خطاب الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر في ورشة المحكمة الجنائية الدولية التي نظمها مجلس النواب 19/1/2004م

 

الإخوة الضيوف

الأصدقاء ممثلو البعثة الدولية للصليب الأحمر

الحاضرون  جميعاً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أود أن أعرب عن الشكر والتقدير للجنة الدستورية في المجلس ولكل من ساهم في الإعداد والتهيئة لهذه الورشة البرلمانية المكرسة لمناقشة النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية التي تأسست قبل خمسة سنوات تقريباً ومن المؤكد أن هذه الورشة ومن خلال المناقشات والمداخلات ستلقي الضوء بصورة أوضح على مهام هذه المحكمة الدولية الهامة التي تُعّول على وظيفتها وأدوارها  الدول التي تحترم حقوق الإنسان وأدميته بصرف النظر عن دينة أو لونه أو فقرة أو غناه حيث أن إنشاء محكمة الجنايات الدولية قد فرضتها الظروف و المتغيرات الدولية  التي عصفت بالعالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي و إنفراد الولايات المتحدة الأمريكية بزعامة العالم و بالتالي التفرد التام بالقرارات الدولية التي تؤثر على المجتمع الدولي بكاملة فبرزت الحاجة إلى وجود هيئة قضائية جديدة بعيدة عن الاستقطاب والتأثير لكي تسهم مع الأمم المحبة للخير والسلام في ردع طغيان الأقوياء وتَجبُر الدول العظمى ضد الدول الصغرى وتَكْبَح جمَاح تجار الحروب ومصَّاصِي الدماء اللذين انتهكوا الحقوق الإنسانية واستعبدوا الشعوب ومارسوا جرائم إبادة وتصفيات عرقية منظمه سجلتها ذاكرة المجتمع الدولي المعاصر نقطة سوداء في جبين التاريخ.

الحاضرون الأعزاء ..

أنا على ثقة أن الأوراق المقدمة ستكون رافداً مهماً لعمل اللجنة الدستورية التي أحيل إليها موضوع الاتفاقية المتعلقة بهذه المحكمة ونحن كمجلس نواب مهتمون  بهذه الاتفاقية وسوف نصادق عليها في الفــتـرة القادمة خاصة في ظل استمرار الانتهاكات الصارخة لحقوق الشعب الفلسطيني والجرائم التي ترتكب ضد هذا الشعب الرازح تحت نيران الاحتلال منذ ما يزيد على نصف قرن ولو أحصينا عدد قتلاه والمجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني ضده لما اختلفنا حول ضرورة مبادرة المجتمع الدولي إلى محاكمة حكام إسرائيل وقادتها بإعتبارهم مجرمي حرب من الدرجة الأولى كما أن ما يجري في العراق من تدمير ومواجهات دامية جراء الاحتلال الظالم له لا يعفي الإنسانية من المطالبة  بإنهاء الإحتلال الذي كان مبرره الوحيد تدمير أسلحة الدمار الشامل التي لم نرى لها إلى  اليوم اثراً.

أتمنى أن تخرجوا بالتوصيات المفيدة وأن تبذلوا المزيد من الجهد في مطالعة النصوص الدستورية اليمنية والقوانين والتشريعات للتأكد من مدى مطابقة نظام محكمة الجنايات الدولية مع تشريعاتنا المستمدة من روح الشريعة الإسلامية التي لا تتنافى البتة مع التشريعات ألإنسانيه التي تحترم الإنسان وتُعلي من أدميتة بإعتباره أرقى المخلوقات على وجه الأرض وهو خليفة الله في المعمورة يُعمِّر ولا يَهْدم يُطوِّر ولا يدمِّرُ يُحبُّ الخير للناس كما يُحبه لنفسه رسالته للإنسانية سامية بسمو روحه وعقله ملخصُها :

( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) صدق الله العظيم  .

   والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp