في منتدى الأحمر اليوم .. الشيخ صادق: قضية الأسرى الفلسطينيين تهم الأمة وهي مرتبطة بالنضال المتواصل ضد الكيان الصهيوني

أكد الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر أن قضية الأسير الفلسطيني قضية أخوية وإنسانية وقومية.

وقال - خلال ندوة منتدى الأحمر التي خصصت لمناقشة قضية الأسرى الفلسطينيين - إن ربع الشعب الفلسطيني مر بمرحلة الأسر على مدى الصراع مع الاحتلال، وهي مرتبطة بالنضال المتواصل ضد هذا الكيان الغاصب منذ صدور سايكس بيكو ووعد بلفور الذي أعطى وطنا قوميا لليهود.

واعتبر ما يجري في فلسطين ضمن مخطط يمتد منذ الغزوات الصليبية وأيام صلاح الدين ومن قبلها.

وأكد الشيخ صادق رئيس منتدى الأحمر أن استضافة ممثل حماس في المنتدى "لا يعني أننا نقيضين في القضية الفلسطينية"، وقال: "نحن مع فلسطين والشعب الفلسطيني سواء عبر حماس أو عبر السلطة الفلسطينية ولا أعتقد أن هذه الندوة مغايرة لما قامت به سفارة فلسطين مع جمعية كنعان، فنحن لانفرق بين الإخوان في فلسطين، ونحن نتمنى اليوم الذي تأتي فيه حماس وفتح متحدة على أساس النضال والمقاومة".

وانتقد من يتحدث عن السلام مع الكيان الصهيوني، وقال: إن الكيان الصهيوني ليس في وادي السلام فهو يهدم المسجد الأقصى، ويسعى لالتهام والمقدسات في الخليل والأسرى يزدادون كل يوم.

 

معاناة الأسرى

 

واستمع المنتدى إلى محاضرة للدكتور عبدالمعطي زقوت ممثل حركة المقاومة الإسلامية في اليمن حول صور من معاناة الأسرى الفلسطينيين.

وقال زقوت: إن القضية الفلسطينية تهم كل عربي ومسلم وكل إنسان وأن قضية الأسرى هي من القضايا التي يجمع عليها كل العرب والمسلمين.

وأكد أن "الأسرى الفلسطينيين هي قضية كل فلسطيني أيضا، لأن الأسرى لا يمثلون فصيلا محددا، وإن كان الفلسطينيين تفرقوا خارج السجون فإن السجون جمعت هؤلاء الأسرى".

وقال: إن "قضية الأسرى ليست قضية إنسانية فقط ولا يجب أن نظهرها كذلك فهي قضية سبعة آلاف أسير يمثلون عناوين مأساة الشعب الفلسطيني، وهي مربوطة بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة"، مشيرا إلى أن هذه القضية "لم تبدأ منذ 1967م وإنما منذ عام 1917م فمنذ تلك الفترة توالت الثورات تلو الثورات واعتقل خلالها الآلاف من أبناء فلسطين بل وأعدمت أعداد من هؤلاء الأسرى".

وأشار "إلى أن عدد الأسرى الذين دخلوا سجون الاحتلال منذ 1967م حتى اليوم أكثر من 750 ألف أسير، واليوم موجود 7000 أسير بعد أن كانوا قبل فترة 11 ألف أسير".

وقال: "إن من بين الأسرى الحاليين 37 إمرأة و337 طفل، و257 معتقل إداري بدون أسباب و15 نائبا وزيرا، موزعين على 25 سجن ومعتقل، ومن بين عدد الأسرى الحاليين 700 أسير حكم عليهم بالمؤبد، ومنهم 165 يواجهون حكما بالسجن من 10-15 سنة، فيما 83% من الأسرى هم من أبناء الضفة الغربية".

وأكد "أن هناك 115 أسير مضى على أسرهم نحو 35 عاما، فيما بلغ عدد الشهداء الأسرى 200 شهيد، استشهدوا إما بسبب التعذيب أو نقص الدواء داخل معتقلات العدو".

وأشار إلى أن الكيان الصهيوني يهدف من وراء الأسر إلى إرهاب الشعب الفلسطيني حتى لايحمل السلاح، مؤكد أنه منذ اللحظة الأولى لاعتقال الأسير "تتم عملية إرهاب تبدأ من الأسرة أولا حيث يتم مداهمة منزل الأسير في وقت متأخر من الليل ويقتحمون غرفة نومه وتبدأ عملية الإهانة منذ اعتقاله بالضرب وجميع أنواع التعذيب، وبعد ثلاثة أيام من أسره يستدعى لأول مرة للتحقيق دون أن ينام للحظة واحدة، وأثناء التحقيق تحدث أساليب بشعة حيث يتعرض الأسير للضرب المبرح لساعات طويلة، وإن لم يفلحوا في أساليبهم يقومون بأساليب أخرى أكثر بشاعة حيث يقومون بخنقه والتغطيس في الماء والكهرباء، وإذا استمر في الصمود فإنهم يذهبون به إلى الثلاجة عريانا.

وقال: إن التحقيق عبارة عن معركة إرادات بين الأسير والمحقق، فإذا كان لدى الأسير إيمان قوي وعميق بقضيته فهم لا يستطيعون أن يخرجوا منه كلمة واحدة والبعض يمتنع حتى من ذكر إسمه.

وأضاف: هناك حالات صمود أسطوري لدى الكثير من الأسرى والبعض يبعثون اليأس لدى المحققين، فيرسلونهم إلى غرف تسمى غرف العار، فإذا كان الأسير من حماس مثلا فإن هذه الغرف تكون مليئة بصور قيادات حماس، والمتواجدين فيها ذوو لحى طويلة وكأنه يعيش مع أسرى من حماس، وذلك بهدف إخراج ولو بعض المعلومات منه.

وقال: "أحد الأسرى من فتح يحكي قصة عجيبة بعد أن يأس المحققون الصهاينة في إخراج معلومات منه، حيث يقول إنه وبعد أن عجز الكيان في إخراج معلومات منه قالوا إنهم سينفونه إلى جنوب لبنان إلى مخيم الفلسطينيين هناك ليلتحق بأعضاء فتح، وجاءت الطائرة بالفعل ونقل إلى مكان يشبه إلى حد كبير جنوب لبنان وهناك وجد حتى القوات الدولية والصليب الأحمر، وتم استقباله بعد ذلك من قبل معسكر قيل إنه لفتح وحينها استقبله أحد القادة قال إنه من قادة فتح، وكان الاستقبال حافلا، حيث طلب منه هذا القائد أن يكتب معلومات عن عمله في الحركة وما قام به وقدم خلالها كل المعلومات، وبعد تسليم المعلومات مباشرة جاءت سيارة السجن لتعيده من جديد إلى المعتقل".

أما بعد التحقيق فيقول زقوت "إن الأسير الفلسطيني يمر بمعاناة شديدة، ومنها نقص الدواء والتعذيب بالتعري والتفتيش العاري".

وأكد أن المعاناة الصحية للأسرى شديدة "حتى أن بعض الأسرى أجريت لهم عمليات زائد دون تخدير، وغالبا ما يتم إسعاف المريض إلا بعد إحداث ضجة من قبل السجناء، وعندما يتم معالجتهم لايصرف لهم سوى المهدئات".

وتطرق زقوت إلى "الحالة النضالية للأسرى الفلسطينيين" وقال: لاتظنوا أن المعتقلين مجرد مستسلمين بل إن المعتقلات والسجون الإسرائيلية تحولت إلى بؤرة لإعداد الرجال والقادة والمجاهدين.

وأكد أن الأسرى "استطاعوا انتزاع الكثير من حقوقهم بالنضال داخل السجون ومنها الإضراب عن الطعام وغيرها الكثير من وسائل النضال داخل السجون".

وأشار إلى وجود "جامعة إسمها جامعة يوسف داخل سجون الاحتلال وفيها نخبة من الأكاديميين المعتقلين الذين يقومون بتعليم الناس وإلقاء المحاضرات عليهم".

وشدد زقوت في محاضرته على ضرورة دعم ومساندة الأسرى الفلسطينيين وأسراهم، والاستمرار في الفعاليات والاحتجاجات المناصرة لأبناء الشعب الفلسطيني.

وفي تعقيبه على المداخلات في المنتدى أكد زقوت أن الانقسام الفلسطيني ليس ترفا، متمنيا من الجميع في الوطن العربي أن يعين الشعب الفلسطيني على إزالة السبب وراء هذا الانقسام.

وأكد أن حماس تواجه ضغوطا شديدة للتنازل عن نضالات الشعب الفلسطيني، كان آخرها ما قام به مسئول عربي وصفه بالكبير لدى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حيث أكد الاستعداد لتعديل الورقة المصرية مقابل ثلاثة شروط هي القبول بحل الدولتين والاعتراف بالمبادرة العربية، والقبول بإقامة دولة على حدود 67.

وقال: نحن في حماس أبدينا استعدادنا لإقامة دولة على حدود 67 كحل مؤقت، وطلبنا أن تعترف إسرائيل أولا بالمبادرة العربية قبل حماس، أما القبول بحل الدولتين فقلنا لهم أنه خط أحمر.

وأضاف: هناك خلف الكواليس أشياء كثير والظاهر هو اختلاف بين حماس وفتح، فهناك ضغوط شديدة، ونحن لسنا مختلفين على كيف نحكم فلسطين.

وأشار إلى أن ما يعيق لقاء الأخوة الفلسطينيين في اليمن ليس الخلاف الحاصل وإنما الأوامر التي يتلقاها الأخوة في السفارة الفلسطينية من قيادتهم في فتح بعدم حضور أي فعالية تتواجد فيها حماس، أما حماس فلا يوجد عندها إشكالية في هذا فقد حضرت المهرجان الذي أقيم في ذمار برعاية جمعية كنعان.

وقال: "نحن نعرف الأخ السفير وهو رجل جيد ومستعد لأن نجلس سويا، لكن هناك أوامر خارجة عن إرادته تمنعه من الحضور في أي مكان يتواجد في أي من حماس حتى المصالحة".

 

استمرار الدعم

 

وفي المنتدى أجمع الحاضرون على ضرورة إستمرار الدعم المعنوي والمادي للأخوة الفلسطينيين.

وتمنى مفضل إسماعيل غالب - عضو مجلس النواب - أن يكون المنتدى نواة لفعالية تضامنية كبرى مع الأسرى الفلسطينيين، مشددا على ضرورة استمرار الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني.

وقال الدكتور عبدالقوي الشميري - أمين عام نقابة الأطباء اليمنيين - إنه لا يمكن لأمة أن تحرر أسيرا وهي مأسورة، ولابد أن نعترف أننا في أوطاننا أسرى.

مضيفا: "نحن نعيش في قرون ما قبل الدولة على مستوى الوطن العربي بشكل عام والمطلوب هو تحرير الإنسان العربي باعتبار أن تحريره هو الطريق لتحرير الأسير الفلسطيني".

وأكد أن "الأمة بحاجة إلى فضح ممارسات الأنظمة التي أعطت المشروعية لهذا الكيان الغاصب من خلال اعترافها به".

وقال: "هذا الكيان لابد أن يزول وما يعمله اليهود اليوم خطأ من أخطائهم التاريخية التي جعلتهم يدفعون الثمن".

ودعا إلى "كتابة قصص الأسرى، وأن تقدم كمادة إعلامية للصحفيين، أو إعدادها في أفلام كرتونية حتى تغرس في أجيالنا خطورة هذا العدو وكيف يمكننا أن نقاومه".

إلى ذلك ثنى زيد الشامي عضو مجلس النواب على ما قاله الشميري، ودعا إلى نشر ثقافة الصمود والثبات حتى لاتصاب الأمة باليأس.

وقال: "لابد من إظهار الصورة الأخرى صورة الصمود، ولابد أن يصمد الإخوان في السجون وهذه السجون هي التي تخرج القادة، ويجب أن نعمل في اتجاهين هو دعم الأسرى والعمل على تحريرهم".

وشدد على ضرورة دعم إخواننا في فلسطين والعمل على تحريك المياه الراكدة لدى الأنظمة العربية، مشيرا إلى أن عدم تحرك الأنظمة العربية لاسترجاع الأسرى هو لأنهم يمارسون نفس الممارسات التي يرتكبها العدو الصهيوني وربما أشد.

من جهته أكد عبدالله الملحاني - محامي - أن ما تمارسه الأنظمة العربية أبشع مما تمارسه إسرائيل، داعيا في ذات الصدد إلى دعم المقاومة حتى نحرر الأسير الفلسطيني.

وقال عبدالله مجاهد نمران - مشارك - إن ما يمارسه الإسرائيليون ليس بغريب، لكن الأغرب هو ما يمارسه العرب بحق الفلسطينيين، كما أن الأغرب من ذلك هي تلك التقارير الصادرة عن منظمة هيومن رايتس عن وضع حقوق الإنسان في الوطن العربي في حين لا تتحدث عن وضع السجين الفلسطيني في المعتقلات الإسرائيلية.

إلى ذلك أكد يحيى الشامي - عضو اللجنة المركزية للحزب الإشتراكي اليمني - أن الممارسات الإسرائيلية التنكيلية بحق الفلسطينيين هدفها خلق هزيمة في الإرادة العربية.

وقال: إن هذه الممارسات استفادت منها الأنظمة العربية، حيث تستعين عدد من الأنظمة العربية بخبرات إسرائيلية لقمع شعوبها.

وحيا الشامي الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ودعا ممثلي الفصائل إلى إيصال تحياته وحبه لؤلئك الأسرى.

وقال شهاب الدين المحمدي - مدير الإعلام بوزارة الأوقاف - إن الأسرى هم الرجال في زمن عز فيه الرجال.

ودعا في مداخلته إلى دعم مؤسسة الأسير الفلسطيني إلى دعم المؤسسة بهدف إقامة فعاليات أسبوع الأسير الفلسطيني لهذا العام.

وشدد الدكتور عبدالباري دغيش - عضو مجلس النواب - على ضرورة أن تظل روح المقاومة هي السائدة، خصوصا وأن ثقافة الإستسلام سادت في الفترة الأخيرة.

وقال علي عبدالله القطيشي إن قضية الأسير الفلسطيني هي قضية الأمة جميعا لأن الأسير الفلسطيني لن يؤسر بشكل شخصي وإنما أسر من أجل قضية أمته.

وقال: إن العدو الصهيوني ضرب مثلا في الدفاع عن مواطنيه عندما أعلن استعداده الإفراج عن الكثير من الأسرى بهدف الإفراج عن شاليط.

ودعا إلى تفعيل المناسبات المرتبطة بالقضية الفلسطينية مثل يوم الأسير وأسبوع الأسير، ويوم الطفل وأسبوع التضامن وغيرها.

ودعا الحكام إلى عدم تعليق مساعدة الشعب الفلسطيني على شماعة الإنقسام، وتساءل: ماذا عمل الحكام العرب قبل الإنقسام، متمنيا على الشعوب العربية الإستمرار في دعم الإخوة الفلسطينيين وتنظيم المظاهرات التضامنية معهم.