الشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر في حوار مع صحيفة يمن تايمز 6 / 1993م حول التطورات الأخيرة في بلادنا .

 

صحيفة يمن تايمز /  يونيو / 1993م

-       قبلنا بالمشاركة في الحكومة من أجل  الوحدة الوطنية والمصلحة العامة .

-       الوحدة جمعت كل القوى السياسية في بوتقة الإسلام .

-       مواجهة الغلاء وإشاعة الأمن أبرز مهام الحكومة الجديدة .

-       الحكم المحلي بحاجة إلى دولة مركزية قوية ، ولا حاجة الآن لمجلس شورى .

 

·      أجريتم مؤخراً لقاءات مع قادة الحزبين الآخرين في الائتلاف بهدف رفع حصة الإصلاح في التشكيل الحكومي ، ما هي النتيجة  ؟

§      نحن لا نسعى إلى مزيد من الحقائب الوزارية لطمع في السلطة ، ولكن ما نسعى إليه هو فقط تثبيت ما اتفقنا عليه نحن في الإصلاح ننطلق من فهمنا للواجب في سبيل الله وفي سبيل الوطن وكان حرصنا أو موافقتنا على المشاركة في الحكومة  في ضوء ذلك ، وليس من أجل مصالح أو فوائد نحصل عليها فهذا ليس من دأبنا ولا من أسلوبنا ولا سلوكنا وإلا لما قبلنا الحقائب المتعبة والمضنية والتي لها احتكاك مباشر مع المواطنين .

نعم اجتمعنا عدة مرات مع رئيس مجلس الرئاسة وكذا مع رئيس الوزراء وغيرهما من المسئولين وقد تم استعراض كل مواضيع الساعة وأهمها تشكيل الحكومة وقد اتفقنا الآن على ست حقائب للإصلاح وبذلك سوف تكون إضافة بسيطة في حجم الحكومة وما يهمنا الآن أن ندلي بدلونا في سبيل  المصلحة العامة للبلد والوطن .

نحن الحزب المظلوم في التوزيع الحالي للحقائب ، ونحن نظلم نتيجة حرصنا  على أن تسير الأمور بهدوء وبدون شد وجذب ومن أجل المصلحة الوطنية وبعد الوحدة حتى الآن حرصنا بات يشكل نقطة ضعف ويستغل ضدنا لكن نحن في الحقيقة ضمائرنا مرتاحة لأن كل ذلك من أجل المصلحة العامة .

·      الإصلاح عملياً الحزب الثاني من حيث عدد المقاعد في مجلس النواب لماذا لم يترجم هذا في توزيع حقائب الحكومة ؟

§      هناك عوامل لا أريد أن نتطرق لها تفرض علينا مرحلياً القبول بتمثيل في الحكومة أقل من تمثيلنا في مجلس النواب  أستطيع أن أقول بأن حرصنا على الوحدة الوطنية وعلى التطور السياسي السليم للبلاد يجعلنا نقبل بحصة أقل من نصيبنا في مجلس النواب .

·      أنتم لكم توجه إسلامي وديني في حين أن الشريكين الآخرين وخاصة الحزب الاشتراكي له توجه مختلف ، فكيف ترون التوفيق بينكم في ائتلاف حكومي واحد؟

§      في الحقيقة لا بد أن يخضع الجميع لواقع الشعب اليمني المسلم وقناعاته وعقيدته وهذا الإطار هو الذي يجمعنا ونشتغل من خلاله وكما ندرك فإن الوحدة جمعت كل القوى السياسية في بوتقة واحدة ، وإن الظروف التي فرضت على الشعب اليمني في الجنوب سابقاً كانت لمفاهيم من خارج الوطن ومن خارج إرادته ومفاهيمه ، والحمد لله  فقد انتهت تلك المفاهيم الغربية واندحرت وأصبح على الجميع أن يؤمنوا بالعقيدة وأن يطبقوا الإسلام عقيدة وشريعة .. ومن جهة أخرى منذ يوم الوحدة ونحن نشتغل ونتعاون مع الحزبين الآخرين في ائتلاف وليس جديداً علينا التعاون والتنسيق معهما بما في ذلك الحزب الاشتراكي .

·      من ضمن مفاجآت الانتخابات الأخيرة  هي أن الإصلاح أخذ تقريباً نصف مقاعد محافظة تعز مع أن كثيراً من المراقبين كانوا يعتبرون محافظة تعز للاشتراكيين والناصريين كيف تفسرون ذلك ؟

§      نفسر ذلك بأن بعض الناس يراهنون على أشياء غيبيه انطلاقاً من أمانيهم وأحلامهم وليس من الواقع ، نعم لقد حصلنا على ( 19 ) مقعد في تعز وحصل الحزب الاشتراكي على ست مقاعد فقط ، ولم نفاجأ نحن بذلك في حين صدم به الآخرون أهل تعز  أكثر   أهل اليمن علماً ووعياً .. كذلك هم أكثر أهل اليمن احتكاكاً بالنظام السابق في الجنوب وأكثر قدرة على تقييم التجربة السابقة وأهل تعز وطنيون ولهم رصيدهم الكبير والطويل .

في الأخير أريد التعليق على الذين حكموا بأن تعز هي للاشتراكيين والناصريين هؤلاء حكموا من خلال نشاط وكتابات عدد قليل من الناس ونظروا إلى المحافظة كلها من خلال هذا القليل من الناس .

·      في نظركم ما هي الأولويات القصوى لعمل الحكومة ؟

§      أنا أرى أنه لا بد من التركيز على مهمتين رئيسيتين أولاهما : في الجانب الاقتصادي ، وثانيهما في الجانب الأمني .

أما في الجانب الاقتصادي لا بد من العمل على رفع ما يعاني منه الشعب من الغلاء في المعيشة وإيجاد فرص العمل ، أما في الجانب الأمني فلابد من إشاعة الأمن والاستقرار بين المواطنين .

·      لكن تحقيق ذلك يحتاج إلى أيادي نظيفة وشريفة وقادرة ما رأيكم في الوجوه التي تشكلت منها الحكومة ؟

§      ليس بالإمكان أكثر مما كان .

·      كيف تجدون عملكم الجديد كرئيس لمجلس النواب  ؟

§      هذا العمل ليس بجديد علي فأنا -  كما تعلم – سبق أن شغلت نفس هذا العمل في الماضي عندما كنت رئيساً لمجلس الشورى كما أنني – خلال الأربعة العقود الماضية – التقي بممثلي الشعب من مشائخ وعلماء وأعيان وأتشاور معهم في أمور الوطن والقضايا العامة .. لذلك عملي الحالي يمثل استمراراً لمهام أنا متعود عليها ولكن الإطار فقط هو الجديد .

·      استنتج المتابعون أن أول قرار لمجلس النواب والذي قضى بتمديد مدة رئاسة مجلس الرئاسة يتعارض مع الدستور ما هو ردك على ذلك ؟

§      أرى أن ذلك الاستنتاج ليس صحيحاً وأقول أنه من الخطأ الحكم على ما يقرره الآخرون دون علم كاف بالقيود والمحددات التي تقف وراء تلك القرارات ، دعني أقول لك بأن قرار مجلس النواب يمثل أفضل المخارج التي تحفظ مصلحة اليمن وتطوره.

·      بالنسبة لترتيبات مجلس النواب ، خاصة اللجان إلى أين وصلتم ؟  

§      في الحقيقة نحن كنا قد بدأنا بتوزيع لجان المجلس إلا أن الجهود توقفت بسبب ضيق الوقت بسبب عطلة عيد الأضحى .. وقد حصلت بعض الخلافات من قبل الأعضاء بهذا الخصوص لذلك أوكل الأمر إلى هيئة رئاسة مجلس  النواب لوضع تصور لهذا التوزيع وسيتم مناقشة ذلك عند استئناف الجلسات .

·      ألا ترون أن هناك استعجال نحو تعديل الدستور ؟

§      لابد أنك تدرك أن هناك جوانب كثيرة في الدستور تحتاج إلى تعديل وتطوير ولقد تم إعداد هذه الوثيقة قبل عشرين سنة في ظروف مختلفة عن اليوم.

·      في نظركم ما هي أهم هذه التعديلات ؟

§      هناك تصورات كثيرة ونحن ما نزال في البحث فيها حتى يتم إقرار الأفضل من هذه التصورات .

ونحن في الإصلاح تهمنا فيه جوانب كثيرة منها  على سبيل المثال المادة رقم (3) يجب أن توضح صراحة بأنه لا يجوز إصدار أي قانون يتعارض مع الشريعة الإسلامية ، وهناك بطبيعة الحال نقاط أخرى كثيرة .

·      نسألكم عن تصوركم لمجلس الشورى وهو أحد نقاط هذا التعديل في الدستور ؟

§      أنا شخصياً في هذه المرحلة ، لست مقتنعاً بحاجة اليمن إلى مجلس الشورى بتاتاً ولا أرى ضرورة له لأنه سيكون منبراً إضافياً لمزيد من اللغط والجدل .

·      هل تعتقدون بعد ائتلاف الأحزاب الثلاثة أنه يمكن بشكل أو بآخر أن تنشأ المعارضة؟

§      أولاً دعني أؤكد بأنه لا ديمقراطية بدون معارضة قوية ، فالمعارضة ظاهرة صحية في ظل وجود أحزاب وأتمنى أن تتبلور بشكل جاد مع الوقت ، ثانياًُ أقول بأن المعارضة ستنشأ حتى في صفوف أعضاء في أحزاب الائتلاف الثلاثة .

·      أين تقفون من الدعوات والنداءات نحو الحكم  المحلي ؟

§      إلى الآن لا توجد دولة مركزية قوية حتى نسلخ عنها بعض صلاحياتها لتحويلها إلى السلطات في المحافظات لذلك أرى أن هذه الدعوات والنداءات تمثل مزايدات كلامية.

بطبيعة الحال لا بد من إعادة تركيب النظم المالية والإدارية بحيث يمكن للمحافظات اتخاذ بعض القرارات دون الرجوع إلى صنعاء .. في كل الأحوال لابد من التدرج في كل ما نفعله.

·      قررتم سحب طلبات الطعون التي تقدمتم بها بعد الانتخابات مباشرة ما هو السر وراء ذلك ؟

§      رأينا أن الجمهورية اليمنية من خلال الانتخابات قد حققت إنجازاً عظيماً في تاريخها الحديث ولم نرغب في الإساءة لهذه التجربة التي أصبح لها سمعة طيبة في العالم من خلال طعون ومقاضاة طويلة .


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp