي .

·      ما هي رؤيتكم أو برنامجكم في الإصلاح لمعالجة مثل هذا الموضوع ؟

§      جرى حوار بين أعضاء الائتلاف الحكومي وطرح كل منا وجهة نظره وطرح القانون للتصويت ،والتزم الإصلاح بقرار الأغلبية لأن المسؤولية تضامنية .

·      الجرعة الإصلاحية الأولى تسببت في تظاهرات والثانية التي لم تكتمل بعد وقد حولت الشارع إلى ساحة للتسول والمعاناة اليومية ، فيما يعتبر كثيرون أن الجرعة الثالثة المتوقع إعلانها خلال أشهر ستكون جرعة قاتلة ، فهل لديكم رؤية مستقبلية حول هذا الموضوع خاصة وأن الانتخابات ستتم خلال سنة ؟

§      كان للإصلاح رأي في هذه الجرعات وحصل خلاف ، ولكن كان علينا الالتزام بالقرار الذي صوت عليه احتراماً للديمقراطية ، لن تقدم السلطة على شيء (وأقصد الجرعة الثالثة) قبل أن تعالج أثار الجرعة الثانية .

·      كيف ولماذا خسرت اليمن جزيرة حنيش وما الذي سيحصل حسب توقعاتك في النزاع حول هذه الجزيرة ؟

§      ملف قضية حنيش في يد الدكتور عبدالكريم الإرياني وزير الخارجية والحقيقة يمكن الإطلاع عليها من خلاله .

·      أقصد موقفكم كحزب ؟

§      موقفنا لا يختلف عن موقف المؤتمر وموقفنا معاً لا يختلف عن مواقف الأحزاب الأخرى والشعب .

·      تمت في الآونة الأخيرة بعض التغييرات داخل القيادات العسكرية في الجيش اليمني ، هل تعتقد أن شيئاً من التقصير أدى إلى خسارة حنيش ؟

§      لم تكن هناك مشكلة على جزيرة حنيش في السابق ، ولم تكن هناك قوات مسلحة ولا كان هناك استعداداً لحماية هذه الجزيرة ، وقد كان هناك سوء استقراء لما قد يحصل .

·      ما هو هدف إريتريا من احتلال حنيش برأيك ، وما هو هدف إسرائيل من مساعدتها على ذلك ؟

§      إريتريا دولة صغيرة وجديدة ، لم يسمع أحد في السابق بدولة أسمها إريتريا أنها دولة وليدة انفصلت عن الحبشة وعبر التاريخ كانت هذه المنطقة أما تابعة للحبشة أو مصر أو تركيا أو خاضعة للاستعمار ، إريتريا تبحث عن سبب للبروز ، وإذا كان بينهم وبين إسرائيل تعاون فأهدافهما متشابهة ، أسياس أفورقي يود أن يبرز وإسرائيل تريد أن يكون لها إصبع في هذه المنطقة الهامة خاصة وأن البحر الأحمر يعتبر ممراً دولياً هاماً .

·      حصلت مصالحة بين اليمن والجوار الخليجي ، وقد لعبت دوراً كبيراً في إتمامها ، هل من أثرها عودة العمالة اليمنية إلى تلك المنطقة ، وهل بدأت هذه العودة ؟

§      علاقة اليمن بالسعودية ودول الخليج علاقة طبيعية وتاريخية وأزلية لأن لها جذوراً عميقة ، هذه المنطقة تضم قبائل عربية أصيلة وتنحدر من جذور واحدة وكانت قبل تأسيس الدول والأنظمة قبائل متماسكة ومترابطة وبينها ضوابط ووشائج وهم العرب العاربة ، أول من نطق الضاد لا أحد يستطيع أن يلغي هذه العلاقة ، وإذا ما حصلت شوائب فهي لظروف سياسية .

أن ما حصل من خلاف على الحدود ومن سوء فهم أثناء أزمة الخليج واحتلال الكويت حيث كان لليمن رأي ووجهة نظر أعتبره الأشقاء في الخليج موقفاً معادياً ومناصراً للعراق واتخذوا بسببه ما اتخذوه من إجراءات ضد المهاجر اليمني وهذا الوضع قد تجاوزته العلاقات الوطيدة والعميقة ، وهذه العلاقات جعلت المسئولين في تلك الدول وفي اليمن يعيدون الحسابات ويزيلون هذا اللبس وسوء الفهم ،أما بالنسبة للعمالة فظروف المنطقة ودول الخليج تغيرت وكذلك قوانين العمالة التي لم تعد سهلة كما في السابق .

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp