افتقدناك يا شيخنا *محمد مقبل الحميري
نقلا عن صحيفة أخبار اليوم
في الذكرى الثانية لرحيل فقيد الوطن الكبير الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر يشعر المرء أن الوطن قد فقد قلعة كبرى من قلاعه وطوداً شامخاً كانت تتجلى حكمته ومواقفه الرجولية الشامخة في المواقف الصعبة التي يتعرض لها الوطن وما أكثر هذه المواقف وشخص مثلي عرف الشيخ / عبدالله رحمه الله عن قرب لا اعتقد أنه ستسعفه الكلمات لإيفاء مثل هذا العلم حقه ولكنها محاولة وجزء من الوفاء لهذا الفقيد الغالي لقد كان كبيراً في كل أفعاله وسلوكياته ومواقفه كان متواضعاً قريباً من كل من عرفه وذاكرته قوية يحفظ أسماء أعضاء مجلس النواب الرباعية جميعاً في الأسبوع الأول من أول لقاء ويعرف مناطق اليمن ومشائخها وقبائلها وعندما يتحدث عن أي منطقة حديثه يتسم بالدقة والمعرفة وكأن الخارطة أمامه..يرد على من يخاطبه بلين وتواضع يجمع ولا يفرق يستوعب الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم ومشاربهم متسامح يقيل عثرة المخطئ وكل من يتعامل معه يشعر بالقرب منه ولا أدل على ذلك من استمرار مجلس النواب استمر بمعظم قوامه بما فيهم أغلبية الأعضاء المنتمين لكتلة "الاشتراكي" وعلى رأسهم علي صالح عباد "مقبل" نائب رئيس المجلس في ذلك الوقت وهو من كبار قادة الحزب لولا حكمة الشيخ ولين جانبه وحنكته السياسية لما استمر هذا المجلس بالانعقاد وصنعاء آنذاك كانت تقصف بالصواريخ .
أما موقفه من الوحدة ودفاعه عنها فالكل يعلم ذلك وليس بحاجة إلى شرح أو إثبات..
ولم يجامل في موقفه هذا صديقاً ولم يغلب مصلحته الشخصية على مصلحة الوطن فقد كان كبيراً بحجم هذا الوطن الكبير..
ولست بحاجة إلى العودة للوراء لسرد مواقفه في الدفاع عن الثورة والجمهورية لأن ذلك يعرفه الصغير قبل الكبير..
وبفقده فقد الوطن صمام أمان حكيماً حليماً صادقاً نحن بأمس الحاجة لمثله في هذا الظرف الرديء الذي تدلهم فيه المخاطر على وطننا من كل حدب وصوب ومن جهات متناقضة لا يجمعها جامع سوى تمزيق هذا الوطن ..
وكم نتمنى على الجميع سلطة ومعارضة استشعار ذلك وتغليب مصلحة الوطن ومنطق العقل والحوار الصادق على المكايدات والمناكفات السياسية لتفويت الفرصة على كل مغرض حاقد أو متمصلح ضيق الأفق فعزنا بوحدتنا وعلى كل طرف أن يقبل الآخر والتنازلات للوطن واجب،رحم الله شيخنا أبا صادق وجازاه خيراً من وطنه فقد فقدناه في أحلك الظروف ولله در القائل: وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.