عن كل ألوان الطيف.. رحلت * محمد عبدالرحمن المقرمي

  الصحوة 3/1/2008م

 في أحلك الظروف.. رحلت.. والوطن في مسيس الحاجة إليك.. أسلمت روحك للرحمن الرحيم.. وأنت في أوج عطائك غادرتنا.. وخلفت فراغاً.. يصعب أن يملؤه أحد بمثل شخصك الفذ. صدر رحب رحابة الأرض الممتدة من الشط إلى الشط. وقلب متسع بسعة الوطن.. وطبيعة لم يعكر صفوها متحذلق متحامل.. أو جاهل مغتاظ. كنت المحارب الجسور, والقائد الغيور.. والأب الرحيم, والصديق الودود وكنت قبل ذلك وبعده الجامع للشمل.. والسائس الذي يرأب الصدع.. رجل التوازنات كنت.. بل رجل المواقف والمهمات الصعبة الذي يلوذ به ويلجأ إليه الجميع.. عندما تشتد الخطوب.. وتدلهم الأمور, وتتوارد الملمات.. تتلبد السماء بغيابك, وتنفرج الأسارير بحضورك.. ويأنس القوم لمقدمك, عن كل ألوان الطيف رحلت وعنا.. أيها الشيخ الجليل.. وبرحيلك.. نكون قد افتقدنا.

أمة في رجل.. مناضل شجاع.. لم تلن له قناة.. ورجل في جيل من الرجال. المخضرمين الأحرار.. قائد بحجم الوطن.. كريم الأصل.. وبعيد النظر.. طيب القلب.. شهم جواد.. ورفيع المقام.. مناقبك كثيرة, وخصالك الطيبة تتعدد.. وصفاتك الحميدة أكبر من أن تلم بها هذه العجالة.. وبعبارة مختزلة لقد كنت كبيراً.. بل من جيل الكبار.. الأوائل.. ورغم ذلك فقد عشت في أوساط البسطاء.. لم يخالج نفسك الأبية شعور بالترفع أو شيء من الكبر أو الغرور.. من أجل كل ذلك.. فإننا لفراقك يا شيخ عبدالله لمحزونون غير أن عزاءنا فيك رصيدك الوطني الزاخر.. وإرثك الخالد.. لك الجنة.. ولأبناء الوطن الصبر والسلوان.

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp