منتدى الشيخ عبدالله الاسبوعي يواصل تقييم الدور السياسي للقبيلة في اليمن

    واصل منتدى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الاسبوعي مناقشة وتقييم  الدور السياسي للقبيلة في اليمن وعلاقتها بالسلطه عبر التاريخ القديم والحديث , والدور المحوري الهام الذي ماتزال تلعبة في اليمن , بوصفها احدى مكونات المجتمع المؤثرة ذات الفاعلية الكبرى في اطار المجتمع والدولة , وذلك في ضوء البحث المقدم من الباحث الدكتور محمد محسن الظاهري  تحت عنوان " علاقة القبيلة بالدولة والتعدديه السياسية في اليمن "

   وفي المنتدى الذي افتتحة الاخ الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر  رئيس مجلس النواب عصر اليوم , تناول الدكتور الظاهري اهم الخصائص التي تتمتع بها القبيلة في اليمن وحضورها القوي , ونجاحها في البقاء والتعايش مع الدولة والتآقلم مع كل المتغيرات منذ القدم وحتى اليوم , ومشاركتها الملموسة في صنع القرار السياسي للبلاد على مر التاريخ دون الوصول الى قمة السلطة , وتحقيق متطلبات افرادها , وتفوقها على الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني الضعيفة والغائبه عن ممارسة دورها .

    وهو ما يتناقض مع النظرة الغربية والتي تعتبر القبيلة مرحلة تسبق قيام الدولة  وتزول بوجودها , كماتحمل القبيلة مسئولية تخلف المجتمع ,

   في غضون ذلك .. اكدت تعقيبات الحاضرين على ان الشعب اليمني مجتمع قبلي بكافة شرائحة , واعتبار القبيلة من اكثر مكونات المجتمع تأثيرا , تميزت بقدرتها على البقاء والتطور والتكيف مع مختلف المستجدات ,

   وان الانتماء القبلي مدعاة للافتخار من كل يمني , ومن كل عربي يعتز بإنتسابة لقبائل اليمن أصل العروية , مشيرين الى خصوصية القبلية في اليمن ومظاهر اختلافها الكبير عن القبلية البدوية الصحراوية المتحركة والقبلية الافريقية الوثنية المتخلفة .

    فالقبلية اليمنية متحضرة ومستقرة في تجمعات سكنية عمت السهل والجبل وبنت المدن والقرى , واحدثت نهضة زراعية غير مسبوقة , وشيدت المدرجات والسدود العملاقة, ومارست التجارة والصناعة بانواعها , وشكلت في مجموعها دولة , أسست لقيام حضارة عظيمة هي الاكبر والاعرق في الجزيرة العربية .

 كمااسهمت في تماسك المجتمع اليمني , وحفظ هويتة وأصآلتة وموروثة الحضاري , وذلك بفضل مجموعة القيم والاعراف التي حكمت المجتمع القبلي وكونت مايسمى بالديموقراطية المجتمعية , كالحرية في ابداء الراي والمشورة وابرزها في المؤتمرات القبلية ( الداعي ) , ومظهر المساواة في العلاقات الداخلية بين الشيخ وافراد القبيلة وفقا لمقولة  " شيخ واحد بين أنداد " وقياس نفوذ الشيخ بمكانتة في القبيلة , وكذا طريقة اختيار الشيخ القريبة من الشورى والنهج الديموقراطي ,

   مشيدين بالاعراف والقيم الخيرة المجسدة للاخاء والتعاون والتضامن في القبيلة .. كالشهامة والمسارعة لحل النزاعات, واحترام الملكية الخاصة , وحظر الثأر في المدن والهجر , وحماية من يفض النزاعات فيما يسمى "بالهجرة "ومنع أخذ اراض الغير , ونصرة المظلوم والمسماة " بالمؤاخاة " وحفظ الامن والحقوق عند غياب الدولة , وكل هذه قيم ومفاهيم نجحت في إبقاء دور القبيلة فاعلا , ولا تختلف في مجموعها عن الشرائع الدولية المتعلقة بحقوق الانسان في العصر الحالي.

     ومما ساهم في نجاحها .. تجانس المجتمع القبلي وخلوة من الاقليات والاعراق المختلفة , فكل قبائل اليمن أتت من فخوذ وفروع – بحسب التقسيم الاداري القبلي– تنتهي كلها في قبيلة واحدة هي قبيلة همدان بن زيد .   

   ونددت التعقيبات ببعض الدراسات البحثية المحلية المتجنية , والتي تعمدت تشوية القبيلة من خلال تطويع الاحداث التاريخية  وفقا لقناعاتهم المسبقة , مطالبين بأهمية دراسة الظاهرة وتأثيرها بتجرد وحيادية وبنظرة علمية منصفة .

   وخلص الحضور إلى ان القبيلة بما تمتلكة من اعراف وقيم وضوابط ديموقراطية وقدرة تنظيمية , قد أهلها للبقاء والنماء وجعلها من اهم العوامل المؤثرة في تاريخ اليمن القديم والحديث , وسهل تفوقها على منظمات المجتمع المدني واضطلاعها بدورها ,  وان القبيلة ستظل تؤدي دورا محموداً في الحاضر والمستقبل القريب , طالما ظلت " اشكالية السلطة " معلقة في الوطن العربي , واستمرت الاحزاب في حصر نشاطها في الجانب السياسي المؤسمي , بل انه حتى في مرحلة الدولة المدنية المتحضرة  ستجد القبيلة دور أخر قد لا يقل فاعلية عما تمارسة اليوم .