نص كلمة الشيخ صادق في حفل تخرج دفعة الشيخ عبدالله من حفاظ القرآن الكريم بسيئون

بسم الرحمن الرحيم
الخميس 31/7/2008م
 
 الحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على رسول الهدى ومعلم البشرية جمعاء محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه واقتدى سنته إلى يوم الدين .
-           أصحاب الفضيلة العلماء
-           الإخوة أعضاء هيئة التدريس بالكلية العليا للقرآن الكريم
-           الإخوة الخريجين من الطلاب والطالبات
-           الحفل الكريم
-           الحاضرون جميعاً
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
نحضر اليوم حفل تخرج الدفعة الحادية عشرة من الطلاب والدفعة السابعة من الطالبات بالأمانة والدفعة الثانية من الطالبات بسيئون والجميع من خريجي الكلية العليا للقرآن الكريم التي بدأت بداية متواضعة سنة 1994م واليوم تشهد هذه الكلية المباركة تطوراً نوعياً وكمياًَ ، حيث يصل عدد الخريجين لهذا العام إلى مائة طالب وطالبة كلهم أصبحوا شيوخاً في أفضل العلوم وخير العلوم مصداقاً لحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام القائل خيركم من تعلم القرآن وعلمه . وهؤلاء الخريجين ليسوا فقط حفاظاً لكتاب الله الكريم بل هم أيضاً  مشائخ علم ومراجع متخصصون في مجال القراءات وكذا علوم التفسير ويعتبرون إضافة نوعية ومتميزة ورصيد خير لبلادنا ورافد هام من روافد البناء والتنمية .
 
الحفل الكريم :
إن بناء الأوطان وتقدمها لا يكون إلا بحشد الطاقات وجمع القدرات وإعداد الأجيال في المجالات العلمية المختلفة وهو ما يدعونا إلى التأكيد على أهمية العلم والتعلم والتركيز على التخصصات المختلفة سواء في مجال العلوم الإنسانية أو في مجال العلوم البحتة لأن المجتمع يحتاج إلى كل هذه المجالات شريطة أن نتسلح جميعاً بالعقيدة الصحيحة ، وأن نقتدي بالسنة النبوية المطهرة بعيداً عن الغلو والتطرف الذي يؤدي إلى الشقاق والنزاع والاختلاف . فما أحوجنا اليوم إلى الرؤية الصائبة والعقلية المتوازنة التي تجمع وتوحد حتى تنطلق الطاقات والقدرات نحو هدف واحد وتسير على طريق واحد الطريق الذي يجعلنا نعمل للآخرة ولا ننسى نصيبنا من الدنيا ونسهم مع غيرنا من أبناء الأمة الإسلامية في النهوض الحضاري بالمسلمين والذي به سوف تتغير حياتنا وتنهض مجتمعاتنا لتمارس دورها بين الأمم وهي في عزة وقوة .
 
الحفل الكريم :
إن هذه المناسبة وإن كانت خاصة بتخرج العديد من الإخوة والأخوات من الكلية العليا للقرآن الكريم إلا أنها لا ينبغي أن تنسينا موضوع مراكز التحفيظ المنتشرة في محافظات الجمهورية ودورها الكبير في تربية الأجيال الصاعدة وحماية النشئ من الانحراف والسقوط في مهاوي الرذيلة وأن هذه المراكز تعاني أشد المعاناة من نقص في عدد المدرسين العاملين فيها فضلاً عن عدم اهتمام الحكومة بهذه المراكز وهو ما يتضح من خلال المرتبات الضئيلة التي يتقاضاها مدرسو التحفيظ مع أنهم يقومون بمهمة عظيمة وجليلة ولهذا فأنا أدعو الدولة للاهتمام بهذه المراكز وأن تعمل على توفير المدرسين لها وأن تعيد النظر في مرتبات المدرسين  المهضومين بالفعل ، كما أدعو كل الخيرين من رجال المال والأعمال والمشائخ والشخصيات الاجتماعية إلى دعم كل من يعمل من أجل كتاب الله سواءً الكلية العليا للقرآن الكريم وما تقوم به من جهود جباره لخدمة كتاب الله أو مدارس التحفيظ المنتشرة في ربوع اليمن فذلك والله من أعظم الأعمال وأقرب القربات إلى الله سبحانه وتعالى .
 
وفي الختام أهنئ الطلاب والطالبات الخريجين سائلاً المولى القدير أن يوفقهم في مهمتهم التربوية العظيمة وأن يأخذ بأيديهم لما فيه خير الوطن والأمة .
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp