كلمة الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر في المهرجان الجماهيري التضامني مع الشعب الفلسطيني بالصاله المغلقة - 20/11/2006 م

 

    حضر الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر رئيس مجلس النواب  المهرجان التضامني الذي اقامته الهيئة الشعبية لمناصرة الشعب القلسطيني تحت شعار " معا .. لفك الحصار " الذي اقيم  يوم الاثنين 20/11/2006 م بالصاله المغلقة بالاستاد الرياضي , وحضره الالاف من ابناء الشعب اليمني يتقدمهم امناء عموم الاحزاب والعلماء والمنظمات السياسية والشعبية والمشائخ والاعيان ومنظمات المجتمع المدني والطلاب , وفي المهرجان القى الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر رئيس مجلس النواب  كلمة هامة  فيما يلي نصها :

             الحمدلله القائل: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }

والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

الضيوف الكرام .

الحاضرون جميعاً .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

  بداية أشكر لكم حضوركم وتلبيتكم دعوتنا للمشاركة في هذا اللقاء الذي يعتبر تدشينا لأعمال وفعاليات الهيئة الشعبية التي تنادي الغيورون من علماء ومشائخ وقوى سياسية ومنظمات وهيئات ومن كل الفئات والمناطق في هذا البلد الأصيل لإنشائها للقيام ببعض الواجب نحو إخواننا وأهلنا في أرض الرباط والمصابرة ، أرض الرجال الأبطال ، أبطال الحجارة ، أرض الأقصى الأسير الذي بارك الله ما حوله ، أرض فلسطين الصامدة ، وذلك بعد ما مر ما يقرب من عام كامل وهذا الشعب المجاهد المكافح المصابر يواجه وحده الحصار الظالم الذي فرضه المستكبرون وبعد ما تخاذل وتقاعس الزعماء والحكام العرب والمسلمون عن نصرة ونجدة شعب فلسطين الذي لم يستكين ولم يرضخ لإرادة الأعداء وصمد أمام كل الضغوط والممارسات وقدم كل يوم قوافل جديدة من الشهداء الكرام من الشيوخ والأطفال والنساء وعلى مرأى ومسمع العالم كله ولم يتحرك أحد لرفع هذا الظلم ويردع ذلك العدوان بل المؤسف حقاً أن نجد من يبرر للمعتدين عدوانهم ويحمل الضحية مسئولية ما يقع عليه من عسف وجور وظلم ، وأن نجد من صدعوا رؤوسنا بدعاوى حقوق الإنسان وحمايتها يدعمون المعتدي ويساندونه ويمدونه بالمال والسلاح والدعم السياسي والإعلامي .

وما كان المعتدون والداعمون لهم ليتمادوا في عدوانهم ومواقفهم الظالمة هذه لو أنهم وجدوا موقفاً رجولياً من زعماء وحكام العرب والمسلمين ما كان المعتدون ليتمادوا في غطرستهم وعنجهيتهم ، لو أن الزعماء والحكام العرب والمسلمين أتاحوا الفرصة لشعوبهم لدعم إخوانهم وأهلهم في فلسطين ومدهم بالمال والسلاح ليدافعوا عن أنفسهم عن أرضهم ونسائهم وأطفالهم ، لو أن الزعماء والحكام كان لهم بعض نخوة المعتصم لكنهم كما قال الشاعر:

رُبَّ وامعتصماه انطلقت  *  ملء أفواه الثكالى اليتم

لامست أسماعهم لكنها  *  لم تلامس نخوة المعتصم

وإن ما وصلت إليه الأمة من ضعف وهوان يستوجب على القيادات الحية فيها أن تبادر لأخذ زمام المبادرة وأن نهب لانتشال الأمة من حالة الضعف والهوان هذه وأن تسعى لاستعادة مجدها وكرامتها ، وأن يكون ذلك إلا بالاعتصام بحبل الله والعودة الصادقة إلى الإسلام والتمسك بمبادئه وأخلاقه فهو سبيل عزها وسؤددها ، ومهما ابتغت العزة بغيره أذلها الله .

الحضور الكرام :

إن نصرة الشعب الفلسطيني المجاهد واجب شرعي ووطني ومطلب إنساني ولا يسقط هذا الواجب إلا بالقيام به ، فإن ما نشاهده من مآسي وما يرتكبه المعتدون من مذابح يومية في حق هذا الشعب الصامد الصابر يستصرخ كل صاحب ضمير أن يهب لنجدة ونصرة ودعم أبناء فلسطين ، وإذا كانت الظروف والحواجز القائمة تحول بيننا وبين الدعم البشري والمشاركة بالنفس في مواجهة العدوان وصد المعتدين فلا أقل من أن نبادر بالدعم المعنوي والإعلامي والدعم المادي وكسر الحصار الغربي والعربي الظالم على هذا الشعب الذي عبر عن إراداته في إختيار من يحكمه عبر إنتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة بشهادة الذين فرضوا عليه الحصار وتنكروا لكل ما يدعونه من ديمقراطية ومبادئ إنسانية لأن النتائج لم تكن على هواهم .

إنني من هنا أدعوكم أيها الحكام والزعماء العرب والمسلمين إلى أن تقفوا وقفة جادة وصادقة مع الله أولاً ثم مع أنفسكم وشعوبكم ثانياً واستشعروا مسئوليتكم وواجبكم نحو قضية المسلمين الأولى والمركزية ونحو إخوانكم وأهلكم من أطفال ونساء وشيوخ فلسطين وشبابها ورجالها الأبطال ، وإذا كنتم غير قادرين على إتخاذ مواقف رسمية معلنة لدعم ونصرة الشعب الفلسطيني البطل فاتركوا المجال للشعوب بطرقها الخاصة لتعبر عن دعمها ونصرتها ومساندتها لفلسطين الجهاد والصمود والصبر والمرابطة ، ولا تكونوا حجر عثرة أمام شعوبكم حتى لا تكونوا شركاء في العدوان ودعم المعتدين .

كما أدعو المسلمين في العالم والعرب جميعاً والشعب اليمني الكريم خصوصاً إلى أن يهبوا لنصرة ونجدة ومساندة ومؤازرة أهلنا في فلسطين أرض الرباط والجهاد وأن يقدموا كل ما يستطيعون تقديمه من دعم ومساندة مادياً ومعنوياً ، وأن لا يبخلوا عليهم بشيء فهم يقومون وحدهم بما يجب أن تقوم به الأمة الإسلامية كلها .

في الختام : أكرر شكري لحضوركم ومشاركتكم معنا في هذا اللقاء وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp