الشيخ / عبد الله بن حسين الأحمر لـ( الصحوة)19/سبتمبر/1999م: الانتخابات الرئاسية القادمة في بلادنا حدث تاريخي

 

صحيفة الصحوة - 19/9/1999م

 

-       علي عبد الله صالح تعرف على مواطن الخلل والقصور وهو الأجدر بإصلاح الأوضاع

 

في ذروة الحملة الانتخابية والاستعدادات الرسمية والشعبية لإجراء أول انتخابات رئاسية في تاريخ بلادنا ، في 23 سبتمبر القادم ، كان لابد (للصحوة) أن تلتقي بالشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب ورئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح لتضع بين يديه عدداً من التساؤلات المتعلقة بهذه المرحلة الهامة سواء أكان ذلك على الصعيد الوطني أو على الصعيد الإصلاحي … وكانت الحصيلة هذا اللقاء:

·      بلادنا مقبلة على أول انتخابات رئاسية مباشرة..كيف تقيمون هذا الحدث تاريخياً وسياسياً؟

§      الانتخابات الرئاسية القادمة في بلادنا حدث تاريخي هام في مسيرة نضال الشعب اليمني في تاريخه القديم والحديث ، إذ أنه لأول مرة سينتخب رئيس البلاد عبر انتخابات عامة تنافسية مباشرة من قبل الناخبين الذين سيصوتون لمن يريدون من المرشحين المتنافسين.

وهذا الحدث يمثل نقلة نوعية في حياة شعبنا ويعزز الممارسة الديمقراطية الشوروية ، حيث يستعيد فيه الشعب اليمني حقه في اختيار حكامه ، وهو حق حرم منه طويلاً ، وجاء اليوم الذي يتمكن فيه المواطن اليمني من ممارسة حقه في انتخاب من يحكمه ويفاضل فيه بين أكثر من شخص. وهو كذلك يؤسس لتداول السلطة سلمياً ، بدلاً من الوصول إليها بالأساليب التي كانت تتبع سابقاً ، ثم يدفع الشعب ثمنها من أمنه واستقراره وتنميته.

·      يعد إجراء الانتخابات الرئاسية المباشرة ثمرة للتعديلات الدستورية التي تمت في عام 1994م.. ما الأبعاد الديمقراطية لهذا التعديل بالذات ، ولاسيما من حيث اقتصار مدة الرئاسة على دورتين فقط ؟

§      فعلاً ، إجراء الانتخابات الرئاسية المباشرة ثمرة من ثمار التعديلات الدستورية التي تمت عام 94م ، وتضمنت النص على أن يتم انتخاب رئيس الجمهورية عبر انتخابات عامة تنافسية حرة مباشرة من قبل الشعب ، بعدما كان انتخاب الرئيس - قبل تعديل الدستور-يتم من قبل المجلس النيابي (انتخاب غير مباشر) فجاء هذا التعديل ليعطي الديمقراطية مجالاً أرحب وأوسع في الممارسة ، مما يساعد على تعميقها وترسيخها في الواقع لتصبح سلوكاً فعلياً في المجتمع في المستقبل إن شاء الله.

ومن أجل ضمان ترسيخ التداول السلمي للسلطة والقبول بنتيجة اختيار الشعب لمن يحكمه، جاء النص الدستوري أيضاً بتحديد مدة الرئاسة بدورتين فقط ، مدة كل دورة خمس سنوات ، ليتمكن الشعب من ممارسة حقه في اختيار حكامه ومحاسبتهم وتغييرهم عبر الانتخاب الحر المباشر، وليست مطلقة ، فيحرص على أن يقدم للشعب أقصى ما يستطيع تحقيقه من إنجازت خلال مدة وجوده في السلطة التي سيسلمها لمن يأتي بعده في النهاية.

وهذا يعني أن السلطة لن تكون حكراً على فرد أو أسرة أو جماعة أو حزب أو منطقة ، بل هي من حق الأكفأ والأقدر من أبناء الشعب ، والذي يحوز على ثقة الناخبين ليتولاها لفترة محددة ثم يسلمها لغيره وهكذا.. وفي هذا ضمان لتجنب الصراع على السلطة ومحاولة الاستيلاء عليها بغير إرادة الشعب ورضاه.

·      كان التجمع اليمني للإصلاح في مقدمة المرشحين للأخ علي عبد الله صالح في الانتخابات الرئاسية.. ما هي دلالات هذا الترشيح من وجه نظركم ، ولا سيما مع استمرار الحملة المعادية لهذا الأمر؟

§      عندما بادرنا في الإصلاح بإعلان ترشيحنا للأخ علي عبد الله صالح للفترة الرئاسية القادمة قبل الآخرين ، فإن ذلك لم يكن من باب المزايدة أو الإحراج - كما يطرح البعض- وإنما هو ناتج عن المصلحة الوطنية العليا ، والحرص على توفير أرضية صلبة للممارسة الديمقراطية وتجذيرها وترسيخها في الواقع وتهيئة الأجواء الصحية لتحقيق التداول السلمي للسلطة والعوامل الكفيلة بنجاح التجربة ، وهذه أمور لا يجوز تجاهلها والقفز عليها.

يضاف إلى ذلك أن الأخ الرئيس قد اكتسب من تجارب وممارسات الفترة الماضية الكثير من الخبرات وتعرف على مواطن الخلل ومكامن القصور، وهذا ولا شك سيمكنه من القيام بإصلاح الأوضاع في الفترة القادمة والقضاء على السلبيات ومعالجة أسباب ومظاهر الانفلات والفوضى ومواجهة الفساد وإحداث تحولات تنموية واقتصادية وبناء دولة المؤسسات وفرض سيادة القانون ، فذلك هو المطلوب لضمان الاستقرار وترسيخ الوحدة الوطنية وتجذير الديمقراطية الشوروية.

·      مشاركة الإصلاح في الحملة الانتخابية للأخ علي عبد الله صالح كانت فعالة وقوية.. بماذا تفسرون ذلك ؟

§      إذا كنا قد بادرنا بترشيح الأخ علي عبد الله صالح لانتخابات الرئاسة للفترة القادمة فإن من الطبيعي أن تكون مشاركة الإصلاح في الحملة الانتخابية فعالة وقوية لإنجاح مرشحنا.

·      هناك شكاوي وتخوفات من احتمال وجود تضييقات على الحريات الديمقراطية المنصوصة في الدستور والقوانين.. باعتباركم في قمة السلطة التشريعية للوطن ما رأيكم في هذه الشكاوي والتخوفات ؟

§      ربما تكون هذه التخوفات ناتجة عن الأجواء الانتخابية وفي إطار الحملة التي تقوم بها بعض الأطراف الحانقة من إعادة ترشيح الأخ الرئيس للفترة القادمة ، ومع الأسف فإن تلك الأطراف توظف بعض الممارسات الخاطئة من بعض الأشخاص أو الأجهزة وتضخمها وتستغلها لخدمة أغراضها الضيقة. وإذا ما عدنا إلى البرنامج الانتخابي للأخ الرئيس فإننا سنجد أنه قد حدد بوضوح الموقف من قضية الحريات الديمقراطية وجعلها من الأساسيات والأولويات الرئيسية، وأكد عليها في أكثر من فقرة وموضع في البرنامج ، مما يعني اهتمامه والتزامه بهذه القضايا وحرصه على حمايتها وتطويرها وعدم السماح بأي انتقاص منها أو تضييق عليها.

·      ما يزال هناك من لم يفهم قيام الإصلاح بترشيح الأخ علي عبد الله صالح في الانتخابات الرئاسية باعتبار أنكم حزب معارض.. ما رأيكم في ذلك ؟

§      نحن نعذر أولئك الذين لم يفهموا موقف الإصلاح من هذه القضية ، لأنهم يفهمون المعارضة فهماً غير صحيح نتيجة لبعض الممارسات والتجاوزات التي قامت بها ولا تزال بعض أحزاب المعارضة في الفترات السابقة وما تروجه عبر صحفها من مفاهيم مغلوطة باسم ممارسة دورها في معارضة السلطة أو الحزب الحاكم ، حتى أصبح المفهوم الشائع للمعارضة هو: رفض كل ما يقوم به الحاكم أو السلطة ، سواء كان ذلك صواباً أو خطأ.. وهذا مفهوم خاطئ.  نحن في الإصلاح نتبنى ونمارس المعارضة البناءة التي نفهمها من واجبنا الشرعي في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وفق القواعد الشرعية لذلك. ومن هذا المنطلق فإننا نعارض أي تصرف خاطئ تقوم به السلطة أو الحزب الحاكم ونقول هذا خطأ ونطرح وجهة نظرنا عبر القنوات والوسائل المشروعة، ولا نرفض أي تصرف صحيح أو صواب تقوم به السلطة لمجرد أنه صادر منها. ومن ناحية أخرى فإننا في الإصلاح نشعر بمسئوليتنا نحو بلادنا وشعبنا ، وكذلك فإننا نتعامل مع القضايا والمواقف بمسئولية وواقعية ووفق ما تقتضيه ظروف البلاد ومصالحها العليا ونقدم مصلحة اليمن على ما عداها ، وفي ضوء ذلك نجدد مواقفنا ونتخذ قراراتنا إزاء القضايا والمستجدات ،وهذا ما مارسناه عملياً ولله الحمد ، سواء عندما كنا مشاركين في السلطة قبل انتخاب 1997م أو ونحن في المعارضة بعدها.

·      هل لديكم كلمة توجهونها للشعب بمناسبة الانتخابات الرئاسية القادمة ؟

§      أقول لإخواني وأبنائي اليمنيين جميعاً : الدستور أعاد لكم حقكم في اختيار من يحكمكم بحرية وعبر الانتخابات العامة الحرة المباشرة والتنافسية ، فلا تفرطوا بهذا الحق واعملوا على ترسيخه في الواقع من خلال الممارسة العملية له بمشاركتكم بالإدلاء بأصواتكم في اليوم المحدد للاقتراع.. والله يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

 


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp