يافع.. 'حاشد الجنوب' تبهر 'حاشد الشمال' * الأستاذ/ حسن الأشموري

 كأن لم يظهروا من قبل، ظهر أبناء يافع حمير اليمن وسروها و"حاشد الجنوب"- هكذا كان الشيخ عبد الله
 
الأحمر طيب الله ثراه يسمي يافع.

يافع هي أيقونة مثبتة بعلو المكانة في تاريخ يمن سبأ وحمير ويمن سيف بن ذيزن القائد الفذ، محرر اليمن وقد خاضت معه يافع الجد والجدود معركته الأخيرة في عدن لطرد الأحباش الجيش الإفريقي لإمبراطورية هرقل الرومية المسيحية الغزاة لليمن بعد حادثة نصارى نجران، لم يكن أمام الملك سيف من نقص سوى جيش يافع ليرفدوا إخوانهم من بقية قبائل اليمن بالنصر.

فكانت يافع وقبائل اليمن أجمع..وكان سيف وكان نصر اليمن المكتمل الجهات. وعاد اليمن بيافع وقبائله وابنها سيف لحمة وعلامة التاريخ اليماني الأغر لتبدأ مسيرة اليمن من جديد معلنة عن عصر يمن سيف ابن ذيزن في الجهات الأربع.

يافع اصطفت في استقبال حفيد بني الأحمر شيخ مشائخ اليمن وشيخ حاشد صادق بن عبد الله الأحمر ومعه كبار حاشد ومشائخها في قضية تشريف حكم يافع بخصوص مقتل بن عاطف وابن القطيشي في حادثة حزينة واجهها الحاشدان بعمق تسييد العرف النافع فكان الصلح بنخوة الأكرمين والجباة العالية حيث تطال السماء جباههم اليافعية والحاشدية..

يافع حاشد الجنوب برجال خبروا التاريخ وحركته وخبروا الحكمة التي يسعى بعضهم على سحقها تحت أحصنة الحراك الذي غادر مساره المسالم وهذا ليس من شيئ في يافع الجليلة.

يافع التي خرجت في تلك الصورة المهيبة لاستقبال حاشد في رجالاتها، أعادت لليمن روح الأصفياء اليمانيين وان نسوا اليمن في ساعات الضيم التاريخي أنهم من معين واحد تتغير الدنيا ولا يتغير.

يافع استقبلت بنو الأحمر ومن بقافلتهم في صورة نادرة لن تتكرر إلا مع يافع الأخيار.. يافع المعاني الكبيرة يمانيا.. الشيوخ من يافع بملامحهم الصافية وأنوفهم المعطوفة، ولحاهم الجليلة التي تختزن ورع الأتقياء وبنادقهم التي تحكمها الأيدي ولا تحتكم الأيدي لها ظهرت كلها في استقبال بنو الأحمر في موكب يافعي لا سابقة له.

حرس شباب يافع وأكابر قومها الوديان والطرقات ورؤوس الجبال لثلاثة أيام، حفاظا على ضيفهم القادم من جبال ووديان أخرى.. وابن الأحمر كان مع يافع رجل الوعد لم يأتي بقبائله لتحرسه. نزل وصعد يافع لا يحمل إلا جنبيته وعصاه وصدق نواياه وثقته، وترك ليافع حمايته رغم التحذيرات والتحذيرات والأقاويل الشريرة التي خرجت من خلف حدود يافع.

كان الشيخ صادق يعي أن يافع هي مأمنه ويافع هي حصانته في وديانها وجبالها لذلك كانت عصاه علامة الثقة والنفس المطمئنة في يافع وبنيها..ولهذا ترك بنو الأحمر ليافع التحكيم والحكم في قضية بن عاطف والقطيش.

يافع الأمس واليوم وغدا وحتى نهاية التاريخ هي إحدى ضمانات اليمن إن أحسن كل اليمانيين فهم يافع.. هذه هي يافع قبيلة اليمن فمن يأتي بمثلها.