تقرير عن زيارة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر إلى جمهورية السنغال خلال الفترة من 7-10/مارس/2004م

تقرير عن زيارة الأخ الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب

إلى جمهورية السنغال للمشاركة في أعمال المؤتمر الثالث

 لإتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي

خلال الفترة من 7-10/مارس/2004م

بدعوة من معالي الأخ باب ديوب رئيس الجمعية الوطنية السنغالية وصل الأخ الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر – رئيس مجلس النواب مساء الأثنين الموافق 8/3/2004م إلى مطار العاصمة السنغالية داكار يرافقه وفد برلماني مكون من الأخوة :-

1-  الحاج/ عبدالواسع هائل سعيد.

2-  الشيخ/ جعبل محمد طعيمان .

3-  الأستاذ/ زيد علي دهشوش .

4-  الأستاذ/ صالح قائد الشرجي .

وذلك للمشاركة في أعمال المؤتمر الثالث لإتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي حيث كان في إستقباله بالمطار نائب رئيس الجمعية الوطنية والأخ محمد بيروفي الأمين العام المساعد للإتحاد والأخ قاسم عسكر جبران سفير بلادنا غير المقيم في السنغال وفي صالة التشريفات بالمطار رحب نائب رئيس الجمعية الوطنية برئيس المجلس والوفد المرافق ، مثمناً مشاركة بلادنا في أعمال المؤتمر مؤكداً أن الحضور فرصة لمناقشة العديد من القضايا التي تهم العالم الإسلامي .

رئيس المجلس أكد على أهمية الخروج بمقررات قوية لخدمة الإسلام والمسلمين ومواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها العالم الإسلامي من أعدائه الذين يستهدفون الإسلام تحت شعار محاربة الإرهاب المزعوم كما شكر جهمورية السنغال على إستضافتها للمؤتمر وتوجه بعد ذلك رئيس المجلس والوفد المرافق لمقر الإقامة .

وفي صباح يوم الثلاثاء الموافق 9/3/2004م بدأت أعمال المؤتمر الثالث لإتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي حيث أفتتح المؤتمر فخامة الرئيس السنغالي عبدالله واد وألقى كلمة أشار فيها إلى جملة من المتغيرات والأحداث التي برزت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م في الولايات المتحدة الأمريكية ، وما يواجهه الإسلام من هجمة واسعة ومحاولات عديدة للربط بين الإسلام والإرهاب ودعى إلى العمل الجاد لمواجهة هذه القضايا التي تؤثر على المسلمين بصورة مباشرة وتطرق إلى القضية الفلسطينية داعياً إلى ضرورة إيجاد الحل الشامل لها واختتم كلمته بدعوة المسلمين إلى التمسك بالقانون في كل ما يخص قضايا المسلمين لأن هذا الإلتزام هو إحترام لمبدأ الشورى وأهميتها في حياة المسلمين ، هذا وكانت قد ألقيت في حفل الإفتتاح كلمات ترحيبية من كل من الأخ عبدالواحد الراضي رئيس مجلس النواب المغربي ورئيس المؤتمر الثاني للإتحاد ثم كلمة الأخ باب ديوب رئيس المجلس الوطني السنغالي رئيس المؤتمر الثالث للإتحاد ثم كلمة ممثل أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي ثم كلمة سماحة الشيخ علي ناطق نوري رئيس المؤتمر التأسيسي لإتحاد مجالس الدول الأعضاء في المنظمة ، ثم كلمة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر وقد غادر فخامة الرئيس السنغالي قاعة المؤتمرات لتبدأ جلسة العمل الأولى ، حيث تم إنتخاب نائبين لرئيس المؤتمر من كل من تركيا وسوريا ومقرراً من المملكة المغربية ثم أقر المؤتمر جدول الأعمال الذي اشتمل على المواضيع التالية :-

1-  القدس الشريف وفلسطين والأراضي المحتلة الأخرى في سوريا ولبنان .

2-  الوضع في العراق .

3-  مكافحة الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة وإعادة التأكيد على الحق الشرعي في مقاومة الإحتلال والعدوان الخارجي بكل الوسائل الفردية والجماعية وفقاً لميثاق الأمم المتحدة .

4-  دعم الجهود الرامية إلى إقامة حوار مستدام بين البرلمانيين الإسلاميين والغربيين .

5-  تأثير العولمة على إقتصاديات الدول النامية خاصة الإسلامية منها .

6-  دفع الحوار بين الحضارات قدماً مع تركيز خاص على مواجهة الحملات الغربية ضد القيم الإسلامية .

بعد ذلك جرى المصادقة على تبادل صفة المراقب بين الإتحاد واللجنة الدولية للصليب الأحمر وتم التوقيع الفوري على إتفاقية تعاون بين الإتحاد واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

كما تم تشكيل ثلاث لجان متخصصة إحداها للشئون السياسية والبيان الختامي وقرارات المؤتمر والثانية للشئون الإقتصادية والثالثة للشئون الثقافية وقد باشرت اللجان أعمالها فور تشكيلها وشارك وفد المجلس في اللجان الثلاث بفاعلية في صياغة تقارير تلك اللجان إلى المؤتمر ، وقد استمع المؤتمر إلى تقرير الأمين العام عن أنشطة الإتحاد منذ إنعقاد الدورة الثانية للمؤتمر في الرباط كما تم المصادقة على تقارير الدورة الخامسة والسادسة لمجلس الإتحاد وكذا منح صفة المراقب في الإتحاد للجالية التركية في شمال قبرص وقد ألقت رئيسة برلمان شمال قبرص كلمة شكر للإتحاد ، ثم بدأ رؤوساء البرلمانات و رؤوساء الوفود البرلمانية المشاركة بإلقاء الكلمات .

وقد ألقى رئيس المجلس كلمة بلادنا حيث أكد رئيس المجلس على ضرورة أن يخرج المؤتمر بالقرارات والتوصيات التي من شأنها رفد العمل الجماعي بين أقطار الأمة العربية والإسلامية وتقوية روابط الأخوة والمحبة بما يمكن الجميع من مواجهة الهجمة الشرسة على الإسلام والمحاولات الرامية إلى الربط بين الإرهاب والمسلمين ، وأضاف في كلمته أن العالم الإسلامي مهدد بوجوده وحضارته وعقيدته رغم ما يملك من مقومات القوة والبقاء موضحاً أن الإنقسامات بين العرب أنفسهم والمسلمين هي التي اطمعت الأعداء في خيرات الأمة الإسلامية وجعلتهم يسعون لإشعال الفتن في أجزاء عديدة من العالم الإسلامي مشيراً إلى أن حالة الضعف لا تزال مستدركة وأن بمقدور الأمة تجاوز المحن بما تملك من عوامل قوة طبيعية كالأرض والإنسان وروابط روحية كرابطة العقيدة واللغة الواحدة والحضارة ذات الخصائص المشتركة وشدد رئيس مجلس النواب في كلمته على دعم نضال الشعب الفلسطيني حتى يتحرر من الإستعمار الصهيوني وتعلن دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، مطالباً الوفود المشاركة بالموافقة المبدئية على تبني قرار بإسم المؤتمر يلزم حكومات الدول الأعضاء بتخصيص جزءاً يسيراً من ميزانياتها السنوية لدعم الإنتفاضة الفلسطينية على غرار ما تقوم به المنظمات اليهودية والصهيونية في الغرب والتي تدعم بالمال والسلاح الكيان الصهيوني دون أن يستنكر ذلك عليها أحد أو يصفها بالمنظمات الإرهابية وندد رئيس مجلس النواب بالمعايير المزدوجة التي تصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب وتغض الطرف عن الذين يستخدمون الطيران الحربي لقتل المدنيين وقصف القرى والمساكن الأهلة بالسكان مؤكداً أن مثل هذا الحقد والغطرسة لا تزيد المسلمين إلا تمسكاً بحقوقهم وعلى رأس هذه الحقوق حق الشعب الفلسطيني في الإستقلال والحرية .

وحول أسلحة الدمار الشامل دعا الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من هذه الأسلحة التدميرية وفي مقدمة الدول الكيان الصهيوني الذي يملك ترسانة نووية كبيرة مشيراً إلى ما حصل للعراق وشعب العراق من دمار وإنتهاك لسيادته وإستقلاله بحجة وجود أسلحة دمار شامل حيث لم يرى العالم أثراً لتلك الأسلحة حتى اليوم وبعد مرور قرابة عام كامل على سقوط بغداد المهين للعرب والمسلمين ، مستغرباً سكوت العالم عن المطالبة بمحاسبة الكاذبين على الإنسانية والتاريخ .

واستعرض التحولات الكبيرة التي حصلت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وكيف أنها أصبحت تعمل مجتمعة ضد الإسلام والمسلمين ويتم التركيز على محاربة الجمعيات الخيرية والكليات والجامعات الإسلامية وتستهدف المناهج في العالمين العربي والإسلامي تحت ذريعة التطرف ومحاربة الإرهاب في ربط جائر بين الإرهاب والإسلام ودعى رئيس مجلس النواب إلى التوعية الجماهيرية بمخاطر الأوضاع الراهنة وكشف المخططات العدائية الظاهرة والباطنة التي تعادي الحضارة الإسلامية والعمل على مد المزيد من جسور التعاون فيما بين البلدان العربية والإسلامية على حد سواء وقال إن إقامة الحوار بين المسلمين وبين الغرب ضرورة تقتضيها الظروف ومصلحة الإسلام الذي يدعو إلى الحوار والتعايش بين الأمم مؤكداً على وقوف بلادنا مع كل الجهود الرامية إلى إقامة هذا الحوار سواء على المستوى البرلماني أو بين المثقفين وأصحاب الفكر والرأي ومراكز التأثير في المجتمع الغربي .

وحول موضوع العولمة والتجارة الحرة قال رئيس مجلس النواب أن العولمة اليوم تحاول فرض تصوراتها وحلولها للأوضاع الإقتصادية في العالم من منظور واحد داعياً إلى إشراك المجتمعات الغنية والفقيرة على حد سواء في حوار شامل متكافئ يضع تصوراً جديداً لإدارة العالم وأنه ليس من العدل ترك موضوع العولمة للأقوياء لأنهم أقوياء وتجاوز الفقراء لأنهم فقط فقراء فالأمر يمس الجميع ويؤثر على كافة الشعوب.

ودعا في ختام كلمته إلى الخروج بالقرارات الصائبة والقوية التي تنعكس إيجاباً على مجمل أوضاع الأمة العربية والإسلامية وبذل المزيد من الجهود الصادقة والمخلصة والأمينة من أجل نصرة الحق والوقوف ضد الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني مؤكداً على ضرورة أن يتحمل الحكام العرب المسئولية وأن يعملوا على إصلاح الأوضاع في المنطقة حتى يكونوا قدوة للأمة الإسلامية ، شاكراً الشعبة البرلمانية السنغالية الشقيقة على حسن الترتيب والإعداد للمؤتمر .

هذا وكان رئيس المجلس قد أجرى لقاءات جانبية على هامش المؤتمر مع كل من رئيس مجلس الشورى السعودي معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد حيث تحدث الجانبان عن العلاقات الثنائية التي تربط البلدين وكذا المجلسين ثم الهموم المشتركة التي تخص العالم العربي والإسلامي مؤكدين على أهمية مثل هذه اللقاءات البرلمانية التي تتيح للأشقاء الإلتقاء والتشاور والتحاور في كل ما يهم أمور المسلمين ، كما ألتقى رئيس مجلس النواب بدولة الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس الإتحاد البرلماني العربي حيث تطرق رئيسا المجلسين إلى الأوضاع في الأراضي المحتلة والممارسات الإجرامية لجيش الإحتلال الصهيوني وما يقدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات وضرورة مواصلة دعم نضال وكفاح الشعب الفلسطيني حتى يتحقق النصر المؤزر بإذن الله تعالى ، وأهمية أن يتبنى المؤتمر توصية من أجل تخصيص جزء ولو يسير من ميزانيات الدول الإسلامية الأعضاء في الإتحاد تخصم سنوياً لصالح الإنتفاضة الفلسطينية .

كما إلتقى رئيس المجلس مع الأستاذ كريم يونس رئيس المجلس الوطني الشعبي الجزائري حيث جرى خلال اللقاء الحديث حول العلاقات الثنائية وكذا الإنتخابات الرئاسية الجزائرية القادمة والأوضاع المتردية في الساحة الفلسطينية ودور العرب والمسلمين في مساندة الشعب الفلسطيني في مقاومته للإحتلال .

كما إلتقى رئيس مجلس النواب بسماحة الشيخ مهدي كروبي رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني حيث أكد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب لنظيره الإيراني على أهمية اللقاء تحت مظلة المؤتمر البرلماني الإسلامي أملاً أن يخرج المؤتمر بنتائج مثمرة وقوية وصادقة تخدم قضايا المسلمين وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأقصى الشريف الذي هو قضية المسلمين مشدداً على ضرورة التركيز على السبل الكفيلة بإنقاذ الشعب الفلسطيني وتحرير ثالث الحرمين الشريفين.

رئيس مجلس الشورى الإيراني عبر عن شكره لمواقف رئيس مجلس النواب القوية والحكيمة تجاه حقوق الشعب الفلسطيني وقال أن اللقاءات المتكررة تدل على أن المسلمين يدركون جيداً الظروف التي يعيشونها وضرورة إتخاذ مواقف تجاه تلك الظروف كما أشار إلى أن المسلمين الآن يدركون حجم الضغوط على الإسلام وخاصة عداء الإدارة الأمريكية للعديد من الدول الإسلامية لا سيما إيران التي تجاهلت كل الضغوط عليها ومضت في طريق تحقيق التقارب بين المسلمين حتى لا تكون الأضرار كثيرة وأكد على حق الشعب الفلسطيني في النصرة من قبل المسلمين وكذا حقه في الدفاع عن نفسه وقد طلب رئيس مجلس النواب من نظيره الإيراني دعم مقترح يدعو إلى توصية يصدرها الإتحاد بضرورة إستقطاع مبالغ مالية سنوية من ميزانيات الدول الأعضاء في الإتحاد لصالح كفاح الشعب الفلسطيني فأيد الجانب الإيراني المقترح ، كما جرى الحديث عن الأوضاع في العراق وضرورة إنهاء الإحتلال وأن تجرى إنتخابات يقرر فيها الشعب العراقي ما يراه لمصلحة بلده .

كما إلتقى رئيس مجلس النواب في مقر إقامته بالأخ باب ديوب رئيس الجمعية الوطنية السنغالية ورئيس المؤتمر الثالث للإتحاد حيث وجه له رئيس المجلس الدعوة لزيارة بلادنا وقد قبل تلك الدعوة ثم أوضح رئيس المجلس لنظيره السنغالي أن دواعي الحضور والمشاركة في المؤتمر كثيرة ومن أهمها الدفاع عن القضايا الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية كما طلب من رئيس الجمعية الوطنية دعم مقترح اليمن بتخصيص جزء يسير من ميزانيات الدول الإسلامية لصالح الإنتفاضة الفلسطينية وهو الشيء المتيسر للمسلمين في الظروف الحالية وقد أيد باب ديوب المقترح وقال سندعمه في البيان الختامي ثم أوضح رئيس الجمعية الوطنية السنغالية أن إهتمامه خلال ترؤسه للمؤتمر سوف يتركز على ثلاث محاور رئيسية وهي :

1-   دعوة المثقفين في الدول الإسلامية للإجتماع في داكار لكي يعدوا وثائق حول الهجمة الشرسة على العالم الإسلامي وأن تجرى حوارات بين هؤلاء وأصحاب الفكر والرأي من الغرب وتكون الحوارات في إطار مجلس الإتحاد .

2-   دعوة النواب في الدول الإسلامية لكي ينظمو لقاءات مع نظرائهم في البرلمانات الغربية يشرحوا لهم فيها الإسلام وقيمه العالية لأن الفكرة لدى الغربيين عن الإسلام خاطئة .

3-   العمل على إنشاء محطة تلفزيونية في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي تهدف إلى التعريف بقضايا المسلمين وتصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة عن الإسلام مثل الإرهاب وغيره .

وقد أكد رئيس مجلس النواب لرئيس الإتحاد دعم مجلس النواب اليمني لهذه المبادرات والأفكار الطيبة التي من شأنها فعلاً خدمة العمل الإسلامي وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الآخرين عن المسلمين والإسلام .

كما ألتقى رئيس المجلس في مقر إقامته بالأستاذ إبراهيم عوف الأمين العام لإتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي الذي شرح لرئيس المجلس الجهود التي سبقت إنعقاد المؤتمر شاكراً ترشيح بلادنا له مجدداً لمنصب الأمين العام للإتحاد ، وأوضح الأمين العام أن هناك محاولات صهيونية دائمة للوقيعة بين العالم الإسلامي والغربي بغية زرع الفتنة وأن الأمر يقتضي التواصل مع هؤلاء لتفويت الفرصة وذكر أنه كان قد أجرى إتصالات عديدة مع منظمة الأمن والتعاون الأوروبي ودعى رئيسها لحضور المؤتمر بغية كسر الحواجز وفتح أفاق للحوار والنقاش ولكنه لم يحضر رغم وعده بذلك ، مؤكداً أن المسلمين ضد فكرة صراع الحضارات وأن الحوار هو خير وسلة للتقارب والتعاون وكذا من أجل إفساد مساعي الصهيونية لتأليب الغرب على العالم الإسلامي .

وقد أكد له رئيس المجلس أن الحوار بالنسبة للمسلمين مع غيرهم من الأمم الأخرى هو دين لأن الله يأمر المسلمين بالمجادلة بالحسنى وهذا هو المطلوب واللازم خاصة في المرحلة الراهنة التي تشهد تعصباً أعمى ضد الإسلام ومحاولة الربط الظالم بينه وبين الإرهاب والتخلف مما يؤكد الحاجة إلى تصحيح تلك المفاهيم .

وفي يوم الأربعاء الموافق 10/3/2004م استقبل فخامة الرئيس عبدالله واد رئيس جمهورية السنغال بمكتبه الأخ الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس المجلس الذي نقل إليه في مستهل اللقاء تحيات فخامة أخيه الرئيس علي عبدالله صالح وتمنياته له بموفور الصحة والعافية وللعلاقات بين بلادنا وجمهورية السنغال التطور والنماء وقد شكر فخامة الرئيس السنغالي لبلادنا المشاركة في أعمال المؤتمر مشيداً بالدور الذي تلعبه بلادنا في مناصرة القضايا التي تهم الأمة العربية والإسلامية مقدراً المواقف المعلنة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إرهاب على أيدي قوات الإحتلال الصهيوني أما رئيس المجلس فقد عبر عن سروره البالغ بالحضور والمشاركة شاكراً للسنغال دورها في رعاية القضايا الإسلامية وإهتمامها بأحوال المسلمين سواء في القارة الأفريقية أو في العالم مؤكداً على أهمية خروج المؤتمر بالقرارات التي تخدم الإسلام والمسلمين بصورة ملموسة بعيدة عن البيانات والصخب الإعلامي الذي لم يعد يسمن ولا يغني من جوع وأكد أمام الرئيس السنغالي على ضرورة أن يكون الزعماء أقوياء لأن الضعف والإستسلام لا يزيد الأعداء إلا عتواً ونفوراً وغطرسة أضف إلى ذلك ما يحمله الضعف أمام الأعداء من تخلٍ عن المسئولية وتضييع للأمانة .

وفي تمام الساعة التاسعة مساءً الأربعاء الموافق 10/3/2004م عقدت الجلسة الختامية لتلاوة مشروع البيان الختامي للمؤتمر حيث تقدم رئيس المجلس بمقترح حول ضرورة إصدار تشريعات من البرلمانات الأعضاء في الإتحاد تلزم الحكومات بإستقطاع جزء يسير من ميزانياتها السنوية لدعم الإنتفاضة الفلسطينية لما لذلك من أثر إيجابي في إستمرار نضال الشعب الفلسطيني ضد المحتلين ولأن مثل هذا الدعم الرمزي له قيمة معنوية كبيرة وفائدة إيجابية تؤثر إيجابياً على الروح المعنوية لأخواننا الفلسطينيين وتشعرهم أن الأمة العربية والإسلامية تقف إلى جانبهم وتعيش معاناتهم وألامهم ومقترح آخر حول تشجيع الحوار الإسلامي الغربي والدفع به إلى الأمام من خلال تشكيل آليه عمل لإجراء الحوار الذي سوف يوضح الكثير من اللبس ويدحض العديد من الشبهات حول الإسلام التي يغذيها الإعلام المعادي ، وقد وافق المؤتمر على مقترحات بلادنا لإدراجها في البيان الختامي .

وبعد نقاشات مطولة ومداخلات عديدة ثم قراءة البيان الختامي من قبل مقرر المؤتمر الأخ عبدالله الوارثي من الشعبة البرلمانية المغربية ، حيث أدان المؤتمر سياسة الإستيطان الإسرائيلي الذي يتعارض مع المواثيق الدولية مشيراً على خطورة الإستمرار في إقامة جدار الفصل العنصري الذي يلتهم المزيد من الأراضي الفلسطينية .

كما أدان المؤتمر المحاولات الرامية إلى تغيير الواقع القانوني والديموغرافي لمدينة القدس وكذا الإستمرار في الحفريات أسفل الحرم القدسي وطالب المؤتمر الأعضاء البرلمانيين العمل على رفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني جراء ما يعانيه من عقاب جماعي وتدمير لأراضيه ومصادرة لأمواله ووضع حد للعدوان المستمر والمتصاعد على هذا الشعب .

وأكد المؤتمر على التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة كاملة دون إنتقاض وفقاً لقرارات الشرعية الدولية كما أدان المؤتمر قانون محاسبة سوريا بإعتباره تدخلاً سافراً في شئونها الداخلية .

ورحب المؤتمر بالجهود الدولية الهادفة إلى إعادة إحياء عملية السلام في المنطقة وفقاً للمبادرة العربية في قمة بيروت وأدان المؤتمر الحملة الإعلامية المغرضة التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية والدول الإسلامية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر والهادفة إلى محاربة الإسلام وثني المملكة عن أداء رسالتها الإنسانية السامية في نشر الإسلام والدعوة إلى الله بالحسنى .

كما رفض المؤتمرون مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يعد أيضاً تدخلاً في الشئون الداخلية لدول المنطقة وإعتباره حلقة من حلقات الهيمنة التي تستهدف السيطرة على مقدرات الشعوب وطالب المؤتمر بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمة ذلك الكيان الصهيوني المزروع في الشرق الأوسط الذي يملك ترسانة ضخمة مدعومة من أمريكا .

ودعى المؤتمر إلى تفعيل التنسيق في المواقف العربية والإسلامية إزاء القضية الفلسطينية كما دعى البرلمانات لتعزيز جهودها الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني ويؤكد على أهمية الدعم الكامل لكفاح الشعب الفلسطيني ويوصي برلمانات الدول الأعضاء في الإتحاد بإصدار تشريعات تلزم الحكومات بتحديد جزء رمزي من الميزانية السنوية لدعم الإنتفاضة الفلسطينية وضمان إستمرارها حتى يتحقق النصر للشعب الفلسطيني وتعلن دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف .

وتطرق البيان إلى جملة من المواضيع المتعلقة بالأوضاع في العراق حيث أدان المؤتمر إحتلال العراق ويدعو إلى إنسحاب قوات الإحتلال نفسها في أسرع وقت ، ويدعو للحفاظ على وحدة وسلامة أراضي العراق وحفظ إستقلاله وسيادته ويدعو المؤتمر المجتمع الدولي بكافة هيئاته للمساعدة في إعادة إعمار العراق .

وحول الإرهاب ومكافحته أعرب المؤتمر عن إدانته للإرهاب بجميع أشكاله بما في ذلك إرهاب الدولة ويؤكد أن الإحتلال الأجنبي هو ذروة الإرهاب وأبشع أشكاله ويدعو إلى عقد مؤتمر دولي لتعريف الإرهاب والتفريق بينه وبين الحق المشروع للشعوب في مقاومة المحتل وأعرب المؤتمر عن رفضه للمحاولات الرامية إلى ربط الإرهاب بالدين الإسلامي مؤكداً أن الإرهاب ظاهرة عالمية لا دين لها ولا وطن .

ويدعو المؤتمر إلى نبذ سياسة الكيل بمكيالين والإنتقائية في تطبيق القانون الدولي الذي تمارسه الولايات المتحدة لأن ذلك يرسخ الشعور بالأحباط ويساعد على إنتشار ظاهرة الإرهاب ، وأكد المؤتمرون على دعم الجهود الرامية إلى إقامة حوار مستدام بين البرلمانيين الإسلاميين والغربيين وقد قرر المؤتمر إنشاء مجموعة إتصال لهذا الغرض .

وحول العولمة وتأثيرها على إقتصاديات الدول النامية دعى المؤتمرون إلى تطوير وسائل الإنتاج وتخفيف الأنفاق على التسلح ودعم جهود التنمية والعمل على إنشاء السوق الإسلامية المشتركة وتسهيل تبادل المعلومات والبيانات بين الدول الإسلامية وتنسيق السياسات الجمركية في البلدان الإسلامية وفتح الفرص أمام الإقتصاديين والمفكريين الإسلاميين في بحث أسباب ضعف التكامل الإقتصادي بين الدول الإسلامية ، وأكد المؤتمرون على ضرورة تشجيع واستقطاب رأس المال الإسلامي للإستثمار في البلدان الإسلامية وتوفير الفرص أمامه مع تقديم الضمانات الحقيقية لنجاحه .

كما أوصى المؤتمر بضرورة إنشاء مجموعة إتصال  داخل كل برلمان عضو في الإتحاد تعنى بالحوار وتطوير الثقافة مع الأخرين بالتنسيق مع الحكومات حتى يحقق هذا الحوار أهدافه.

هذا وقد أختتم المؤتمر بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم كلمة شكر من المجموعة العربية القاها الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني رئيس الإتحاد البرلماني العربي وأخرى عن المجموعة الأسيوية ألقاها الشيخ أحمد كرديش من مجلس الشورى الإيراني وكلمة لممثل البرلمان السنغالي ثم الختام بكلمة رئيس الجمعية الوطنية السنغالية ورئيس المؤتمر الثالث للإتحاد الأخ باب ديوب .

الجدير بالذكر أن الشيخ عبدالله كان قد قرر السفر ظهر الأربعاء قبل إنتهاء أعمال المؤتمر وأبلغني بعمل الترتيبات لذلك وبعدها بقليل ونحن في قاعة المؤتمر قال لي لقد جئنا من اليمن من أجل القضية الفلسطينية ولدينا الآن مقترحات لإدراجها في البيان الختامي وإذا سافرنا الآن سوف نفوت هذه الأفكار وعليه لا بد من البقاء حتى الإنتهاء وفعلاً تأخر الوفد لهذا السبب إلى يوم الجمعة 12/3/2004م للسفر حسب توفر الخطوط ، وكان بطبيعة الحال يوم الخميس 11/3/2004م يوم راحة للوفود التي لم تسافر وقررنا صباح الخميس الخروج إلى ضواحي العاصمة داكار للنزهة والغداء وتم ذلك وفي طريق العودة إلى العاصمة داكار وفي تمام الساعة (4:30) عصراً تقريباً وبينما كان رئيس المجلس في السيارة الرسمية للضيافة ومعه حارس من السلطات السنغالية انفجر الإطار الخلفي للسيارة المقلة له وبدأت تحيد السيارة عن وضعها ولم يستطع السائق السيطرة عليها فخرجت من الخط الرئيسي واصطدمت بشجرة ضخمة على جانب الطريق وحصل ما سمعتموه ونجا الشيخ عبدالله من تلك الحادثة بأعجوبة فلم نكن ونحن نشاهد الحادث مصدقين أنه سيخرج من فوره من السيارة ويطالبنا ونحن نحمله بتركه ليمشي على رجليه إلى السيارة الآخرى التي تم إسعافه بواسطتها إلى مستشفى برنسبال في العاصمة ومن ثم وبناءً على توجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية تم إسعافه في اليوم التالي بطائرة إخلاء طبي خاصة إلى باريس وقد تابع الشعب اليمني بعد ذلك تصريحاته عبر وسائل الإعلام والتي طمأنت الجميع أن صحته طيبة جداً وهو الآن في الرياض لإستكمال بقية العلاج ولأخذ فترة نقاهة وسوف يعود بإذن الله تعالى في الوقت المناسب .

إنتهــــى..

عبد القوي ناجي القيسي

مدير مكتب رئيس المجلس

سكرتير الوفدر الوفد