الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لصحيفة السياسة الكويتية - 24/4/1994م : مجلس النواب هو المؤسسة الوحيدة التي لا تزال رمزاً لوحدة اليمن

 

صحيفة السياسة الكويتية - 24/4/1994م

 

-       مجلس النواب هو المؤسسة الوحيدة التي لا تزال رمزاً لوحدة اليمن

-       و الإنسحاب من"الائتلاف" الآن هروب وعيب لا نقبله على أنفسنا

 

عندما تدخل إلى أي بلد إبحث عن رموزه وزعمائه.. وكلما دخل صحفي إلى اليمن بحث عن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وحرص على أن يلتقي به, والتحدث معه, لأنه رجل له أكثر من صفة, فهو واحد من أبرز الزعامات التقليدية بوصفه شيخاً لمشائخ قبائل حاشد, وهي أحدى قوتين تقليديتين في الشمال.. لكن "حاشد"كما يعرف الجميع وإن كانت الأقل عدداً, إلا أنها الأكثر تنظيماً, والأكثر ولاء لشيوخها.. والرئيس اليمني علي عبدالله صالح هو ابن لقبيلة "سنحان" التي هي إحدى قبائل حاشد وإذا عدنا إلى جذور حاشد وبكيل, فسنجد أن الإثنين أخوة وأبناء قبيلة واحدة, ولكن كل منهما صار فيما بعد زعيماً ورمزاً.

وفي قصره الجديد الذي بني منذ أربع سنوات وهو ملاصق لقصره القديم, حرص الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر أن يؤكد على اعتزازه بيمنيته وقبليته وبعروبته.

لكن بعيداً عن الوجه القبلي فالشيخ الأحمر الآن هو زعيم التجمع اليمني للإصلاح وهو الطرف الثالث في حكم دولة ما بعد الوحدة, والإصلاح أصبح قوة ثانية على مسرح الأحداث بعد ابريل 1993 أي بعد أول انتخابات برلمانية في اليمن الموحد وقد فاز فيها بـ 67 مقعداً في حين فاز المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس علي عبدالله صالح بـ 146 مقعداً والحزب الإشتراكي برئاسة نائب الرئيس علي سالم البيض بـ 62 مقعداً.

وقد انتخب الشيخ الأحمر بناء على ذلك رئيساً لمجلس النواب وحزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يتزعمه الشيخ الأحمر يضم جناحين رئيسيين .

الجناح القبلي الذي تمثله قبيلة حاشد, وجناح الإخوان المسلمين.

وعلى هذا فالشيخ الأحمر يتحرك على الساحة السياسية في اليمن بثقل كبير يقدره اليمنيون, ويحسبون حسابه جيداً .

والشيخ الأحمر كما سمعنا وكما لمسنا فيما بعد ليس كثير الكلام, ولكن كلماته قليلة موجزة معبرة ومؤثرة بالضرورة.

في مقيله الخاص الذي يضم رموزاً كثيرة من أهل اليمن كان موعدنا مع الشيخ الأحمر.

والمقيل هو المكان الذي يقابل فيه ابن الأحمر ضيوفه, ما بين الثالثة ونصف عصراً والسابعة من كل يوم, وهو ليس كأي مقيل من مقايل أهل اليمن, فهو يضم كبار مسئولي الدولة وأعضاء مجلس النواب وكبار رجال القبائل ورموزها ومسئولين سابقين وزراء وأصحاب شكاوى وأصحاب اقتراحات رغم أن المقيل يسع لأكثر من مائة وخمسين شخصاً إلا انه ممتلئ بصورة شبه كاملة كل يوم.

بمجرد دخوله كان الحوار سريعاً ومباشراً وكانت إجاباته موجزة قاطعة صريحة بلا مناورة, لأنه رجل يقول ما يريد وقتما يريد وبالشكل الذي يريد في البداية سألناه:

 

·      الجميع يتساءلون ما هي نهاية الأزمة اليمنية, وإلى أين يمكن أن تمضي بالشعب اليمني؟

§      الأزمة طالت الذين اختلقوا هذه الأزمة هم الحزب الإشتراكي, وكان الاتفاق بعد توقيع وثيقة العهد والاتفاق, العودة إلى مواقع أعمالهم في صنعاء والابتداء في تنفيذ الوثيقة واليوم مر أكثر من شهرين ولم يعودوا إلى مواقع أعمالهم في صنعاء خلقوا أزمة فوق أزمة.

·      كل الذين يتابعوا تطورات الأزمة اليمنية متخوفون مما يلوح في الأفق, في رأي الشيخ عبدالله الأحمر ماذا يحمل الأفق القريب من أنباء؟

§      لا نستطيع أن نفسر الإصرار من الإخوان في الحزب الإشتراكي على تمديد الأزمة سوى أنهم يسعون إلى الانفصال, هذا الإصرار على مواصلة الأزمة ليس له أي تفسير آخر غير أنهم يريدون الانفصال.

·      لكن هل أطراف الأزمة الأخرى ستسمح بوقوع هذا الانفصال؟

§      الشعب في المحافظات الجنوبية لن يوافق على هذا.

لا يمكن أن يوافق على هذا وكذلك الناس في المحافظات الشرقية فما بالك بمحافظات الشمال, وهي أكثر تمسكاً بالوحدة وبكل قوة . الشعب اليمني ليس بينه أي خلافات, وهو متمسك بالوحدة.

·      أنت تبذل جهوداً على محورين, جهود بوصفك رئيس التجمع اليمني للإصلاح وجهود أخرى كرئيس لمجلس النواب ونحن نعرف الاتصالات دائمة ومستمرة فما هو الجديد في سبيل الخروج من الأزمة؟

§      بالنسبة للإصلاح فنحن بحمد الله لم نسهم لا في خلق الأزمة ولا في تصعيدها بل أدوارنا كلها من بداية الأزمة إلى الآن أدوار موفقة وأدوار تهدف لمعالجة الأزمة وفي محاولة تهدئه الأمور وإصلاح  ذات البين هذه هي جهودنا وهذا دورنا في الإصلاح كذلك في مجلس النواب وهو المؤسسة الوحيدة التي لا تزال متماسكة وتتمثل فيها الوحدة.

·      ألم تحدث أي محاولات لشق وحدة الصف في المجلس؟

§      تحدث محاولات من بعض النواب من هنا وهناك لتوتير الموقف والوصول إلى نتائج من التي تتحدث عنه لكن كنا نمسك الأمور بمرونة حتى في القرارت التي يحق للمجلس أن يتخذها إذا رأينا أن هذا القرار سيوجد فرقة فإننا نتجنبه .

·      ما حققه مجلس النواب حتى الآن في إطار متابعة الأزمة من نجاح أثار غيرة أحزاب الأقلية المشاركة في لجنة الحوار التي اعتبرت أن المجلس يحاول سحب البساط من تحت أقدامها, لأنه يرسل لجاناً برلمانية إلى كل مكان ويشرف بنفسه على كل شيء ويصدر تكاليفاً للحكومة بتنفيذ وثيقة العهد والاتفاق فما رأيكم؟

§      لجنة الحوار ليس لها الصفة الشرعية, هي عبارة عن لجنة وساطة, أما مجلس النواب فهو المجلس التشريعي الشرعي, وهو صاحب الحق وهو الممثل للشعب, أما لجنة الحوار فما هي إلا لجنة للمصالحة ونحن ارتضينا أن تقوم بدور الوساطة لكن ليس لها صفة الشرعية لهذا فأنا لست مع إضافة مزيد من أعضاء أحزاب المعارضة للجنة الحوار.

فأحزاب المعارضة فشلت في الإنتخابات ولكننا من أجل تطمين الحزب الإشتراكي لأنه يطمئن إليهم كثيراً, وافقنا على دخولهم في الحوار.

·      وزير الداخلية يؤكد أن التحقيقات الأولية تثبت أن هناك طرفاً ثالثاً يحاول أن يأجج نار الأزمة؟

§      كثيرون يحاولون أن يتصيدوا في الماء العكر.. أي ناس من الذين لا تهمهم مصلحة البلد يمكن أن يقوموا بهذا الدور.

·      هل تقصد من يسمونهم بأغنياء الأزمة الذين أثروا من تجارة السلاح؟

§      وبشكل قاطع يقول لا أستطيع أن أتهم أحداً بالتحديد..

·       لكن بعد إشتباكات أبين وذمار ماذا يمكن أن نتوقع؟

§      في ذمار لم تحصل اشتباكات.. أشياء بسيطة وهولوها أكثر من اللازم, ولن يحدث أي شيء مما يثيروه هؤلاء الذين يهولون في الأخبار..

