الشيخ عبدالله في مقابلة مع صحيفة النهار اللبنانيةالعدد (1217) بتاريخ 3 يوليو 1974م

- ركضنا وراء الشيخ الذي يشغل اليمن : عبدالله بن حسين الأحمر ، إلى خمر ، والطريق طويلة ، وفي عقر دار شيخ مشايخ حاشد القبائل كثيرون ، ولكن الشيخ (طلع) ، يمكن إلى صنعاء حسب ما قالوا لنا وعدنا إلى صنعاء . - في قصره في ضواحي صنعاء على طريق المطار ، الحرس القبلي بأسلحته الرشاشة: سألنا الحراس قالوا: الشيخ (طلع) من الصباح ، ممكن إلى داره الأخرى في صنعاء القديمة ، وفي صنعاء القديمة رد علينا سائقه الخاص وقال : الشيخ مش موجود هنا ، وفهم من السائق أن الشيخ قد يكون في داره الأخرى بجوار الإذاعة. وعلى مسافة مئتي متر من مبنى إذاعة صنعاء ، كانت سيارات عدة محملة حرساً عسكرياً ، والعشرات من القبائل بأسلحتهم الكاملة . ذهب السائق يستفسر ويبلغ وعاد بعد ربع ساعة شاب تدرن خده الأيسر ، لأنه كأن يخزن القات وذهبنا وراءه وصعدنا درجة بعد درجة حتى كادت الدرجات تبلغ المئة ، في الزاوية اليمنى من مجلس كبير كان الشيخ عبدالله يجلس ويستند إلى الوسائد وحوله نحو عشرين من شيوخ القبائل وشبابها ، في الوسط أربع مداعات (نارجيلة) يتلقف الشباب خراطيمها ، وفي الوسط كوم من القات تفترش أرض الصالة . أبتسم الشيخ عبدالله وهو يستقبلني وقال : ماذا يقولون عنا في بيروت ؟ • قلت له ألم تقرأ ؟  الشيخ عبدالله : قرأت في أكثر ما كتب عنا في الخارج ، مغالطات ، ثم سألني هل تخزن؟  فقلت لا شكراً ، نريد أن نسمع .  الشيخ عبدالله : أني أؤيد ثم سألني مرة أخرى. • ماذا قال لك المسئولون والشيوخ الذين قابلتهم ؟ • قلت : كل يروي القصة من وجهة نظره ، ما هي وجهة نظرك أنت ؟  الشيخ عبدالله : أني أؤيد حركة المقدم الحمدي وقد أعلنت ذلك . • القصة كيف بدأت ولماذا ؟  الشيخ عبدالله : ليس سراً أن مذكرتي إلى الرئيس الإرياني والتي قيل أنها أدت إلى استقالته ، ليست الأولى ، سبقتها عشرات المذكرات حذرت فيها مما يحدث في البلاد ، حتى حملت المذكرة الأخيرة لغة التهديد . • لماذا ؟  الشيخ عبدالله : أنا صريح ثم أن اكتشاف المؤامرة البعثية هو الذي أوصل الموقف إلى شفير الهاوية ، القاضي الإرياني كان يؤيد حركة الفكر كما يقول ، لكن حين شعرت بأن الفكر وصل إلى حد التهيئة لانقلاب وبعث الفوضى … تحركت . • يعني أنت لا تؤيد قيام الأحزاب ؟  الشيخ عبدالله : لا ، الدستور ينص على قيام حزب واحد هو الاتحاد الوطني اليمني ، ونحن كأعضاء في مجلس الشورى أمناء على الدستور ولذلك علينا التقيد بنصوصه . • لكن في اليمن أحزاب ؟  الشيخ عبدالله : في اليمن أفكار ، الالتزام بالحزبيات ، شرقية أو غربية ، قليل ولا يشكل خطراً . • هل تعتقد أن العمل مستقبلاً سيكون بموجب الدستور الحالي أم سيتم وضع دستور جديد ؟ ينص الدستور الحالي على قيام مجلس رئاسة ثلاثي (كان خماسياً من قبل) ، فيما يفكر الكثيرون في وجوب الأخذ بنظام الرئيس الواحد ، فماذا تقول ؟  الشيخ عبدالله : مجلس الرئاسة سيبقى لأنه الأفضل ، ثلاثة أعضاء يرأسهم واحد خير من واحد يتفرد في الحكم . • لكن علة مجلس الرئاسة تكمن في اختلاف وجهات النظر بين الأعضاء مما يسبب شلل الحكم .  الشيخ عبدالله : هذا تفسير خاطئ ، مجلس الرئاسة القديم كان في خير حتى أشهر قليلة ، وهو ليس مثلاً ، الواجب أن يكون أعضاء مجلس الرئاسة على اتفاق لمصلحة البلاد العليا ، وعلى كل منهم أن يتحمل المسؤولية فلا يتهرب منها ويلقيها على عاتق الآخرين ، ثم إن مجلس الرئاسة (الثلاثي) قد يوفق بين أكثر من طرف في البلاد ولا يخلق حساسيات يعرفها كل من يعرف اليمن ، هذا رأيي وأعتقد أن الأخذ به هو لمصلحة البلاد . • الفترة الانتقالية في رأيك ، هل ستطول ؟  الشيخ عبدالله : لا ، لن تطول ، العودة إلى الدستور ستكون قريبة . • لماذا منع رئيس الأركان السابق العقيد حسين المسوري من العودة إلى البلاد ، وكذلك العقيد محمد الإرياني القائد العام للقوات المسلحة ؟  الشيخ عبدالله : المسوري والإرياني كانا في الخارج عندما حصل ما حصل ، أي أنهما كانا خارج الصورة ، ولذلك يجب أن يبقيا في الخارج إلى أن تكتمل الصورة ، وهذا أفضل . • كيف استقبلت القبائل الحدث ؟  الشيخ عبدالله : استقبلته بكل ترحاب وهدوء وأجمعت في مؤتمرها الذي عقدته في المعمر (همدان) على تأييد الحركة التصحيحية . وكان لها بعض المطالب ، كانت ثمة حساسيات إلى أن وضعت القيادة يدها على الدفة فكان الإجماع ، وخطر الحرب الأهلية زال بزوال ، مسبباتها وبمجي القيادة الجديدة . • قيل أن السعودية لم تكن راضية عن عودة السيد محسن العيني ، فماذا حصل؟  الشيخ عبدالله : كان في الأذهان أن الرياض ترفض أصلاً السماع باسم العيني ، لكنه عاد وألف الحكومة وكأن شيئاً لم يكن ، هذا يسأل عنه العيني والسعودية . • وأنتم ، ماذا كان موقفكم ؟  الشيخ عبدالله : التشويش الذي حصل والبلبلة كانا عند السماع بعودة العيني ، حتى أن قبائل عدة استنفرت مسلحيها ، لكن مساعي التهدئة جرت في سرعة وأوقفت الأزمة وسارت الأمور في شكل طبيعي . • وأنت هل قابلت العيني بعد عودته ؟  الشيخ عبدالله : هو جاءني ، كنت في خمر لأعمال مهمة ، جاءني وأجتمع بي مدة طويلة ، وألف الحكومة . • هل للحركة الأخيرة هوية ؟  الشيخ عبدالله : لا ، الكلام عن الهويات كلام لا قيمة له ، نتجت من حدث داخلي. • والآن كيف تمضي أوقاتك ؟  الشيخ عبدالله : بالعمل ، العمل في رئاسة مجلس الشورى ليس شيئاً نسبة إلى العمل العام ، تعرف أوضاعنا وظروف بلادنا ومطالب شعبنا ونحن نلاحقها ساعة بساعة. ثم أمسك بكومة من الرسائل ، كلها مطالب ، أخذ يكتب على بعضها الشروح والإحالات ، وبعضها يوقعه من دون شروح . • هل أنت في الصورة ، صورة الرئاسة ؟  الشيخ عبدالله :أنا يمني ، قدمت للجمهورية الكثير ومستعد أن أقدم لتبقى هذا ردي . • ماذا عن المؤتمر القبلي الذي عقد ؟  لم يقل عبدالله بن حسين الأحمر شيئاً عن ذلك ، وقدم لي نسخة من المقررات ، وجلس يخزن القات ويشاور جلساءه .

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp