الآلاف يتوافدون على الصالة الكبرى لحضور الذكرى الثالثة

عندما يعيش الإنسان للآخرين يخلد نفسه في ذكراهم حتى وإن رحل بجسمه عنهم فهو حي في قلوبهم، متربع رأس قائمة الحب في أفئدتهم مهما أبعدته السنون.

ذلك ما تدركه وأنت تلحظ الآلاف من البشر يتوافدون على الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء، ليس لحضور عرس ولا لحضور مأتم وإنما للعيش سويعات مع ذكرى رحيل رجل اهتزت لرحيله اليمن قبل ثلاث سنوات.

إنه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله .. ذلك الرجل الذي غرس نفسه في قلوب الشعب، فأحبهم وأحبوه، وأعطاهم قلبه فمنحوه قلوبهم.

بكل تأكيد .. ليس شيئا آخر دفع الآلاف من الناس إلى حضور جلسة المقيل هذه سوى الحب لراحل عايش همومهم فعايشوا ذكراه، وكابد معهم الويلات فتكبدوا أيضا عناء المجيئ إلى الصالة الكبرى في شارع الخمسين بالعاصمة صنعاء.

هذا الصالة تقبع في مكان بعيد عن الغالبية العظمى من الزائرين، والوصول إليها يكتنفه كثير من التعب، لكنها بعد أن احتضنت الذكرى الثالثة لرحيل الشيخ تحولت إلى قبلة للآلاف الذين توافدوا ليس من العاصمة فحسب وإنما من مختلف المحافظات اليمنية.

في هذه القاعة التقى الوزير والفقير، والكبير والصغير ورأينا العلماء ومشائخ العلم، والسياسيين والشخصيات الإجتماعية، كما وجدنا ذلك الإنسان البسيط الذي جاء متجشما مصاعب التنقل عله يعيش سويعات قلائل مع روح إنسان أنسته قلوبهم فعشعش فيها.

لم أكن أتوقع أن الحضور سيكون بذلك الزخم، وكنت أظن أن المكان معد لحضور محدود، لكن رغم سعة القاعة إلا أنها اكتظت بمحبي الفقيد، واضطر الكثير للصمود واقفا بعد أن امتلأت القاعة بالوافدين، فيما غادر العديد مبكرا حتى يفسح المكان لآخرين قدموا إلى القاعة هم بحاجة أيضا للبقاء حتى ولو للحظات مع ذكرى الفقيد الثالثة.

أخيرا تدرك وأنت في الصالة الكبرى ثمار الحب للآخرين والعيش من أجلهم، حين ترى الآلاف قدموا لمعايشة ذكرى وفاة، مع إدراكهم المسبق أن الحضور اليوم غير حضور الأمس عندما كان الشيخ عبدالله على قيد الحياة.