·      في بداية الحوار قلت أن الأزمة طالت والناس تتساءل لماذا وإلى متى؟

§      لجنة الحوار هي التي طولت الأزمة وهي ساهمت في تطويل مدى الأزمة بعدم الوضوح وعدم المصداقية.

·      أعضاء لجنة الحوار من المعارضة وآخرين وآخرون يقولون أن هناك صفقة تدور بين أقطاب الحكم الثلاثة في الخفاء, ماذا تقول؟

§      أي صفقة؟!!

·      صفقة سيتم عليها حل الأزمة ربما باقتسام آخر للسلطة؟!

§      نحن لسنا طرفاً في الخلاف, الإصلاح ليس طرفاً في الخلاف وإنما هو بين المؤتمر والاشتراكي إذا كانت هناك صفقة ستكون بينهما نحن لن ندخل كشركاء في خلق الأزمة ولا في تأجيجها ولن نكون طرفاً في صفقاتها.

·      هل شعبية الإصلاح بعد دخول تحالف الحكم زادت أم نقصت؟

§      هذا السؤال يجيب عليه غيري.

·      يقال- من داخل الإصلاح- أنكم في الحزب تفكرون في الانتقال إلى موقع المعارضة لأنكم غير راضين عن الصيغة الحالية للحكم؟

§      الخروج من الائتلاف أثناء الأزمة هروباً, الخروج والبلد في الأزمة عيب لا يمكن أن نرضى به لأنفسنا..

·      ولكن هل يمكن أن تفكروا في ذلك بعد انقضاء الأزمة؟

§      بعد الأزمة يمكن أن تتبلور الآراء وحينئذ لن يعتبر ذلك هروباً لو اتفقنا عليه.

·      هل وثيقة الاتفاق من رأيكم هي الحل الأمثل للأزمة لو تم الالتزام بها؟

§      وثيقة الاتفاق كيفما كانت رضينا بها على شرط الخروج من الأزمة وعودة المسئولين إلى مواقع عملهم, وكيفما كانت هذه الوثيقة رضينا بها.. لأن بها حلول توفيقية ومن أجل الخروج من الأزمة وافقنا عليها.

·      معنى ما تقول أنها لا ترضي الإصلاح مئة في المئة؟

§      وبلا تردد يقول, نعم .

·      هل هناك نقاط معينة كان الإصلاح يريدها في الوثيقة ولم تضاف؟

§      كان لنا تحفظات وسجلناها في وقتها ولكن من أجل إخراج البلد من الأزمة قلنا ما عندنا مانع.

·      لكن إذا أصر الحزب الإشتراكي على عدم التنفيذ فماذا يمكن أن يحدث؟

§      أنا الوحيد الذي اشترط أثناء التوقيع إنهاء الأزمة وعودة المسئولين إلى مواقع أعمالهم وكتبت هذا فوق توقيعي على الوثيقة.. ومن يرفض التنفيذ يتحمل المسؤولية.

·      هناك سؤال عن التسليح, وزير الداخلية يقول أن هناك 150 ألف قطعة سلاح آلية وزعت على مواطنين في فترة الأزمة؟

§      وزعت من قبل الحزب الإشتراكي, وزير الداخلية يقول هكذا, والأخبار تؤكد أن الحزب الإشتراكي يستورد أسلحة خفيفة وثقيلة, وهذا يصعد التوتر ويعطي تفسيرا أن غرضهم هو الانفصال .

·      كانت هناك بدائل طرحت أثناء الأزمة كالخيار الفيدرالي أو الكونفيدرالي فهل تميل إلى مثل هذه الخيارات كمخرج من الأزمة؟

§      اسأل الذي اقترح هذا...

·      نحن نريد أن نعرف هل توافق على حل كهذا؟

§      نحن لا نقبل أي مساومة على الوحدة.. ولا بديل عنها يمكن أن نقبله..

·      احتمالات المواجهة المسلحة.. ما هي نسبة وقوعها من وجهة نظركم؟

§      هذا شيء لن يحدث بإذن الله فنحن ضد هذا وسنعمل للحيلولة دون حدوث هذا..

·      لكن لو حدثت المواجهة هل ستنحازون إلى المؤتمر؟

§      سنكون من المصلحين إن شاء الله.


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp