إلى أنجال الشيخ *سلطان السامعي

صحيفة الشارع 5/1/2008م

قدركم وقدر هذه الأسرة أن تكونوا بهذا المكان وهذه المكانة العظيمة التي منحكم الله إياها لحكمة هو يعلمها وربما إن اجتهدنا لن نصل إلى ماهية تلك الحكمة الخفية التي أرادها الله وما هو سر الإله وراء ذلك.

 أسر كثيرة وأشخاص كثر وشعوب وأمم يخلقها الله ويكتب عليها أن تقوم بأدوار كتبت في لوح الأزل فهي مسيرة لما خلقت له، لا أحد يستطيع أن ينكر هذا أبداً مهما تدخلت التحاليل والفلسفات.

 رحل الشيخ الأكبر الحكيم إلى جوار ربه وقد كتب عنه الكثيرون ولا يزال الإعلام يحكي عنه يومياً لإيفائه ما يستحقه.

 ولاشك أنه ترك فراغاً كبيراً ولكنها سنة الله في هذه الحياة فنهاية كل حي إلى الموت. وفي مثله تبقى السمعة والمثل والأعمال يسطرها المؤرخون الذين قد يخطئون أو يصيبون.

 وأنا هنا لن أكتب عن الراحل المجاهد الكبير ولكني سأوجه حديثي إلى أنجاله الميامين الذين تربطني بمعظمهم علاقة أخوية، لذا فقد رأيت أنه من واجبي تقديم النصيحة لهم ولمعرفتي أنهم يتقبلون النصح بصدور رحبة.

 أولاً: الشيخ صادق هو النجل الأكبر لفقيد اليمن الكبير وقد تمت مبايعته شيخاً لحاشد، وهو كما أعرفه رجل قوي صاحب مواقف قوية ومشرفة، رجل عاقل وحكيم وكريم وشهم، يجب أن يعرف أنه قد حمل عبئاً ثقيلاً ومسؤولية كبيرة فهو لم يعد ملك نفسه ولا ملك أسرته أو قبيلته بل صار ملكنا جميعاً نحن اليمنيين.

 ومن هذا المفهوم يجب أن تنطلق كل تصرفاته لأنه قد أخذ مكان ومكانة والده، لذلك يجب أن يتعامل مع كل اليمنيين من منطلق أنهم إخوانه وعشيرته وربعه لا فرق بين هذا وذاك، وهذا قدره، وإنه لشرف لو تعلمون عظيم.

 ثانياً: بقية أنجال الشيخ وهم لاشك من نفس المدرسة النضالية التي تربى فيها والدهم، وأجدادهم، وهم اليوم يشكلون رقماً صعباً يصعب تجاوزه.

 وعليه فإن عليهم توزيع الأدوار في ما بينهم وألا يختلفوا ففي اختلافهم ضعف لهم وتفريط بمكانة الأسرة ومكانتهم، ومن أوجب الواجبات عليهم الوفاء لأصدقاء والدهم في الداخل والخارج وفي مقدمتهم الأسرة المالكة في السعودية التي تثبت لنا الأيام أصالتها وشهامتها ووفاءها لأصدقائها حتى بعد الممات.

كما أن عليهم توثيق العلاقات والصلات مع كل الشرائح الاجتماعية والمهنية في المجتمع.

 عليهم الاستمرار بطريق النضال من أجل العدل والمساواة ومحاربة الظلم والاستبداد وتجنب أي شبهة تؤثر على سمعتهم وحل النزاعات بالود والتفاهم وإنزال الناس منازلهم. وعليهم مشاركة الناس أفراحهم للآخرين، وأن يتخذوا من الصبر سلاحاً لحل بعض الأزمات. وعليهم الانحناء أحياناً للعواصف حتى تمر.

واعلموا أن تكاتفكم وتوحدكم سيجعل من عملية اختراقكم أمراً مستحيلاً في الوقت الذي إن حدث لكم لا قدر الله أي اختراق واستجاب البعض منكم تحت أي طائل أو أي مناكفات في ما بينكم، فإن ما بنته الأجيال من آبائكم وأجدادكم سيكون عرضة للضياع والاضمحلال. والخيار لكم إما تكونوا أو لا تكون.

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp