الشيخ عبدالله الأحمر لـ (المثقف العربي) مايو 2004م : نرفض أي تدخل أمريكي في الشئون الداخلية اليمنية

 

حـــــوار

الشيخ عبدالله الأحمر لـ (المثقف العربي)

        ·           أمريكا مطمئنة لليمن .. لكنها مرتابة فيه

        ·           نرفض أي تدخل أمريكي في الشئون الداخلية اليمنية

        ·           أنا ضد التجني على الدولة في قضية الشيخ (المؤيد)

        ·           جريمة (المؤيد) الوحيدة أنه مسلم غيور على دينه

        ·           الشيخ عبدالمجيد الزنداني ليس (الأب الروحي) لفكر بن لادن

 

أكد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني وزعيم حزب (الإصلاح) أن اليمن يرفض أي تدخل أمريكي في شئونه الداخلية ، وأنه يندد بسياسات أمريكا وتصرفاتها غير المبررة في العراق ، خاصة وأن واشنطن أصبحت لا ترى ولا تسمع إلا بعيون وآذان إسرائيل بعد أن صارت تل أبيب كعبة مقدسة للإدارة الأمريكية!

والشيخ عبدالله الأحمر الذي يترأس البرلمان اليمني وحزب الإصلاح ، ويتمتع بجماهيرية واسعة في مجلس النواب وبين كل الأحزاب اليمنية لما يتمتع به من مواقف متزنة ، وتاريخ معروف فقد كان العيار الثقيل والمعادلة الصعبة في إنجاح ثورة 26سبتمبر 1962م ضد حكم الإمامية الملكية ، كما أنه المرجع القبلي والأبرز في الزعامة القبلية على مستوى الجزيرة العربية بكاملها وهو صاحب ذاكرة قوية وخلفية تاريخية كبيرة ، وهو أحد دهاة العرب في العصر الحديث .

المثقف العربي حظيت بلقاء مع الشيخ عبدالله الأحمر في القاهرة خلال عبوره إلى السنغال للمشاركة في المؤتمر الدولي للبرلمانات وقبل أن يتعرض للحادثة المروعة التي أدت إلى كسر في عضدي يديه اليمنى واليسرى في أخطر حادث مروري يشهده المؤتمر البرلماني.

والمثقف العربي تهنئ الشيخ عبدالله الأحمر أخر زعيم شعبي وبرلماني عربي إلتقى صدام حسين قبل بداية الحرب بأسبوعين وأكد أن صدام حسين قال له : لا تقلقوا من الحرب وسترون ما يثلج صدوركم!

        ·           سألناه ماذا عن الملف الأمريكي في اليمن وإلى أين؟

-   هناك كثير من أوراق الملف الأمريكي يكتنفها الغموض ، فالموقف الإعلامي اليمني وخاصة على لسان الأخ الرئيس علي عبدالله صالح قوي وحازم وصريح ، يرفض التدخلات الأجنبية والتنديد بكل التصرفات غير المبررة من أمريكا .

-   لكن يرادف هذا وجود أمريكي ملحوظ في النشاطات التدريبية والأمنية والعسكرية الخاصة والإطمئنان الأمريكي يحمل في مداوله شيئاً من الريب .

 

كعبة غير مقدسة

   ·    لا يتضح من خلال تصريحات أمريكا إزاء اليمن أي موقف إتهامي للنظام السياسي ولكن فقط  ضد تيارات إسلامية ، وشخصيات محددة ، فما رأيكم؟

-   صحيح ولكن أمريكا العظمى عسكرتها إسرائيل لخدمة الأهداف الصهيونية ، وليس الأمر مجرد صراع نفوذ ، أو صراع مصالح وثروات فقط حتى أصبحت أمريكا لا ترى ولا تسمع إلا بعيون وآذان إسرائيل ، بل أصبحت إسرائيل رغم جرائمها البشعة كأنها كعة مقدسة للإدارة الأمريكية .

واليمن من الدول المهمة في المنطقة لأسباب واضحة وهو من أجلها مستهدف ، مثل الموقع الجغرافي المهم والحفاظ على القيم ورفض الرضوخ للأجنبي.

   ·    الشيخ محمد المؤيد ورحلة الخداع والسجن والتحقيقات في ألمانيا وأمريكا من وراءها؟ وهل الدولة اليمنية ضالعة في ترحيله والزج به في تهمة الإرهاب كجزء من تصفية الحسابات؟

-   المؤيد استدرج إستدراجاً إستخباراتياً لا علم ولا علاقة للمخابرات ولا الحكومة اليمنية بشيء من ذلك ، ذهب الشيخ المؤيد ولم يستأذن وألقى بيده إلى التهلكة ، لكنه لم يكن مجرماً ، بل هو برئ من كل ما نسب إليه وأنا ضد التجني على الدولة في اليمن بإتهامها بالضلوع في مؤامرة ضد الشيخ المؤيد وسوف يخرج قريباً بريئاً من كل ما أتهم به إن شاء الله.

        ·           ما هي التهمة الموجهة إليه؟

-   هي التهم التي تعلقها أمريكا على كل المسلمين الغيورين على دينهم الرافضين للهيمنة الصهيونية ، لقد كان المؤيد يجمع التبرعات للمساجد والفقراء ولتحفيظ القرآن وهذه أبرز جرائمه إن كانت تعد جرائم.

   ·    لكن الشيخ محمد المؤيد له أنصار يتهمون الحكومة اليمنية الضلوع في إستدراجه إلى ألمانيا وموافقتها المسبقة على إعتقاله؟

-   هذه التهم سمعنا عنها ، لكن الصواب أن موقف الحكومة اليمنية إزاء قضية المؤيد ممتاز وموقف مسئول ، وغير صحيح ما يقوله أولئك المتشائمون من كل شيء ، والذين يطلقون التهم ويستبقون كل حدث بتحليل خاطئ ولا يدركون أن خطورة القذف بالتهم التي لا تمت بصلة للحقيقة تعتبر من أسوأ ما يقدمون إزاء تماسك الصف الوطني ، وعندما كان المؤيد في ألمانيا ترافعت عنه الحكومة وقامت بواجبها ، ومنذ أن نقل إلى أمريكا نرى هناك ركوداً نسبياً نعتقد أن السبب من وراء ذلك هو عدم تحريك ملف القضية قضائياً ولا سبب آخر.

        ·           من المسئول الذي يقف وراء إعتقال الشيخ المؤيد؟

-   أولاً : المسئول الأول المعلومات الخاطئة من الموتورين من كل ما هو إسلامي أو عمل خيري الذين ضللوا السلطات الغربية وهولوا من دور الشيخ المؤيد خلافاً للحقيقة وهم تيارات وأشخاص.

ثانياً : الشيخ المؤيد هو أيضاً مسئول عما حدث له لأنه لم يستشر أحداً ولم يستأذن من أحد وكل ترتيبات السفر جرت بإرادة ذاتية من تلقاء نفسه وبغفلة شديدة منه حيث ألقى بنفسه إلى التهلكة ونرجو الله أن يجعل له فرجاً قريباً.

        ·           ماذا عن الزوبعة الأمريكية والإعلام حول الشيخ عبدالمجيد الزنداني وماهي التهم المنسوبة إليه؟

-   الشيخ عبدالمجيد الزنداني علم بارز من أعلام علماء المسلمين ،وداعية إسلامي ، وصاحب دور كبير في بعث الوعي العربي والإسلامي ، ودعم القضايا الإسلامية الكبرى مثل القضية الفلسطينية الجرح الأكبر في جسد الأمة ، وهو صاحب دور رئيسي وكبير في مناصر الشعب الأفغاني إزاء الإحتلال السوفيتي ، والشيخ الزنداني من ورائه ملايين من قلوب الناس والشباب الواعي ، ومن أجل كل ذلك فهو بالتأكيد إسم غير مريح لدى إسرائيل ولدى أمريكا وروسيا.

        ·           لكن المطروح أمريكياً أنه ممول الإرهاب وأنه الأب الروحي لـ (بن لادن)؟

-   أولاً : الشيخ الزنداني صاحب مشروع تعليمي مفتوح تحت علم وسمع وبصر الدولة اليمنية وهي جامعة الإيمان في صنعاء وهي جامعة إسلامية معتدلة تدعو إلى تمسك الناس بكتاب الله وسنة رسوله ، وهذا المشروع العلمي ألقى على الشيخ الزنداني بهموم مالية كبيرة ، وقد تعب كثيراً لجمع التبرعات من أهل الخير لرعاية ودعم هذه الجامعة الإيمانية التي تعتبر متخصصة بتعميق الإيمان وإستقالة الأخلاق والقيم.

وهي تعاني من ضغط الحاجة الماسة للأموال التشغيلية كأي جامعة أخرى والشيخ الزنداني يعتمد كلياً على أهل الخير والمتبرعين لدعم هذه الجامعة ، وهذه مؤسسة أهلية افتتحتها ويشرف عليها الرئيس علي عبدالله صالح ، وباركتها كل القوى الوطنية ، لكن التيارات العلمانية وأصحاب الأيديولوجيات الوافدة قلقون من الصحوة الإسلامية ومن دور جامعة الإيمان فيعملون على تخويف أهل الخير المتبرعين لدعم هذه الجامعة بشتى الوسائل والطرق ، ولما عجزوا عن تجفيف منابع الخير عمدوا إلى إستعداء أمريكا وحلفائها لإطلاق هذه التهم البعيدة عن الواقع ورفض شعار تمويل الإرهاب ، وهم يقصدون بالإرهاب التعليم الإسلامي وتحفيظ القرآن ، وإذا كان الشيخ الزنداني يبحث عن ممول لجامعة الإيمان فكيف سيدعم الإرهاب مالياً؟!!

ولكن الله سبحانه سيدافع عن كتابه وعن الذين يمسكون به ، أما أن يقال بأن الشيخ الزنداني (أب روحي) لـ (بن لادن) فالشيخ الزنداني أعلن براءته ممن يقتل الأبرياء الأمنين غير المحاربين وقد دعا لعودة الوعي والسلام فماذا تعني بعد ذلك التهم سوى التعنت.

وفي دروس الشيخ الزنداني ومجالسه العلمية حضور للآلاف من المشاهير في كل مجال وخاصة أنه يعتبر الرائد الأول لعلم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وإذا كان بن لادن ممن حضر مجالسه أو سمع محاضراته فقد حضر كذلك عدد من زعماء الوطن العربي والإسلامي وكل نفس بما كسبت رهينة.

        ·           ألا ترى أن جامعة الإيمان مستهدفة أمريكياً؟

-   لا أستبعد أن تتعرض جامعة الإيمان لضغوط أمريكية وبتحريض الصهيونية الإسرائيلية وهي هدف مشترك لكل الحاقدين في الداخل وفي الخارج والحملة على كل شيء إسلامي ضاربة ، ولكني لا أحتمل أن تتجرأ أمريكا على عمل عسكري داخلي دون علم أو موافقة الحكومة ، كما أن غليان الشارع اليمني والعربي لن يكون بإمكان أحد السيطرة عليه إذا ما تواطأت أي دولة عربية مع الأجانب وأطلقت أيديهم بالبطش المباشر داخلياً وحينئذ لا سيادة لأية دولة أو نظام يسمح للآخرين بعلم عسكري داخل أرضه.

   ·    وماذا عن جمعية الإصلاح الإجتماعي المنظمة الخيرية التابعة للتجمع اليمني للإصلاح ألا ترون أنها هدف ثان مستقبلي؟

-   جمعية الإصلاح تقوم بدور إجتماعي كبير ، وخيري ، وتعليمي ,لها ممتلكات كبيرة ودورها  مهم وغير بعيد أن تذكر في موكب الأهداف الأمريكية.

   ·    لكن سمعنا أن خطة لخصخصتها تجري في طور الدراسة ، وسمعنا أن الدولة قد تعترض على ذلك ، لأن معظم ممتلكاتها هبة من الدولة وأخرون يرحبون بخصخصتها لمجموعة أسماء إستثمارية أكثر مما هي خيرية؟

-         الجمعية لها هدف إستثماري ولكن لدعم أنشطة الجمعية ونجاح مشروعاتها وليست لثراء بعض الأشخاص.

وسوف نعترض ونرفض خصخصتها أو تحويلها إلى قطاع إستثماري بحت أو تملكها لأفراد لأن ذلك يتنافى مع أهدافها كجمعية خيرية وصحيح أن الدولة دعمتها وساعدتها وساهمت في نجاحها ، ولكن ذلك الدعم لن يشكل فيما بعد وسلة إستيلاء على جمعية للإصلاح الإجتماعي بحجة أن الأراضي التي أقيمت عليها هي أراضي الدولة.

        ·           لكن قد تتحول إلى حصص إستثمارية للقطاع الحكومي فيما لو خصخصت إستثمارياً؟

- سنحاول ونعارض تحويلها إلى ملك شخصي سواء للقطاع الخاص أو العام لأن الجمعية وجدت لخدمة المجتمع أولاً وتعاطف الناس معها على هذا الأساس.

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp