الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لـ "الوسط" 24 مايو 1993م : سنطالب بتعديل الدستور لتصبح الشريعة الإسلامية المصدر الوحيد للتشريع في اليمن

مجلة الوسط 24 مايو 1993م

 

-       سنطالب بتعديل الدستور لتصبح الشريعة الإسلامية المصدر الوحيد للتشريع في اليمن

-       وكل الأحزاب ستوافق على هذه الخطوة

 

كشف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس التجمع اليمني للإصلاح في مقابلة خاصة مع "الوسط" أن حزبه سيطالب بتعديل الدستور اليمني لكي تصبح الشريعة الإسلامية "هي المصدر الوحيد للتشريع في اليمن" وأعرب عن ثقته بأن كل الأحزاب –بما فيها الحزب الاشتراكي- ستوافق على هذا التعديل ، وأكد الشيخ عبدالله الأحمر أنه سيرشح نفسه لرئاسة مجلس النواب اليمني وأعتبر أن الشعب اليمني "كله قبائل" ولذلك لم يحصل أي تعارض بين النظام القبلي والدولة ونظام الأحزاب في اليمن ، وقد التقت "الوسط" الشيخ عبدالله الأحمر في منزله في صنعاء بعد صدور النتائج النهائية للانتخابات النيابية التي أسفرت عن فوز حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يرئسه بـ (62) مقعداً من مجموع (301) مقعداً في مجلس النواب الجديد ، في الوقت الذي حصل حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح على (123) مقعداً أضافه إلى (22) نائباً مستقلاً أعلنوا انضمامهم للمؤتمر والحزب الاشتراكي على (56) مقعداً أضافه إلى (16) نائباً مستقلاً يريدون الانضمام إلى صفوفه ، ويبدوا واضحاً أن حزب التجمع اليمني للإصلاح يتخذ مواقف إزاء عدد من القضايا مختلفة عن تلك التي يتخذها حزبا المؤتمر والاشتراكي ، من هنا أهمية المقابلة الخاصة الآتية التي أجرتها "الوسط" مع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس حزب التجمع :

·      نبدأ بنتائج الانتخابات النيابية ، ما تقييم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لهذه الانتخابات ونتائجها وما مدى قناعته بها ؟

§      نظرتي إلى الانتخابات التي جرت هي عموماً نظرة ارتياح بما حققته من نجاح جعلنا نعتبرها إنجازاً سياسياً عظيماً وحدثاً تاريخياً كبيراً كان محل ارتياح الجميع ومصدر اعتزازنا به ، ونحن نهنئ أنفسنا ونهنئ اليمن بنجاح الانتخابات التي تكون بها اليمن قد أرست قاعدة ديمقراطية وعرفاً حضارياً نفتخر به ، أما قناعتي بنتائج الانتخابات من حيث التفصيل فلدي تحفظات واعتراضات على بعض الممارسات وبعض الأخطاء التي حدثت في بعض الدوائر الانتخابية ، أو في دوائر كثيرة ، ممارسات وأخطاء حصلت من قبل المؤتمر الشعبي العام ، والحزب الاشتراكي اليمني ، فالحزب الاشتراكي أستولي على الدوائر في المحافظات الجنوبية الشرقية بالكامل ، وهذه نتيجة لا يمكن أن تكون صحيحة ، ولا سليمة من التدخلات والممارسات والضغوط والتحايل ، وكل المرشحين الذين لم يكونوا من الحزب الاشتراكي في المحافظات الجنوبية والشرقية ، يطعنون في سلامة الانتخابات هناك ، وكذلك حدثت ممارسات خاطئة في بعض الدوائر في المحافظات الشمالية من قبل المؤتمر وهذا ناتج عن كون الحزبين بيدهما السلطة وبيدهما كل شيء .

·      وما هو موقفكم في الإصلاح من هذا ؟

§      قمنا بتقديم طعون في نتائج بعض الدوائر إلى المحكمة العليا طبقاً للقانون ، على رغم أنني حاولت كثيراً أن أثني بعض المرشحين من الإصلاح عن تقديم الطعون ، حرصاً منا على سلامة التجربة الانتخابية الديمقراطية ، وأوضحت أن كثرة الطعون قد تشوه هذه التجربة التي نعتز بها .

·      هل يمكن أن نعرف عدد الدوائر التي قدم الإصلاح طعوناً فيها ؟

§      لا أعرف بالضبط لكنها بعض دوائر .

·      تقريباً ؟

§      أيضاً لا أذكر بالضبط ، ولا أريد أن أقول تخميناً .

·      يقال أن خلافاً داخل الإصلاح حدث بعد الانتخابات حول موقف الإصلاح من الطعون بين جانبين : أحدهما متشدد والآخر متسامح ، وأنكم شخصياً تتزعمون الأكثرية المتسامحة ، ما مدى صحة هذا ؟

§      أنا كما قلت من الذين لا يريدون أن نستقصي في الطعون إلى حد يضر بالتجربة ، مع علمنا بأن هناك طعوناً قدمتها بعض الأحزاب ، فيها حيف واضح لأنها كيدية ، خاصة طعون المؤتمر والاشتراكي لأنهما المسيطران على كل شيء في الانتخابات بحكم أن السلطة في أيديهما .

