الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لـ "الشرق" القطرية 7فبراير2002م : العدوان الإسرائيلي لا يوقفه إلا تضامن عربي إسلامي

 

صحيفة الشرق القطرية - 7 /2/2002م

 

-       العدوان الإسرائيلي لا يوقفه إلا تضامن عربي إسلامي

 

·      بعد مرور أكثر من (100) يوم على الحملة العسكرية الأمريكية ضد أفغانستان كيف تنظرون إلى هذه الحملة وآثارها على البلاد العربية والإسلامية ؟

§      هذه الحملة التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها من الدول الغربية – ومازالت – حملة ظالمة وعملاً إرهابياً ، لأن ما جرى ويجري من إبادة للشعب الأفغاني المسلم لم يكن المقصود منه العناصر المتهمة بالإرهاب أو المتهمين بالانتماء لتنظيم (القاعدة) ، والدليل على ذلك ما تم تدميره من مدن وقرى وقتل الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ وهم نائمون ، وحتى المسافرون المسالمون في الطرقات العامة ومنهم قافلة وجهاء القبائل التي كانت متجهة من الجنوب إلى كابول لتأييد الحكومة الجديدة ، وأفظع عملية إرهابية وأبشعها هي الضربة التي تعرضت لها قلعة مزار شريف وقتل فيها (600) شخص من أسرى الحرب ، وهم مكبلون داخلها ومحاطون بالحرس .. إذن الحملة تجاوزت ما ادعت أمريكا أنها قامت من أجلها بكثير.

·      وماذا عن حديث الأمريكان حالياً وعدم استبعادهم لاستهداف دول عربية أخرى مثل: العراق ، والصومال ، والسودان .. بعد أفغانستان ؟

§      هذا يؤكد أن المستهدف من الحملة جميع الدول العربية والإسلامية ، وليس بلداً واحداً ، وأنها حرب صليبية بكل المقاييس.

·      كيف ترون المخرج لأمتنا من هذا الواقع الذي صارت فيه في موضع الاتهام وفق مقاسات غربية لمصطلح الإرهاب ؟

§      الأمة العربية والإسلامية قادرة على مواجهة محاولات استهدافها من خلال جمع كلمتها ورص صفوفها .. قد لا تستطيع مواجهة أقوى دولة تمتلك أكثر الأسلحة فتكاً ، ولكن وحدة الكلمة ، والموقف الحازم سيوقف أو يفرمل من التغطرس الأمريكي ، وما تمادت أمريكا وتطاولت إلا عندما لم تجد صوتاً واحداً يرتفع ضدها. لدينا سلاح التضامن والتكاتف والإيمان بالله إضافة إلى أوراق أخرى تمتلكها أمتنا بكل تأكيد.

·      وصلت هذه الحملة ضد الإرهاب في إمداداتها إلى اليمن وطلبت أمريكا (2-3) أشخاص بعينهم ألا ترى أن هذا تدخل من قبل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لبلدكم كما يقول بعض المراقبين ؟

§      قد بلغ الحال إلى أبعد من هذا00فباكستان الدولة الإسلامية القوية سلمت سفير دولة أفغانستان الأسبق (عبد السلام ضعيف ) لأمريكا رغم أنه شخص مدني ولم يشترك في حرب ضدها ورغم أنه طلب اللجوء السياسي لدى باكستان .

·      حسب إطلاعكم ما حقيقة وجود أشخاص من المحسوبين على تنظيم القاعدة في اليمن قيل أنهم يحتمون لدى القبائل ؟

§      لا أنا ولا غيري يعلم بوجود أي عنصر له صلة أو ارتباط بتنظيم (القاعدة) في اليمن لكن أمريكا ادعت ذلك ، وحكومة بلادنا تقوم بالبحث عنهم عندما وصلت إليها هذه الأسماء ، ونحن حكومة وشعباً ضد الإرهاب من أي جهة كانت ، وكيفما كان.

·      الأسرى من الجنسيات العربية والإسلامية الذين نقلتهم أمريكا إلى جزيرة  (غوانتانامو) أو الذي بقوا في أفغانستان لم نلحظ أي اهتمام أو مطالبة بهم من حكوماتهم … لماذا برأيك؟

§      يعود ذلك للإرهاب الذي تمارسه أمريكا ضد الحكام العرب المسلمين ، ولكن كان المفروض من كل دولة عربية أو إسلامية لها معتقلون في أفغانستان أن تطلب تسليمهم إليها ليحاكموا – كل في بلده – حتى لو كان ذلك تحت إشراف أممي..

وحصل أن دولة مثل المملكة العربية السعودية طالبت بمثل ذلك- منذ البداية- على لسان الأمير سلطان بن عبد العزيز ، لكن أمريكا المتجبرة لم تصغ لذلك.

·      ما رأيكم بمطالبة الدول العربية والإسلامية بإلغاء محاضن التعليم الديني والتدخل في إعادة صياغة المناهج كإحدى إفرازات أحداث سبتمبر؟

§      هذا أمر مرفوض ، وإن حصل تجاوب معه أو أذعنت أي حكومة كانت فهو عار وخزي ، والشعوب لا تقبل ذلك أبداً.


·      وماذا عن اعتبار منظمات جهادية ونضالية مثل (حماس) و(الجهاد الإسلامي) وحتى منظمة مثل (فتح) منظمات إرهابية؟

§      هذا يشير بوضوح أن أمريكا تنظر إلى من يحارب (إسرائيل) على أنه إرهابي ، وما تقوم به (إسرائيل) من إبادة للشعب الفلسطيني يتم – مع الأسف – بموافقة ومباركة الولايات المتحدة وبدعمها المادي والمعنوي والسياسي.

·      في اتجاه آخر عاد عضو مجلس الرئاسة –سابقاً- سالم صالح محمد إلى اليمن بعد بقائه خارج البلاد منذ حرب صيف 1994م، هل أنتم في تجمع (الإصلاح) قلقون من أن يكون هذا مقدمة للتحالف بين الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي – طبعاً على حسابكم؟

§      ليس لدينا أي قلق من عودة (سالم صالح محمد) أو غيره من أفراد الحزب الاشتراكي الذين فروا بعد حرب صيف 1994م ، وهو ليس من قائمة الـ (16) الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية ، والباب كان مفتوحاً له ولأمثاله – منذ ما بعد الحرب – عقب العفو الذي أصدره الرئيس على عبد الله صالح ، لكن الكثير منهم بقوا في الخارج بمحض اختيارهم ، كان لهم مصالح على ما يبدو.

·      لكن صدرت تصريحات من قيادات في حزب (المؤتمر) الحاكم تشير إلى أن خارطة التحالفات الحزبية ستتغير مع الانتخابات التي ستحدث بعد نحو عام مع الإشارة إلى تعزيز علاقتهم بالحزب الاشتراكي؟

§      لا يهم (الإصلاح) مثل هذا الكلام.

·      ما هي توقعاتكم في الانتخابات القادمة من حيث درجة سخونتها والتنافس مع (المؤتمر الشعبي العام) خاصة أن الانتخابات النيابية والمحلية تجري معاً لأول مرة؟ 

§      المنافسة ستكون قوية دون شك ، و(الإصلاح) كما يعرف الجميع كان يمكن أن يمتلك أكثر من 40% من مقاعد البرلمان لولا تدخل الدولة ، وما جرى في الانتخابات المحلية الأخيرة كان واضحاً.


·      هناك من يقول أنه رغم وجود كتلة برلمانية لا بأس بها لحزب (الإصلاح) إلا أنكم لم تستطيعوا أن تفعلوا أو تغيروا شيئاً مما تنادون به فما السبب؟

§      السبب بكل بساطه أن الحزب الحاكم له 76% من مقاعد مجلس النواب ويستطيع أن يمرر ما يريد بالتصويت.

·      وهل أنتم مصرون على دخول الانتخابات طالما أنكم تشعرون أن (المؤتمر) سيسعى للأغلبية ، أو الأغلبية المريحة التي تجعلكم مجرد (ديكور) في البرلمان كما يذكر بعض المراقبين؟

§      إذا كانت العملية الديمقراطية ستمارس بنزاهة ، فلا يهمنا ذلك حتى لو نجح (المؤتمر الشعبي العام) في تمرير ما تريده الحكومة باسم الأغلبية ، والخضوع للأغلبية هو أمر لا بد من التسليم به في اللعبة الديمقراطية ، وعلى سبيل المثال لو كانت الانتخابات المحلية الماضية نزيهة لحصلنا على ضعف ما حصلنا عليه الآن.

·      هل تنوي ترشيح نفسك في الانتخابات القادمة لرئاسة مجلس النواب؟

§      لكل حادث حديث ، وهذا سابق لأوانه.

·      كيف تنظرون إلى انضمام اليمن إلى بعض مؤسسات مجلس التعاون الخليجي ، هل كان دون مستوى الطموح أم أنه بداية جيدة. ؟

§      هذه خطوة طيبة على الطريق ، يشكر الأخوة في مجلس التعاون عليها ، وإن شاء الله ستتلوها خطوات أخرى.

·      لكن هناك من انتقد ما حصل بقوله إن اليمن كان يطمح إلى (العضوية الكاملة) أو عضوية (مراقب) على أقل تقدير ، وأن الانضمام للجان الفنية جاء (ترضية) لليمن لكنه لم يحدد بزمن للانتقال لعضوية أخرى؟

§      مهما يكن من أمر ، ومهما كانت النوايا فما تم يعد مبادرة طيبة من إخواننا في دول الخليج ، أما نحن في اليمن فإننا نطمح ونطمع بأن يكون لنا وجود كامل في مجلس التعاون الخليجي ، لأن اليمن جزء من منظومة دول شبه الجزيرة العربية.

·      يجري الحديث حالياً عن وجود حشود عسكرية أمريكية قرب سواحل الصومال وتحليق الطيران فوق أجوائها ,,, هل أنتم قلقون من ذلك؟

§      لسنا قلقين ، ونحن والحمد لله لدينا قدرة على حفظ الأمن في بلادنا ، ولسنا بحاجة إلى أحد كي يشاركنا هذه المهمة.

·      هل تأثرتم في (الإصلاح) بتهمة الإرهاب التي تحتل مساحة واسعة في الإعلام الدولي؟

§      لم نتأثر بشيء من هذا القبيل ، ونحن جماعة سياسية إسلامية معتدلة ، ولم يعثر على أي شخص ينتمي للإصلاح موجوداً في أفغانستان خلال الحملة الأمريكية.

·      ما رأيكم (بملتقيات أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية) والتي تأسست قبل نحو شهرين ، وانتقدتها الدولة بشدة؟

§      حصلت زوبعة من هذا القبيل ثم خفتت الآن ، وهو تصرف خاطئ وقد اعتذرت الشخصيات التي حرضت عليه.

·      هل ترتيب مجيء (سالم صالح محمد) جاء رداً على هذه الملتقيات وإسكاتاً للنعرات المناطقية ؟

§      لا ، (سالم صالح) يرغب بالعودة منذ أربع سنوات ، وقد كان يتصل بالأخ رئيس الجمهورية وبي وبالمسئولين اليمنيين بين الحين ، والآخر ويعلن عن ذلك ، ثم يحصل أن يتأخر عن العودة في آخر لحظة ، لسبب أو لآخر وبالتالي فرجوعه لا يمثل مفاجأة أبداً. ولا صلة لعودته بأمر هذه الملتقيات.  


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp