الشيخ عبد الله في مقابلة مع الحياة اللندنية 5/7/2003م : المواقف العربية من القضية الفلسطينية ناتجة عن إنهزام داخلي

الحياة اللندنية 5/7/2003م

رئيس مجلس النواب .. الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لـ " الحياة " اللندنية

المواقف العربية من القضية الفلسطينية ناتجة عن انهزام داخلي

 

حذر رئيس مجلس النواب الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر من التخلي عن شرعية المقاومة الفلسطينية منتقداً " خريطة الطريق " وفي حديث أدلى به لـ " الحياة " ندد الأحمر بالاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق مشيراً إلى مذابح ترتكب في هذا البلد .

ونوه بقرار الرئيس علي عبد الله صالح الخاص بالعفو عن قائمة الـ (16) من قادة الحزب الاشتراكي السابقين الذين قال عنهم أنهم لم يعودوا يشكلون خطراً على الوحدة أو الأمن والاستقرار لكنه أتهم الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام بممارسة ضغوط على تجمع الإصلاح بالإضافة إلى ابتزاز ومخالفات مارسها ضد التجمع خلال الانتخابات النيابية الأخيرة مؤكداً أن هناك توتراً في العلاقة بين المؤتمر والإصلاح غير أنه لن يتحول إلى مواجهات .

واستنكر الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ما وصفه بالضغوط على العربية على الفصائل ا لفلسطينية لوقف ا لمقاومة المشروعة في مواجهة الاحتلال الصهيوني منتقداً خريطة الطريق وقال في حديث أدلى به لـ " الحياة " أن المواقف العربية تجاه القضية الفلسطينية لا يمكن أن تكون باملاءات أمريكية وإنما نتيجة انهزام وخوف داخلي وعجز عن قول كلمة (لا) للاحتلال والإرهاب الصهيوني ولو قالوها جميعاً بصدق وعزيمة لأوقفت العدوان على الشعب الفلسطيني .

مديناً قرارات قمتي شرم الشيخ والعقبة لأنها حولت المقاومة والعمليات الاستشهادية والجهاد ضد الصهاينة إلى إرهاب متسائلاً ماذا بقي للعرب من قيمة وعزة إن هم تخلوا عن شرعية المقاومة الفلسطينية وكيف يمكنهم دونها مواجهة إسرائيل بكل ما تملكه من إمكانات عسكرية ودعم أمريكي وزاد أن ورقة الاستشهاد والجهاد هي التي بقيت لمواجهة إسرائيل وعلى العرب أن يدافعوا عن كل الفصائل الفلسطينية لاستمرار المقاومة الحرة والمشروعة .

وحول التطورات في العراق قال الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لولا الضوء الأخضر من بعض الدول العربية والإسلامية لما أقدمت أمريكا على غزو العراق واحتلاله وحمل دولاً عربية مسئولية ما يحدث هناك بعد سقوط نظام صدام بذريعة وجود أسلحة دمار شامل وأضاف لم تعد لدى الأمريكيين ذريعة لذبح الشعب العراقي وإبادته وتدمير بلده ولا يجوز السكوت عما يحدث الآن من مذابح وهتك الأعراض والحرمات واستباحة الأرض والمقدسات في العراق .

وبدا الشيخ عبد الله غاضباً مما يحدث في الأراضي الفلسطينية والعراق وتطرق للمرة الأولى بعد الانتخابات النيابية في اليمن التي أجريت آخر نيسان أبريل الماضي إلى قضايا داخلية وقال وضعنا السياسي الداخلي  أفضل من غيرنا من الدول العربية على رغم ما فيه من ثغرات وتجاوزات .

وعن قرار العفو الذي أصدره الرئيس علي عبد الله صالح عن قادة سابقين في الحزب الاشتراكي وردت أسماؤهم في قائمة (16) المحكومين بالإعدام على خلفية الحرب الانفصالية عام 1994م قال رئيس مجلس النواب القرار أصدره الأخ الرئيس المعروف بتسامحه وحرصه على جميع أبناء اليمن ولم نعترض عليه أو نتحفظ مطلقاً وأعتقد أنه بعد مرور سنين على خروجهم من اليمن صاروا لا يشكلون خطراً على الوحدة أو الأمن والاستقرار وبالنسبة إليهم لم يعد هناك مبرراً لبقائهم خارج البلد إلا لمصالح أو كأنهم متأبطون شراً بوطنهم ونحن دائماً مع طي صفحات الماضي ومع مصلحة البلد واستقراره .

ورأى الشيخ الأحمر أن عودة القيادات الاشتراكية من الخارج إلى الحزب الاشتراكي في الداخل مسألة عادية لا تشكل إضافات مهمة على الخريطة السياسية في البلد .

وكشف عن توتر في العلاقة بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح بسبب ما شهدته الانتخابات النيابية من مخالفات وابتزاز وضغوط قال أن الحزب الحاكم مارسها ضد  الإصلاح بالإضافة إلى ضغوط من الدولة وقيادات المؤتمر لكنه أكد أن هذا التوتر لا يشكل خطراً على الأمن والاستقرار في اليمن واصفاً إياه بأنه خلاف موسمي يتزامن مع الانتخابات ولن يتحول إلى مواجهات ولن نسمح بذلك على الإطلاق واستدرك لولا سياسة قيادة الإصلاح المرنة والصبورة لحصل خلال الانتخابات الأخيرة ما لا تحمد عقباه وشدد على أنها   ا فتقدت النزاهة ولو كانت نزيهة لحصل الإصلاح على  ضعفي المقاعد التي نالها وأضاف كنا نتوقع أن يحصل الحزب الاشتراكي على عدد أكبر من المقاعد لكن المؤتمر الشعبي عمل على التهام كل شيء لمصلحته .

وأدان الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر كل أعمال الإرهاب والعنف مؤكداً دعمه لسياسة الرئيس علي عبد الله صالح في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن .

واعتبر تحالف تجمع الإصلاح مع الحزب الاشتراكي والأحزاب الأخرى المعارضة في الانتخابات النيابية تحت مظلة أحزاب اللقاء المشترك طبيعياً خصوصاً  في مواسم الاقتراع وأضاف  لست ممن دعموا هذه التجربة وإنما تمت في إ طار العلاقة والمصالح السياسية بين هذه الأحزاب ولا بأس في تقويم التجربة بين حين وآخر .

وانتقد رفض الحكومة الجديدة برئاسة عبد القادر باجمال تقديم التزامات صريحة إلى مجلس النواب في مقابل حصولها على  ثقته وقال أن الثقة منحت للحكومة بغالبية (نواب) الحزب الحاكم الذين كانوا أكثر من طرح الملاحظات حول برنامجها واعتقد أنهم كانوا يخشون المحاسبة لاحقاً لو رفضوا التصويت لمنح الثقة .

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp