نص كلمة الشيخ حمير خلال فعالية تأبين الشيخ الأحمر بمجلس النواب

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 الإخوة أعضاء هيئة رئاسة المجلس

الإخوة الزملاء أعضاء مجلس النواب

الحاضرون جميعاً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمحوا  لي في البداية أن أتقدم بجزيل الشكر والثناء إلى فخامة الوالد الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الذي ظل موجوداً إلى جانبنا حاضرا ومتابعاً كل مراحل المرض والمعاناة التي مر بها الوالد الشيخ عبد الله رحمه الله والشكر موصول لكل الذين وقفوا معنا في مصابنا الجلل وفي مقدمة الجميع أنتم أيها الإخوة الزملاء الذين عايشتم الفقيد رحمه الله وعرفتموه عن قرب لسنوات عديدة فوجدتم فيه الأب والأخ والزميل حيث كان رحمه الله لا يفرق بين هذا وذلك ولا يفضل في تعامله معكم عضواً على عضو أو شخصاً على آخر، وإنه والله لمن دواعي الحزن العظيم والأسى الشديد أن نقف اليوم لكي نؤبن أباً وأخاً أحب الجميع ونذر نفسه وعمره لخدمة الوطن وقضاياه منذ نعومة أظفاره، كما أنه قاسى الألم والظلم قبل الثورة وقدم كل غال ونفيس من أجل ترسيخ الثورة والجمهورية وأعطى للعمل الوطني كل جهده ووقته وكان له دور بارز في إرساء معالم الشورى في هذا البلد منذ توليه العمل البرلماني سنة 1969م وما تلا تلك الفترة من تحولات اجتماعية وسياسية أصبحت فيها الشورى والديمقراطية ثقافة عامة في حياة شعبنا اليمني الذي هو بطبيعته شعب ديمقراطي منذ آلاف السنين.

الإخوة أعضاء الهيئة

الزملاء الأعزاء

الحاضرون جميعاً...

لقد عمل الوالد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله خلال فترة رئاسته للمجلس لثلاث دورات متتالية منذ قيام الوحدة المباركة وكذلك خلال ترؤسه لعدة مجالس شوروية ونيابية في مطلع السبعينات على إرساء جملة من المبادئ والممارسات الديمقراطية في العمل البرلماني ينبغي أن نحافظ عليها ونرسخها في حياتنا العملية ومن ذلك الحفاظ على دور مجلس النواب كمؤسسة تشريعية ورقابية مناط بها التشريعات في كل مجالات حياتنا ومن ثم العمل على مراقبة سير تلك التشريعات ومدى إلتزام الحكومة بتنفيذها وفقاً للدستور والقانون.

وكذلك ترسيخ مبدأ التعددية السياسية والحزبية من خلال الممارسة العملية والحفاظ على هذا المبدأ الذي قامت على أساسه الوحدة اليمنية وأنه لا تعددية بدون معارضة ولا معارضة بدون الرأي والرأي الآخر فذلك ما كان يؤمن الوالد رحمه الله به ويتحرك سياسياً واجتماعياً في إطاره فكان أخاً للسلطة وأباً للمعارضة لإيمانه بضرورة وجود الأثنين معاً لكي تستمر عملية البناء والتنمية ومسيرة الخير والعطاء في بلادنا.

الحاضرون الأعزاء..

لقد ألتزم الوالد الراحل رحمه الله في ممارسة عمله كرئيس للسلطة التشريعية بمبدأ هام وهو أن الحكومة والمجلس سلطتان مستقلتان تؤدي كل واحدة منهما ما عليها من واجبات وفقاً للدستور والقانون ويسود الإحترام المتبادل عملهما لإنهما مكملان لبعضهما وأنه لا يجوز أن يصبح المجلس أداة للحكومة ولا أن تصبح الحكومة الإبن المطيع للمجلس وكان رحمه الله يعقد في فترات سابقة لقاءات منتظمة مع رئاسة الوزراء قبل كل دور انعقاد سنوي لمناقشة الحكومة في برنامجها السنوي والاتفاق على كل ما ينبغي أن يطرح في مجلس النواب وهو تقليد رائع يعكس مدى الحرص على جعل العلاقة بين السلطتين علاقة تكاملية ترسخ الاستقرار في البلاد وتعزز من عمل مؤسسات الدولة بما يخدم مصلحة الوطن وتلك هي قمة الوطنية والإخلاص لهذا البلد المعطاء.

كما كان الوالد رحمه الله يحرص أشد الحرص على الوفاق داخل هذه القاعة وأن لا تحدث الانقسامات الحادة التي تعطل عمل المجلس وتعمق الكراهية بين الأعضاء فكان يعطي الحديث كل من يريد أن يتحدث وفقاً للائحة المجلس دون تمييز أو انتقائية ولو أدى ذلك إلى أن تمتد جلسات المجلس حتى الثانية بعد الظهر حرصاً منه على الوفاق وإيماناً منه أن البرلمانات هي ساحات للنقاش والكلام المسؤول وأن كل موضوع مطروح على القاعة تحسمه عملية التصويت بصرف النظر عما يطرح من كلام قد لا يروق للأغلبية كما أنه قد يغضب الأقلية.

الإخوة أعضاء هيئة الرئاسة

الإخوة الأعضاء.

أثق أنكم تتفقون معي أن الحيادية في إدارة العمل البرلماني كانت صفة ملازمة للوالد الفقيد رحمه الله الذي كان يحرص على إرساء هذه القاعدة في العمل البرلماني ويعمل على تغليب المصلحة الوطنية أينما وجدت الأمر الذي ساعد على معالجة الكثير من القضايا داخل هذه القاعة وبروح المسؤولية والأخوة والتعاون فظل مجلس النواب مؤسسة قادرة على القيام بدورها الوطني في جميع المراحل الهامة والمنعطفات التي مر بها الوطن.

الحاضرون الأعزاء.

إن المكانة المرموقة التي يحظى بها مجلس النواب اليوم على المستوى المحلي والعربي والدولي وعلاقاته الواسعة مع البرلمانات الأخرى تحتم علينا جميعاً الالتزام بالنهج الشوروي الديمقراطي الذي عمل الوالد رحمه الله على ترسيخ مبادئه طوال أربعين سنة حتى أصبح من الثوابت السياسية التي تحظى بالتقدير والاحترام سواء في الأوساط السياسية أو الأوساط البرلمانية فكان وجوده على رأس السلطة التشريعية تشريف للعمل البرلماني وإضافة نوعية للمسيرة الديمقراطية التي أقام أركانها فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله ولذلك فإن من علامات الوفاء للفقيد الراحل هو الإلتزام بنهجه الذي رسمه وبتقاليده البرلمانية التي رسخها طوال حياته وتقوية العلاقات الثنائية بين مجلس النواب في بلادنا والمجالس المماثلة في الدول العربية والإسلامية والصديقة بما يخدم المصلحة الوطنية ويعزز من دور البرلمان ويجعله أكثر فاعلية وذلك لا يكون إلا بالحفاظ على التقاليد البرلمانية المتعارف عليها في كل المجالس البرلمانية والتي تتمثل في الحيادية والموضوعية والعدالة في إدارة النقاشات ثم تمكين المجلس من ممارسة دوره الرقابي على الوجه المطلوب الذي يعكس حقيقة أن البرلمانات هي عين الشعب التي تراقب الأداء وتصحح الاختلالات إن وجدت وهو ما كان يؤكد عليه الوالد رحمه الله في أحاديثه وخطاباته ولقاءاته الرسمية والشعبية.

الإخوة أعضاء هيئة الرئاسة

الإخوة أعضاء المجلس

إن من الصعب علينا الحديث عن محاسن الوالد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله في هذه الكلمة القصيرة فقد مضى إلى الله سبحانه وتعالى وخلف لنا وللوطن تركة كبيرة من القيم والأخلاق والمثل وحظي رحمه الله بحب الناس صغيرهم وكبيرهم غنيهم وفقيرهم على حد سواء وكانت الجنازة الشعبية التي رأيناها جميعا خير دليل على تلك المكانة والمحبة وهو ما يضعنا أمام مسؤولية عظيمة نتطلع فيها نحن أبناء الفقيد الراحل إلى تعاون الجميع معنا واستمرار النصيحة لنا كما كنتم مع الوالد رحمه الله الذي لم يستغني عن النصيحة يوماً في حياته والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه ونؤكد للجميع إننا سوف نظل أوفيا لدرب الوالد ومسيرته التي خطها طوال حياته حريصين على كل ما كان يحرص عليه نعمل من أجل خير شعبنا وأمتنا مدافعين عن قضايا الأمة والتي في مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني المجاهد، هذه القضية التي ظلت حية في ضمير الوالد رحمه الله حتى آخر لحظة من حياته.

أسأل الله القدير أن يتغمد فقيد الوطن والأمة بواسع الرحمة والمغفرة وأن يوفق الجميع لكل خير..

وأشكركم مرة أخرى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.