اللقاء الاسبوعي يعتبر الاستبداد أفة وداء عضال وسبب شقاء الامة وينبغي معالجتة بالشورى وتقوية النظام المؤسسي

   اكد الاخ الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب على اهمية اثراء موضوع " الاستبداد "  بالنقاش والبحث والدراسة من قبل الباحثين والسياسين والمتخصصيين  والخروج برؤى ومعالجات ناجعه تضع حدً لاضرارة ,

    مشيرا الى ما تعانية الامة جراء هيمنة الاستبداد  على دولها , وان بمقدور الشعوب العربية والاسلامية التي تشجع المستبد وترضح للاستبداد ,  ان  ترفض الاستبداد وتمنع استمرارة و تمتع بحريتها المشروعة .

جاء ذلك في سياق المناقشات والملاحظات الدائرة حول موضوع " الاستبداد "  والذي وقف امامه اللقاء الاسبوعي  المنعقد برئاسة الاخ الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب  عصر اليوم .

وذلك في ضوء الورقة المقدمة من الاخوين الاستاذ سليمان الاهدل والدكتور محمد عبد العزيز  تحت عنوان " الاستبداد السياسي – العالم العربي و الاسلامي نموذجا "

   حيث استعرضت الورقة مخاطر الاستبداد  السياسي على مستقبل الانسان , باعتبارة الداء العضال الذي تعاني منه البشرية , والمسئول عن كوارثنا وماسينا منذ قرون عديدة وحتى اليوم . موضحة ان

الحرية نقيض الاستبداد وهي مطلب فطري لكل إنسان معتبر الاستبداد السياسي عمل تعطيل للامة وقتل لمواهبها ومعيق لتنميتها تسعى البشرية دائماً للتخلص منه والسعي لنيل الحقوق المقدسة وهي العقيدة والحياة الكريمة والحرية السياسية والعدالة الاجتماعية " وعرفت الورقة الاستبداد السياسي بأنه تصرف الإنسان في الحكم دون الرجوع إلى المحكومين و له   عدد من المرادفات ككلمة جبار وطاغية وظالم .... الخ.
كما اعتبرت الورقة  الاستبداد السياسي نوعا من الرق الجماعي " استعباد معاصر للشعوب " لأنه يجعل الحاكم المستبد يعمل ما يحب دون العودة إلى عقد الشراكة بين الحاكم والمحكوم وهو الدستور ويتم تعطيل الدساتير ويعمل الحاكم ما يحب " مستعرضةٌ بعض  الأضرار الناجمه عن الاستبداد ومنها انه يعطي المستبد حصانه من المساءلة  فيصبح " لايسال عما يفعل " وهذا حق الاهي لا يجوز منازعتة   بالاضافه الى انه يخل مبداء المساواة بين أبناء المجتمع ويؤدي إلى اضطراب القيم والمبادئ الإنسانية بين بني البشر,

 وانتقد ت الورقة الثورات التي اندلعت  في العالم العربي والإسلامي و قادها المصلحون بهدف التخلص من  الاستبداد سواء الداخلي أوالخارجي فقد اهتمت بإزالت الاستبداد وتركت المستبد "  مما حكم عليها بالفشل في تحقيق النتائج التي قامت من اجلها لانها استبدلت مستبد او مستعمر باخر مستبد  قد يكون اشد ا ستبدادا مما سبقة .

 ورات الورقة ان الاستبداد اصل الداء وان دواءة يتمثل في دفعه بالشورى الدستورية مع ايجاد اليات فعالة لتحويل الشورى الى  امر واقع , وان الشورى هي كل ما توصل الية الانسان في عصرنا هذا من  ديموقراطية حديثة .

مشيرين الى ما آل اليه الحال في العالم الحر  من تقدم وتطور شمل كل المجالات نتيجة اتباعهم النهج الديموقراطي والاليات المتطورة في اختيار اولى الامر في السلطات الثلاث  بحرية وشفافية لا متناهية , وان هذه الاليات المسماة بالديموقراطية وهي آلية تتطابق مع الشورى في الاسلام ,

 

    هذا وقد شهد اللقاء الاسبوعي  حضوراً لافتاً من سياسيين ومفكرين وعلماء ومثقفين .اجمعت مناقشاتهم وتعقيباتهم على خطورة الاستبداد وعواقبة الوخيمة , وما لحق بالعالم العربي والاسلامي من تشوهات مروعة طا لت مختلف مناحي الحياة وكل قيم المجتمع , بل وانسانية الانسان , ودمر كل خلايا العافية في جسد الامة  من نهب الثروات وسلب الحريات وضياع الحقوق وقتل بؤر الابداع فيها , حتى صارت اضعف الامم واكثرها تعرضا للاذلال والانتهاكات .

    وان الاستبداد نبتة شيطانية يرفضها ديننا الاسلامي وتخالف فطرة الا نسان , وافة تكرس الظلم والضعف  في المجتمع , وتركز السلطة والقوة لدى الحاكم , بينما الديموقراطية تجعل السلطة بيد المجتمع .  

    واعتبر اللقاء الاسبوعي الديموقراطية آلية صحيحة للشورى  وانها الدواء الناجع للشفاء من الاستبداد , ويتاتى ذلك من خلال اعتماد النظام  المؤسسي بدلا من حكم الفرد , وتقوية دور السلطات الثلاث , فالقضاء القوي المستقل القادر على فرض احترام القانون والدستور ومنع الظلم والدفاع عن حقوق المجتمع , والسلطة التشريعية القويه ذات الصلاحيات الكاملة التي تمكنها من سن تشريعات تناهض الاستبداد وايقاف سو استخدام الصلاحيات والوظيفة العامة  لمصلحة شخص بعينة  على حساب المجنمع , في ظل دستور يمنع  تغول السلطة التنفيذية على بقية السلطات ويحدد صلاحياتها بوضوح.

   وخلص اللقاء الى ان اولى خطوات مقارعة الاستبداد تبداء من تنامي الوعي بخطورته  وادراك فوائد الحرية ,  فالامة التي لا تشعر بالالام الاستبداد لا تستحق الحرية , وكذا عدم الاستسلام له  وفقا لمقولة " حاكم غشوم ولا فتنة تدوم "  على اعتبار  ان الاستبداد لا ينمؤ ويتطور إلا في بيئة  لديها قابلية للاستبداد .

  وبالتالي فالاستبداد مشكلة تربوية في الاساس تحتاج لمعالجتها تنمية السلوكيات الديموقراطية  وقيم الشورى في شتىء مناحي الحياة , بدءً من البيت الى المدرسه والجامعة والنادي والحزب  و العمل  الى الدولة , وفرض احترام الدستور و التشريعا ت المنظمة لعملية التبادل السلمي للسلطة والفصل  بين السلطات  وضمان جعل الدولة تعبر عن المجتمع وليس الحاكم .

   مشددين على ضرورة الاستفادة من تجارب الامم المتقدمة ديموقراطيا , وكيف منحت الحاكم صلاحيات محددة , واطلقت يد الشعوب في ممارسة السلطة والاختيار الحر لاولى الامر في السلطات الثلاث  وبصلاحيات واضحة ولمدة  محددة , وكيف انعكس ذلك ازدهارا ونموا حضاريا شمل كل المجالات , وان ماوصلت الية جاء ثمرة للديموقراطية التي توصلوا اليها بعد تجارب مريرة وحروب دامية  اكلت الاخضر واليابس ,  في حين ان تلك القيم والمفاهيم  كا لشورى والحرية والمساواة من صميم ديننا وعقيدتناالاسلامية وفريضة كالصلاة والصوم وموجودة امامنا منذ 14 قرنا او يزيد .     يذكر ان من المتوقع ان يواصل اللقاء مناقشة " الاستبداد "  الاسبوع المقبل بمشيئة الله تعالى .