·      كثر الحديث وتباينت الروايات حول حادثة الدائرة (280) في منطقة ظليمة بمحافظة حجة ، بين الإصلاح والاشتراكي ، بعد أن أعلن نجاح مرشح الإصلاح (حميد بن عبدالله بن حسين الأحمر) أو قبله أو أثنائه هل يمكن أن تحددوا حقيقة ما جرى ؟

§      الحقيقة هي أن الدائرة (280) في ظليمة تنافس فيها الإصلاح والاشتراكي منافسة حادة ، مثل غيرها من بعض الدوائر ، وهذا أدى إلى تأخير فرز النتائج من مساء الثلاثاء (27 الشهر الماضي) إلى ما بعد منتصف الليلة الثانية (ليلة الأربعاء – الخميس) وسبب تجمهرات وتجمعات من الحشود من هنا وهناك ، إلا أن اللجنة تمكنت أخيراً من إكمال الفرز وطلعت النتيجة لصالح مرشح الإصلاح وتحركت اللجان مع صناديقها إلى حجة (مركز المحافظة) في آخر الليل ، وبقى الولد حميد بن عبدالله الأحمر إلى الساعة العاشرة من صباح الخميس ، ثم توجه عائداً إلى صنعاء ، وعند تحركه من مدينة حبور (مركز ظليمة) ، أطلقت النار عليه وعلى مرافقيه من مقر الحزب الاشتراكي ، فسقط أحد مرافقيه قتيلاً ، وأصيب آخر (من مرافقيه) بجراح خطيرة ، تم على إثرها نقله إلى صنعاء وإسعافه للأردن ، وأصيب آخرون من مرافقيه بجراح خفيفة ، وأستمر تبادل إطلاق النار بين الجانبين حتى صباح الجمعة ، وأثناء ذلك تجمع مواطنون من مناطق وقرى مجاورة ، البعض منهم بهدف الوساطة والمصالحة والبعض الآخر متعصب لهذا الطرف أو ذلك ، وانتهى الأمر وفر أنصار الحزب الاشتراكي من المقر والبيوت التي كانوا يطلقون النار منها .

·      وما هي الإصابات في الجانب الآخر ؟

§      لم نعلم أنه حصل في الجانب الآخر شيء لأنهم أطلقوا النار من البيوت ومن مقر الحزب الاشتراكي وهم متحصنون فيها .

·      وسلطات الأمن ؟

§      أرسلت الدولة حملة من خمسة طقوم (خمس سيارات مجهزة) وصلت يوم الجمعة يقودها ضابط ، وسيطروا على الموقف وتسلموا مقر الحزب بعد أن أخلوه ، ومنعوا استمرار أي صدام ، ونحن من جانبنا تعاونا معهم وتعاون عدد من المشايخ الذين وصلوا للصلح والوساطة .

·      هل كانت الحادثة ناتجة في أساسها عن خلافات سابقة بين الطرفين ؟

§      لاشيء نعرفه من قبل الطرفين ، ربما كانت هناك احتكاكات قريبة ، لأن كلا الجانبين من ظليمة من قبيلة واحدة والجميع من حاشد .

·      يقال أن حميد بن عبدالله الأحمر (مرشح الإصلاح ونجل رئيسه) أصيب بجراح ؟

§      لا ، لم يصب الولد حميد بأي شيء .

·      ما هو رأيكم من حيث المبدأ في مشروع التعديلات الدستورية المقترحة في ما يتعلق بشكل رئاسة الدولة وإنشاء مجلس الشورى ؟

§      أية تعديلات ؟ في أي جانب ؟ .

·      جانب تحويل مجلس الرئاسة المكون من خمسة أعضاء إلى رئيس للجمهورية ونائب للرئيس وإنشاء مجلس شورى ؟

§      نعم نعم في رأيي أن الإعلان سابق لأوانه لأن الحق فيها يعود إلى مجلس النواب الجديد .

·      مضمون السؤال هو : هل توافقون من حيث المبدأ على مشروع التعديلات هذه ، وهل سيوافق على هذا المشروع نواب حزبكم بعد طرحه على مجلس النواب ؟

§      كما قلت : فإن الموضوع من حيث الإعلان عنه سابق لأوانه ، وهو لدينا ، لا يزال موضوع بحث ودراسة ، وهو يتعلق بمجلس النواب الجديد ، وقد يصعب على الإنسان تحديد موقف من موضوع مثل هذا قبل أوانه وقبل بحثه ودراسته حتى يتضح من كل جوانبه .

·      من وجهة نظركم ما هي الأسباب والغايات الجوهرية لإنشاء مجلس الشورى ؟

§      الحقيقة أن الذي تبنى الفكرة هو (فلان) وهو أعرف بها مني .

·      هل ستقدمون مرشحكم في الإصلاح لعضوية مجلس الشورى لو تم إقراره ؟

§      لا نزال حتى الآن متحفظين على هذه الفكرة وهي لا تزال فكرة حتى عند من يطرحها .

·      هل تشترطون في موافقتكم على مشروع التعديلات الدستورية ، أن يشمل مقترحاتكم أيضاً ؟

§      ماذا تقصد ؟

·      أقصد المقترحات التي سبق أن طرحها الإصلاح لتعديل الدستور ، وضمنها برنامجه ووعد بالعمل على تنفيذها إذا فاز في الانتخابات ؟  

§      نعم نعم  إذا أقر مجلس النواب الجديد مشروع التعديل من حيث المبدأ أولاً ، فحينها كل سيدلي بدلوه ويطرح مقترحاته ، أما ما سبق أن طالبنا به من تعديل وطرحناه في برامجنا ووعدنا الناس به ، فهو تعديل المادة (3) من الدستور ليصبح مضمونها الشريعة الإسلامية المصدر الوحيد للتشريع بدلاً عن (الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع) فأعتقد أن هذا هو مطلب الجميع ومطلب كل الأحزاب وحتى الحزب الاشتراكي لا أعتقد أنه سيكون له أي اعتراض على هذا التعديل ، وما حصل في الماضي أثناء الاستفتاء على الدستور في منتصف 1991م من معارضة بعض عناصر الحزب الاشتراكي فإنما كان نوعاً من العناد فقط ، وإلا فالجميع من الشعب والشعب كله مسلم .

·      ما هي شروط الإصلاح لانضمامه إلى الكتلة البرلمانية التي سيشكلها المؤتمر والاشتراكي في مجلس النواب ، والائتلاف الذين يدعون إليه ؟

§      الكتلة البرلمانية شيء ، والائتلاف شيء آخر .

·      فلنبدأ بالكتلة البرلمانية ؟

§      إذا تكونت كتلة برلمانية من النواب المنتمين إلى الأحزاب الثلاثة (المؤتمر والاشتراكي والإصلاح) في المجلس ، فمن هي الكتل البرلمانية التي ستظل خارج هذه الكتلة؟ سيظل هناك (22) نائباً خارج هذه الكتلة (7) للبعث واثنان لحزب الحق و(2) للتنظيمات الناصرية و(10) للمستقلين ، أما الائتلاف للمشاركة في تشكيل الحكومة فلا مانع لدينا من حيث المبدأ إذا كان هذا سيحقق المصلحة العامة.

·      ومن أين ستبدأون في مجلس النواب ؟

§      طبيعي أن نبدأ أولاً بتشكيل الحكومة لأنها من أولويات أي مجلس نواب .

·      بالنسبة إلى من سيتم انتخابه رئيساً لمجلس النواب الجديد ، تدور أحاديث واحتمالات لا تتجاوز المرشحين الرئيسين ، الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والمهندس حيدر أبو بكر العطاس ، ويرى البعض أن القضية أصبحت محسومة ، فما هو تعليقكم على هذا ؟

§      ليس لدي أي تعليق ، لكنني أنوي أن أرشح نفسي لرئاسة مجلس النواب .

·      هناك آراء تتوقع حدوث نوع من التعارض بين النظام القبلي من ناحية ، وكل من النظامين الرسمي (نظام الدولة) والحزبي من ناحية ثانية ، وفي شخص الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر صورة تجمع بين الأنظمة الثلاثة ، فإلى أي مدى ترون صحة أو خطأ هذا التوقع ؟

§      إذا كانت هناك حكمة لدى المسئولين في السلطة ، سواء على المستويات العليا ، أو مسئولي الإدارة المحلية المباشرين في المحافظات ، أقول إذا كانت لديهم حكمة ومسئولية ونظرة بعيدة ، فلن يحصل أي خلاف أو تعارض لأن القبائل هي الشعب كله المسئول والموظف والعسكري وغيرهم ، وعلى هذا الأساس فالشعب كله قبائل ، وقد أثبتت التجربة في الماضي والحاضر ، أن القبائل لديها القبول والتقبل بالكامل للنظام والقانون والانضباط والحرص على مصلحة بلدها ، وأنها تواقة إلى كل جديد لا يتعارض مع عقيدتها وعرفها والذين في الأحزاب الآن هم من القبائل ، وهذا دليل على تقبلهم ، والشعب اليمني شعب حضاري بتاريخه ووعيه ، وإذا كان الكتاب الذي تسآلو عن هذه الناحية غير يمنيين فلا ألومهم لأنهم يعتقدون أن القبائل في اليمن مثل بعض القبائل في أواسط أفريقيا ، أما إذا كانت الاستفسارات من كتاب يمنيين فهذا شيء غريب لأنهم جزء من هذا المجتمع وهذه التركيبة .

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp