كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 25/4/2001م في طهران بمناسبة إنعقاد مؤتمر البرلمانات الإسلامية لدعم الإنتفاضة الفلسطينية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الأخوة رؤوساء المجالس البرلمانية :

الأخوة رؤوساء الوفود البرلمانية :

الأخوة أعضاء المجالس البرلمانية :

الأخوة ممثلو الأحزاب والنقابات والمنظمات الجماهيرية :

الشخصيات الإجتماعية والثقافية والعلمية :

الحاضرون جميعاً :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الحمدلله الذي هيأ لنا مثل هذه الفرصة الطيبة لكي نلتقي جميعــاً في هذا البلد الكريم المضياف من أجل قضية تهمنا وتؤرقنا أحداثها الأليمة كل يوم , قضية يهون دونها كل جهد وبذل وتهون من أجلها الدماء والأرواح ، قضية هي من صنع الإستعمار والقوى المستكبرة زرعتها عن قصد في جسد الأمة الإسلاميـة ورعتها ولا تزال ترعاها حتى غدت  اليوم أشبه بالورم السرطاني الخبيث الذي لاعلاج له إلا الإستئصال : إنها قضية شعب مسلم يتعرض للإبادة والتنكيل المنظم علــى أيدي السفاحين والقتلة على مرأى ومسمع المسلمين والمجتمع الدولي , إنها قضية الأقصى وفلسطين ذلك الجرح النازف منذ مايزيد على نصف قرن .

الحاضرون جميعاً:

إن المعاناة الأليمة التي يتجرعها أبناء الشعب الفلسطيني وما يواجهونه من جرائم بشعه على أيدي الصهاينة الغاصبين المدعومين من القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة يضعنا أمام المسئولية العظيمة الملقاة على عاتق الشعوب والحكومات العربية والإسلامية وإذا كان الحكام قد ركنوا إلى الذين ظلموا واختاروا أوهام السلام المزعوم خوفاً على كراسيهم فإن الشعوب الإسلامية ترفض هذا الطريق لإنه طريق الذل والهوان طريق التفريط بالحقوق الذي لايمكن لعاقل أن يقبله حيث المقدمات تدل على النتائج ومايجري من ممارسات إجرامية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل خير شاهد على النوايا الخبيثة لليهود الذين لاعهد لهم ولاذمة وكلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم .

إننا نتساءل ونقول ماذا حقق الشعب الفلسطيني من الإتفاقيات الموقعة مع اليهود؟ ما هي المكاسب التي جناها الفلسطينيون من تلك الإتفاقيات؟ هل أمن الفلسطينيون في ديارهم وهل حُقنت دماؤهم ولم تُهتك أعراضهم؟ إنها أسئلة كثيرة ومؤلمة يجيب عليها حجم الدمار والخراب الذي حل بالمدن والقرى الفلسطينية خلال الأسابيع الماضية .

الأخوة رؤوساء البرلمانات :

الحاضرون جميعاً :

إن عقد المؤتمر البرلماني الأول للدول الإسلامية من أجل دعم الإنتفاضة الفلسطينية المباركة في طهران هو الرد المناسب والخطوة الصحيحة نحو الطريق القويم لأنه يشكل بداية مرحلة جديدة في تاريخ الأمة الإسلامية حيث يتداعى ممثلوا الشعوب إلى مثل هذه اللقاءات من أجل قضية تهم الجميع ، إن الوعي المتنامي لدى الشعوب الإسلامية وإدراكها لأبعاد المعركة مع العدو الصهيوني يعتبر من أهم مؤشرات التحول الجماهيري الذي لولاه لما حضرنا هذا المؤتمر . ولذلك فإن علينا كممثلين للشعوب العربية والإسلامية تحمُّل مسئوليتنا أمام الله أولاً ثم أمام المسلمين وأن يحرص الجميع على أن يخرج هذا المؤتمر بقرارات عملية وشجاعة تكفل إستمرار دعم الإنتفاضة حتى يتحقق النصر بإذن الله تعالى وتعود القدس إلى أهلها وتُشد الرحال من جديد إلى المسجد الأقصى.

إن الواجب يحتم علينا أن نحرص على بذل الجهد واستنهاض الطاقات والخبرات  في هذا المؤتمر من أجل قضية المسلمين الأولى حتى يتم التوصل إلى آليات وبرامج محددة وموجهة تخدم جهاد الشعب الفلسطيني الذي يضرب اليوم أروع الأمثلة في التضحية والفداء.

الحاضرون الأكارم :

إننا ومن خلال المجالس النيابية في بلداننا نستطيع أن نقدم الكثير من أجل فلسطين فتخصيص يوم في السنة في كل مجلس نيابي من أجل القضية الفلسطينية يعتبر جهداً لصالح القضية وإستغلال المنتديات البرلمانية الإقليمية والدولية لفضح الممارسات العنجهية والأجرامية لقوات الإحتلال الصهيوني ضد الأبرياء ومطالبة المجتمع الدولي والشعوب الحرة بنصرة الشعب الفلسطيني في كافة المحافل عمل يخدم القضية الفلسطينية .

كما أن تحريض شعوبنا على إستمرار دعم الجهاد في فلسطين وضمان ديمومته أمر في غاية الأهمية فالجهاد هو الطريق الأمثل لإستعادة الحقوق لإن ما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة فطريق الإنعتاق من التبعية والذل والخلاص من مؤامرات الأعداء ليس مفروشاً بالورود والرياحين إنه مفروش بجثث الشهداء الأبطال وما عَلِمنا أن أمة من الأمم تحررت من الإستعمار بالمحادثات والمباحثات فإذا كان الحكام قد خُدعوا بهذه الأضحوكة وعميت أبصارهم وهم يرون الممارسات القمعية والإرهاب الصهيوني المنظم ضد إخواننا الفلسطينيين فلا يجوز أن تنخدع به شعوبنا وأمتنا وإنه والله لجهاد مستمر وتضحيات حتى تتطهر أرضنا وديارنا ومقدساتنا من دنس الغاصبين الصهاينة.

الأخوة رؤوساء المجالس البرلمانية :

الحاضرون جميعاً :

إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بالوقوف الواضح والصريح مع قضية العرب والمسلمين الأولى إذ أن الموقف الراهن في ظل التدمير والتخريب والتقتيل لأبناء شعبنا في فلسطين لايتطلب الشجب والإستنكار بل لابد أن يقترن كل هذا بمواقف عملية تكبح جماح الصهاينة المتغطرسين وتمنع همجيتهم ووحشيتهم ضد النساء والأطفال والمساكن ، وعلى الولايات المتحدة التي تدعي أنها راعية السلام المزعوم تقع المسئولية الكبرى فيما يجري في المنطقة لأنها الداعم الرئيسي لإسرائيل بالمال والسلاح ولولاها لما كانت إسرائيل فعلى أمريكا التي تفرض نفسها على العالم أن تقوم بواجبها وتمارس دورها بعيداً عن سياسة النفاق والكيل بمكيالين ، وعليها أن تدرك أن مصالحها مع العرب والمسلمين مرتبطة بموقفها من قضية فلسطين ومقدسات المسلمين.

وإذا كان هدفها الإستراتيجي من وراء دعمها اللامحدود لإسرائيل هو ضرب الإسلام والنيل  من مقدسات المسلمين فعليها أن تعيد النظر في هذه الإستراتيجية وأن تتذكر دروس وعبر التاريخ فالإسلام الذي قدم للبشرية مشاعل النور والهداية وأسهم في صنع الحياة الإنسانية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم لا يزال القوة  القادرة على تحريك الأمم والشعوب وقيادتها نحو حياة أفضل ومستقبل زاهر.

وإن على حكام العرب والمسلمين أن يرتقوا إلى مستوى المسئولية التي يتحملونها أمام شعوبهم وأن يعتمدوا على شعوبهم وأن لايركنوا إلى القوى الأجنبية أو يخشوا منها وأن عليهم أن يقفوا بشجاعة ووضوح مع قضايا أمتهم وكرامة شعوبهم وأن يقولوا لأمريكا لا  وأن الكيل قد طفح والسكوت على مواقفها الداعمة والمساندة للكيان الصهيوني الغاصب لم يعد ممكناً كما أن عليهم أن يختاروا بين رضا الله عنهم أو رضا أمريكا والله غالب على أمره.

في الختام :

أتقدم بالشكر الجزيل للجمهورية الإسلامية الإيرانية على رعايتها لهذا اللقاء البرلماني  إيماناً منها بأهمية القضية ونصرة الشعب الفلسطيني كما نشكر لهم كرم الضيافة وحسن الإستقبال والتنظيم الجيد لأعمال المؤتمر .

سائلاً المولى عز وجل أن يوفق الجميع لما فيه خير الإسلام والمسلمين .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp