الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لصحيفة الشرق الأوسط 4/إبريل/2002م : الشعوب العربية تكره أمريكا لأنحيازها الكامل مع العدو الصهيوني

 

صحيفة الشرق الأوسط – 4/4/2002م

 

-       الشعوب العربية تكره أمريكا لانحيازها الكامل مع العدو الصهيوني

 

قال الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب رئيس الهيئة العليا للإصلاح ، إن تصريحات المسئولين الأمريكيين بشأن تجمع عناصر القاعدة في اليمن نوع من الإرهاب السياسي الذي تمارسه أمريكا على الشعوب والزعماء العرب والمسلمين.

وأضاف ، أن الكراهية الموجودة في الشعب اليمني وغيره من الشعوب العربية لأمريكا سببها انحيازها الكامل مع العدو الصهيوني.

مؤكداً أن اليمن لن تسلم أمريكا أي متهم سواء كان يمنياً أو عربياً أو مسلماً ، وسيتم محاكمتهم أمام القضاء اليمني في حال وجد ما يدينهم.

 

·      بصفتكم زعيماً لحزب الإصلاح الإسلامي ورئيساً للبرلمان اليمني ما هو موقفكم من الإرهاب؟

§      نحن ضد الإرهاب لأن ديننا الإسلامي يرفض ويحارب الإرهاب بكل أشكاله وصوره ومن أي مصدر كان ، وفي المقدمة إرهاب الدولة على الشعوب الضعيفة ، كما هو الحال في إسرائيل ، حيث يمارس الكيان الصهيوني أفظع أنواع الإرهاب وأبشعه على مدى 50سنة.

        ·        هل يوجد تعاطف قبلي مع عناصر تنظيم القاعدة في اليمن. ولماذا؟

§      لا يوجد أي تعاطف مع  ما يسمى تنظيم القاعدة الذي لم نسمع به إلا بعد أحداث 11 سبتمبر الماضي ولكن هناك تعاطفاً مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني وانتفاضته ويعود هذا التعاطف إلى مسلسل الإبادة الجماعية التي يمارسها النظام الصهيوني المدعوم من قبل الولايات المتحدة ، ولذا فإن الشعوب العربية تكره الولايات المتحدة وتحقد عليها بسبب مواقفها العدائية ضد الشعوب العربية وبالأخص الشعب الفلسطيني.

        ·        قبل أيام قال وزير الدفاع الأمريكي رونالد رامسفيلد إن لديه معلومات عن أن عناصر تنظيم القاعدة التي فرت من أفغانستان قد تتجمع في اليمن ، ما صحة ذلك؟

§      هذا نوع من الإرهاب السياسي الذي تمارسه أمريكا على الشعوب العربية والإسلامية وعلى الزعماء العرب ، وهذه التصريحات تندرج في خانة الإرهاب.

        ·        ولكن أمريكا أعلنت عن مخاوفها الحقيقية من تسرب عناصر القاعدة الىاليمن ، وربما التركيبة القبلية للمجتمع اليمني ساعدت على تنامي هذه المخاوف ، ماذا عمل اليمن لتبديد هذه المخاوف؟

§      أكرر أن كل هذه الأقاويل ما هي إلا ممارسة إرهابية تمارسها الولايات المتحدة ضد اليمن مثل ما تمارسه مع بقية الشعوب العربية والحكام العرب.

·      يعني أنت تؤكد أنه لا يوجد أي من عناصر تنظيم القاعدة في اليمن؟

§      لا توجد أية عناصر لتنظيم القاعدة في اليمن أبداً ، أما الكراهية الموجودة في اليمن وغيره من الشعوب العربية لأمريكا فأسباب ذلك انحيازها الكامل مع العدو الصهيوني.

·      ولكن قبل فترة أصدرت الحكومة الأمريكية قائمة بأسماء خمسة عشر شخصاً قالت أنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة يستعدون حينها للقيام بأعمال إرهابية ضد مصالحها في بلدكم ، وبعد ذلك أعلنت السلطات اليمنية وجود سبعة أسماء من هؤلاء في السجون من قبل أن تعلن واشنطن تلك القائمة.

§      إذا هناك مشتبه بهم ، فالدولة ستقوم بملاحقتهم والقبض عليهم ، وفي حالة إدانتهم فسيتم إحالتهم للقضاء اليمني ليبت في التهم الموجهة إليهم وفقاً للقانون اليمني والشريعة الإسلامية.

·      وإذا طلبت واشنطن تسليمها هؤلاء المتهمين؟

§      لا ، لن نسلمها أحداً سواء يمنياً أو عربياً أو مسلماً…

·      حتى هؤلاء المحتجزين حالياً؟

§      حتى هؤلاء أيضاً لن نسلمهم فعلى أمريكا تقديم الأدلة والإثبات ضدهم ونحن علينا محاكمتهم.

·      كيف تفسرون فشل القوات اليمنية في القبض على المطلوبين من تنظيم القاعدة والموجودين كما تعتقد واشنطن في محافظات صعدة والجوف ومأرب ، الأمر الذي دفع السلطات اليمنية إلى قبول مدربين أمريكيين لجنودها؟

§      لم يحصل أي فشل للقوات اليمنية أو عناصر الأمن إطلاقاً ، كما أنه لا توجد قوات أمريكية في أراضينا وإذا كنت تقصد المدربين العسكريين ، فنحن لدينا مدربون من أمريكا وروسيا والأردن يساعدون على تدريب قواتنا المسلحة.

·      ولكن الرئيس علي عبد الله صالح خلال جولته الأخيرة في عدد من المحافظات اليمنية دعا القبائل هناك إلى التعاون مع الدولة لتسليمها العناصر التي يعتقد أنها تنتمي لتنظيم القاعدة وتحظى بحماية القبائل ، لماذا لم تستخدموا نفوذكم القبلي لحث القبائل على الانصياع للدولة ومساندة الرئيس صالح في جهوده لمكافحة الإرهاب؟

§      أنا رافقت الرئيس في هذه الزيارة والتقينا بالقبائل وشرائح المجتمع اليمني في تلك المحافظات ، وجميعهم مع الدولة وأبدوا تعاوناً معها ، كما أنه لا توجد أية حماية للإرهابيين من قبل القبائل.

·      إذاً بما تفسر الإصرار الأمريكي على أن هناك عناصر تنتمي للقاعدة وموجودة في اليمن؟

§      أمريكا تهدد اليمن مثلما تهدد العراق والسودان والصومال أيضاً هذا الشعب الممزق وتتهمه بنفس هذا الاتهام ، هذه ممارسات إرهابية من قبل أمريكا ضد الشعوب العربية والإسلامية وهذا هو الإرهاب بعينه.

·      ما هي المصالح الأمريكية الموجودة في اليمن حتى تمارس أمريكا ابتزازها كما ذكرت؟

§      لا ، لا توجد مصالح أمريكية في اليمن ولكن هذا ابتزاز وإرهاب سياسي ضد بلادنا تمارسه أمريكا مثلما تمارسه ضد الشعوب العربية الأخرى.

·      كانت الحكومة اليمنية تدعو باستمرار إلى إغلاق المعاهد الدينية حتى قبل أحداث سبتمبر الماضي وأصر حزبكم (التجمع اليمني للإصلاح) على رفض هذه الدعوة ، هل تعتقدون أن المعاهد الدينية يجب أن تبقى بعيداً عن إشراف الدولة؟

§      نحن في التجمع اليمني للإصلاح نحرص على تكثيف التعليم الديني في المدارس والمعاهد والجامعات ، لأن ذلك جزء من منطلقاتنا كحزب وتجاوب مع الشعب اليمني المسلم ، وأي ضغط أو تقليل من التعليم الديني في المدارس أو المعاهد أو الجامعات نحن نرفضه ونعارضه ونعتبره تجاوباً مع الضغوط الأمريكية.

·      ولكن هناك كثيراً من تلك المعاهد لا تشرف عليها الدولة وبعضها أيضاً يديرها أشخاص غير يمنيين؟

§      غير صحيح أن هناك معاهد تديرها عناصر غير يمنية ، بل المعاهد قبل أن تدمج مع وزارة التربية والتعليم هي حكومية ويصرف عليها من مال الدولة ومناهجها وشهادتها تقرها الدولة أيضاً.

·      ولكن ليست جامعة إسلامية مثل الأزهر حتى يتوافد إليها العرب من كل مكان ، وما حدث مع الطلاب الماليزيين واعتقالهم ثم الإفراج عنهم يؤكد أنه لا رقابة على دخول الطلاب المسلمين إلى اليمن؟

§      ما تعنيه كان تصرفاً خاطئاً وتعسفاً من قبل جهاز الأمن السياسي وأدناه في حينه ، فالطالب الذي يدخل اليمن بصورة شرعية ويحمل تأشيرة دخول من سفارتنا في الخارج ويحمل جواز سفر بلاده لا تجوز مضايقته.

·      ما هي الخطوات التي أتخذها اليمن لمنع تسلل عناصر القاعدة أو المشتبه في انتمائهم لهذا التنظيم من الوصول إلى اليمن؟

§      كثفت السلطات عمليات التحري من شرعية الموجودين في اليمن من الطلاب والمقيمين أيضاً والتأكد من هوياتهم لأننا حريصين على بلادنا وعلى عدم حصول أية إخلالات بالأمن.

·      هناك قوات أمريكية تدرب القوات الخاصة اليمنية ووزير خارجيتكم طلب الأسبوع الماضي من الحكومة البريطانية تجهيز قوات الأمن وتدريبها بالإضافة إلى وجود عناصر من المارينز في عدن بحجة ترتيب عودة السفن الأمريكية للتموين بالوقود ، أليس كل ذلك يعد مظلة لتدخل أمريكي - بريطاني في اليمن لمراقبة أي تسلل لعناصر القاعدة؟

§      نحن بحاجة للخبرات والمدربين أما قوات المارينز فهم أفراد وصلوا لتنظيم عودة السفن الأمريكية للتزود بالوقود من ميناء عدن وهذه التسهيلات كانت موجودة في السابق ولكنها توقفت بعد حادث المدمرة كول ، ونحن نعتبر ذلك شيئاً عادياً.

·      تردد أن الرئيس صالح طلب من البرلمان منحه أيضاً بعض من الصلاحيات التي تخوله اتخاذ قرارات مباشرة لمواجهة التطورات الدولية ، ولكنكم رفضتم هذا الطلب؟

§      لم يطلب الرئيس أية صلاحيات إضافية تخوله أكثر مما يخوله الدستور، ولم نرفض كبرلمان مثل هذا الطلب.

·      إذاً ما هي الرسالة التي بعث بها الرئيس ورفضها البرلمان؟

§      هذه الرسالة عبارة عن طلب بتعديل قانون اللائحة الداخلية بمجلس النواب ، وبعد عرضها على المجلس رأى الأخير أن ذلك من اختصاصه فقط.

·      هل كان هناك انقسام بين أعضاء مجلس الشورى وربما البرلمان فيما يخص حصول طلب أسرة الإمام السابق آل حميد الدين على الجنسية السعودية؟

§      هذا الموضوع لم يكن مطروحاً على بساط البحث لا في مجلس الشورى ولا في مجلس النواب ، ونحن نعتبر حصولهم على الجنسية السعودية تحصيل حاصل لأنهم مقيمون في السعودية منذ زمن طويل ، ونحن لا نمانع منحهم الجنسية السعودية ، ونحن على استعداد أيضاً لتقبل أفراد من أسرة حميد الدين الذين لم يشاركوا في الحرب أثناء الثورة.

·      لكن القانون لا يسمح بازدواجية الجنسية ، وبالتالي تسقط عنهم الجنسية اليمنية؟

§      إذا كانت أسرة حميد الدين راضية بهذا فهذا شأنها ، ونحن لا نعترض على قضايا تخصهم.

·      بالنسبة للسلاطين والأمراء الذين كانوا في الجنوب هل أنتم مع عودتهم إلى بلادهم؟

§      السلاطين عادوا واليمن بابه مفتوح لعودتهم.

·      هناك معلومات عن نية لدى الرئيس صالح اختصار قائمة الـ 16 إلى أربعة فقط ، بل أن آخر المعلومات تقول أن القائمة ستلغى وستبقى الأحكام على علي سالم البيض فقط ما هو موقفكم من هذه الجهود لإغلاق ملف حرب 1994م؟

§      بالنسبة لقرار العفو العام عن الذين شاركوا في إعلان الانفصال في حرب 1994م فقد أعلن الرئيس قرار العفو العام عن كل المجاميع التي فرت إلى الخارج ما عدا الذين تمت إحالتهم إلى القضاء وهم 16 شخص فقط.

·      ولكن هذه القائمة في طريقها إلى الإلغاء والإبقاء على علي سالم البيض فقط؟

§      هذا غير صحيح ، وإن صح ذلك فمن سيتحمل جريمة الحرب والانفصال هل علي عبد الله صالح؟

·      لكن الرئيس يحاول إغلاق هذا الملف للتفرغ لقضايا داخلية كبيرة ؟

§      الملف أغلق.

·      معنى هذا أنكم تعارضون مثل هذه الخطوة؟

§      إلا إذا تحمل علي صالح قضية الحرب والانفصال ومسئولية ما حدث.

·      يعني أنكم ترفضون جهود الرئيس لإغلاق هذا الملف؟

§      موقفي واضح أن الـ16 شخص هم رموز أما المشاركون في الحرب والانفصال فهم بالآلاف وقد شملهم العفو وعاد الكثير منهم.

·      أخيراً إذا طلبت واشنطن منحها مزيداً من التسهيلات لتركز قواتها في المحافظات التي تعتقد أنها تؤوي عناصر تنظيم القاعدة ماذا سيكون موقفكم؟

§      لا أعرف ماذا تعني بالتسهيلات إذا كانت تسهيلات للسفن للتزود بالوقود فهذا موجود ، أما إذا تقصد التدخل العسكري فهذا مرفوض فبلادنا ليست مأوى للغزاة بل هي مقابر لمن غزاها.


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp