النهايات التراجيدية لأسلافه

المصدر  1/1/2008م

في 1140 هـ، حين وصل الشيخ علي بن قاسم الأحمر إلى مشارف صنعاء، كان الإمام المنصور الحسين بن القاسم يدبر له مكيدة قاتلة.

 كان الشيخ، ذو المكانة المرموقة، يتعقب الإمام المنصور لمؤازرة لإمام آخر هو محمد بن إسحاق، وعندما وصل جيشهما إلى سفح عصر راح المنصور يبعث له الرسل.

 تقول المعلومات التاريخية إن الأحمر أغلظ في جوابه على المنصور، فأضمر له الأخير شراً.

 كان علي بن قاسم الأحمر يريد التفاوض، بعد إلحاح المنصور. وحين كانت خيام الاجتماع تنصب كان المنصور يجهز الأمير ذو الفقار وثلاثة عبيد لقتل الأحمر.

 وإذ وصل ابن الأحمر إلى خيمة المفاوضة التي كان قد أعدها المنصور لقتله، انتهزه ذو الفقار "وقبض على وفرته وطعنه في نحره فخر صريعاً". ويقال إن المنصور بعد أن جز رأسه وضعها في سنان حربته وأشار إلى جموع حاشد المنتفضة بقوله: "هذا رأس صنمكم.

 كان الشيخ علي بن قاسم الأحمر هو المؤسس الفعلي لنفوذ آل الأحمر، لهذا كان مقتله ضربة قاصمة لم تستعد الأسرة عافيتها إلا بعد عقود.

 أواخر القرن الثالث عشر الهجري برزت شخصية من أحفاده بشكل كبير. إنه الشيخ ناصر بن مبخوت الأحمر ذائع الصيت. وهذا الرجل قاتل بضراوة ضد الأتراك في صفوف الإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين، ثم ساعد في تثبيت نجله الإمام يحيى حميد الدين.

 يقول سيد مصطفى سالم في كتاب "تكوين اليمن الحديث" إن الشيخ ناصر، حينما اجتمع " مجلس كبار العلماء لاختيار خليفة للإمام المنصور، كان أكثر الناس إصراراً على تولية الإمام يحيى الحكم. حتى أنه كان يهدد بالقتل كل من يخالف ذلك. وقيل إنه خاطب الجموع بلغته القبلية: "ما بش غير سيدي يحيى".

 وبعد ما وقع الإمام يحيى اتفاقية دعان، كان الشيخ ناصر شديد الانزعاج، لكنه لم يستطع الخروج على الإمام لأنه كان يعتقد أن السلطة التي يمتلكها "ربانية" لهذا اكتفى بأن التحق بالإدريسي في عسير لفترة ثم عاد إلى بلاده حيث توفي سنة 1340هـ.

 لكن نجله الشيخ ناصر بن ناصر مبخوت الأحمر استأنف الصراع مع الإمام. وبعد فترة مواجهة وجيزة كانت كفة الإمام هي الراجحة. فضل الشيخ ناصر بن ناصر عدم المقاومة تحت راية الإمام فاتجه إلى نجران، ولما نشبت الحرب بين الإمام، والملك عبدالعزيز آل سعود توجه الشيخ ناصر بن ناصر الأحمر إلى الرياض، وهناك خيره الملك عبدالعزيز أن يقيم حيث يشاء فاختار البقاء في أبها فتزوج وأقام فيها حتى مات في 1362هـ.

 أما الشيخان حسين بن ناصر وولده حميد فقد دفعا ثمن تمردهما على الإمام أحمد رأسيهما معاً في قلعة القاهرة بمحافظة حجة عام 1959. 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp