الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر في حوار مع صحيفة الثورة ملحق الثقافية 26 / 9 / 2002م عن الثورة ودور القبائل وعلاقة الشيخ بالضباط الاحرار

 صحيفة الثورة ملحق (الثقافية)  - 26/9/2002م

 

أولاً : لا بد من شكر وإن متأخراً لمحدثي في هذا اللقاء وهو الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الذي التقيته بمعزل عن مناصبه وصفته السياسية، إلا من كونه شيخ كان أحد أهم المشاركين في صياغة تاريخ ما بعد الثورة أصاب أم أخطأ هذا ليس من شأننا هنا فالتاريخ سيقول كلمته يوماً.. ومبعث شكري كونه تحمل أسئلتي برحابة صدر ودونما تأفف أو ضجر ظاهر..

·      هل كانت القبائل تدرك معنى ثوره ونظام جمهوري حينما وقفت ضد الإمام؟

§      الشعور الموجود عند القبائل واليمن كله قبائل، كان شعور ورغبة بالتغيير وكان هذا بسبب ما يعانوه من الظلم والاستبداد والإهانة لكبار الشخصيات من مشائخ وعلماء وبهذا وجدت الرغبة للتغيير من الجميع.

ولكن حينما توفي الإمام أحمد معظم القبائل من حاشد وبكيل سارعت بالوصول إلى البدر لمبايعته بدلاً عن أبيه وقدمت بعض الطلبات التي رفضت بشكل قاس وهو ما دفع بعض الشيوخ للتواصل مع الضباط الأحرار أما المبايعة لولي العهد محمد البدر إماماً لليمن فقد كانت من الشعب كله والشعب اليمني كله قبائل بما فيهم العلماء والمثـقفين وضباط الجيش وكل الناس.

·      كيف والضباط الأحرار كانوا في ذلك الوقت يخططون للثورة؟

§      ربما أن الضباط الذين كانوا يعدون أنفسهم لعمل ما.

·      لو قبل البدر شروط القبائل وأصر الضباط الأحرار على الثورة مع من كانت القبائل ستقف؟

§      البيعة شيء والرغبة في التغيير والثورة شيء آخر.. البيعة كانت شيء روتيني عندما يموت الحاكم لا بد من بيعة لمن يحكم البلد بدلاً عنه.

·      وهذا معناه إعطاء الخلف شرعية الحكم!

§      نعم شرعية حكم لكن الرغبة في التغيير موجودة والإعداد من قبل الضباط الأحرار ومن معهم من مشايخ القبائل الواعين ومن العلماء والمثقفين كان هذا الإعداد قائماً على قدم وساق سواء قبل الإمام البدر بالشروط المقدمة أم لم يقبلها المسألة كانت مسألة وقت.

·      مشايخ القبائل كان انقلابهم على الإمام بسبب ما نالهم من ظلم وجور وتعنت ماذا لو كانوا مستفيدين منه هل كان هناك سبب يدعو للتغيير؟

§      الإعدامات لمشايخ القبائل والذين كان منهم والدي وأخي كان لها الأثر الكبير وكانت عامل كبير في تجاوب مشايخ القبائل وبالذات مشايخ حاشد وتعاونها مع الثورة رغبة في التغيير وانتقاماً مما جرى.

·      أين كنت قبل سنوات من الثورة ؟

§      كنت في مقام الإمام رهينة ومن ذلك اليوم وأنا أقوم بالمراجعة على الوالد وعلى حميد وكنت أراجع الإمام من أجل الخراب والدمار وعندما قرر الإمام إعدامهما اعتقلني قبلها بيوم فقط وأنا موجود في مقامه وأخذني إلى سجن القلعة في الحديدة لمدة أحد عشر يوماً ثم نقلت بعدها إلى المحابشة .

·      في المحابشة أودعت السجن أم كنت رهن التوقيف..؟

§      لم يكن سجن كان توقيف حبس أشبه شيء بالإقامة الجبرية والتحفظ.

·      وأنت في السجن هل عرض عليكم قتل الإمام ورفضت بحجة أنك ضعيف البنية وآخر واحد من الأسرة؟

§      كان هناك ترتيب للتخلص من الإمام من قبل مشائخ وضباط وكان يدير هذا الترتيب الشيخ عبد الواسع نعمان وكان موجود في مستشفى الحديدة بالإضافة إلى حسين المقدمي مدير المستشفى والرائد محمد العلفي ضابط المستشفى والذي حاول قتل الإمام ومن قبلنا كل المشائخ كان لهم ترتيب وذلك في 59 بعد عودة الإمام من إيطاليا.

·      هل عرض عليك شخصياً القيام بقتل الإمام؟

§      أنا ممن كان يرتب هذا الدور مع هؤلاء الأشخاص الذين ذكرتهم وكان هنالك كثير من مشايخ خولان وحاشد وذو محمد ومراد وأرحب ومن سحار.. وكانوا متواجدين بالسخنة وكان هناك شخص اسمه محمد سعيد "إبليس" من الحجرية وكان مدرباً على ضرب القنابل وتم تكليفه بالمشاركة ببداية العمل وكلف بالحصول على القنابل وقد حصل عليها من الرائد عبد الله اللقية الذي كان مدرباً للجيش في صنعاء وتوفرت له ونزل إلى الحديدة وقابلته في السخنة ومعه رسائل من محمد المقدمي وأمين عبد الواسع وأخبرني أن القنابل معه، وكنا قد حددنا الموعد للعملية ولكنه استعجل وذهب إلى الشيخ يحيى منصر وأفشى له السر لأنه كان بينه وبين المقدمي تفاهم عن طريق شخص له ضلع بالحركة الوطنية يدعى محمد عبد الله الهبة كان تاجراً في الحديدة ولكن وصل سعيد إبليس إلى عند الشيخ يحيى منصر وأفشى له السر فتم إلقاء القبض عليه وسلمه للإمام وفشلت العملية.

·      معروف أن المسرح السياسي للتحضير للثورة كان أشبه بمثلث أضلاعه(تعزـ صنعاء ـ الحديدة) كيف كانت علاقتك بهذا المثلث؟

§      علاقتي جيدة مع العناصر الضالعة بالحركة الوطنية وعلى رأسهم القاضي عبد الرحمن الإرياني الذي كان الموجه العام والفيلسوف والعالم الرباني والأساتذة والمشايخ مثل أمين عبد الواسع الذي كان دينامو لا يستكين ولا يقف للتخلص من الإمام والتغيير وكان في صنعاء الأخ عبد السلام صبره الذي كان همزة الوصل بين المشايخ والضباط والمثقفين.

·      بمعنى أنه لم تكن لك علاقة مباشرة مع الضباط الأحرار أو أحد أطراف القوى الوطنية؟

§      عبد السلام صبرة هو همزة الوصل حتى مع الضباط الأحرار لم يكن هناك لقاءات مباشرة ولم يكن بيني وبين أحد لقاءات لكن كان اللواء حمود الجائفي هو الشخصية البارزة في القوات المسلحة وعلاقتي به كبيرة والقاضي عبد السلام صبرة بالنسبة لصنعاء كان المحور.

·      في هذه الفترة هل تكونت لديك قناعة أو ميول تجاه فصيل وطني أو تيار سياسي معين؟

§      قناعتي كانت للتغيير وقيام نظام جمهوري، ولم يكن هناك تيارات متباينة هذا يساري وهذا يميني وهذا شيوعي وهذا إسلامي.

·      كانت هناك تيارات قومية ويسارية وبعثية ؟

§      كان للبعثيين دور كبير في التغيير ولهم باع طويل في العملية الثورية فعلاً ولكن لم يكن هذا الحس موجوداً كان الجميع متجهين إلى عمل واحد هو القيام بالثورة وإعلان الجمهورية والدفاع عنها.

·      من حديثك ألاحظ تكرار كلمة تغيير بدلاً عن الثورة هل كان الاتجاه يسير في التغيير تحت أي نظام؟

§      أقول كان الناس مع التغيير ليس بمعنى الناس الذين لم يقوموا بأدوار لكن الذي قام بالدور وكان مشاركاً حتى أنا وأنا في المحابشة كان لي دور بالمراسلة.

·      ولكن المعروف أن الخلاف بين القبائل بالذات كان حول المفاضلة بين البدر والحسن فكانت حاشد مع البدر بينما بكيل مع الحسن..؟

§      هذا كان قبل ذهاب الإمام إلى إيطاليا وفعلاً كان يوجد تياران الغالبية كان مع البدر القبائل كلها والعلماء والمشائخ والتيار الآخر مع الحسن وأغلبهم من الهاشميين الحريصين على بقاء الحكم الإمامي لأنهم لم يكونوا واثقين من البدر أنه سيتشبث بهذا النهج.

·      هل كان لإثارة النزعة القحطانية ضد الهاشمية دور في قيام الثورة القحطانية؟

§      نعم.. نعم.

·      هل كانت ضرورة؟

§      كانت موجودة أما أنها ضرورة فلم تكن ضرورة كان هذا الحس موجوداً وكان أكثر من يؤججه الدكتور البيضاني من إذاعة صوت العرب وكانت موجودة وكانت من المحفزات فعلاً للثورة.

·      يطرح أن شرعيتك في الثورة والجمهورية مكتسبة من والدك وأخوك رحمة الله عليهما ولم تكن نتاج نضال قمت به في سبيل تحقيق الثورة؟!

§      الوالد هو والدي وحميد شقيقي والإنسان يتعلم ويستفيد ويتأثر من البعيدين فما بالك من الأقربين.

·      عبده كامل أحد أهم المناضلين من حاشد وصاحب أدوار كبيرة للتحضير لقيام الثورة وكان مقرباً منك لماذا أصبح مغموراً اليوم؟

§      هذا كان شعلة من مشاعل الثورة وكان في مقدمة المعدين لاغتيال الإمام في السخنة وما مسكته يوم وإحنا واقفين خلف الإمام في احتفال وما مسكته إلا وهو يريد أن يرخي ببندقه لقتل الإمام وكنا قريبين منه كان شعلة قبل الثورة وبعدها، حتى قتل في صعدة.

·      هل كان يعتبر من أهم المؤثرين على حاشد في ذلك الوقت..؟

§      نعم كان له تأثير حركي كبير.

·      لماذا منعت عبده كامل من قتل الإمام؟!

§      لم يكن لينجح حتى وإن أصيب الإمام بطلقة من بندقية الشيخ عبده كامل كنا فسوف ننتهي كلنا.

·      لماذا يراد لعبده كامل أن يظل مغموراً لا يذكر؟

§      هذا أحق أن يطلق عليه اسم الجندي المجهول وهو من مشاعل الثورة وكان ممن شارك في ليلة الثورة وممن طلع فوق الدبابة لاقتحام دار البشائر والقصر..

عبده كامل قتل في صعدة عام64م بطريقة غامضة وكان قائد اللواء هناك وكان قبل الثورة مسؤول البريد بين الشمال والجنوب وكان يجمع التبرعات ويوزع المنشورات.

·      القاضي أحمد السياغي ما زال هناك اختلاف حول دوره ونهايته… ما الذي تعلمه أنت في هذا الموضوع ؟

§      كان مؤمن بالثورة وكان ممن لديه شعوراً قوياً بالحس العنصري الذي ذكرته أنت، هذا هاشمي، وهذا قحطاني، وكان يحز في نفسه التعالي لأنه كان من الشخصيات البارزة ومن العناصر الكفوءة ديناً وعلماً ومعرفة وسياسة، ولهذا هو من الدرجة الثانية من الوطنية في المنظور الهاشمي وهذا كان الدافع لجعله يساهم في الثورة ولو نجح الإمام بالقبض عليه لأعدمه وعندما أعدم الوالد وحميد كان سيعدمه معهم، لكنه هرب بمساعدة الشيخ سنان أبو لحوم فعلاً من صنعاء إلى الجنوب وبقي في بيحان وعدن حتى قامت الثورة وفي الوقت الذي كان يهيئ نفسه للرجوع إلى صنعاء أعدم ضباط الثورة أخوه القاضي عبد الرحمن السياغي وهو من الذين لهم إسهام ولو بسيط في الثورة وكان راغباً فيها..

وأذكر وأنا في السخنة أنه نزل إلى عند الإمام في الوقت الذي كنا نعد للتخلص من الإمام نزل ومعه رسالة من الشيخ سنان إلى عندي حول هذا الموضوع وسلمها لي مع توصية .

·      كيف قتله الضباط ؟!

§      قتلوه "عباطة" لكي لا تنحصر الإعدامات في الهاشميين فقط .

·      معقول أن يكون هذا السبب فقط ؟

§      هذا ما بلغني وهو مبرر آثم .

·      من الذي وجه بالإعدام ؟

§      الضباط وعلى رأسهم السلال وجزيلان وعلي عبد المغني وأيضاً الأستاذ القاضي حق الحديدة "عاموه" ولما سمع السياغي بقتل أخيه بينما هو مهيئ نفسه للخروج إلى صنعاء غيَّر اتجاهه وخرج عن طريق بيحان واتجه إلى نجران إما للالتحاق بالملكيين أو اللجوء إلى المملكة السعودية فاغتيل وهو في طريقه ما بين الجوف ونهم في براقش واغتياله بقي غامضاً لم يعرف هل هو من الجمهوريين أو من الملكيين، فالكل كان يستهدفه.

·      كيف سمعت بالثورة وأين كنت حينها؟

§      أنا لم أخرج من سجن المحابشة إلا يوم الثورة وأول علم لي بقيام الثورة كان من الإذاعة صباح الخميس فهيأت نفسي للسفر صباح الجمعة عبر الحديدة واتجهت من المحابشة إلى عبس ثم الحديدة التي وصلتها عصر يوم السبت ويوم الأحد سافرت إلى صنعاء والتقينا بالسلال يوم الأحد وكان في ذلك اليوم قد وصل القاضي محمد محمود الزبيري قادماً من مصر واتجهت إلى قائد الثورة المشير عبد الله السلال رئيس الجمهورية وأبلغني أن الزبيري قد وصل وهو في القصر الجمهوري مع القاضي عبد الرحمن الإرياني فذهبت للسلام عليهم أخر نهار يوم الأحد وصباح يوم الاثنين اتجهت إلى بلاد حاشد والمناطق الشمالية لمحاولة القبض على البدر أو إحباط أي عمل يقوم به لأن. الأخبار كانت تقول أنه سيتجه إلى حجة وأخرى إلى شهارة وخبر إلى خمر ورسائله كانت تصل إلى هذه المناطق كلها تخبرهم بأنه قادم إليهم وكان في ربكة، ولهذا ذهبت أولاً إلى خمر ثم إلى القفلة وهو في نفس الوقت بعد أقل من أسبوع على الثورة قرر الهجوم على حجة وأنا كنت في القفلة وفشل ومني بهزيمة كبيرة، بعدها وصل إلى المحابشة ومنها إلى وشحة ثم إلى الخوبة في حدود السعودية.

·      كيف كانت علاقتك بالسعودية في ذلك الوقت؟

§      لم تكن لي أي علاقة في ذلك الوقت، لم تبدأ علاقتي بها إلا قبل المصالحة بأربعة أشهر.

·      هل أنت من أقنع الشيخ سنان ومن معه من المشائخ الذهاب إلى السعودية عام 65م بدعوى أنهم في خطر؟

§      كان الشيخ سنان بالنسبة للمشائخ أكثرنا تفكيراً وتنويراً لأنه عاش في عدن ثلاث مرات والتقى بالمثقفين وكان عنده خلفية أكثر مننا جميعاً وكل التخطيطات كانت منه سواء بالذهاب إلى السعودية أم إلى غيرها وهو الذي تزعم مع الشهيد علي بن ناجي القوسي الوفد الجمهوري إلى الطائف وأنا لم أذهب معهم.

·      كان السلال قائد الثورة كما قلت ولكنك رجعت واختلفت معه حتى متى استمرت علاقتك به؟

§      إلى أن اختلف مع الشهيد محمد محمود الزبيري وعبد الرحمن الإرياني والأستاذ محمد أحمد نعمان الذين كنا نعتبرهم آباءنا وروادنا وأساتذتنا ومعلمينا.

·      هذا كان سبب الخلاف الوحيد؟

§      نعم أنا انضميت إليهم ووقفت موقفي .

·      كانت قبائل ذو محمد وذو حسين قد سلموا قتلة الزبيري إليك وتم سجنهم في سجن مهلهل بخمر إلا أنه تم تسهيل هروبهم من السجن المنيع كيف تم ذلك؟؟

§      الشهيد الزبيري رحمه الله كان في برط أثناء التحضير لمؤتمر خمر وكانت المؤامرة عليه قائمة من قبل السلال والمصريين ومن قبل بيت حميد الدين محمد بن الحسين ومن إليه، فكان السبق لمحمد بن الحسين لاغتياله بتخطيط وتدبير منه حيث أرسل عناصر مأجورة لقتل الزبيري وهو ضيف عند بيت الشايف في رجوزه فأحاطوا بيت الشايف بالقتلة فعلاً وألقوا القبض على اثنين منهم وهرب الباقون وأوصلوهم إلى مؤتمر خمر وأودعوهم سجن مهلهل القلعة الحصينة في خمر وكان فيها عساكر من الأولين ، وعندما وصلت إلى صنعاء بعد المؤتمر خرج مع الجماهير زعماء اليمن ومشائخها وعلمائها وضباطها في موكب طويل وعريض تركناهم في مهلهل خشية أن ندخلهم إلى سجن صنعاء في الوقت الذي لم يكن تبين لنا من هم وراء قتل الزبيري وكان رأي الأستاذ/ محمد النعمان والقاضي الإرياني أن لا ندخلهم صنعاء لأنه إذا كان تدبير القتل من صنعاء فإنهم سيطلقونهم ويضيعوا القضية وأدخلناهم إلى سجن مهلهل ونحن راكنين من هذا الحصن وسط حاشد ، لكن العساكر كانوا من النظام القديم وقد أرسلت إليهم رشوة من محمد بن الحسين فتم إطلاقهم وخرج الحرس كانوا يسمون "الرسم" .

·      السجن كان في حاشد وتابع لكم شخصياً ؟!

§      تابع لنا .. تابع للدولة وأنا جزء من الدولة وهو حصن الدولة والعساكر عساكر الدولة .

·      لكن هؤلاء العساكر في سجنكم من حاشد ؟

§      من غير حاشد من النظام القديم من هذه القبل التي حول صنعاء.

·      أنت لم تعلم أبداً بهروب القتلة وقتها ؟

§      لم نعلم لم يكن هناك وسائل تلفونات مثل هذه الأيام .

·      كيف تصرفت حين علمت بالأمر ؟ 

§      اعتقلنا الضباط حق السرية وبعض العساكر معهم أما الذين رتبوا خروج القتلة فقد خرجوا معهم .

·      تم عقد ثلاثة مؤتمرات منفصلة مؤتمر عمران مؤتمر الجند مؤتمر خمر إلى أي مدى كانت لك علاقة بهذه المؤتمرات ، وهل كانت ضرورة لتستمر الجمهورية ؟

§      كانت كلها دعم للجمهورية واستمرار الثورة ونضجها ابتداءً من مؤتمر عمران إلى مؤتمر الجند وخمر هي كلها تصب في مصب واحد هو تصحيح مسار الثورة.

·      مع أنها كانت متمحورة ضد رئيس الجمهورية الذي قاد الثورة ؟

§      لأن الرئيس حاد عن مسيرة الثورة الصحيحة وسلم الأمور للمصريين وهذا كان ضد الاتجاه الذي كان سائداً في ذلك الوقت .

·      كان موقفك يتسم بالشدة ضد التواجد المصري في اليمن مع أنهم جاءوا لحماية الثورة كيف تفسر ذلك ؟

§      أنا ضد تدخلهم في الشؤون الداخلية ولكن أنا من الحماة أنا وأصحابي حاشد الذين كنا نحمي المصريين في كل المعارك ونحن بجانبهم وكانت علاقتي بهم قوية وقوية إلى النهاية وعندما حصلت عليهم الاعتداءات في عام 67م أنا والعميد مجاهد أبو شوارب وأصحاب حاشد الذين دافعنا عليهم وجمعناهم من النقباء الذين كانوا متواجدين في صنعاء .

·      ما هي اعتراضاتك على وجود الجيش المصري في اليمن ؟

§      تدخلهم في الشؤون الداخلية للبلاد .

·      وبالنسبة لوجودهم كمحاربين مع الثورة هل كان ضرورة ؟

§      نعم كان ضرورة كبيرة لاسيما في بداية الثورة ونحن بجانبهم وهم بجانبنا ونحن الذين تعاونا معهم تعاون فعلي .. قبائل حاشد أكثر من غيرها .

·      اتفاقية الطائف التي وقع عليها بعض المشائخ كانت انقلاب على الجمهورية وحل وسط لدولة بين الملكية والجمهورية هل دعيت للموافقة عليها ؟

§      أنا لم أوافق على تغيير الاسم إطلاقاً وكنت من الرافضين له أما الذهاب إلى هناك فقد كنت موافق على ذهاب المشائخ إلى هناك من أجل تصحيح مسار الثورة.

·      السعودية يا شيخ تصحح مسار الثورة رغم موقفها المعروف ؟

§      هذا كان هدفنا وغرضنا لكن المملكة السعودية المضيفة وضعت قراراً غير الذي كنا نريده وهو دولة لا ملكية ولا جمهورية ورفضنا وأعلنا ذلك في الإذاعة حتى الذين ساروا من المشائخ وقعوا بالموافقة هناك وعادوا وأعلنوا موفقهم الرافض من الإذاعة وعلى رأسهم الشيخ علي بن ناجي القوسي وأحمد علي المطري .

·      والشيخ سنان أيضاً ؟

§      الشيخ سنان هو أكثر المشائخ فهما ووعياً .

·      أين كان دورك في انقلاب 5نوفمبر ؟

§      دوري معهم وعلى رأسهم وكان الخلاف موجود بيننا وبين السلال من قبل الانقلاب وبقيت في خمر سنة وعملت جمهورية في خمر وعندي خمسة وعشرين ضابط من ضباط الثورة وعندي من الأساتذة والمشائخ والعلماء وعندي من بعض المشائخ الجمهوريين من بعض القبائل وكنا نمثل جمهورية ثانية وكان زعماؤنا الكبار وعلى رأسهم الإرياني والنعمان معتقلين في القاهرة والدولة بكلها حتى حصلت النكسة حق حزيران التي منيت فيها الجيوش المصرية والعربية بتلك الهزيمة المنكرة والمؤلمة وتم إطلاق السجناء من سجون مصر وخرجوا ، وما إن وصلوا حتى رتبنا جميعاً للقيام بالانقلاب وساعدنا على ذلك ذهاب المشير السلال في زيارة رسمية إلى العراق وهو في نفس الوقت مقتنع من العودة ومنتظر التغيير ومتشائم من المستقبل بعد خروج الجيش المصري الذي كان "مرتزح إليه" والذي كان لا يثق إلا به .

·      هل كنت تدير جمهورية أخرى من خمر في ذلك الوقت ؟

§      سميناها أو سميت بجمهورية خمر أو الجمهورية الثانية ـ حيث أن مجموعة من الجمهوريين حافظوا على الجمهورية من خمر والمحاربة من قبل الملكيين أو من يدعم الملكيين مادمنا مختلفين مع السلال ومع المصريين ننظر إليهم وكأن هذا شيء صعب ومستحيل .

·      أنت كنت ممن اختار القاضي عبدالرحمن الإرياني رئيساً ثانياً للجمهورية ورتبت لذلك ؟

§      هذا أكيد كنت في مقدمتهم .. نعم .

·      ومع ذلك لم يدم شهر العسل بينكم كثيراً وسرعان ما اختلفتم ؟

§      إلا .. دام كثيراً وكثيراً وكنت أعتبره أباً ولا زلت أعتبره أب ، لكننا اختلفنا معه عندما عمل من نفسه مظلة للخمائر الحزبية والعناصر اليسارية التي كانت منسقة مع النظام في عدن .

·      ولكن الإرياني كان موقفه المعلن واضح من رفضه للحزبية باعتبارها تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة ورفضها وإن جاءت بمسوح الرهبان أو بقرون الشيطان؟

§      بالنسبة لكونه مظلة للحزبين ، كانت الحكومة عندنا تضم عدداً كبيراً من المنسقين مع النظام الشيوعي في عدن هؤلاء اليساريين وكان هذا بسبب القاضي الإرياني الذي كان يقبض العصا من الوسط ولولا هذه السياسة لاستطعنا في بداية إعلان النظام الشيوعي في عدن استئصاله لكن القاضي كان يحفظ التوازن بين التيار اليساري وبين التيار الجمهوري المتمسك بالمبادئ والقيم .

·      هل كان وراء عدائك لهذه القوى تخوفك من أن تكون خطراً مستقبلياً على القبيلة؟

§      خطر على الإسلام والجمهورية وخطر على اليمن ، ما حصل في عدن والجنوب من استئصال لكل شيء .

·      ولكن كان لهؤلاء دور كبير في النضال من أجل تحقيق الثورة والجمهورية ؟

§      نعم كان لهم دور ولكن على أساس أنهم يغيروا اليمن بكامله شماله وجنوبه إلى نظام شيوعي يساري لينيني .

·      كيف عرفت أو تأكد لك ذلك ؟؟

§      علمياً أكد لنا ذبح الناس في عدن .

·      أقصد ما يخص هؤلاء في الشمال ؟

§      تأكد لنا ذلك بذبح المشائخ وعلماء المناطق التي توغلت إليها عناصر الشيوعيين منها دمت ـ الشعر ـ شرعب ـ عتمة ـ وصاب .

·      قبل الانقلاب على الإرياني هل شرحت له موقفك وما تعتبره خطراً قادماً على الإسلام ؟

§      حاولنا كثيراً ولم يقتنع .

·      إلى أي مدى تعتبر أن المصالحة كان لها دور في استمرار النظام الجمهوري؟

§      هذا أمر مسلم به فالمصالحة مع السعودية هي التي أوجدت الاستقرار وثبتت الثورة والجمهورية باعتراف المملكة السعودية وإلا كانت معظم القبائل الشمالية والشرقية مع السعودية .

·      كيف استفدت من علاقتك بالسعودية لترسيخ النظام الجمهوري؟

§      استفادت الدولة واستفاد الشعب من العلاقة وهذا أمر واضح.

·      يعني أن السعودية كفت بعد المصالحة عن التدخل في الشئون اليمنية ؟

§      نهائياً .

·      بشكل مباشر أو غير مباشر؟

§      أقول لك أنهت الحرب ومن يدعم الملكيين ومن يمولهم بعد اعتراف المملكة بالجمهورية .

·      بخصوص أحداث أغسطس 68 بين اخوة السلاح أنت تدخلت ومعك قبائل للوقوف ضد عبد الرقيب عبدالوهاب وجماعته هل كان للمشكلة بعداً مناطقياً طائفياً ؟

§      هذه محاولة انقلابية قام بها ضباط الصاعقة والمظلات والمدفعية وكانت تريد أن تستولي على الحكم لتعلن قيام نظام شمولي على غرار النظام في عدن وكان بينهم تنسيق ونحن تصدينا له .

·      كيف عرفتم هذا التنسيق ؟

§      هذا معروف وهو واقع .

·      نحن نعرف أنها حرب وأن الطابع طائفي ؟

§      لا.. لا.. من الذي ذبح المشائخ الشافعية في تعز ..من ذبحهم وعلى رأسهم علي سعيد الأصبحي وهو ابنهم .. هو عبد الله عبد العالم كانت سياسة جهنمية .

·      ولكن هذه قضية أخرى ؟

§      ولو هي امتداد لها .

·      من كان وراء هذه الأحداث؟

§      كان وراءها الذي وراء النظام في عدن الثورة اليسارية ..

·      هل امتلكتم أدلة يقينية ثابتة على طرحكم ؟؟

§      الأدلة واضحة والأعمال واضحة إعدام الناس..

·      لم تكن هناك إعدامات كانت بداية القضية خلاف بين رفاق النضال على شحنتي سلاح وصلت الحديدة؟

§      وتصفية 24 شيخاً وعالماً في عدن .

·      أين العلاقة؟

§      هي امتداد لها .. ضربوا الإذاعة ضربوا قصر السلاح ، ضربوا مدينة صنعاء قتلوا المصلين في المساجد ، في مسجد واحد قتل 70 مصلياً وهم يصلون صلاة الظهر.

·      نزلوا وقتلوا المصلين في المساجد بأنفسهم؟

§      المدفعية التي ضربت من العرضي .

·      كان مقصوداً ضرب الجامع ؟

§      كان مقصوداً ضرب صنعاء .

·      ربما كان ذلك دفاعاً عن النفس أمام زحف القبائل؟

§      لم يكن هناك قبائل هم أول من ضربوا .

·      أنت حسمت الأمر بقبائلك يا شيخ ؟

§      حسمت الأمر لأنهم ضربوا صنعاء والإذاعة .

·      هل كانوا أول من بدأ بإطلاق النار ؟

§      طبعاً لم أشعر إلا وهم يضربوا للبيت حقي وأنا في نفس الوقت أقوم بدور الوسيط بينهم وبين الفريق العمري فبدأوا ببيتي وبيت سنان أبو لحوم .

·      كان لك دور أيضاً في اختيار الشهيد إبراهيم الحمدي رئيساً بعد الانقلاب على الإرياني . هل كان ذلك عن قناعة منك ؟

§      نعم كنا مقتنعين بإبراهيم الحمدي وكان عمي سنان يعتبره ابنه وأقنعنا به ونحن مقتنعون لأن مواقفه كانت جيدة من التخريب في المناطق الوسطى وحارب وقاد معارك كثيرة في قعطبة وغيرها وكنا مقتنعين به نعم .

·      هل كانت تربطك به علاقة شخصية ؟

§      لا لم تكن تربطني به علاقة شخصية ، ولكن كانت علاقة مواقف وهذه المواقف هي التي جعلتني أقف معه.

·      إذاً ما الذي تغير لتقف ضده بالشكل الذي نعرفه؟

§      هو خدعنا وعمي سنان رعاه الله هو من دهف لكي أقدم استقالتي من مجلس الشورى وكانت غلطة كبيرة لأن الشرعية كانت في مجلس الشورى فانخدعنا بإبراهيم الحمدي وسلمنا الأمور كلها بيده.

·      من كان متحمساً أكثر لتقديم الاستقالة من مجلس الشورى أنت وإلا الشيخ سنان ؟

§      عمي سنان وكان من المسرعين بالحركة لأني كنت في الصين في يونيو وما رجعت إلا وهم معدون كل شيء دعاني عمي سنان إلى بيته ومعنا مجاهد ومجموعة من الضباط وكان معهم إبراهيم الحمدي وبعض الأخوان وقالوا لي كل شيء قد تم التخطيط له وتدبيره ولم نعد منتظرين إلا لموافقتك فأقنعوني بهذا فاشترطت عليهم أن لا تسقط نقطة دم وأن لا تصيب القاضي أية إساءة .

·      ما هي الأسباب الحقيقية أو الخفية لخلافك مع إبراهيم الحمدي؟

§      الخلاف بدأ بعد أن صفى العناصر القبلية من الجيش بيت أبو لحوم ومجاهد أبو شوارب .

·      ربما كان يريد إنشاء جيش وطني ؟

§      وهم وطنيون أكثر من أي وطني .

·      أقصد أن الجيش يكون بدون ولاءات قبلية ؟

§      هؤلاء من ضباط الثورة وقادتها .

·      هل هذا هو السبب الوحيد ؟

§      نعم هو السبب الوحيد وقد واجهناه حتى بالتهديد وأنا في مجلس الشورى .

·      ما هو نوع التهديد ؟

§      قصدي مشادة بالتلفون وكانت هذه المشادة وهذا الكلام القاسي.

·      ماذا قلت للحمدي بالضبط ؟

§      لم اعد أذكر بالتفصيل ولكن هذا الكلام الذي تم بيني وبينهم بالتلفون من مجلس الشورى وعندما سمعنا قرارا إبعاد علي أبو لحوم من منصبه ومحمد أبو لحوم اتصلت به وكان يتخاطب معي كأنه يتخاطب مع الخدام حقه .

·      لقد كان بيت أبو لحوم يمثل مركز نفوذ في تلك الفترة؟

§      هم كانوا سنداً له وكانوا زملاء من قبل الحركة في القوات المسلحة .

·      ربما كان إبراهيم أكثر مدنية لأن مشروعية حركته كانت قائمة على التغيير ؟

§      المهم أنه هو السبب في الخلاف وأنه حاول إقصاء أو إبعاد كل من شارك معه.

·      نعرف بأنك رجل وسط لماذا لم تستطع الاتفاق مع إبراهيم الحمدي ؟

§      بعدما صفى العناصر الذي إحنا وإياهم في مترس وخندق واحد من أول الثورة وزملاء ممن أسهموا في الدفاع عن الثورة صفاهم واستبدلهم.

·      بمن استبدلهم ؟

§      استبدلهم بأدوات .

·      هم يمنيون في النهاية؟

§      طبعاً يمنيون أو عايديهم من الكونغو استبدلهم ممن لم يكن لهم دور .

·      المهم أنت في الأخير اعتكفت في خمر ؟

§      طبعاً بعد أن كان يمكن أن ندخل في صراع وألبت معي الشعب كله .

·      بعد كل هذا الوقت ما هي شهادتك على فترة إبراهيم الحمدي ؟

§      فترته لم تكن طويلة وهي مقسومة نصفين الأولى حينما كان في الخط الذي إحنا متفقين إحنا وإياه والثانية وهو في الخط الذي إحنا مختلفين معه .

·      هل كنتم تبحثون عن رئيس صورة شكلي تسيروه انتم لتبقى القبيلة دولة الظل والشيخ رئيس فعلي؟

§      هذا لم يكن هدفنا وليس ما كنا نبحث عنه رئيس نسيره نحن : ما هوش هذا، نختار رئيس يمشي في الخط والطريق الذي يحفظ للناس كرامتهم ويصون للناس تقاليدهم ويحفظ للشعب عقيدته وأخلاقه ويصون الثورة والجمهورية ومبادئها .

·      ولكن السلال والإرياني ثم الحمدي أقيلوا وتم التآمر عليهم بمساعدة القبيلة أو كان دور أساسي في ذلك؟

§      لأن هناك أسباباً شرحتها لك وذكرتها الآن ..

·      هل استفدت من الثورة والنظام الجمهوري ؟

§      استفدت إيش ؟

·      استفادة مادية ومعنوية و..و..؟

§      استفاد الشعب كله .

·      أتكلم عن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ؟

§      استفاد الشعب كله وأنا من أفراد الشعب لم يكن عندنا بيوت لا أنا ولا غيري من هذا الشعب كان عندهم هذه البيوت العظيمة ولا كان عندنا السيارات والإمكانيات ولا كان عندنا الرخاء الموجود الآن .

·      ولكن يا شيخ أغلب الشعب ليس عنده سيارات ولا بيوت عظيمة ولا يعيش رخاءكم 64% من هذا الشعب تحت خط الفقر؟

§      السيارات مع المحطبين شوف كم مع الشعب يا سيارات لمن هي أليست للشعب..

·      لا لقلة من الناس 64% تحت خط الفقرة ؟

§      أنا أعتقد أن في بعض المناطق ما فيه بيت إلا وفيه سيارة.

·      لا يوجد بيوت يا شيخ عبدالله ؟

§      معظم المناطق ما في بيت إلا وفيه سيارة .

·      يا شيخ أنا أقابلك الآن بعد أن كنت في تجمع لمناضلي ومقاتلي الثورة وكلهم يشكون بمرارة من سوء حالهم وكثير من هؤلاء مرتباتهم لا تزيد عن 8 آلاف ريال مع أن لهم ثلاثين إلى أربعين عاماً في سلك الخدمة العسكرية والمشكلة أنهم حتى ليسوا متساوين بالظلم عقيد يستلم 17 ألف ريال وعقيد آخر نفس الخدمة مرتبه 38 ألف ؟

§      الكثير منهم ظروفهم صعبة جداً وأنا متعاطف معهم جداً وأنا بين أطرح مشاكلهم عند الرئيس أنا شخصياً أقول لهم حق على الثورة وعلى الدولة .

·      لماذا لا تحل مشاكلهم؟

§      أنا أشتغل في هذا الجانب عند الرئيس سواء المتقاعدين أو غير المتقاعدين لأن ظروفهم صعبة ولهم حق على شخصنا لأني عملت معهم وعملوا معي وإحنا كلنا نعمل مع الدولة .

·      سؤال أخير بعد أربعين عاماً من الثورة.. ما الذي تحقق؟

§      تحققت أشياء كثيرة أعظم منجز تحقق هو إعادة الوحدة اليمنية وهو هدف عظيم وكان للرئيس الدور العظيم فيه من المصالحة مع الجيران وإنهاء مشاكل الحدود واستخراج البترول ووجود مشاريع الكهرباء والمياه .

·      هذه كلها كان لابد أن تتحقق ولكن ألست معي أنها ليست بالمستوى المطلوب؟

§      والله إرضاء الناس غاية لا تدرك وطموحات الناس كبيرة وفي أول الثورة إحنا منيناهم وقلنا خبز للجميع .

 


 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp