الشيخ صادق الأحمر لــ" عكاظ" : نحذر الإيرانيين من استغلال أوضاع اليمن، وهناك أطراف تظن أنها مستفيدة من زعزعة الأمن

 

حذر الشيخ صادق بن عبد الله بن حسين الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد (كبرى القبائل اليمنية) ورئيس تحالف قبائل اليمن، حذر الايرانيين من استغلال الأوضاع في اليمن مؤكدا أن ذلك لن يكون في مصلحتهم ولا مصلحة من يستغلونهم لإحداث الفوضى.

 وقال الأحمر في حوار مع " عكاظ" أن الحوثيين لم يتخلوا عن السلاح وبعيدون عن العملية السياسية وتصريحاتهم عن الانفصال تكشف وجههم الحقيقي ومشروعهم الهادف لتمزيق البلاد . وثمن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتجنيب اليمن الصراعات ونزيف الدم ، قائلا إنه لا ينكرها الا جاحد. وشدد على أن الحوار الوطني اليمني هو الحل المناسب لجميع القضايا الشائكة.

 وفيما يلي ما دار في الحوار :

بداية كيف تنظرون الى دور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحرصه الدائم على إنجاح التغيير في اليمن بصورة سلمية بعيدا عن الصراعات ونزيف الدم ؟
خادم الحرمين الشريفين كان له الدور المهم في إنجاح التغيير في اليمن. والدليل أن توقيع اتفاق المبادرة الخليجية تم برعايته وحضوره بالرغم من مراوغة الرئيس السابق علي عبدالله صالح التي استمرت لعدة شهور. وحقيقة جهود الملك عبدالله مستمرة ولا ينكرها إلا جاحد. ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نعبر عن شكرنا وتقديرنا لما بذله خادم الحرمين الشريفين وحكومته والشعب السعودي الشقيق .
لكن هناك أطرافا مغرضة ترى في إصرار الدول الراعية للمبادرة الخليجية بما فيها المملكة على إنجاح الحوار الوطني اليمني وتنفيذ كافة بنود اتفاقية الرياض تدخلا في شؤون اليمن الداخلية، فما تعليقكم؟
المبادرة الخليجية ارتضتها القوى السياسية في اليمن بديلا عن المصير المجهول الذي كان النظام السابق يخطط لإدخال اليمن فيه. وعلى أي وسيط بين طرفين متابعة الحل الذي طرحه حتى لا يخرج أحدهما عما تم الاتفاق عليه. ومن يروجون لمثل هذا الكلام هم في الحقيقة يريدون عرقلة تنفيذ اتفاق المرحلة الانتقالية لأنهم لا يعجبهم أن تخرج اليمن إلى بر الأمان .
كيف تقرؤون مستقبل اليمن وإمكانية إنهاء الأزمة بشكل نهائي ؟
بمشيئة الله مستقبل اليمن إلى الخير وأملنا في الله كبير. كما أن ثقتنا في الدول الشقيقة والصديقة خصوصا المملكة العربية السعودية تجعلنا نتفاءل بأن المستقبل سيكون أفضل. ومتابعة هذه الدول لتنفيذ المبادرة الخليجية ستحقق إنهاء الوضع القائم وتحسن الحال .
ما موقفكم من الدعوات المطالبة برحيل أطراف سياسية يرى البعض أنها تعرقل استحقاقات المرحلة الانتقالية وتسعى لاستمرار الفوضى؟
في الحقيقة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والدول الراعية للمبادرة الخليجية يعرفون جيدا الأطراف التي تسبب الفوضى والمستفيدين من عرقلة نقل السلطة. ولذلك فإننا نطالب الرئيس والدول الراعية للمبادرة الخليجية تحديد الأطراف المعرقلة واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاهها وإعلانها أمام الرأي العام .
في رأيكم ما هو دور الحوثيين في العملية السياسية ؟
الحوثيون مطالبون بالتخلي عن السلاح والدخول في العملية السياسية عبر تنظيم سياسي. لكنهم حتى الآن لم يتركوا السلاح وبالتالي فهم بعيدون عن العملية السياسية. وتصريحات الناطق الرسمي باسمهم لدعم الانفصال تكشف وجههم الحقيقي وتبين أن مشروعهم يهدف إلى تمزيق اليمن. وهذا لا يخدم سوى أعداء البلاد .
ما هو الدور الذي ينبغي أن تضطلع به القبيلة في ردع المخططات الخارجية خاصة الإيرانية التي تسعى لتحويل اليمن إلى بؤرة صراع ؟
القبيلة ساندت الثورة وقدمت التضحيات لأنها ملت الحروب والصراعات التي كان يغذيها النظام السابق. ورأت أنها بدعمها أهداف الثوار في الساحات لتحقيق الدولة المدنية التي سبب غيابها كل المصائب لليمن. فالتضحيات قدمت من القبائل ومن كل الشعب اليمني للوصول إلى مستقبل أفضل لكل اليمنيين. ولن تسمح القبيلة بأي حال من الأحوال سواء للمخططات الداخلية أو الخارجية بأن تحول دون تحقيق ما حلم به أبناء الشعب اليمني وقدم لأجله التضحيات. واعتقد أن من يسمح بذلك يكون خان دماء الشهداء وتضحياتهم. ونحذر الإيرانيين من استغلال الأوضاع في بلادنا لأن ذلك لن يكون في مصلحتهم ولا مصلحة من يستغلونهم لإحداث الفوضى فنحن لن نسمح بإنتاج قوة غير قوة الدولة .
هل ستشاركون في الحوار الوطني المقرر اجراؤه في شهر نوفمبر المقبل، مع أن تسمية لجنة الحوار واجهت اعتراضا من أطراف لوحت بالمقاطعة مثل شباب الساحات ومجلس التضامن وهيئة علماء اليمن ؟
الحوار الوطني الشامل هو الطريق الوحيد لحل كل المشاكل التي أنتجها نظام الرئيس السابق علي صالح ويجب أن يكون شاملا للكل ولا يستثني أحدا .
ما هي نتائج آخر مشاوراتكم مع الأطراف المعنية بشأن التحضير للحوار الوطني؟
كنا وما زلنا نقول ونؤكد أن الحوار الوطني الشامل هو الحل المناسب لجميع القضايا الشائكة أمام اليمنيين وجميع القوى السياسية الفاعلة تؤمن على ذلك .
كيف تقيمون ما حققته الثورة اليمنية على أرض الواقع ؟
الثورة اليمنية أعادت للإنسان اليمني اعتباره وجعلته يشعر أنه صاحب الحق في السلطة وليس غيره. وكانت بمثابة الحياة التي منحت للجسد اليمني بعد أن كاد يموت. ونحن مع الثورة وسنبذل كل جهودنا لتحقيق أهدافها. ونرى أنها تسير في الطريق الصحيح وبقاء الثوار في الساحات ونحن معهم كفيل بتحقيق كل الأهداف .
ما هي أبرز نتائج مشاوراتكم الأخيرة مع مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر، وهل أطلعتموه على رؤيتكم للحوار الوطني ؟
مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة يقوم بعمل كبير وشاق. وقد أكدنا في لقاءاتنا معه على ضرورة التهيئة للحوار الوطني والمتابعة المستمرة لتنفيذ المبادرة الخليجية حتى يتم استكمال مسيرة التغيير وتحقيق جميع أهداف الثورة .
ما هي إمكانية نجاح الحوار الوطني في الوقت الراهن ؟
أعتقد أن الحوار الوطني يجب أن يتوفر له المناخ والأرضية المناسبة وإذا توفر ذلك يمكننا أن نقول بنجاحه .
في ما يتعلق بالهيكلة العسكرية وإنهاء المظاهر المسلحة ما هي آخر اتفاقاتكم مع اللجنة العسكرية؟
منذ بداية الاعتداء علينا ونحن نلتزم بكل ما يطلب منا من اللجنة العسكرية. كما أننا لم نعتد على أحد وإنما دافعنا عن أنفسنا .
إذا ما هو الدور المستقبلي للقبيلة في إطار الدولة، خاصة وأنها كانت فعالة في المراحل الأولى للنظام السابق وشاركت بشكل قوي في سن القوانين وبنود الدستور الساري حاليا ؟
القبيلة كانت وما زالت من أهم مكونات المجتمع اليمني. وستكون كغيرها من مكونات المجتمع مساهمة وداعمة لاقامة الدولة المدنية. وعموما المجتمع اليمني بكل أطيافه ينحدر من القبيلة .
الى أي مدى أنتم مستعدون لدعم الدولة في مواجهتها ضد تنظيم القاعدة والمتمردين في الشمال والجنوب إسوة بالأدوار النضالية لوالدكم ــ رحمه الله ــ إبان أحداث المناطق الوسطى في سبعينات القرن الماضي ؟
الوالد ـ رحمه الله ـ عودنا على قول الحق ودعمه مهما كلفنا ذلك. والقبائل ساندت الثورة وقدمت التضحيات لأنها تريد أن ترى دولة تبسط نفوذها على كل أرجاء البلاد، دولة يسودها الأمن والأمان ويحكمها القانون. وهذا يجعل دعم الدولة من وجهة نظر القبيلة واجبا من الواجبات التي تحملها على عاتقها شرط أن تستنفد كل طرق الحوار .
حسب رأيكم، من يقف وراء التفجيرات ضد الشرطة والجيش ويدعم تنظيم القاعدة؟
الجميع يدرك أن هناك أطرافا تظن أنها ستكون مستفيدة من زعزعة الأمن والاستقرار فتلجأ إلى مثل هذه الجرائم التي لا يقرها الشرع ولا العرف ولا يمكن لمسلم أن يقبل بها .