''رحل الكريم وغاب عنا الضيغم '' في رثاء الشيخ الأحمر للشاعر: أبو فراس حازم يحيى صالح مرجان

هذه القصيدة رثاء و عزاء الى الشيخ / صادق بن عبدالله بن حسين الاحمر، و الشيخ / حميد بن عبدالله بن حسين الاحمر، و أخوانهما و الى الشعب اليمني و الأمة الاسلامية و العربية بوفاة شيخ مشايخ اليمن الشيخ الكبير المجاهد الوحدوي الجسور / عبدالله بن حسين الاحمر غفر الله له و أسكنه فسيح جناته

في كل شبر من بلادي مآتم

والحزن في اليمن السعيد مخيم

والنار تلفح في الجزيرة كلها

حزنا و ألوان الهموم تحوم

والدمع يهمي و القلوب كسيرة

والكل بالحزن العميق يتمتم

وأصيب بالاعياء شعب كامل

من هول ماسمعوا فلم يتكلموا

فبكيل تغرق بالمآسي حسرة

ونهار حاشد بالمصائب مظلم

لم لا يعم الحزن كل قبيلة

ويقض مضجعها الحديث المؤلم

ويزيدها أرقا رحيل زعيمها

خسروا جميعا بالمصاب وغرموا

لم لا تنوح من الفراق و تشتكي

والبدر يهوي كيف تحيها الأنجم

يتقاسمون بموته أحزانهم

فالحزن بين ضلوعهم يتقسم

بل كيف لا تبكي و لا تأسى وقد

رحل الكريم و غاب عنا الضغيم

رحل المجاهد و المناضل والذي

كل الورى من حلمه يتعلموا

شيخ المشايخ فالمشايخ كلهم

جعلوه شيخا بينهم يتحكم

غاب الأب الحاني فهم في غصة

قد مات والدهم و هم قد يتموا

كم مرة جاءت إليه شكاية

فتراه يفصل في النزاع و يحسم

من مثل عبدالله شيخ فاضل

يبكيه دوما ما يعاني المسلم

رحل المناصر و المعين لقدسنا

فالشيخ يجزل في العطاء و يكرم

مات الهمام و قد فقدنا فيه فكرا نيرا

ومهابة تسموا و قلبا يرحم

بل قد فقدنا فيه عقلا راجحا

فهو المدبر و الحكيم الملهم

يدري متى يرتاد لامة بأسه

ومتى يداري أومتى يتبسم

إن كان فقد الأهل خطب فادح

فمصابنا في الشيخ خطب أعظم

أنامن أعزي بالمصاب وكلنا

من بعده متحسر متألم

وجميعنا يكسواالشحوب وجوهنا

والبؤس يغلي في الفؤاد و يضرم

ومن المعزي والجميع بمحنة

والهم يفري أضلعا و يحطم

أنعيه للأبناء كيف و كلنا

أبناؤه فلي العزاء الأعظم

أم أنني أنعيه للشعب الذي

بثباته و شموخه يتقدم

أم أنني أنعيه للعرب التي

مازال يظهر حبها و يترجم

أم أنعيه للقدس التي

ذهب الأنيس لها و غاب البلسم

أكنني حقا أعزي أمة

برحيله خسى اليقاة و قزموا

فهي المعزي والمعزى أمتي

لكنه سيظل حيا يسهم

من ظن أن الشيخ مات ولم يزل

حيا بسيرته فذاك توهم

أولاده من بعده لمسيره

يرعونه و لدربه يترسموا

فهم الرجال المخلصون لشعبهم

ولدينهم كل يسود ويخدم

فلتكملوا ما قد بناه أبوكم

يخطي الشموخ وصادق يتزعم

أنا لم يكن قصدي بيان مناقب

للشيخ نعلمها فكل يعلم

لكنه ألم الفراق أصوغه

لأبوح بالحزن الذي لا يكتم

لو طولب الشعراء بالشعر الذي

يحصي مناقبه لكانوا أحجموا

أو قيل للخطباء هيا حدثوا

عن سر رفعته لكانوا الجموا

إن كنت قد قصرت حزني فلا

تبدون عجز في رثائكم أنتم

فلتذكروه عند بارئكم و لا

تنسوه و لتدعوا له و ترحموا

فالله يرحمه و على قدره

بجنانه و خيره يتنعم

بجوار خير المرسلين محمد

خير الوراى صلوا عليه و سلموا

 

 

المعزون : أسرة آل مرجان

عنهم الأستاذ / مجاهد علي مرجان