الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لـ الحياة اللندنية 3 فبراير 1996م : علاقة الإصلاح بـ علي صالح أقوى من علاقته بالمؤتمر

صحيفة الحياة –3 / فبراير /1996م

 

-       اعترض في حديث إلى "الحياة" على عودة قياديين اشتراكيين

-       الأحمر : علاقة الإصلاح بعلي صالح أقوى من علاقته بالمؤتمر

 

وصف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب ورئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح العلاقة بين حزبي الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام بأنها "إستراتيجية" وأعتبر أن العلاقة بين الإصلاح والرئيس علي عبدالله صالح أقوى من علاقة الإصلاح بالمؤتمر الشعبي العام وأعمق منها .

وشبه الشيخ الأحمر عودة القيادات السياسية للحزب الاشتراكي من الخارج والتي كان لها ضلع في إشعال الحرب وإعلان الانفصال بعودة السم إلى الجسد اليمني من جديد .

وقال في حوار أجرته معه "الحياة" في صنعاء أول من أمس أن علاقته بالرئيس علي عبدالله صالح لها خصوصيتها ودورها في تعميق الاستقرار والنهوض باليمن .

وأنتقد قيادات عليا في المؤتمر الشعبي العام تسعى إلى إثارة الخلاف مع تجمع الإصلاح ربما بسبب قلقها من الانتخابات المقبلة .

وأعتبر المرحلة الثانية من الإصلاحات الاقتصادية مسؤولية تكاملية للائتلاف الحاكم رغم تحفظ الإصلاح (عن الإصلاحات) ما دامت الحكومة أقرتها بالأكثرية .

وقال : أن المشاكل الأمنية في اليمن لا تعكس عدم استقرار سياسي في البلاد وأن سببها تقصير بعض أجهزة الحكومة في بسط نفوذ القانون .

ووصف الأحداث التي شهدتها منطقة يافع أخيراً بأنها جنائية وأنه يعمل على حل المشكلة بالتعاون مع مشائخ يافع .

ونفى نية الإصلاح الخروج من الائتلاف الحكومي مع المؤتمر الشعبي العام وأعتبر أن وجوده في الحكومة يعكس قناعة الإصلاح وقناعة الرئيس علي عبدالله صالح .

وأشاد بمستوى العلاقات اليمنية – السعودية ووصفها بأنها "مصيرية" مبدياً ارتياحه إلى أعمال اللجان المشتركة التي ستقومها اللجنة العليا المشتركة في اجتماعها المقبل في صنعاء .

وهنا نص الحوار :

·      كيف تقيمون طبيعة العلاقة القائمة حالياً بين التجمع اليمني للإصلاح والمؤتمر الشعبي العام في ضوء ما طرأ من خلافات بين الحزبين حول عدد من القضايا وفي طليعتها تنفيذ المرحلة الثانية من الإصلاحات الاقتصادية التي تحفظ عليها الإصلاح ؟

§      العلاقة بين الإصلاح والمؤتمر إستراتيجية وتظل الخلافات غير مقلقة ما دامت حول الجزئيات وليست على الأساسيات ، والإصلاح لم يعترض على برنامج الإصلاحات الاقتصادية لكنه طالب بالإصلاحات الشاملة بدل الإصلاح الجزئي ، وما دامت الحكومة أقرت المرحلة الثانية من الإصلاحات الاقتصادية بالأغلبية فإن مسؤولية التنفيذ تكاملية ، والإصلاح سيبقى في الائتلاف لأن هذه هي قناعته كما هي قناعة الرئيس .

إن المؤسسات الحكومية التي تضطلع بدورها في تنفيذ الإصلاح الاقتصادي تتمثل في وزارات المال والتخطيط والتنمية والتموين والتجارة والبنك المركزي اليمني وهذه المؤسسات ستكون مسئولة أمام قيادتها في المؤتمر الشعبي العام .

·      ما هو رأيكم في برنامج الإصلاح الاقتصادي ؟

§      يعتقدون في الحكومة أنها إجراءات ضرورية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه نظراً إلى تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد والغريق يستنجد بقشة كما يقولون .

·      يقال أن علاقة الشيخ عبدالله الأحمر بالرئيس علي عبدالله صالح أقوى وأعمق من علاقته بالتجمع اليمني للإصلاح الذي يتزعمه ، فما رأيكم في ذلك ؟

§      يجب ألا تكون هناك مقارنة بهذا الشكل لكني أقول لك أن علاقتي بالرئيس لها خصوصيتها فهي مصيرية وقوية لأنها ساهمت وتساهم في خلق الاستقرار في البلاد وهي عامل إيجابي في النهوض باليمن في شتى المجالات خصوصاً أن الأخ الرئيس يعتبر صمام الأمان في البلاد .

·      كيف تقيمون الوضع السياسي في اليمن وهل تعكس المشاكل الأمنية التي برزت أخيراً انعدام الاستقرار السياسي ؟

§      اليمن تعيش في استقرار سياسي جيد منذ نهاية الحرب الأخيرة التي عمقت الوحدة اليمنية والوطنية وعمدتها دماء كل أبناء الشعب اليمني ، أما المشاكل الأمنية والخلافات بين الأشخاص أو بين القبائل فهي تعكس عدم مقدرة بعض القيادات الحكومية على فرض هيمنتها وبسط نفوذ القانون وسيادته ، وعموماً هي مشاكل في الإمكان حلها والأهم الاستفادة منها لإصلاح أوضاع البلاد الأمنية .

·      الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة يافع في محافظة أبين بين القبائل والجيش أخيراً ، كيف انتهت وهل تبنيتم حلاً للمشكلة كما سمعنا ؟

§      ما حدث في منطقة يافع ليس بهذا التهويل ، كانت مشكلة خلاف بين عدد من المواطنين وبعض العسكريين في إدارة الناحية وللأسف تطورت وأحدثت خسائر محدودة في الأرواح وأنا فعلاً أخوض في حل المشكلة نهائياً ومعي كل مشائخ يافع المشهود لهم بالاتزان والمواقف الوطنية المشرفة ، ونحن في الطريق إلى الحل حتى نقطع الطريق على هواة إثارة الفتن في البلاد وإفشال محاولاتهم إعطاء المشكلة طابعاً سياسياً أو طائفياً ضيقاً ونحن ننظر إليها كمشكلة عادية وجنائية .

·      كيف تنظرون إلى عودة القيادات السياسية للحزب الاشتراكي إلى البلاد والتي نزحت إلى الخارج منذ نهاية الحرب اليمنية صيف عام 1994م ؟

§      الذين كان لهم دور في إشعال الفتنة وإعلان الانفصال وشاركوا في التآمر على وحدة البلاد والنيل من الشعب اليمني هؤلاء عودتهم أشبه بعودة السم إلى الجسد اليمني من جديد .

·      تحدثتم عن خلافات في شأن الجزئيات بين الإصلاح والمؤتمر ، هل لنا معرفة طبيعة هذه الخلافات ؟

§      للأسف الشديد هناك بعض القيادات في المؤتمر الشعبي العام تعمل على جر الإصلاح إلى خلافات تهدف الإساءة إلى العلاقة التحالفية والائتلافية وهذه أساليب غير متزنة وبعيدة عن الشعور بالمسؤولية الوطنية وربما هناك قلق غير منطقي من الإصلاح لدى هؤلاء يرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة .

·      ما هو تقييمكم لوضع الحركة الإسلامية في اليمن المنضوية تحت مظلة التجمع اليمني للإصلاح ؟

§      أنا مرتاح إليها وأقدرها لمواقفها الوطنية التي عكستها الظروف والأحداث الجسام التي مرت بها اليمن وبرهنت على أنها حركة مسالمة تنبذ العنف وتدعوا إلى الحوار والعمل من أجل بناء اليمن وازدهاره ، وأنا شخصياً أقف إلى جانبها في الماضي والحاضر والمستقبل .

·      ولكن يبدو أن هناك عدم ارتياح من قبل الغرب - وفي الطليعة الولايات المتحدة - لدخول التجمع اليمني للإصلاح - الذي داخله تيارات إسلامية متعددة - الائتلاف الحكومي الراهن ؟

§      على العكس ، فعلى حد علمي أن أمريكا والمنظومة الأوروبية تنظران إلى تجربة الائتلاف بين المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح بارتياح كبير ، لأنها تجربة فريدة مثلت نموذجاً جيداً في المنطقة ، كما أنها لا تتعارض مع خصوصيات المجتمع اليمني الذي يعتبر بأكمله حركة إسلامية ناضجة يلتقي عند الثوابت ولا تؤدي التباينات في الفروع إلى الصراع الذي كان يحبذه البعض .

·      إلى أين وصلت قضية أعضاء مجلس النواب من كتلة الحزب الاشتراكي الذين أدرجت أسمائهم في قائمة المطلوبين الـ 16 بعد الحرب والذين رفعت الحصانة البرلمانية عنهم وما زالت أسمائهم تدون في محاضر جلسات المجلس ؟

§      هذه القضية مسؤولية النيابة العامة فهي التي طلبت من مجلس النواب رفع الحصانة عن هؤلاء لكي يحقق معهم ويحاكموا لمشاركتهم في إشعال الفتنة وارتكاب جريمة الانفصال ضد الوطن ، النيابة العامة لم تحسم الموضوع حتى اليوم وهذه مسئوليتها لأن مجلس النواب رفع الحصانة عن هذه الأسماء ولم يلغ عضويتهم لأن إلغاء العضوية لا يتم إلا بحكم قضائي .

·      هل صحيح أن مجلس النواب أصبح ظاهرة لا يقوم بدوره التشريعي والرقابي كما كان يؤمل منه ؟

§      هذا كلام غير صحيح ، مجلس النواب هو دعامة الديمقراطية في البلاد وله دور وطني وتشريعي ورقابي بحكم مهماته التي نص عليها الدستور وهناك اختلالات بسيطة تتعلق بدور بعض الأعضاء الذي يخلطون بين مسئوليتهم النيابية وانتماءاتهم الحزبية وهذا عيب موجود في كل برلمانات العالم .

·      باعتباركم تمثلون اليمن في رئاسة اللجنة العليا اليمنية – السعودية لحل النزاع الحدودي وتطوير العلاقة بين البلدين ، إلى أين وصلت اللجان المشتركة التي نصت عليها مذكرة التفاهم بين البلدين العام الماضي ؟

§      الشعب اليمني والشعب السعودي تتوفر لديهما كل عوامل الأخوة والروابط الدينية والاجتماعية وحسن الجوار ، ومهما كان حجم الخلافات فإنها تظل بسيطة ونعتبرها سحابة صيف والعلاقة بين البلدين تطورت كثيراً وأنا مرتاح إلى ما وصلت إليه لأن الروابط مصيرية ، كما أن اللجان خطت خطوات إيجابية على طريق حل جميع المشاكل وقريباً ستجتمع اللجنة العليا المشتركة في العاصمة صنعاء لتقويم أعمال اللجان والدفع بها لإنجاز كل مهماتها .


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp