الشيخ عبدا لله بن حسين الأحمر لـ "الثورة" 28/4/1994م : أي اتفاق يمس بالوحدة أو الديمقراطية أو الشرعية سنرفضه ونقاومه

 

صحيفة الثورة 28/4/1994م

 

-       أي اتفاق يمس بالوحدة أو الديمقراطية أو الشرعية سنرفضه ونقاومه

 

في مثل هذا اليوم قبل عام مضى كان المواطنون يترقبون الإعلان عن نتائج أول انتخابات برلمانية تشهدها بلادنا بعد أن تحققت وحدتها ، ومثل هذا اليوم كانت لجان فرز الأصوات تعمل بوتيرة عالية وفي أجواء مستقرة لإرساء التجربة الديمقراطية ، واليوم يتطلعون إلى الحل النهائي للأزمة التي ألقت بظلالها على حياتهم وأثرت سلباً على معيشتهم .

الشيخ عبدالله الأحمر رئيس مجلس النواب ورئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح أستعرض في حديث صحافي شامل أجرته معه جريدة "الشرق الأوسط" الصادرة في لندن تطورات الأزمة ومسارها السياسي وموقف مجلس النواب ، والآثار التي سببتها ، كما سلط الضوء على الكثير من الحقائق والوقائع عبر الأشهر الـ 9 الماضية ، ولأهمية ما ورد في الحديث تعيد "الثورة" نشره تعميماً للفائدة ..

 

·      مر أكثر من شهرين على توقيع وثيقة العهد ولم تشهد الأزمة إلا المزيد من التصعيد والاختلاف دون تطبيق الوثيقة ، ما هي أسباب ذلك ؟

§      أعتقد أن الأخوة في الحزب الاشتراكي يتحملون مسؤولية استمرار الأزمة خاصة من بعد التوقيع على الوثيقة .

حيث كان يفترض أن يعود بعد التوقيع كل المسئولين إلى مواقع أعمالهم في صنعاء، سواء في مجلس الرئاسة أو في مجلس الوزراء أو في أي مؤسسة أخرى لكي تلتئم الهيئات ويؤدون واجباتهم الرسمية التي وجدوا على الكراسي من أجلها وأيضاً من أجل تطبيق الوثيقة ولكن للأسف بدأوا بالهرب من عمان .

·      هل يمكن تسمية هذا الموقف تمرداً ؟

§      لا شك إن موقف بعض القيادات في الحزب الاشتراكي تمرد منذ بداية الأزمة .

·      أين دور مجلس النواب ؟ وما موقفه مما يجري ؟

§      مجلس النواب هو المؤسسة الوحيدة التي ما زالت تمثل الوحدة وتؤدي دورها من موقع المسئولية على الرغم من الحساسيات والملابسات التي خلفتها الأزمة ، ومع هذا أنا أعترف بوجود تقصير من جانب مجلس النواب فيما يجب عليه اتخاذه ، وسبب ذلك هو الحرص على الوحدة وعلى المصلحة العليا للوطن .

·      هل ما زال في استطاعة المجلس استعادة دوره كمرجعية تشريعية ، واستخدام صلاحياته الدستورية لحسم النزاع الذي بات يهدد بقاء الوحدة ؟

§      كما قلت لك أعترف أن هناك تقصير من قبل المجلس لاسيما في اتخاذ ما يجب اتخاذه إزاء هذه الأزمة ، خاصة إن المجلس يمتلك صلاحيات دستورية يستطيع أن يتخذ بموجبها إجراءات ضد أي جهة لا تحترم الشرعية ، ولا تريد الامتثال لها فمثلاً علي سالم البيض انتخب من قبل المجلس عضواً في مجلس الرئاسة الجديد ، لكنه لم يحضر حتى الآن لأداء اليمين الدستورية أمام مجلس النواب في حين أنه قبل الترشيح وقبل الانتخاب ، وشكر المجلس .

·      ما الذي يمنع مجلس النواب أن يمارس صلاحياته الدستورية بهذا الخصوص ، هل هناك مخاطر يخشاها ؟

§      مجلس النواب هو المؤسسة الوحيدة التي ما زالت تمثل الوحدة وتقوم بواجبها ، ولم يكن هناك ما يمنعها من ممارسة حقها المخول لها دستورياً رغم أن الأزمة من أساسها مفتعلة ، والمجلس يدرك أن هناك قوى تريد استثمار الأزمة لصالح مشاريع هدامة كالفيدرالية ، أو الانفصال ، ولهذا فنحن في المجلس نريد أن نفوت ذلك على هذه القوى ، لأن أي إجراء يتخذه المجلس ضد هذه القوى فإنه يعطي فرصة سانحة تجد من خلالها مبرراً لما هو أخطر من الأزمة ، ولما ظللنا نتجنبه من بداية الأزمة ، لكن إذا تطورت الأمور بحيث أصبحت الوحدة والشرعية مهددة فسنقوم بالإجراء الدستوري المناسب .

·      أفهم منكم أن مجلس النواب يخشى أن يترتب على أي إجراء يتخذه توفير مبرر للحزب الاشتراكي فيعلن الانفصال ؟

§      نعم .

·      ولكن إذا استمرت الأزمة ماذا سيكون موقفكم ؟

§      مع الأسف الشديد دأب الحزب الاشتراكي منذ بداية الأزمة على إخراجها من أطرها الشرعية ومؤسساتها ، كمجلس الرئاسة ومجلس الوزراء ومجلس النواب إلى خارج هذه المؤسسات ، ثم دأب بعد ذلك على إخراج الأزمة إلى خارج اليمن .

·      كانت مبررات الحزب أن مجلس النواب انحاز من أول بيان أصدره بشأن الأزمة إلى جانب المؤتمر والإصلاح ، وبالتالي كان لا بد من إخراج القضية إلى إطار أوسع ؟

§      الحزب الاشتراكي عندما حس بالخطر محدقاً به من رياح التغيير التي هبت على الأنظمة الشيوعية وأقتلعها من جذورها هرب إلى الأمام والتجاء إلى الوحدة والديمقراطية وأنقذ نفسه من الانهيار ، والآن بعد الانتخابات النيابية التي شهد لها العالم نجده وقد هرب مرة ثانية ، ولكن من الديمقراطية إلى الخلف وأختلق الأزمة لينقذ نفسه من الديمقراطية ، أما ما يخص موقف المجلس فبإمكانكم العودة إلى البيان لمعرفة محتواه ، وفيما إذا كان يمثل انحيازاً ضد أحد أولاً ، كما أنني أريد من الأخوة في الحزب الاشتراكي أن يقولوا أتخذ المجلس قراراً برقم كذا وتاريخ كذا موجه ضد الحزب .

لقد حاولنا منذ البداية وحتى الآن عدم اتخاذ القرارات الجدية بحسب الأغلبية حتى لا يفسر ذلك بأنه انحياز وليس جديداً على الاشتراكي أن يلجا إلى قلب الحقائق .

·      يذكر أن الأزمة أعلنت في 19 أغسطس (آب) الماضي أي بعد مرور 16 يوم فقط من منح مجلس النواب الثقة لحكومة الائتلاف برئاسة العطاس عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي ، ما هو تفسيركم لاختيار 19 أغسطس تاريخاً لإعلان الأزمة من قبل نائب الرئيس ؟

§      هذا دليل واضح على أن الحزب الاشتراكي هرب من نتائج الديمقراطية التي أفرزتها الانتخابات ، وأختلق الأزمة ليلتف عليها لأنه لم يكن هناك أي خلاف بين المؤتمر الشعبي والحزب الاشتراكي ولا بين الرئيس ونائبه ولا بين أحزاب الائتلاف .

·      يقال أن "المؤتمر والإصلاح" استعجلا في محاولتهما تهميش الاشتراكي كقوة سياسية لها ثقلها وأيضاً الانتقاص من دور سلطات أمينة العام علي سالم البيض من خلال التعديلات الدستورية بماذا تردون على هذا القول ؟

§      الأزمة بدأت في وقت مبكر ومجلس النواب لم يكن قد أقر التعديلات الدستورية ولا أبدى رأياً حول مادة منها بل كانت التعديلات حينها ما زالت مجرد مشروع يتم مناقشته في إطار الائتلاف من قبل لجنة ثلاثية من قيادات الحزب والمؤتمر والإصلاح ، وكان يتم إقرار كل مادة من مواد مشروع التعديلات ووضعها في صيغتها النهائية بالاتفاق والموافقة من الأطراف الثلاثة ، وليس بالتصويت ـ ثم وقع الجميع على تلك التعديلات .

·      لماذا قبلتم إذن بتهميش مجلس النواب ؟

§      القضية كانت مطروحة في إطار اللجنة الثلاثية من أحزاب الائتلاف ، ولم تكن قد طرحت على مجلس النواب كما كانت الملاحظات التحسينية التي طرحها ممثلو الاشتراكي في اللجنة الثلاثية موضوع حوار بين الأحزاب الثلاثة خارج مجلس النواب وليس في المجلس ، وبالتالي فالقضية كانت وما زالت سياسية ولم ترقى إلى أن تكون دستورية أو تشريعية ، ولذا أعتبر الخلاف سياسي لا غير ، ولهذا فالرئيس علي عبدالله صالح هو الذي أعلن القبول بدخول أحزاب المعارضة في الحوار والمشاركة من خلال لجنة الحوار ، أما مجلس النواب فإنهم لم يسهموا بشيء في هذا الاتجاه لأن القضية لم تكن قد طرحت عليه .

·      هل صحيح أنكم رفضتم النقاط التي حملها إليكم سنان أبو لحوم من عند علي البيض وعندما ذهبتم إلى عدن على رأس وفد من البرلمان عدتم وانتم تحملون نفس النقاط التي رفضتموها ؟

§      عندما ذهبنا إلى الرئيس على عبدالله صالح وإلى نائبه على سالم البيض لم نأخذ منهما أي نقاط وإنما استمعنا إلى شرح كلأً منهما وإلى شكاويهما وما فهمناه حينها هو أن نقاط الخلاف التي ركز عليها الأستاذ على سالم البيض تتعلق بتأجيل التعديلات الدستورية والمطالبة بانتخاب مجلس رئاسة جديد وقد عدنا على هذا الأساس وعملنا على تأجيل التعديلات الدستورية ، وانتخاب مجلس رئاسة جديد .. أما ما قلته بأننا رفضنا النقاط التي حملها الشيخ سنان والأستاذ باسندوة فقد كان رفضنا لتلك النقاط بصفتنا "تجمع الإصلاح" وليس "مجلس النواب" لأن "الإصلاح" لم يكن طرفاً في الخلاف خاصة وأن تلك النقاط كانت تتعلق بخلافات بين الشريكين السابقين في الحكم قبل الانتخابات ..

·      المعروف أنكم تحفظتم على وثيقة العهد والاتفاق في البداية ، لكنكم ذهبتم إلى عمان ووافقتم عليها ، هل القبول بالتوقيع كانت نتيجة تغيير في نظرتكم إلى الوثيقة أم ماذا ؟

§      في البدء أشير إلى أن ممثلي "الإصلاح" في لجنة الحوار كان لهم تحفظات على بعض النقاط في الوثيقة ، وقد عادوا حينها إلى الهيئة العليا للإصلاح – المكتب السياسي- والتي اجتمعت وأكدت على تلك التحفظات وذلك في رسالة وجهتها إلى لجنة الحوار قبل إقرار الوثيقة ، وعندما طالب الحزب الاشتراكي أن يتم التوقيع خارج اليمن رفضنا وأنا شخصياً كنت مصر على عدم الذهاب إلى خارج اليمن لكن المؤتمر الشعبي وافق على مطلب الاشتراكي ، وتحدد موعد ومكان التوقيع فوافقنا معهم حرصاً منا على الوحدة وعلى إنهاء الأزمة التي أثقلت كاهل الشعب مثلما وافقنا في البداية على المشاركة في لجنة الحوار وعلى النقاط التي طرحها الحزب الاشتراكي وكان لنا آراء وملاحظات حولها ، وأي تنازلات حصلت منا إنما كانت تعبير عن حرصنا على الوحدة وعلى إنهاء الأزمة .. مثلما وافق أبناء الشعب على الوثيقة وغيرها ولأنهم كانوا يبحثون عن الخروج من الأزمة قالوا : (موافقون على الوثيقة) وأصبح الناس يهتفون بالوثيقة لكي يتخلصوا من الأزمة التي ألحقت بهم وبالبلاد أضرار كبيرة . وعندما لمسنا أن علي سالم البيض لن يعود إلى صنعاء بعد التوقيع أبلغت الرئيس وغيره من المسئولين في "المؤتمر" و"الإصلاح" إذا كان علي سالم وباقي المسئولين من "الاشتراكيين" لن يعودا إلى صنعاء فما هي الفائدة من الذهاب إلى الأردن ؟ فليتم التوقيع على الوثيقة من قبل المؤتمر والإصلاح في صنعاء ، ثم تذهب بها لجنة الحوار إلى الحزب الاشتراكي ليوقعوا عليها في عدن ، لكنهم أكدوا لي أن الملك حسين لديه الثقة الكاملة أن الأزمة ستنتهي بالتوقيع وأنه سيقنع الرئيس وعلي سالم البيض على التعاون والوئام والعودة إلى صنعاء معاً ، فذهبت إلى الأردن وعند التوقيع على الوثيقة أشترطت خطياً في نفس الوثيقة عودة المسئولين إلى مواقع أعمالهم وإنهاء الأزمة وإذا لم يعودوا فنحن في حل ..


·      هل كان توقعيكم على الوثيقة تعبيراً عن انتهاء تحفظكم عليها ؟

§      التحفظ ما يزال قائماً وهو لا يعني أننا نرفض الوثيقة بكاملها وإنما نتحفظ على بعض النقاط فيها حتى يتم التفاهم عليها في الجوانب التفصيلية .

·      ممكن تشيروا إلى بعض نقاط التحفظ ؟

§      هي نقاط معروفة ، ومفهومة لدى الجميع .

·      من يقف وراء تدويل الأزمة ؟

§      الحزب الاشتراكي هو الذي أصر على إخراج الخلاف من الأطر الشرعية إلى خارجها وهو الذي أصر بعد ذلك على إخراج الأزمة خارج اليمن .

·      ولكن هناك من يرى بأن التوقيع في الخارج كان يهدف إلى إشهاد الآخرين على ما توصل إليه اليمنيون من اتفاق لحل خلافهم ، وأن التدويل الحقيقي للأزمة تم عند تفويض اللجنة العسكرية المشتركة بموجب وثيقة وقعها الرئيس ونائبه لمنع التوترات ، وفصل القوات ، والإشراف على تنفيذ ما ورد في الوثيقة حول الجانب العسكري والأمني ، حيث أصبح بموجب هذا التفويض "الملحقان الفرنسي والأمريكي) والخبراء الأردنيون والعمانيون أعضاء أساسين في اللجنة بعد أن كانوا مجرد مرافقين) هل أخذ رأيكم عند التوقيع على وثيقة تفويض اللجنة العسكرية ، ولماذا لم يناقشها مجلس النواب كونها تنتقص من السيادة الوطنية ؟

§      تم الهروب من الديمقراطية خطوة خطوة ، كما تمت صناعة الأزمة بالتدريج أيضاً وأيضاً خروجها من الإطار الشرعي ، ثم من إطار اليمن إلى الخارج ، وكانت كل خطوة تأتي أوسع وأبعد من سابقتها والأدوار التي قامت بها بعض الدول العربية وغير العربية في سبيل إنهاء الأزمة بدأت قبل الخروج إلى الأردن وبعد الخروج إلى الأردن تم تفويض اللجنة العسكرية المشتركة من اليمنيين والعرب  والدول العظمى ، ونحن لم تؤخذ موافقتنا على وثيقة التفويض تلك كتجمع يمني للإصلاح أما مجلس النواب فأن الأزمة لم تطرح عليه بالطرق القانونية أبداً ، وإنما ظلت خارجه على اعتبار أنها أزمة سياسية ، وبالنسبة لـ "الإصلاح" فانه كما تمت الإجراءات والخطوات الأولى بين "الاشتراكي والمؤتمر" دون أخذ موافقته تم تفويض اللجنة العسكرية دون أخذ موافقته أيضاً ، وهي خطوة كسابقتها من قبل الرئيس علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض .

·      من الذي يقف وراء التوترات العسكرية والاشتباكات التي وقعت في أبين وحرف سفيان وشبوة ومأرب ؟

§      عندما توجد أزمة وخلاف بين قوتين أو حزبين أو حتى بين دولتين أو قبلتين لا بد أن تتولد عنها تداعيات ، سواء بفعل فاعل أو نتيجة توترات نفسية تقود إلى ذلك .

·      ولكن لوحظ أن الاشتباكات حدثت بعد التوقيع على الوثيقة وارتفعت حدة التوترات بصورة لم تحدث من قبل ، هل تعتقدون أن هناك قوى لا تريد الوثيقة كانت تقف وراء تلك التطورات العسكرية ؟ 

§      لا يستبعد ذلك ، وفي اعتقادي أن ذلك العمل كان يهدف إلى إجهاض التوقيع على الوثيقة ،وقيل في ذلك اليوم أن الحزب الاشتراكي قام بإرسال تعزيزات عسكرية من عدن إلى أبين مخالفاً بذلك قرارات لجنة الحوار ، ومجلس الرئاسة ومجلس النواب ، وتعليمات اللجنة العسكرية .

·      الحزب الاشتراكي ظل يتهم باستمرار ما أسماه بـ "الأسرة العسكرية المتنفذة في صنعاء والقوى والعناصر المتنفذة في المؤتمر الشعبي ، أحياناً طرفاً ثالثاً في إشارة إلى الإصلاح بالوقوف خلف تلك المحاولات والتفجيرات للموقف ، فما هو ردكم ؟

§      هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة ، والحزب الاشتراكي هو نصف السلطة وهو الآن يطالب غيره بتنفيذ الوثيقة مع أن تنفيذها يتطلب إرادة سياسية موحدة .

·      استبقكم الحزب الاشتراكي على الصعيد الخارجي وقام قادته بزيارات مكثفة لعواصم معظم الدول العربية وخاصة الجزيرة والخليج وقيل حينها أنه يحتل مواقعكم التقليدية على المستوى الإقليمي ، كيف تنظرون إلى تلك الزيارات ؟ وما موقفكم منها ؟

§      التحركات التي قام بها الحزب الاشتراكي للدول الشقيقة القريبة والبعيدة هي تحركات غير مشروعة جعلت الشعب ينظر إليها على أنها تحركات انفصالية تستهدف الانفصال وهذا هو تفسير الشعب ونظرته إليها .

·      لم يلاحظ تحركاً خارجياً مشابهاً للإصلاح ، بينما جاء تحرك المؤتمر الشعبي متأخراً ما هو سبب ضعف تحركات صنعاء بشقيها "الإصلاح والمؤتمر" على الصعيد الخارجي؟

§      بالنسبة إلينا "كإصلاح" نحن لسنا طرفاً في الخلاف من البداية وكما كان موقفنا الإعلامي من الأزمة متعقلاً وحريصاً فإن موقفنا السياسي بقى عند نفس المستوى ، فلم نقم بأي تحركات خارجية ، ولأننا كنا نرفض خروج الأزمة إلى خارج اليمن فإننا غير مستعدين لأي نشاط خارجي ولا مقتنعين به ، أما تحرك المؤتمر الشعبي فالرئيس علي عبدالله صالح الأمين العام للمؤتمر هو رئيس الدولة وأي زيارة يقوم بها يمثل فيها اليمن وأي مبعوث له إلى الخارج هو باسم اليمن ، ولا يمكن وصف زياراته ومبعوثيه بأنها حزبية أو شخصية وإنما تخدم العلاقات الخارجية لليمن .

·      هل توافقون على وصف تحركات الاشتراكي على الصعيد الإقليمي بانها احتلال لمواقعكم التقليدية في العلاقات اليمنية السابقة ؟

§      لا يقوم بمثل هذه التحركات والزيارات والنشاط المتسارع إلا من يعتبر نفسه أنه يمثل دولة ، أو من يهيئ نفسه للإعلان عن دولة ، ويقدم نفسه للآخرين على أنه كيان مستقل .

·      كان الناس ينتظرون منكم بعد انتخابكم رئيساً لمجلس النواب أن تقوموا بإعادة المياه إلى مجاريها في العلاقات اليمنية-السعودية بحكم العلاقات التي تتمتعون بها ، ماذا حققتم ؟

§      ليس من مصلحة اليمن أن تكون علاقاتها مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج مشوبة بالخلافات أو في قطيعة وليس من مصلحة البلدين معاً خاصة أن اليمن والمملكة ودول الخليج يجمعها إطاراً جغرافي واحد تعيش فيه وهو الجزيرة العربية وشعوبها تنحدر من جذور قبلية واحدة ، وتربط شعوب هذه الدول روابط متينة وعميقة ، كما أنهم متداخلون ومتشابكون في قراهم ومزارعهم ومتزاوجون من بعضهم ولهم عادات وتقاليد واحدة ، ولا يمكن لأي شعب من شعوبها أن يعيش بمعزل عن الشعوب المجاورة له ، واليمن والمملكة تربطهما على مدى التاريخ روابط كثيرة ومصالح كبيرة ، والعقيدة الإسلامية أعظم رباط بين الجميع فضلاً عن روابط اللغة والتاريخ .

·      ما هو الدور الذي يمكنكم أن تقوموا به لإزالة الفتور الحالي في العلاقات السياسية بين اليمن والمملكة ؟

§      كما أشرت سابقاً أن مصلحة اليمن والمملكة أن تكون علاقاتهما على قدر كبير من الرقي ، وعند أعلى مستوى من التعاون المشترك ، بل يجب أن تكون هكذا ، وهذا ما أعمل من أجله دائماً ، أعمل بصفة شخصية ومن خلال علاقاتي وصداقاتي بالمسئولين في المملكة من أجل خدمة هذا البلد ، ولم أقم بأي زيارة أو عمرة والتقيت خلالها بأي مسئول في المملكة إلا وبذلت كل جهدي من أجل تقوية العلاقات بين البلدين والشعبين والحكومتين لخدمة هذا الشعب ولمصلحته ، وآخر زيارة قمت بها لأداء العمرة في رمضان الماضي كانت في هذا الاتجاه ومن أجل تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين والجارين .

·      قال قادة الحزب الاشتراكي أن في اليمن مشروعاً لـ "الإسلام السياسي" أو "مشروعاً أصولياً" يعرقل المشروع الوحدوي الديمقراطي الوطني وذهب البعض إلى تفسير هذا بأنه إشارة واضحة إلى تجمع "الإصلاح" ما هي حقيقة تواجد عناصر أصولية متطرفة في اليمن ؟

§      أنا أستغرب من الطرح الذي يطرحه الحزب الاشتراكي وممن يساهم معهم في ترويج هذه الأكاذيب ، وأستغرب أيضاً من الأخوة المصريين عندما يستمعون إلى مثل هذه الأكاذيب وتنطلي عليهم فينظرون إلينا في اليمن كما ينظرون إلى بعض الجماعات الإسلامية في بعض الأقطار العربية .

نحن في اليمن شعب مسلم ليس بيننا أقليات دينية أو عرقية واليمن لم يحكم منذ فجر الإسلام حتى اليوم إلا بالشريعة الإسلامية وهي السائدة والتي يتم بها الفصل في قضايا اليمنيين بما فيها القضايا السياسية والتجارية وغيرها ، ولذا ليس هناك ما يجعل الشعب اليمني أو أي فئة أو عنصر متديناً فيه يلجئ إلى التطرف لكي يطالب بما تطالب به الأحزاب الإسلامية في مصر أو في غيره وهو العودة إلى الشريعة نحن مع الشريعة وليس هناك ما يدعوا للقيام بأي حركات استفزازية أو إرهابية مثلما يحصل في غير اليمن ، فالشعب مسلم والدولة مسلمة في اليمن وحكام الشريعة جميعهم قضاة مسلمون كما أن جميع الممارسات في المجتمع اليمني إسلامية وإذا أوجدت بعض الأخطاء المخالفة للشريعة على مستوى الممارسات "كاستيراد الخمور أو مصنع الخمر" أو ما شابه ذلك ، فمثل هذه الممارسات الخاطئة وجدت منذ أيام الخلفاء الراشدين ثم أنه يوجد دعاة إصلاح ومرشدين وخطباء وعلماء دين وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتابع هذه الممارسات عن طريق الإرشاد والتوجيه وتنبه المسئولين إليها ، وإذا وجد تيار أو عناصر في المحافظات الجنوبية والشرقية يمارسون الإرهاب كما يدعون فهو نتيجة لممارسات نظام الجنوب "الشيوعي" قبل الوحدة لأنه لم يكن هناك دور للشريعة كما كان النظام السياسي يمارس أعمالاً قمعية ضد الشعب وضد الشريعة وحقوق الناس كانت منهوبة وكان هناك محاربة صريحة للشريعة وللاتجاه الديني ولهذا فهذه العناصر أن وجدت فهي في المحافظات الجنوبية والشرقية وهي من قبل الوحدة .

·      ما هي علاقة "الإصلاح" بهذه العناصر ؟ وهل صحيح أنه عبارة عن مظلة لجميع التيارات وفروع الحركة الإسلامية في اليمن بما فيها المتطرفون ؟

§      ليس للإصلاح أي صلة بهذه العناصر وهو ليس مظلة كما يزعمون ومن الأمور العجيبة والمثيرة للاستغراب أن بعض العناصر التي كان يطالب الاشتراكي بالقبض عليها وطالب وزارة الداخلية باستدعاء بعضهم عن طريق الإنتربول الدولي ، هؤلاء العناصر هم من المحافظات الجنوبية وقد انضموا الآن إلى الحزب الاشتراكي .

·      إذن ما هي في رأيكم أسباب إثارة الاشتراكي لقضية "الأصولية" والتطرف في اليمن ؟

§      اعتقد أن هذه مجرد ورقة يلعبها الحزب في الأزمة وهي من جملة ادعاءاته الأخرى كادعائه بأن عدد الذين قتلوا من بين أعضائه منذ الوحدة (154) عضواً بينما لم يقدم سوى كشف بـ 4 أو 6 حالات عندما طلب منه ذلك في اجتماع اللجنة العسكرية أو اجتماع الحكومة مؤخراً في تعز .

·      اتهم الحزب الاشتراكي مليشيات الإصلاح بالمشاركة إلى جانب قوات العمالقة في الاشتباكات التي شهدتها أبين ، ما صحة هذه الاتهامات ؟

§      لا يوجد مليشيات للإصلاح وهذا مصطلح يطلقونه على كل "الكوادر" أو العناصر التي تستطيع أن تحمل السلاح وتدافع عن نفسها وهناك في أبين "كوادر" للإصلاح دافعوا عن أنفسهم بأسلحتهم الشخصية .

·      من الملاحظ أن "الإصلاح" لعب دوراً ثانوياً في بداية الأزمة وكان مع المؤتمر دائماً ، لماذا تتفقون مع المؤتمر ، ولماذا تختلفون مع الحزب الاشتراكي ؟

§      نحن ندور مع الحق حيث دار بصرف النظر عن الأسماء والمسميات ونحن نتبع القاعدة القائلة "أعرف الحق تعرف أهله" وليس العكس .

وعلى هذا الأساس نحن ليس على الدوام مع المؤتمر ، كما أننا لسنا ضد الاشتراكي على الدوام ، ولعلك تذكر مرحلة سابقة كنا نتهم بالتحالف مع الاشتراكي وأن بيننا تفاهماً واتفاقاً وما ظهر في الأخير من اتفاق بيننا والمؤتمر الشعبي أسبابه كثيرة أهمها اتفاقنا على بقاء الوحدة وعدم البحث عن بدائل انفصالية تحت أي مسمى وكذا اتفاقنا على إحترام الشرعية الدستورية والالتزام بها ، أما الحزب الاشتراكي فقد ظهر واضحاً أنه يقطع خطوط التواصل ويعمل بدأب على عزل نفسه عن الإجماع الوطني العام وينقلب على كل الاتفاقات بل ومن المؤكد أنه قد اتخذ قراراً بالعودة إلى التشطير ودولة الحزب ، وقد تبين لنا أنه يعمل بسياسة الاستدراج يجرجرنا إلى هاوية التنازل وكلما تنازلنا له كلما طالب بالمزيد حتى يوصلنا في النهاية إلى جحيم الانفصال والاقتتال .

ولو أردت أن أشرح لك ما قدمنا للاشتراكي من تنازلات من أجل الوفاق وحرصاً منا على الوحدة فلا يكفي هذا اللقاء لشرحها .

ولقد رضينا في البداية –رغماً عنا- بتمديد الفترة الانتقالية عدة مرات حتى يطمئنوا ولا يشعروا ويتأكدوا بأننا لا نريد إبعادهم عن الحكم ، واعترفنا بالحزب الاشتراكي وحاورناه وتكونت علاقات طيبة بيننا ثم دخلنا الانتخابات ، وحرصنا بأننا حتى لو حصلنا على الأغلبية كتجمع يمني للإصلاح فلن نلغي أحداً ، وسنكون ائتلاف مع الأحزاب الأخرى ، وبعد أن حصلنا في نتائج الانتخابات على المرتبة الثانية بعد المؤتمر الشعبي العام قبلنا أن يحصل الاشتراكي أكثر منا من حصص مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء ثم بدأنا ندخل في برامج مشتركة عملنا برنامج الحكومة بجهد مشترك ومنحنا الثقة للحكومة في مجلس النواب ، ونجحنا في عمل وثيقة الائتلاف التي أظهرت قدرتنا على التفاهم والتقينا في حوار الائتلاف وتوصلنا إلى مشروع التعديلات الدستورية بالتوافق ووقعنا عليه في إطار الائتلاف الثلاثي .

وكان المفترض أن تناقش التعديلات في مجلس النواب ولكن الذي حدث أن علي سالم البيض عندما عاد من أمريكا بدأت تظهر المطالبة بتأجيل مناقشة التعديلات الدستورية وبالفعل تنازلنا وأجلناها وبدأت بعد ذلك سلسلة أعمال تدل على تمرد على الشرعية الدستورية وعن الاتفاقات ، فظهرت المطالبة بعدم الاعتراف بالأكثرية العددية ، وهو ما يعني الانقلاب على ديمقراطية انتخابات 27 إبريل ، ثم عملوا على تهميش مجلس النواب ولم يلتزموا بقراراته .

ومع ذلك قبلنا حفاظاً على المصلحة الوطنية العليا وجرجرونا إلى خارج البلاد للتوقيع وظهرت الآن مطالب أكثر وضوحاً وإجراءات انفصالية عندها قلنا إلى هنا وكفى إذا بنا ندخل في سلسلة أخرى من المطالبات وهم إلى الآن يتهربون من إلتئام الهيئات .

وقد عجزت لجنة الحوار عن الضغط عليهم لاحترام قراراتها ، كما أن الاشتراكي يطالب الآن بنقل المعسكرات الشمالية من المحافظات الجنوبية والعكس وهو ما يعبر عن الانفصال كما يمنع توريد الضرائب والموارد السياسية إلى خزينة الدولة ويصر على تدويل الأزمة .

نحن في الإصلاح قدمنا التنازلات وبذلنا كل ما في وسعنا وعلى استعداد لتقديم المزيد ولكن ليس على حساب وحدة البلاد وسلامتها وليس على حساب مصلحة الشعب.

وتأكد أننا لن نشارك في أي صفقة (خيانة) تضر بالوحدة ويشرفنا أن يسجل التاريخ وأن يعرف شعبنا أننا كنا ضد كل من يريدون الإضرار بوحدة الشعب وبأمنه وتطوره .

·      ما دام الإصلاح والمؤتمر يمتلكان القواسم المشتركة التي تميزها عن باقي الأحزاب ، لماذا لا "يتوحدان" ويندمجان في حزب واحد ؟

§      الاتفاق لا يعني أننا نسخة واحدة فهناك مجال للاختلاف المشروع في الوسائل والأساليب وفي بعض الأهداف المرحلية وأيضاً في الأولويات والاتفاق غير التطابق .. التجمع اليمني للإصلاح له دور ورسالة وعليه واجبات ويعبر في نفس الوقت عن تيار موجود وفاعل في الساحة السياسية اليمنية ، ولم تنته أسباب قيامه ولديه قدرة على الاستمرار ونحن لا نأخذ قيمة وجودنا من تعمد المخالفة للآخرين ، ولكن من حاجة الواقع إلينا ومن أهدافنا وبرامجنا التي نقدمها ونعمل على تحقيقها والتعدد مفيد من أجل المنافسة والتنافس في الخير والصلاح .

·      ماذا حققت الوساطات العربية التي بذلت حتى الآن على صعيد الوصول إلى حل الأزمة ؟

§      نحن بالنسبة لنا كإصلاح نرفض أي وساطة عربية أو أجنبية أو حتى يمنية تطرح أي مبادرات أو حلول خارجة عما جاء في وثيقة العهد والاتفاق ، ونقبل بأي وساطة في إطار الوثيقة وتعمل على تعزيز الوحدة والحفاظ عليها .

·      ترددت أنباء كثيرة عن الاقتراحات التي تضمنتها المبادرة المصرية ومساعي الوساطة التي تقوم بها مصر لحل الأزمة ، ما هي مضامين هذه المبادرة ؟

§      لا أستطيع أن أرد عليك في شيء ليس عندي علم عنه ، الوفود والوساطات التي تأتي الآن تقتصر لقاءاتها على علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض .

·      لوحظ بعد لقاء الرئيس ونائبه في صلالة مطلع الشهر الجاري أن التجمع اليمني للإصلاح بدأت تنتابه مشاعر القلق من وجود صفقة ثنائية بين المؤتمر والاشتراكي على حسابه ماذا سيكون موقفكم لو تم اتفاق ثنائي بين الحزبين بدون علم الإصلاح ؟

§      لا أستطيع أن أرد على هذا الطرح سوى أن أقول أن أي مفاوضة أو اتفاق يمس بالوحدة اليمنية أو بالديمقراطية ويخالف الشرعية فإننا لن نقبله وسنرفضه ونقاومه لأننا مع الثوابت .

·      ولكن كثر الحديث عن طرح بدائل أخرى –كالفيدرالية أو الكونفيدرالية- عن الوحدة الاندماجية ، هل فقدت الوحدة مبررات الاستمرار بفعل الأزمة ؟

§      ما يطرحه البعض من مرضى النفوس والذين لا يجدون مصلحتهم إلا في أجواء التشطير هي محاولة فاشلة لتهيئة الناس لما يسعون إلى تحقيقه وهو الانفصال وقيام دويلات ، وهم يحاولون إقناع الناس بأنه حقيقة ويستغلون الأوضاع المعيشية المتردية الناتجة عن الأزمة لهذا الغرض ، ولكن قاعدة الوحدويين بحمد الله كبيرة وتتسع وحجتهم أقوى ، وسينتصرون في آخر المطاف إن شاء الله وسيعملون على تقديم نموذج طيب لدولة الوحدة والنظام .

وهذا هو التحدي أمامهم حتى يقطعوا الطريق على تيار الانفصاليين .

·      يقال أن المؤتمر والإصلاح وجهان لعملة واحدة وأن الاشتراكي أكتشف أنه في هذه الأزمة في مواجهة الإصلاح وكذا عناصر الإصلاح في المؤتمر، فلماذا لا يتوحد الإصلاح والمؤتمر ؟

§      نحن نقول أن المؤتمر والاشتراكي كانا ضد الإصلاح من أول يوم في الوحدة إلى أن أعلنت نتائج الانتخابات في 27 إبريل 1993م كانا متحالفين ومتعاونين ومنسقين في كل أعمالهما وممارساتهما ضد الإصلاح ثم ما الذي يلجئنا إلى أن نتحالف بعد نتائج الانتخابات وبعد وجود المؤسسات الجديدة التي نحن شركاء فيها كأحزاب ائتلاف ما الذي يلجئنا للتوحد مع المؤتمر ونحن قد قبلنا أن نكون الشريك الثالث .

·      هناك من يرى بأن الإصلاح هو المستفيد الوحيد من الأزمة لأنها تساعد على إضعاف المؤتمر والاشتراكي وتفسح المجال أمامه لإقامة نظام حكم إسلامي في اليمن على غرار النظام في السودان ، أو في إيران ، ما هي حقيقة هذه النوايا لدى الإصلاح ؟

§      النظام في اليمن هو نظام إسلامي أكثر مما هو في السودان وإيران ، والتجمع اليمني للإصلاح حزب سياسي ويحمل مشروعاً سياسياً يتمسك بالثوابت الدينية والوطنية ويرفض المساس بها .

·      ترددت أنباء مؤخراً عن وصول وفود من حركات إسلامية منها "التنظيم الدولي للإخوان المسلمين" ومن "الجبهة القومية الإسلامية " بزعامة الترابي إلى صنعاء وأنها التقت بمسئولين من الإصلاح والمؤتمر بهدف إقامة تحالف إسلامي في صنعاء لمواجهة تحالف يمني جنوبي مصري "علماني" ، ما صحة هذه الأنباء ؟

§      هذا كذب وافتراء لا أساس له من الصحة ولم يصل إلى اليمن أي وفد من المنظمات الإسلامية العربية أو غير العربية ، ولو كان هناك وفد زارنا فإننا لن نستقبله سراً لأننا لا نعتبر ذلك تآمراً أو أن فيه وصمة عار وتهمة ، سنستقبل أي وفد إسلامي بالترحاب وبصورة علنية وأخوية ويشرفنا أن يزورنا أي داعية إسلامي من أي بلد عربي أو إسلامي لأننا في اليمن شعب مسلم وأي زائر لنا لسنا في انتظاره أن يشجعنا على الإسلام أو يرشدنا إليه أو يوجهنا ويعطينا أي تعليمات .

·      تلقيتم مؤخراً رسالة من السيد العقيد محمد الأمين خليفة رئيس المجلس الوطني السوداني ، ماذا كان مضمون هذه الرسالة ؟

§      نعم ، بصفتي رئيس مجلس النواب في اليمن ، وهو رئيس المجلس الوطني في السودان ومضمون الرسالة هو أنه آل إليه رئاسة الاتحاد البرلماني العربي وطلب تأييدنا ودعمنا له مثلما يطلبه من غيرنا والرسالة شبه معممة على البرلمانات العربية.

·      ترددت أنباء كثيرة عن وجود معسكرات في اليمن لتدريب الإرهابيين وقد شكلت لجنة مؤخراً للتحقق من هذا الأمر ، ترى ما حقيقة وجود مثل هذه المعسكرات ؟ وماذا يعني طرح مثل هذا بالنسبة إليكم كحزب إسلامي ؟

§      قبل أن تأتي اللجنة بتقريرها ، أنا أقول أن هذا كذب ومحض افتراء وليس هناك ما يجعل اليمنيين يلجؤن لإقامة معسكرات للتدريب على السلاح ، واليمنيون كلهم يحملون السلاح ويتدربون عليه وهو جزء من تربيتهم ومن مظهرهم ولا حاجة لهم لإيجاد معسكرات سرية .

·      تركزت زيارات الشيخ عبد المجيد الزنداني خلال فترة الأزمة على المعسكرات والوحدات في أرجاء البلاد ، ويقال أنه كان يحرض خلال هذه الزيارات ضد الحزب الاشتراكي ، هل هذه الزيارات متفق عليها في قيادة الإصلاح ، وبالتنسيق مع المؤتمر الشعبي ، وما صحة التهم الموجهة إلى الزنداني ؟

§      الأستاذ عبد المجيد الزنداني داعية إسلامي ومرشد إسلامي وهو يقوم بزيارات للمعسكرات مثلما يزور الفئات الأخرى من الشعب بهدف التوعية والإرشاد وكان يقوم بمثل هذا النشاط قبل أن يصبح عضو مجلس الرئاسة ، إلا أن زياراته لم تكن تذاع عبر وسائل الإعلام كما هو الحال اليوم على اعتباره عضو مجلس الرئاسة وقد حاول بعد الوحدة مطالبة الحزب الاشتراكي بالسماح له بزيارة الوحدات التابعة للاشتراكي لكنهم لم يوافقوا على دخول العلماء والمرشدين إلى المعسكرات التابعة لهم .

·      قيل أن وثيقة العهد نقلت الخلافات من بين الأحزاب إلى داخل صفوف الأحزاب ، ما هي طبيعة الأوضاع الداخلية للإصلاح ؟

§      في الوثيقة كما في غيرها نقاط خلاف والناس داخل الأحزاب أو خارجها بين مؤيد ومعارض ، ولكن داخل الأحزاب التي تتمتع بالديمقراطية يحصل مثل هذا الاختلاف ويتم حسمه بالطرق الديمقراطية ، ونحن في الإصلاح نحسم خلافاتنا بالطريقة الشوروية والديمقراطية وبالاحتكام لرأي الأغلبية واحترام رأي الأقلية .

·      إلا يوجد مخاطر حدوث انشقاق في الإصلاح ؟

§      أبداً نحن نطبق الديمقراطية فيما بيننا في الإصلاح قولاً وعملاً .

·      هل تطمئن على وحدة الإصلاح وتماسكه ؟

§      نعم أطمئن وطمئن غيرك .

·      كيف تقيمون علاقة قبائل حاشد ببكيل وهل تأثرت بالأزمة ؟

§      الجانب السلبي الذي سببته الأزمة هو الجانب المعيشي الذي يعاني منه المواطن اليمني في كل قرية ومنطقة في أرجاء البلاد ، وهو أخطر من التداعيات الإعلامية والعسكرية والسياسية ، وحاشد وبكيل مثل غيرهما من القبائل اليمنية وأي احتكاكات تحصل بين قبيلتين متجاورتين سواء كانت حاشدية أو بكيلية أو غيرهما ظاهرة طبيعية والذي يراهن على هذا الجانب عليه أن يطمئن فلن يحصل شي نتيجة هذه الاحتكاكات لأنها ليست جديدة وليست خطيرة ، وإنما هي ظاهرة اعتادت عليها القبائل .

·      إلى أي مدى تغلغل الحزب الاشتراكي في المناطق القبلية ، وأثر في العلاقات بينها ؟

§      الحزب الاشتراكي احتكر المناطق الجنوبية من الوطن لصالحه ، وأتيحت له الفرصة بعد الوحدة يصول ويجول في شمال البلاد وجنوبها في شرقها وغربها ، وما منطقة إلا ويوجد فيها أتباع لهذا الحزب أو ذاك ، والحقيقة أن الروابط القبلية ما زالت أقوى من الروابط الحزبية ، أما الأزمة فهي فعلاً مؤثرة على كل مواطن وقد دخلت إلى كل بيت ، والجانب الاقتصادي للأزمة هو أخطر الجوانب الأخرى ويستوجب على علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض أن ينقذا الشعب من هذه المأساة وهذه الكارثة التي إن وقعت لا سمح الله سيتحملون المسؤولية فيها أمام الله والشعب والتاريخ .

·      هل صحيح –كما يشكوا بعض شيوخ بكيل أن قبائلهم مهشمة في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية- وأن حاشد تحتكر السلطة والثروة والقوة ؟

§      ما يقال أن بكيل تشكو منه فحاشد تشكو منه وتطالب الدولة بالمشاريع والمرتبات والخدمات والمساواة في المناصب والوظائف ، أما أن هناك من حاشد في مؤسسات الدولة مسئولون –كوزراء أو محافظون- وغيرهم ، أعتقد أنكم لو نقبتم فأنكم لن تجدوا أحداً .

·      ما علاقة التاجر عقلان الراشدي بحاشد ؟

§      عقلان الراشدي من حاشد وهو عنصر فاسد ومسيء مارس هو وعدد كبير من الناس من حاشد ومن غير حاشد تجارة وبيع وشراء غير شرعي وغير حرفي وغير قانوني ، والبائع والمشتري في هذه القضية شركاء في الخطاء وللدولة أن تتخذ ضدهم إجراءات صارمة لأنهم أوجدوا مشاكل ومارسوا تجارة غير مشروعة ، وهاهو عقلان الراشدي في السجن المركزي ، ومعه مجموعة من أصحاب معارض السيارات من حاشد ، ومن جبل عيال يزيد ويجري الآن معالجة قضيتهم عن طريق وزارة الداخلية وعدد من المشايخ .

·      هل كنتم تعلمون بطبيعة تجارة عقلان الراشدي وأقرانه ؟

§      ما علمنا بها أنها بهذا الشكل السيئ إلا منذ أربعة أشهر ولم يتكلم عنها أحد إلا عندما بدأ الباعة يطالبون بديونهم من أصحاب المعارض فقوبلوا بالمماطلة .

·      يذكر أن رسالة العطاس الشهيرة إلى الرئيس تضمنت إشارة إلى قضية الراشدي بعدها تفجرت القضية بشكل كبير ، هل لهذه القضية علاقة بالأزمة ؟

§      الحزب الاشتراكي كما هي عادته يحاول أن ينفذ من أضيق الممرات ويستغل أبسط الأمور والقضايا للإحراش بين الناس ، ويعمل في هذه القضية من نفس الزاوية ، فالأستاذ علي سالم البيض طرحها في إحدى خطبه ، كما ضمنها العطاس في رسالته.

·      أخذت هذه القضية بعداً قبلياً بين حاشد وبكيل مؤخراً ، ما هي دواع ذلك ؟

§      هذا هو التوتر الذي حاول المستغلون أن يدقوا عليه ، وإلا فالمشكلة ممتدة من مأرب إلى حجة بين البكيلين والحاشديين وغيرهم وحصل فيها إشكالات كبيرة .

·      تزايدت ظاهرة خطف الأجانب وقطع الطريق وسلب السيارات في المحافظات الشمالية ، ما هي أسباب تفشي هذه الظاهرة ومن يقف وراءها في تقديركم ؟

§      هذه ظاهرة سيئة وهناك عوامل كثيرة تقف وراءها أبرزها الانفلات الأمني وعدم وجود سلطة الدولة الحازمة والصارمة والعادلة والصادقة في نفس الوقت ، أما العامل الثاني فهو الفقر والحاجة والغلاء والعامل الثالث عامل سياسي يستهدف تشجيع هذه الظاهرة بهدف التشويه والإرباك المتعمد .

·      هل العامل السياسي محلي أم خارجي ؟

§      في أوساطنا من التناقضات السياسية الكفاية .

·      يقال بأن الكثير من الغريبين الذين خطفوا في اليمن في السنوات الأخيرة خرجوا بعد الإفراج عنهم متعاطفين مع خاطفيهم ومع مطالبهم لأنها مشروعة ، لماذا لم تحقق الدولة هذه المطالب إذا كانت فعلاً مشروعة ؟

§      أود أن أضيف إلى العوامل السابقة المتسببة في تفشي هذه الظاهرة هو عامل الديمقراطية ذات الباب المخلوع والتي أحدثت نوعاً من الانفلات والتسيب حتى أن المواطن أو "القبيلي" أصبح يعتقد أن هذه الممارسة جزء من الديمقراطية ولهذا لا بد أن تتحمل وزارة الداخلية مسئوليتها وتستعين بمن ترى من الوجهاء والمشايخ وتستخدم الأساليب المختلفة للقضاء على هذه الظواهر السلبية والدخيلة على مجتمعنا حتى لو وصل الأمر إلى الاحتراب .

حينها سيكون الشعب هو الحكم إن كان سيحارب من أجل وحدته أو سيسلم بالأمر الواقع .

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp