الشيخ صادق يدعو القائمين على الإعلام الرسمي في اليمن لإتاحة المجال له للعمل بحرية

 دعا الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر القائمين على وسائل الإعلام اليمنية الرسمية إلى إتاحة المجال للإعلام الرسمي للعمل بحرية.

وأكد خلال منتدى الأحمر - اليوم الاثنين والذي خصص لمناقشة واقع الإعلام العربي الرسمي قوميا وقطريا - أكد على ضرورة أن يكون هناك متنفس للإعلام الرسمي، وأن لاتقتصر مهمته على تغطية فعاليات المسئولين.

وانتقد الشيخ صادق تركيز وسائل الإعلام الرسمية على أخبار المسئولين، وقال إن وسائل الإعلام لا تغطي حتى أخبار الفعاليات الخيرية إلا إذا حضرها أحد المسئولين.

واستغرب الشيخ صادق "تغييب أحداث تونس ومصر في الإعلام الرسمي اليمني، وكأن الإعلام الرسمي هو من يحتكر البث في حين أن هناك كثير من القنوات تنقل الواقع كما هو" مضيفا: لم يعد المواطن يشاهد الإعلام اليمني فقط وإنما وسائل الإعلام كلها أمامه.

وعبر عن أسفه لاقتصار الإعلام الرسمي على جوانب لا تهم مشاكل وهموم الناس، مؤكدا أن الناس لم يعد يعبئوا بما يبثه الإعلام الرسمي نظرا لعدم ثقتهم به، مضيفا: لو أننا حصرنا أحجار الأساس التي يتحدث عنها الإعلام كل يوم لكنا بنينا دولة كماليزيا.

الشيخ صادق خلال مداخلته أشار إلى عدم حضور كثير من الشخصيات التي كانت ترتاد المنتدى، مؤكدا أن المنتدى سيظل لجميع اليمنيين كما هو بيت الشيخ عبدالله لجميع اليمنيين، مضيفا: وإذا كان هناك من يتخوف مما يدور في المنتدى من نقاشات فأقول له لاداعي لذلك فبيت الشيخ عبدالله هو بيت الجميع ويتسع لحديث الجميع، ولاداعي للخوف من قول الكلمة الصادقة ومن قالها هنا فهو آمن وسيظل آمن بمشيئة الله.

أخفق

وفي منتدى اليوم قدم الأستاذ يحيى عبدالرقيب الجبيحي مستشار مجلس الوزراء محاضرة عن واقع الإعلام العربي الرسمي اليوم، حيث اتهم الجبيحي الإعلام الرسمي العربي سواء القطري أو القومي بالتخلف والجمود، وقال: إنه أخفق في جذب انتباه المشاهد والقارئ والمستمع إلا ما ندر.

وأرجع الجبيحي سبب ذلك إلى استمرار الرقابة والتدخلات الرسمية المستمرة من جهة وبسبب ما وصفه بدناءة وضعف وانعدام الكفاءة، وانعدام الإخلاص لدى القائمين من جهة ثانية.

ووصف واقع الإعلام العربي الرسمي القومي والقطري بالفاشل، مضيفا: فبالرغم مما يصرف على وسائل الإعلام الرسمية ورغم توسعه إلا أنه لا يخرج في جوهره عن توجهات ثلاثة تتمثل في كونه إعلام رسمي وقطري يتسم بالدعاية والتضليل والكذب، وأنه أيضا إعلام تحريضي، وإعلام خائف وخافت.

واعتبر الجبيحي الجامعة العربية سببا من أسباب فشل الإعلام القومي العربي، باعتبار أنها تواجه ضغوطا من قبل بعض الأنظمة العربية على حساب البعض الآخر.

وأرجع أسباب فشل الإعلام العربي الرسمي إلى عدم وجود تعليم يقوي التفكير والإبداع، وعدم الاهتمام بالكوادر الإعلامية المؤهلة علميا وعمليا، وعدم وجود ديمقراطية حقيقية في الدول العربية خاصة، وعدم حيادية وسائل الإعلام العربية بوجه عام، وفقدان الهوية العربية في معظم البرامج، والخلط بين حقوق المواطنة والانتماء السياسي.

واعتبر من ضمن الأسباب غياب الشعوب في مختلف وسائل الإعلام مقابل ظهور الحكام ونقل كل حركاتهم وسكناتهم ليلا ونهارا، وعدم وجود سياسة إعلامية ناضجة تحافظ على القيم المتزنة.

الجزيرة

الجبيحي في الوقت ذاته انتقد الإعلام الخاص العربي، وقال إن معظمه لايمتلك حرية النشر إلا العدد الضئيل، مستثنيا من بين الكم الهائل من القنوات الخاصة العربية قناة الجزيرة، وقال: إن قناة الجزيرة تنقل الأخبار كما هي لكنها تمتلك طريقة استثنائية في تغطية الأحداث، وتعطي فرصة للرأي والرأي الآخر وتفتح المجال أمام مختلف التوجهات السياسية والثقافية والاجتماعية دون تدخل.

وأكد أنه بسبب التغطية الواسعة لقناة الجزيرة وإتاحتها المجال للحديث حول الأنظمة العربية فقد تسبب ذلك في ردود أفعال ضد هذه القناة من قبل بعض الأنظمة العربية ووصل بعضها إلى حد إلغاء مكاتبها ومراسليها المعتمدين.

وأضاف: بل إن قناة الجزيرة لم تسلم من العداء الأميركي لها رغم أن البعض يعتبرها مناصرة لبعض وجهات السياسة الأمريكية في المنطقة.

وأكد أن قناة الجزيرة تمثل بجوهرها استثناءا حقا من خلال دورها المحوري في تحريك عواطف وتطلعات الشارع العربي تجاه قضاياه ومطالبه العادلة بجانب رعايتها للثورات الشعبية كما هو الحال في تونس ومصر مؤخرا لتصبح تباعا لذلك الصانع الأول للآمال والأهداف والتطلعات العربية الجديدة.

الجبيحي عبر في سياق حديث عن الجزيرة عن مخاوفه على مستقبل القناة، حينما تجد نفسها محاطة بعداء جماعي من قبل الأنظمة العربية وغيرها.

 

مصادر للتزييف

المحاضر الجبيحي اعتبر الإعلام العربي الرسمي مصدرا من مصادر التزييف، وأداة لتبرير بعض توجهات الأنظمة العربية الفاسدة، وتسويقا لوجهات نظر رسمية تخدم الخاصة على حساب العامة وتغطية للعيوب الرسمية الفاضحة.

وقال: لقد بات الإعلام العربي الرسمي هو الذي يصنع صورة الإنسان العربي في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فيجعل القبيح جميلا والعكس صحيح، وتحول من مهمته المتمثلة في التنوير إلى التحريض.

واعتبر المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء أن الإعلام الحق هو الذي يحسن استغلال البث الفضائي والتكنولوجي الحديثة في نقل نبضات الجماهير وحركاتها وسكناتها بدلا من اقتصار الاستفادة على الجانب التقني فحسب.

الجبيحي دعا في ختام محاضرته إلى إيجاد استراتيجية عربية مشتركة للإعلام العربي تقوم على تحقيق أهداف وتطلعات واضحة قابلة للتنفيذ تخدم الشعوب وليس الأنظمة.

وشدد على ضرورة معرفة الفارق بين الرسالة الإعلامية الموجهة للوطن العربي والموجهة إلى خارجه، وإيجاد حيادية في أداء الإعلام العربي القومي بعيدا عن الخلافات والمنازعات والصراعات والتناقضات العربية العربية ولو بالحد الأدنى من هذه الحيادية.

واعتبر أن إلغاء الجامعة العربية وكل ماله صلة بها من هيئات ومؤسسات ومجالس إعلامية وغيرها، سيحسن من مستوى أداء الإعلام القومي العربي، معتبرا الجامعة العربية أهم أسباب المشاكل العربية العربية، لكنه طالب ببديل مناسب يراعي خصوصيات حاضر ومستقبل الشعوب.

أما فيما يتعلق بالإعلام العربي الرسمي وليس القومي فشدد للخروج من حالة الفشل التي يعيشها على ضرورة وجود أنظمة سياسية تعددية فاعلة، والإهتمام بالتعليم القائم على التفكير والإبداع وليس على المحاكاة، وعدم تقييد الإعلام مع أهمية أن يكون محايدا.

 

أنشأ الكذب

وفي مداخلته خلال المنتدى اتهم الدكتور سيف العسلي وزير المالية السابق الإعلام الرسمي بإنشاء الكذب، وبالتالي فإن المطلوب هو التخلص من الكذب والإمتناع عنه.

وقال: نحن اليوم في متاهة إعلامية لاندري أين نتجه، لذا فنحن بحاجة إلى ثورة لإخراج وسائل إعلام صادقة، والثورة تكمن في تحري الصدق.

وأضاف: للأسف لدينا خصومة مع الحقيقة حتى في مساجدنا، وما يعرض في القنوات للأسف فإن فيه إشكالية تكمن في الكذب.

من جهته أكد يحيى الشامي عضو اللجنة المركزية للحزب الإشتراكي اليمني أن جوهر أزمة الإعلام العربي أو الفشل هي طبيعة الأنظمة سواء أكانت قومية أو قطرية، حيث أفضت هذه الأنظمة إلى ممارسة الكذب والتضليل، وسعت إلى منع الشعوب من الوصول إلى حقها في المعلومة وكأن الإعلام حفنة تراب.

وأكد أن المدخل لإخراج الإعلام العربي من فشله هو مواصلة الشعوب للنضال من أجل الحرية حتى إيجاد حياة ديمقراطية تعددية فكرية سياسية، "ومالم توجه السهام للحد من اللذين استولوا على الثروة والتخفيف من الجشع فإن المشكلة ستظل قائمة".

ودعا الصحفي عرفات مدابش رئيس تحرير موقع التغيير نت إلى العمل على أن يكون تحرير الإعلام هدفا لكل من يعملون في حقل الإعلام.

واعتبر مدابش الذي يعمل مراسلا لعدد من وسائل الإعلام الأجنبية أن الإعلام الرسمي العربي هو انعكاس لحالة الأنظمة نفسها.

أما الأستاذ/ عبدالقوي القيسي مدير منتدى الأحمر فأكد أن مشكلة الإعلام العربي تكمن في غياب المهنية الإعلامية، مشيرا إلى أن ما هو حاصل في الإعلام العربي هو عدم انتقاء المؤهلين الحقيقيين، وجعل الباب مفتوحا لكل من هب ودب.

وقال: من عيوب الإعلام العربي الرسمي أنه لايعبر عن هموم الناس وهو يعبر دائما عن من يدير العمل أو الحزب، أما مشاكل الناس فالإعلام العربي لايتحدث عنها وإن أعطى مساحة لها فهي لا تتجاوز 3% من مساحة التطبيل للحكام.

وأضاف: إعلامنا لايهتم بالثقافة بقدر ما يهتم بالمسلسلات والرقص، كما أنه ليس لديه رسالة حضارية فهو لايغير العادات السلبية ولا يهذب الأخلاق وقليل ما يتحدث الإعلام الرسمي عن هذا.