الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في حديث لوكالة ( قدس برس) 5/مايو/2000م: الوحدة اليمنية راسخة رسوخ الجبال .. وزيارة ولي العهد السعودي تبشر بخير

 

وكالة قدس برس - 18/5/2000م

 

-       الوحدة اليمنية راسخة رسوخ الجبال .. وزيارة ولي العهد السعودي تبشر بخير

 

قال الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ـ رئيس مجلس النواب رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح ـ أن الكويتيين لم يطلبوا من اليمن أو من غيرها تكوين لجنة وساطة للإفراج عن الأسرى لدى العراق ، ولكنه قال إنهم يعولون على الدول العربية أن تبادر  للقيام بدور في هذا الشأن .

وأكد أن زيارة ولي العهد السعودي تبشر بخير ، واعتبر أن مشاركة الوفد السعودي المتميز في احتفالات شعبنا بقيام الوحدة اليمنية يحمل دلالات كبيرة .

وتطرق الحوار إلى مجمل القضايا السياسية والمعيشية . فإلى نص الحوار :

·      زرتم مؤخراً دولة الكويت على رأس وفد برلماني يمني وهي أول زيارة على هذا المستوى الرفيع .. ماذا دار في المباحثات التي أجريتموها مع أمير الكويت وولي عهده ورئيس مجلس الأمة ؟ وما حكاية الوساطة التي طلبها الكويتيون منكم بخصوص الإفراج عن أسراهم لدى العراق ؟

§      أحب أن أصحح معلومة وردت في سؤالكم بالنسبة لقضية الأسرى الكويتيين ، الهم الكبير الذي يشغل بال الأشقاء الكويتيين ويلقي بظلاله ، حتى على علاقاتهم مع الآخرين ، ويطرقون هذا الهم مع كل من يلتقون بهم ، وهي مسألة الأسرى الكويتيين، إذ ليس لديهم أي مطالب مع الآخرين إلا هذه المسألة، فالكويت أعيدت ، وحدودها ترسمت ، ولم يبق لهم أي مطلب أو مشكلة إلا قضية الأسرى ، إضافة إلى أنهم عاتبون على الدول العربية التي لم تحرك ساكناً إزاء هذه القضية ، وعتبهم الكبير على اليمن بالذات لعدة عوامل أولاً كانوا ينتظرون منها مواقف إيجابية من يومها ولم يكونوا ينتظروا الموقف الذي حصل من الدول ، فالألم الكبير لا يكون إلا من الصديق الذي يثق بك ويحبك ..

ثانياً : إن علاقات اليمن والرئيس بالذات مع بغداد جيدة، وفي مقدور اليمن والرئيس العمل من أجل الأسرى الكويتيين .

أما أنهم طلبوا الوساطة ، أو تكوين لجنة وساطة سواء يمنية أو عربية ، فهم لم يطلبوا ذلك ولكنهم يقولون لنا : نحن نحملكم المسئولية ، ونعول عليكم بالقيام بدور في هذا الأمر دون طلب منا .

يطرحون هذا في كل موقف ومناسبة ومع كل شخصية يلتقون بها .. ولهذا أود أن أصحح أن ليس هناك طلب منهم رسمياً بهذا الشأن ، ولكنهم ينتظرون منا مبادرة لإطلاق سراح أسراهم ..

·      ما الدلالات التي تحملها زيارة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز والوفد المرافق له الذي يضم أمراء ووزراء ومسئولين يتجاوز عددهم المأة شخصية إلى صنعاء للاحتفال مع اليمنيين بالذكرى العاشرة لقيام الوحدة اليمنية ؟

§      الواقع : أن زيارة الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية ومن برفقته من الأمراء والوزراء والوفد الكبير يدل دلالة كبيرة على أن هناك توجهاً لدى المملكة العربية السعودية والمسؤولين فيها للنهوض بالعلاقات بين البلدين الشقيقين وإنهاء المشاكل المتبقية .

·      هل أنتم متفائلون بقرب حل مشكلة الحدود العالقة بين البلدين ؟

§      زيارة ولي العهد السعودي والوفد المرافق الكبير تبشر بخير ..

·      هل لكم أن توضحوا لنا ملابسات ما نشرته مجلة " المشاهد السياسي" الصادرة عن (B.B.C) في لندن مؤخراً من حوار معكم وأعادت نشرة صحيفة الثورة الحكومية مؤخراً ، وأثارت لغطا لاسيما ما نسبته المجلة على لسانكم بأنكم أنتم الحامي للثورة والجمهورية والوحدة ؟

§      التقى بي مراسل هذه المجلة أثناء زيارتي إلى قطر مؤخراً وطلب مني إجراء حوار لها وكانت مقابلة طويلة .. وعندما طرح على سؤالاً مفاده (لماذا لم ترشح نفسك للرئاسة خلال هذه العقود ولك شعبيتك .. الخ) أجبت عليه بأنه لم يكن لدى طموح وإن طموحي كله هو كيفية حماية الثورة والجمهورية والوحدة ، فهو كتبها بخلاف هذه النص ، فأنا لا اتهمه وإنما أتهم صحيفة الثورة الرسمية في بلادي التي نقلت هذه المقابلة بخلاف عادتها ، فهي مقابلة مع مجلة عربية تصدر خارج اليمن ، فنقلتها وأبرزت في عنوان عريض ( أنا حامي الثورة والجمهورية .. ) لغرض ما ..

وأنا لست من أولئك الذين يمتدحون أنفسهم ويتباهون بمواقفهم ..

·      ما طبيعة الخلاف الذي بينكم وبين الدكتور عبد الكريم الإرياني رئيس الوزراء ؟ وما علاقة دخول الإسرائيليين اليمن مؤخراً بهذا الخلاف ؟

§      لم يكن بيني وبين الدكتور عبد الكريم الإرياني أي خلاف ، وأنا اعتبره زميلاً فعلاً نحن وإياه زملاء ، ونختلف من قبل ثلاثين سنة على قضايا وأراء ومن أيام ما كان وزير التربية والتعليم اختلفنا معه حول قضايا التربية والمعاهد وغيرها .. ولكنه خلاف في الرأي وليس خلافاً شخصياً .. فنحن أصدقاء وزملاء وأخوة ، وأكن له كل الود والتقدير والاحترام وهو كذلك .

وموقفي من دخول اليهود الإسرائيليين إلى اليمن كسواح وزوار بحجة أن أصلهم يمني ،واضح ، وينبع من مواقف الشعب اليمني ، وموقفي من موقف مجلس النواب ، وينطلق من رؤية مبدئية ، ونابعة من قناعتي الذاتية أيضاً .

فأنا أرفض دخول اليهود الإسرائيليين إلى اليمن تحت أي مبرر أو ستار أو حجة ، وأيضاً كواحد من الشعب ، ومن قيادات الدولة مجددين موقفنا من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي والأخ رئيس الجمهورية أعلن موقفه الصريح في هذه المسألة وبالتالي فلا يعني ذلك خلافاً شخصياً بيني وبين عبد الكريم الإرياني ، إنما استنكر التسامح مع دخول اليهود سواح أو زوار ، فأنا أعارضه وأرفضه وأقاومه . وهذا لا يعني إني على خلاف مع الدكتور الإرياني .

·      هل حصل لقاء مصالحة بينكم وبين الدكتور الإرياني برعاية الرئيس ؟

§      لم يحصل أن الرئيس أو غيره قام بدور وساطة بيني وبينه فنحن لا نحتاج إلى وساطة ، أنا وإياه نلتقي بين الحين والآخر ، وخاصة هذه الأيام نلتقي في جلسات الإعداد والتحضير للعيد الوطني عند رئيس الجمهورية ، فليس بيننا أي خلاف شخصي ..

·      تشهد العلاقات بين المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح توتراً ملحوظاً ، فما تقييمكم لمسار هذه العلاقة وكيف تفسر دخول المؤتمر الشعبي في الانتخابات التكميلية بالحيمة الخارجية الآن كمنافس أمام مرشح الإصلاح وهي سابقة في العلاقات بين الحزبين إزاء الانتخابات التكميلية ؟

§      لم يخلف التجمع اليمني للإصلاح وعداً أو ينقض عهداً أبرمه مع المؤتمر الشعبي العام أو مع الأخ رئيس الجمهورية أثناء التعامل بيننا وبينهم أبداً .. ولم يصدر من جانب الإصلاح أي ممارسة ضد المؤتمر الشعبي منذ البداية وحتى الآن لأننا متمسكون بالوعود والعهود والاتفاقات التي بيننا وبين رئيس الجمهورية ومع قادة المؤتمر .. منذ بداية إعلان التعددية الحزبية وقيام (الإصلاح) ولا زلنا نأمل من الرئيس أن يتعامل معه كما يتعامل مع المؤتمر الشعبي .. وإذا كان هناك خلاف أو نكث بالعهود فهي من المؤتمر الشعبي الذي أتضح من ممارساته ومواقفه تركيزه على محاربة الإصلاح بشتى السبل وبكل الوسائل .

وما يجري الآن في الحيمة الخارجية دليل على ذلك ، فبعد وفاة الشيخ علي وهبان العليي عضو الإصلاح في مجلس النواب . طرحت الموضوع على الرئيس فقال لي ليترشح بعده ابنه ، وهذه ظاهرة طيبة .. وقد سبق أن توفى بعض أعضاء مجلس النواب سواء كانوا من المؤتمر والإصلاح وترشح في الدائرة التي كانت مثلاً للإصلاح شخص من الإصلاح ، ولا ينافسه أحد من المؤتمر وكذلك في الدائرة التي كانت للمؤتمر يترشح فيها مرشح من المؤتمر الشعبي دون أن ينافسه الإصلاح وهي ظاهرة طيبة ، واعتبر الرئيس ذلك عرفاً طيباً يجب أن يستمر ويتكرر ، وخاصة أنها انتخابات تكميلية ..

وعلى هذا الأساس دفعنا بعضو الإصلاح الشيخ ربيش بن علي وهبان لترشيح نفسه في الدائرة وإذا بالقيامة تقوم عليه ، ويندفع المؤتمر الشعبي العام بترشيح أحد أعضائه في نفس الدائرة ، مسنوداً بدعم كبير من الدولة وبكل قواها . وينزل الوزراء إلى المنطقة ويفتحون مشاريع في نفس فترة الانتخابات وينزل المحافظ ومعه أطقمه العسكرية عدة مرات ، ويرعى الوزراء والمحافظ المهرجانات الانتخابية لمرشح المؤتمر ، ناهيك على الدعم المادي وغيره …

·      لماذا لا يمارس مجلس النواب الذي ترأسونه دوره الرقابي ، ويتخذ إجراءات صارمة تجاه ظاهرة الفساد الحكومي ؟

§      الحقيقة أن مجلس النواب يعاني شيئاً من الضعف في هذا المجال .

·      ولماذا هذا الضعف ؟

§      بسبب وجود " الأغلبية المريحة " للحزب الحاكم داخل مجلس النواب .

·      كيف تتصورون أن يكون موقف مجلس النواب من رغبة الحكومة خلال الشهر القادم بزيادة أسعار الديزل بمعنى هل ستؤيدون قرارها ؟ أم ستعارضونه أم ماذا ؟

§      الزيادات التي تتم على أسعار بعض السلع لا تعرض على مجلس النواب ، لأنها ليست من الأمور التي يجب طرحها عليه ، فهي من الأمور التي تتخذ فيها الحكومة قرارات تنفيذية.

الشيء الجديد أن الحكومة كانت قد طرحت مسألة رفع أسعار الديزل مسبقاً ، وذلك عندما رفعت أسعار البترول وكانت تريد أن يتزامن ذلك مع رفع أسعار الديزل وحصلت ضجة ومعارضة من أفراد الشعب ومن مجلس النواب في الحينه .. وظلت تترقب الفرص المناسبة لإعلان رفع أسعار الديزل .. مع العلم إن المنتفعين من مادة الديزل سيتضررون كثيراً ..

·      هل أنتم راضون عن مثل هذا الإجراء في حال إقدام الحكومة على اتخاذه ؟

§      نحن طبعاً غير راضين ولسنا مقتنعين به .

·      اتهمتكم مصادر في وزارة الداخلية إنكم رفضتم إدراج مشروع قانون حيازة السلاح ضمن جدول أعمال مجلس النواب فما تعليقكم ؟

§      يا أخي هناك قانون تنظيم حمل السلاح في العاصمة والمدن الكبرى وعواصم المحافظات صدر عام 1992م وهو قانون ساري المفعول ، وهو شامل كامل حتى لبيع وشراء السلاح وهو قانون كاف لتنظيم حمل السلاح في المدن وكيفية منح التصاريح للذين بحاجة إلى حمل السلاح ، وقد أقره أعضاء مجلس النواب عام 1992م ولم يبق أمام وزارة الداخلية ورجال الأمن إلا تطبيقه وتنفيذه بحزم وجد وإيجابية ..

·      إذن ما المبرر لإصدار قانون ثاني ؟

§      أما إصدار مشروع قانون من وزارة الداخلية وإرساله إلينا في مجلس النواب فهو إجراء غير صحيح ، لأنهم أرسلوا بشروع قانون جديد تماماً لحمل السلاح ، في الوقت الذي يوجد قانون ينظم عملية حمل السلاح ، ولم يرسلوه باعتباره تعديلاً للقانون الساري المفعول .. بل قالوا أنه مشروع قانون جديد ولو أنهم أرسلوه كمشروع تعديل للقانون النافذ ، لكنا طرحناه على مجلس النواب لمناقشته .

فنحن أرجعنا هذا المشروع كموقف نظامي وبعد إرجاعه أبلغنا الرئيس ورئيس الوزراء وصدر توجيه منهما بمناقشة القانون الأول وإدخال أي تعديلات ، وتم طرحه في مجلس الوزراء وأذيع عبر وسائل الإعلام ، إذ استعرض قانون حمل السلاح التعديلات التي يلزم إدخالها عليه .. حتى لا يبقى لهم أي مبرر للتقول على هيئة رئاسة مجلس النواب وأنها هي التي أخرت وأجلت القانون … أجلنا ماذا ؟ أجلنا شيئاً لم يقع ، ثم أعلن أنهم في الحكومة يناقشون القانون الأول والتعديلات المطلوبة .

·      هل تخشون على الوحدة بعد مرور عشر سنوات من قيامها ؟ وثمة اتهامات بأن المحافظات الجنوبية تعاني الإهمال وعدم الاهتمام بالمشاريع التنموية أسوة ببقية المحافظات ؟

§      بحمد الله أصبحت الوحدة اليمنية راسخة رسوخ الجبال ولا نخشى عليها من شيء، وما ذكرته من بعض المتقولين والمتنطعين والحاقدين الذين يسؤهم أن يروا اليمن قوياً موحداً ، فكل أعمالهم تندرج في إطار النشاطات التخريبية المغرضة الموجهة من الانفصاليين الفارين من وجه العدالة والمقيمين خارج اليمن .

أما الذين يحاولون حجب الحقائق ويتحدثون عن وجود إهمال في إمداد المحافظات الجنوبية والشرقية بالخدمات فهم يكذبون على أنفسهم قبل أن يكذبوا على الآخرين.. ذلك لأن الدولة والرئيس بالذات يركز على إقامة المشاريع الكبيرة التي تبلغ تكلفتها بالمليارات في المحافظات الجنوبية والشرقية من عدن إلى المهرة ، وهذا ليس مناً على أبناء الشعب اليمني في هذه المحافظات كما يحاول الانفصاليون تصويره ولكن توضيحاً للحقائق ، وينبع موقف الرئيس والدولة ببناء وأعمار هذه المحافظات من قاعدة أساسية وهي التعويض عما لقيته هذه المحافظات من حرمان في المشاريع والبنى التحتية في العهد الشمولي ألشطري السابق .

وهذه المشاريع الهائلة التي تشهدها المحافظات الجنوبية والشرقية وما صرف عليها لم تعرفها المحافظات الشمالية ذات الكثافة السكانية الكبيرة منذ أيام الثورة والحق يقال أن الرئيس مهتم شخصياً بأبناء هذه المحافظات لإدراكه حجم المعانات التي عاشوها في الماضي ألتشطيري البغيض .

·      ما موقفكم من ظاهرة الاختطافات التي يقوم بها عدد من أفراد القبائل ؟

§      الحمد لله بدأت ظاهرة الاختطافات بالاختفاء والتلاشي نسبياً .. هذه واحدة ، أما الثانية فكل الاختطافات التي حدثت هي فردية وتأتي من مجموعة أفراد في قبائل ، يهدفون من وراء ذلك الضغط للحصول على مطالب سواء كانت مادية شخصية أو مطالب مشاريع لمناطقهم ، ولم يكن هناك رضا للقبيلة كقبيلة ، أو للمشائخ كمشائخ أبداً ، ومع هذه فكل الاختطافات التي وقعت تنتهي بسلام ولا تسيء للسائح من ناحية السطو على ماله ، أو إيذائه .. فهو يظل في وسط الخاطفين كضيف مكرم حتى أن بعض الأجانب الفرنسيين من السياح قالوا : نتمنى أن يحصل لنا اختطاف ، لأنه جزء من السياحة التي نطلبها ، ونعتبرها من المغامرات التي نسعى لها ‍‍‍‍!!

ولكن كيفما كان الأمر فالاختطافات نرفضها ، وننكرها ، ولا نقرها ، وندين الذين يقومون بها ، وكل مشائخ القبائل يستنكرونها وهم مع الدولة ، وليس هناك أي قبيلة يمنية ترضي بمثل هذه الأعمال السيئة والخسيسة . وما نلمسه الآن هو أن الدولة بدأت تتخذ إجراءات حازمة وكادت هذه الظاهرة أن تختفي .


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp