منتدى الشيخ عبدالله الاسبوعي يناقش الدور السياسي للقبيلة في اليمن الاثنين 12 / 12/ 2005م

منتدى الشيخ عبدالله الاسبوعي يشرع في مناقشة الدور السياسي للقبيلة في اليمن

 

الاثنين, 12 / سبتمبر / 2005م

 

     شرع منتدى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الاسبوعي في مناقشة  موضوع تأثير القبيلة اليمنية في الحياة السياسية وعلاقتها بالسلطه عبر التاريخ القديم والحديث , والدور المحوري الهام الذي ماتزال تلعبة في اليمن ,   في تمثل قيم الاصالة والنبل والاعتزاز بالنفس ونصرة الحق , ومدى افتخار اليمني بانتماءة القبلي  بوصفها احدى مكونات المجتمع المؤثرة ذات الفاعلية الكبرى في اطار المجتمع والدولة

  

    وفي المنتدى الذي افتتحة الاخ الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر  رئيس مجلس النواب عصر اليوم , القى الاخ الدكتور محمد محسن الظاهري  محاضرة  بعنوان " الدور السياسي للقبيلة في اليمن  تناول فيها اهم الخصائص التي تتمتع بها القبيلة في اليمن , وحضورها القوي ونجاحها في التعايش مع الدولة والتآقلم مع كل المتغيرات منذ القدم وحتى اليوم , ومشاركتها الملموسة في صنع القرار السياسي للبلاد على مر التاريخ , وهو ما يتناقض مع النظرة الغربية والتي تعتبر القبيلة مرحلة تسبق قيام الدولة  وتزول بوجودها , كماتحمل القبيلة مسئولية تخلف المجتمع ,

   مشيرا الى خصوصية الدولة والقبيلة في اليمن  , فالدولة تتميز بقدرتها على امتصاص النظام السياسي للقبيلة بفضل النظام الرسمي التحكيمي , فيما تجمع القبيلة بين سمات الحزب السياسي  بمشاركتها منذ القدم في الدولة وصنع القرار السياسي كأي حزب سياسي وممارستها الضغوط لتحقيق مصالحها ,

   ونفى الباحث مسئولية القبيلة عن هيمنة التخلف في حياتنا , وبراءتها من بعض مثالب النظام السياسي ,

 كما لم تكن من اسباب التخلف , نظراً لان القبيلة متغير وسيط , يتم توظيفها ايجابا او سلبا , ولكون القبيلة تشارك في صنع القرار السياسي لكنها لا تحكم , ولم تصل الى قمة السلطة , فقبل الاسلام حكمت الملكه بلقيس و بعدة  حكمت سيدة  بنت احمد الصليحي وهذا يتعارض مع ثقافة القبيلة  ,  وقبل الثورة حكم الائمة وبعدها حكم السلال والارياني والحمدي وهولاء من خارج القبيلة ,

   واضاف ان من يكون في قمة السلطه هو من يصنع القرار السياسي , مع الاعتراف بمشاركة سياسية للقبيلة  في ذلك لكنها لا تحكم  ,  مستشهدا بحضور دور القبيلة عندما تضعف سياسة الدولة والعكس صحيح ,

    وارجع الباحث سبب بقاء القبيلة في اليمن رغم وجود الدولة والتعدديه الحزبية الى كون القبيلة لا تحكم بشكل مباشر, وقدرتها على التآقلم  مع متغيرات العصر , إذ  أدى انخراط المشائخ في الاحزاب الى تكيف القبيلة مع التعددية السياسية , ناهيك عن  هشاشة منظمات المجتمع المدني .

وقال الباحث ان مظاهرات ال20 من يوليو الماضي اكدت ان الموسسة القبلية اكثر فاعليه في المجتمع اليمني  من الاحزاب , وتفوقت آليتها على منظمات المجتمع المدني , واثبتت نجاحها في التعبير عن مطالب اعضاءها والدفاع عن حقوقهم  في حال استئساد النظام السياسي ضد افرادها ,

     معتبرا القبيله تقترب من مهام  منظمات المجتمع المدني من حيث الوظيفة لا المفهوموتؤدي ادوار فاعلة نيابة عن المجتمع المدني الضعيف , مطالبا باستمرار اضطلاعها بهذا الدور " مؤقتا " لحين وجود مؤسسات فاعلة

       في غضون ذلك .. تطرقت المداخلات والتعقيبات الى عدم وجود  اي تعارض بين القبيلة وبناء الدولة الحديثة , فهي لم تقف يوما عائقا امام التطويرفهي قبائل متحضرة مستقرة غير متنقلة وبحاجة للتعاون والتازر ,  ترتكز قيمها وعاداتها على مكارم الاخلاق , ونصرة المظلوم في مواجهة الظالم , ونبذ القيم الشريرة والظالمةوتعد العلاقة بين الدولة والقبيلة تكاملية وليست تصادمية , بل انها تقوم بدور مكمل للدولة ومرحلة من مراحل تطورها  , وتؤدي مهامها في ظل وجود الدولة .. وان كان دورها يظهر اكثر عند غياب الدولة او في حال ضعفها , حيث تقوم القبيلة بواجبها عوضا عن الدولة  في حماية المجتمع والحفاظ على مقوماته .

      وان الحضارة اليمنية قامت على اكتاف القبيلة وبفضل تعاونهم استطاعوا  تشييد السدود العملاقة  والمدرجات الشاهقة , حتى الجنبية كانت علامة على اتقان وجودة التصنيع اليمني , فالحضارة تقوم على الزراعة والصناعة

      مذكرين بالمراحل القريبة جدا من الممارسات الشوروية المتبعة في اختيار المشائخ والعقال , وان التقسيم الذي جاء الى اليمن كان وافدا ودخيلا   .. ولم يكن من ثقافتنا او تاريخنا الحضاريواذا تجمعت القبائل  صنعت حضارة ,

   وأن القبيلة ليست حالة يمنية محضة  .. انما كل العرب ينتمون الى قبائل , وكل اجناس العالم يرجعون الى قبائل تضمهم ,وان الشعب مكون من مجموعة قبائل , ولابد ان يكون للقبيلة دور حضاري في بناء الدولة..

  منوهين بالنبوغ الذي اظهره رجال القبائل والامجاد الكثيرة للقبيلة , وان كل الحكام من القبائل , حتى الرسول محمد صلى الله علية وسلم كان من قبيلة قريشوبتعامل الاسلام الراقي مع القبيلة وكيف نجح في تشذيبها من العادات السيئةوتحويله  الانتماء الضيق والتعصب للقبيلة الى الانتماء الاوسع والتعصب للامة ,    وكيف اعترف الاسلام بالقبيلة وجعل العرف القبلي احد مصادر التشريع فيما ليس فيه نص قطعي من الكتاب والسنة ,

موكدين اهمية تعزيز القيم الاصيلة في القبيلة وان نشجعها على التعاون  المثمر بما يقدم انمؤذجا في التقدم والحضارة ومثالا طيبا لما بحوزتنا من قيم نبيلة في العصر الحديث .

  تجدر الاشارة الى مداخلة قدمها الاخ جهاد سويلم ممثل مؤسسة ائتلاف الخير  نبذه عن جهود المؤسسة  التي يراسها الدكتور يوسف القرضاوي في دعم صمود اخواننا الفلسطينين في مواجهة جرائم الاحتلال الصهيوني , مشيدا بجهود اليمنيين في التبرع لصالح اسر الشهداء والاسرى الفلسطينين ,

    يذكر ان موضوع المنتدى المقبل بمشيئة الله يعد استكمالا لموضوع اليوم  وان كان يتناولة من زاوية اخرى  تحت عنوان " علاقة القبيلة بالاحزاب السياسية والتعددية".

   حضر منتدى اليوم وزير الاوقاف و كوكبة مميزة من العلماء واعضاء مجلسي النواب والشورى والسياسين والمشائخ والاكاديمين من شتى انواع الطيف السياسي والثقافي  في اليمن .