كلمة الشيخ صادق في افتتاح فعالية احتفائية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، وتدشين أسبوع التضامن مع الشعب الفلسطيني

بسم الله الرحمن الرحيم
الاثنين 4/1/2009م
الحمد لله القائل في محكم التنزيل (( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر )) والصلاة والسلام على رسول الهدى القائل (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه).
 
-الحفل الكريم .
-الحاضرون جميعاً .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
نحضر اليوم هذه الفعالية لكي ندشن الحملة الأهلية اليمنية لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية للعام الحالي وتتزامن هذه الاحتفالية مع فعاليات الأسبوع السنوي الثالث للتضامن مع الشعب الفلسطيني المجاهد وفي الحقيقة لا نريد أن يكون التضامن لأسبوع ولا لشهر ولا لسنة بل نريده تضامناً دائماً ومستمراً كل يوم وكل ساعة وعند كل صلاة فما يجري اليوم بقطاع غزه لا يخفى على أحد والعربدة الصهيونية في القطاع هي خزي وعار على الأمة جمعاء صغيرهم وكبيرهم مسئولين وشعوب وهذه الحال الرديئة والتخاذل الذي نعيشه والوهن والانكسار العربي والإسلامي يذكرنا بسقوط غرناطة في الأندلس قبل خمسة قرون وبالتحديد في الأول من يناير 1492م على أيدي ملوك قشتاله الصليبيين واكتفاء أمراء الطوائف في ذلك الوقت بمتابعة مشهد السقوط والانهزام بل وتورط بعض أمراء دول الطوائف في حينه في دعم مَلِك قشتاله في محاصرة غرناطة حتى استسلمت وسقطت وسقط بعدها الجميع دون استثناء ونال الإسلام والمسلمين ما نالهم من التنكيل والقهر لتبدأ بعدها محاكم التفتيش عن نوايا المسلمين ومحاكمتهم وإعدامهم في كل قرية وجبل وفي كل وادي وطريق .
واليوم يتكرر المشهد ويعيد التاريخ نفسه مع فارق هام وجوهري هو أن سكان غزه ليسو كمواطني غرناطة التي انصرف أهلها وأمراؤها في حينه إلى اللهو والمجون والراحة .
-الحاضرون جميعا .
إن مواطني غزه يختلفون عن أولئك القوم  ، إنهم اليوم وكل أبناء فلسطين عنوان العزة والكرامة في زمن ذهبت فيه النخوة والشهامة والمروءة واكتفينا جميعاً بمشاهدة المجازر الوحشية التي ترتكب بحق إخواننا المواجهون الصامدون في وجه الاستكبار والفساد في الأرض .
إن صمود أبناء غزه يذكرنا بأبطال معركة مؤتة ، ومعركة الأحزاب ، وبلاط الشهداء ، ومعركة القادسية وغيرها من المعارك الفاصلة في تاريخنا الإسلامي ووقوف الفئة المؤمنة في وجه الفئة الكافرة بكل شجاعة واقتدار .
وفي الوقت الراهن ضربت المقاومة اللبنانية أروع صور البطولة أمام جيش الاحتلال الصهيوني ودحرته من الجنوب وفي فلسطين الانتفاضة لا يزال صمود أبنائها خير دليل على ما نقول وما زاد القتل والخراب والدمار إخواننا  إلا تمسكاً وثباتاً على الأرض ولنا في الدكتور الشهيد / نزار ريان رحمه الله المثل البارز في الصمود والإباء والتضحية والفداء .
-الحاضرون الأعزاء .
إذا كان النظام الرسمي العربي والتضامن العربي في سبات عميق  ولم يعملوا شيئاً فمتى  سوف  يستيقظون ويتحركون ومتى سيكون لهم فعل إزاء هذا العدوان الهمجي ؟ إنه سؤال يبحث عن جواب مقنع ومقبول .  إننا كشعوب عربية وإسلامية نطالب الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني المحتل بقطعها فوراً ذلك إن استمرار هذه العلاقات هو عيب وخذلان لشعب فلسطين ولغزة المحاصرة التي تخنقها أيادي الغاصبين وهي تستغيث ولا من مغيث .
بل نعتبر السكوت عن هذه الجرائم تواطؤ غير مباشر وموافقة مبطنه على سفك الدماء في غزة وفي غيرها من الأراضي المحتلة .
-الحاضرون جميعاً .
إن ما تقدمه الإدارة الأمريكية التي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني من دعم ورعاية مستمرة لهذا الكيان المجرم ما هو إلا مكافأة له ليكون سبباً رئيسياً في تعطيل الأمة العربية والإسلامية من المضي قُدماً في درب التطور والتقدم وليكون ثقَّاله تشدُّ كل مقدرات العرب والمسلمين نحو الغرق في دوامة الصراع والحروب المستمرة فلا تقوم لهم قائمة ولا يتغير لهم حال نحو الأفضل الأمر الذي يوجب علينا جميعاً إدراكه واستيعابه والعمل بكل أمانة وإخلاص وتجرد من أجل تغييره والخروج من أسره .
وإن إحراق وتدمير غزه اليوم ما هو إلا جزء يسير من مخزون الكراهية والحقد الدفين على العرب خاصة والمسلمين عامة ولو استطاعت إسرائيل الصهيونية أن تحرق كل المدن العربية لما توانت لحظه واحدة غير أن حسابات العدو تقتضي أن يصبُّ كل هذا الدمار والخراب على غزه كما حصل من قبل هذا الدمار على العراق والله يعلم أين يضربون غداً ومن سيكون الهدف القادم طالما والجميع قد اكتفى بالمشاهدة والشجب والتنديد تماماً كما حصل لغرناطة أيام ملوك الطوائف فضاعت من المسلمين الأندلس التي صنع فيها أجدادنا تاريخاً مشرقاً من حضارةٍ إسلامية بلغ خيرها كل  أوروبا .
-الحاضرون جميعاً .
إننا نجدد الدعوة للجميع لاستمرار الدعم والمساندة لإخواننا في غزة فهم في أمس الحاجة لكل ما يعينهم على استمرار الصمود  فلا نبخل عليهم مطلقاً ولا نستكثر أي شيء نقدمه مهما بلغ في أعيننا فإنه قليل في ظل الهجوم الواسع على قطاع غزة المسنود من قوى الاستكبار في الأرض الذين يعلنون أنهم  يتفهمون كل هذه الجرائم النكراء والقتل البشع ولا يتفهمون حق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة والاستقلال وقبل كل شيء حقه في أن يعبد الله ولا يشرك به شيئا .
 
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
 
 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp