نص البيان الختامي للمنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين في اجتماع صنعاء

  

نص البيان الختامي للمنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين في اجتماع صنعاء 

عقد مجلس إدارة المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين دورته الثانية، يومي 2-3 رجب 1428هـ ـ الموافق 17-18 يوليو 2007م في مدينة صنعاء باليمن الشقيق تحت رعاية رئيس مجلس النواب اليمني االشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وتحت شعار "يدا بيد من أجل فلسطين"

 

والمجلس الذي يمثل البرلمانيين الإسلاميين في سبعة عشر دولة عربية وإسلامية يعلن اعتزازه بعقد دورته الثانية في عاصمة الشورى والديمقراطية التاريخية ويمن الإيمان والحكمة وبإستضافة وتسهيل من حكومته الكريمة وعلى رأسها فخامة الرئيس الأخ علي عبدالله صالح لقد عكف المجلس على إقرار نظامه الداخلي ولوائحه التنظيمية وسجل إنضمام ما يزيد عن مئة عضو برلماني جديد من مختلف الاقطار.

 

كما استعرض العلاقات القائمة بين البرلمانيين العرب والمسلمين لما فيه خدمة قضايا الأمة وفي مقدمتها مواجهة الإستبداد والظلم بتفعيل قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومواجهة الجهل والتخلف والمرض بتعميق الثقافة العربية والفكر الإسلامي الحضاري الوسطي المستمد من تراث هذه الأمة وعقيدتها ومواجهة التبعية الاقتصادية والهيمنة على مقومات الأمة ومقدراتها وثرواتها بالمحافظة على ثرواتها ومعدلات النمو والإنتاج وعدم الإستغراف في الإقتصاد الريعي ومشاريع الخصخصة غير المدروسة والسعي الحثيث لمعالجة إرتفاع معدلات البطالة والتخلف وازدياد المديونية على الدول العربية والإسلامية ومواجهة أشكال الفساد السياسي والإداري باعتماد قواعد الشفافية والنزاهة وتفعيل أطر الرقابة البرلمانية وترسيخ خضوع الجميع للمساءلة والمحاسبة.

 

إن البرلمانيين الإسلاميين إذ يعتبرون ان التحديات الخارجية هي الأخطر والمتمثلة بمخططات الهيمنة الدولية على المنطقة العربية والإسلامية ونهب ثرواتها حيث يشكل الاحتلال الأمريكي والبريطاني في العراق والإحتلال الاسرئيلي في فلسطين أبشع صوره ناهيك عن مأساة افغانستان والسودان ومحاولات إثارة الحرب الأهلية في العراق وفلسطين ولبنان بهدف إغراق كل المقاومة في اتون الخلافات الداخلية والإحتراب الذاتي تمهيداً لإسقاط ثقافة المقاومة وفتح الطريق أمام التنازلات المذلة وتشويه الصورة المتألقة لقوى المقاومة والممانعة والصمود.

 

إن مجلس إدارة المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين إذ ينطلق من هذه الرؤى ليدعو إلى:

 

ـ اعتبار مسلسل التنازلات امام سياسة الاحتلال في فلسطين والعراق لن يؤدي إلى قيام تسوية متوازنة في ظل سياسة الانحياز الامريكي الكامل للعدو الصهيوني وفي ظل حالة التشرذم والضياع العربية والاسلامية ووحدها قوى الممانعة والمقاومة تستطيع تحقيق التوازن وتجبر قوى الهيمنة على الارتداد ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحق العودة تمهيدا لقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

 

ـ سعي البرلمانات العربية والإسلامية والهيئات البرلمانية الدولية وبمساعدة الحكومات والشعوب والحركات والأحزاب في وضع حد للخلافات وخاصة بين أبناء القضية الواحدة في العراق وفلسطين والعمل على جمع هذه القوى الوطنية في البلدين وإنهاء الخلافات فيما بينها وحل القضايا ضمن المؤسسات الدستورية وإعادة اجواء الحوار فيما بينها برفض أي معركة وتحت أي شعار إلا المعركة مع الإحتلال.

 

ـ دعوة الأطراف الفلسطينية إلى الحوار وتغليب لغة العقل والمنطق لتقوية الجبهة الداخلية وتوحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة التداعيات الخطرة والوصول إلى تحقيق الأهداف الوطنية المشروعة، ويحرص المنتدى على التحرك مع الأطراف المعنية لتقريب وجهات النظر وجمع الأطراف الفلسطينية على طاولة الحوار الحقيقي، والتأكيد على احترام الشرعيات الفلسطينية المنتخبة.

 

دعوة كل البرلمانات العربية والإسلامية للعمل على إطلاق عشرات البرلمانيين الفلسطينيين المعتقلين في سجون الإحتلال ومطالبة جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والبرلمان الأوروبي ولجان حقوق الإنسان بالعمل الجدي لإطلاق البرلمانيين وتنظيم حملة دولية لتحقيق الحرية لهؤلاء المناضلين.

 

ـ التضامن مع الشعب اللبناني الشقيق في خروجه من أزمته الحالية، والدعوة إلى الحفاظ على المقاومة وتوثيق الوحدة الوطنية والعودة للإحتكام إلى المؤسسات الدستورية ورفض مظاهر العنف المسلح ورفض الخروج عن الاجماع الوطني اللبناني والفلسطيني عبر المحافظة على المخيمات الفلسطينية واحترام السيادة اللبنانية.

 

ـ إن مجلس الإدارة وبعد إطلاعه على التجربة البرلمانية اليمنية وزيارته لمجلس النواب اليمني ومجلس الشورى يدعو إلى تفعيل العلاقات البرلمانية العربية والإسلامية عبر إقامة الدبلوماسية البرلمانية وتوظيفها في حمل هموم الشعوب الإسلامية والتعاون فيما بينهم والسعي لإيجاد الحلول المناسبة لها.

 

ـ إن البرلمانيين الإسلاميين إذا يعتقدون أن المعركة بين قوى الهيمنة وقوى التحرر على أشدها،، وضرورة إبقاء جذوة المقاومة وتدعيمها ورفض كل مشاريع وضع اليد على المنطقة يستوجب قيام أوثق العلاقات بين أطياف الأمة الوطنية والإسلامية ووقف حالة الخصام المفتعل بين الأنظمة والشعوب وإحلال المشاركة بدل المغالبة وقيام حلف فضول جديد ضد الظلم والإرهاب والعنف والسعي إلى إشاعة أجواء الحرية والديمقراطية وقيم حقوق الإنسان وتفعيل أطر التغيير السلمي والديمقراطي عبر الإنتخاب الشعبي الحر والنزيه هي دعوة للمصالحة بين الحكام والشعوب، هي دعوة لقيام المجتمع المتكافل، هي دعوة للإصلاح الحقيقي لقضايا الإنسان والمجتمع والحياة (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) صدق الله العظيم

 

صنعاء في 3/7/1428هـ الموافق 18/7/2007