الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لـ عكاظ السعودية 6/يونيو/2002م : قرار مقاطعة الانتخابات سابق لأوانه

 

صحيفة عكاظ السعودية - 6/6/2002م

 

-       قرار مقاطعة الانتخابات سابق لأوانه

 

·      نبدأ بالحديث انتهاء مما وصلت إليه العلاقة بين الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام الحاكم اللذين صعدا من خطابهما الإعلامي تجاه بعضهما في إشارة إلى تحضير مبكر للانتخابات البرلمانية القادمة ، فما الذي يحدث من وجهة نظر الشيخ الأحمر؟

§      على كل حال ما يمكن قوله هو إن الدولة ممثلة بالمؤتمر الشعبي العام يعملون ومن الآن على احتواء الانتخابات القادمة لصالح المؤتمر ابتداء من توزيع المراكز الانتخابية بهدف احتواء الانتخابات ونتائجها لصالح المؤتمر وكأنهم لا يريدون من الأحزاب الأخرى إلا أن تكون ديكوراً فقط يزين الديمقراطية .

·      قلتم عقب إعلان نتائج الانتخابات الماضية في 97م إن الإصلاح انتزع مقاعده الـ 65 من بين أنياب الوحوش وقبل أيام قال رئيس الحكومة عبد القادر باجمال أن الانتخابات القادمة ستكون أكثر تميزاً من الانتخابات السابقة فهل تتوقعون أن يكون الوحوش الذين قصدتموهم أليفين هذه المرة .

§      نحن نتمنى ذلك ونأمل أن يصح ما قاله رئيس الوزراء ونتمنى أن تكون الانتخابات القادمة متميزة ولكن هناك من هو أقوى من رئيس الوزراء ومن هو أكثر تحمساً منه للانتخابات .

·      هل معنى هذا إنكم غير متفائلين بها أو أنكم تتوقعونها أكثر عنفاً وما هي المؤشرات التي ترونها لأجواء هذه الانتخابات ؟

§      إن ما حدث في انتخابات المجالس البلدية عام 2001 أعطى صورة قاتمة جداً ومؤشراً سيئاً لما يمكن أن يحصل ونتمنى من المؤتمر أن يعيد النظر في هذا التعامل مع الآخرين فهذا التجييش وهذا السيل الجراف من القوة التي تستخدم أثناء العملية الانتخابية لا يعطي صورة طيبة ولا يوفر حد أدنى لأوضاع طبيعية تجري فيها العملية الانتخابية في بيئة تكون فيها الفرص متساوية أمام الجميع .

·      كيف تنظرون إلى علاقتكم مع أحزاب المعارضة الأخرى خاصة وأن الإصلاح بدأ يفعل عضويته في تجمع " أحزاب اللقاء المشترك ؟

§      علاقة التجمع اليمني للإصلاح بأحزاب المعارضة الأخرى علاقة طبيعية وجيدة وإذا كان هناك من إشكالية فهي أن أحزاب المعارضة تواجه بالاستقواء بالدولة الذي تستخدمه الحكومة وحزب المؤتمر الشعبي العام على الآخرين .

·      هل بدأ تجمع الإصلاح يحضر ولو جزئياً للانتخابات المقرر إجراؤها في إبريل 2003م ؟

§       (مستغرباً) أي دور يستطيع أن يقوم به الإصلاح في ظل هذه الظروف الصعبة وفي ظل هذه الهجمة الشرسة ؟ ، مع إنه لن يألو جهداً القيام بدوره تجاه الناس ، ولكن أي جهد سواء من الإصلاح أو من أي حزب من الأحزاب الصغيرة الأخرى أمام السيل الجارف والاستقواء بإمكانيات الدولة يجعل من الصعب وجود أي تنافس شريف.

·      هل نفهم من هذا إن الإصلاح قد يهدد بمقاطعة الانتخابات إذا لم تتوفر البيئة التي يراها مناسبة ؟

§      هذا أمر سابق لأوانه .

·      يعني أن هذا الخيار لن يطرح أبداً ؟

§      لا .. بل هو أحد الخيارات .

·      تقرر أن يتم تمديد فترة المجالس المحلية الحالية من عامين إلى خمس سنوات فهل أنتم مع هذه الفكرة ؟

§      إنها فكرة استحسنها شخصياً واعتقد إنها جيدة .

·      بعد مرور عام وشهر على تشكيل الحكومة الحالية برئاسة عبد القادر باجمال كيف تقيمون أداء هذه الحكومة ؟

§      الحكومة الحالية هي امتداد للحكومة السابقة التي شكلها المؤتمر الشعبي العام وبالتالي لا يحكم عليها وحدها والأوضاع الاقتصادية الصعبة هي التي تحبط كل الحكومات .

·      وهذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة ألا ترون للحكومة مسؤولية فيها ؟

§      بشكل جزئي كون هذه الأوضاع يمر بها العالم كله .. فهناك دول أقوى منا اقتصادياً ولديها مصادر دخل أكثر منا وهي تعاني من أوضاع اقتصادية سيئة فالمشكلة مشكلة عامة .

·      فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب .. هناك حوالي مأة وسبعين شخصاً معتقلين في سجون الأمن السياسي على ذمة الإرهاب وتقول المعلومات إن بعضهم اعتقل لمجرد أنه زار أفغانستان أو شارك في القتال ضمن المجاهدين ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان .. فكيف تنظرون إلى اعتقالهم بهذه التهمة ؟

§      إن المعتقلين أتوقع إنهم أكثر بكثير من مأة وسبعين وهو أمر فيه إجحاف واعتقد إن الغالبية العظمى منهم معتقلين بشكل تعسفي باطل وهم أبرياء ولا يوجد أي علاقة لهم بالإرهاب أو أي منظمات إرهابية .

·      بصفة البرلمان ممثل للشعب أليس من واجبه مناقشة أمر هؤلاء المعتقلين ؟

§      من حق مجلس النواب ولجنة حقوق الإنسان في البرلمان أن يدافعوا خاصة إذا ما طلبوا هم ذلك .

·      صدر مؤخراً بيان قبلي يحذر الولايات المتحدة الأمريكية من أي تورط عسكري في اليمن وعبر عن رفضه لتواجد المدربين الأمريكيين في اليمن وألمح إلى رفضه التعاون الأمني مع الولايات المتحدة فما هو موقفكم من التعاون مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب ؟

§      إن وجود خبراء عسكريين وأمنيين في اليمن لتدريب القوات اليمنية وتحسين قدراتها هو أمر لا مشكلة فيه فيجب الاستفادة من أي خبرات في هذا الجانب سواء كانوا أمريكيين أو روسيين أو أردنيين فهذا أمر لا خلاف عليه فنحن نريد أن تكون قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية قادرة على أداء مهامها بشكل جيد وتكون مستفيدة من كل الخبرات .

·      وكيف تنظرون إلى التعاون مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب في الوقت الذي لم يتم فيه تحديد مفهوم واضح للإرهاب ؟

§      الشعار الذي رفعته  أمريكا وهو شعار مكافحة الإرهاب شعار غامض وهي تستهدف فيه العرب والمسلمين في كل مكان ونحن ضد هذا الاستهداف وضد ما تخطط له أمريكا ضدنا وضد غيرنا ولذلك لا يجوز التعاون معها على الباطل وعلى ما تريده إنما من أجل أمن بلادنا فإذا احتجنا أن تتعاون معنا بخبراء لتوطيد الأمن في بلادنا فهذا شيء مطلوب.

·      تنعقد بعد  أيام اجتماعات مجلس التنسيق السعودي اليمني في المملكة فكيف تقيمون العلاقات الثنائية حالياً ؟

§      العلاقات اليمنية السعودية أحسن من أي وقت مضى وهي علاقة متينة وقوية وعلاقات تعاون  و أخوة ولا يوجد لها مثيل والتواصل بين البلدين مستمر وعلى أعلى المستويات وفي مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ولا شك بأن اجتماعات مجلس التنسيق السعودي اليمني المشترك المقرر عقدها في المملكة قريباً تعد دليلاً على ا لمستوى المتميز من التنسيق والتعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين ؟

·      كيف تنظرون إلى الدور الذي يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز نائب الملك في الدفاع عن حقوق وقضايا الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ؟

§      أنه دور نقدره ونؤيده وهو مأمول ومتوقع منه ومن المملكة التي إعتدنا منها هذا الاهتمام بالقضايا العربية والإسلامية وفي هذا الصدد نشيد بالمبادرة التي تقدم بها سمو الأمير عبد الله وأقرتها قمة بيروت فهي أكدت على الحقوق العربية المشروعة في استعادة الأراضي المحتلة في فلسطين ولبنان وسوريا وكذلك لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وهذه المبادرة فضحت نوايا الحكومة الإسرائيلية ورئيسها تجاه السلام في الشرق الأوسط وهو الأمر الذي أدى إلى كسب العرب مزيد من التأييد الدولي لقضيتهم كونهم أثبتوا بأنهم ليسوا دعاة حرب ومحبين للعنف أو الإرهاب كما يحاول الإسرائيليون وبعض الدوائر الغربية والأمريكية وصفهم بل أثبتوا إنهم هم أصحاب حق بعكس الحكومة الإسرائيلية التي تشن على الشعب الفلسطيني حرباً لا هوادة فيها ودون وجه حق لها في الحرب أو الأرض والمقدسات التي اغتصبوها ، والمملكة تقوم بدور مهم في تبني قضايا الأمة وإيصال الصوت العربي إلى كل اللاعبين الرئيسيين في السياسة الدولية وأصحاب القرار المؤثر فيها مثل الولايات المتحدة والاتحاد  الأوروبي وروسيا .

·      على مستوى التعاون البرلماني والعلاقات البرلمانية كيف تقيمون التنسيق بين مجلس النواب اليمني ومجلس الشورى في المملكة ؟

§      يوجد تنسيق مستمر ونحن على اتصالات مستمرة وهناك تعاون وتنسيق في الكثير من المجالات وفي كل شيء .

·      بدأت قبل يومين الدورة الثانية لمجلس الشورى في المملكة كيف تقيمون تجربة المجلس منذ أول تشكيل له بحكم إطلاعكم على التجربة ؟

§      إنها تجربة جيدة وعاقلة وناجحة ومتأنية والعناصر التي يضمها المجلس عناصر كفؤة وعلى مستوى عال من التأهيل والخبرة ، فمعظمهم من  أساتذة الجامعات ومن ذوي الخبرات الكبيرة .


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp