منتدى الشيخ عبدالله الأسبوعي يعلن عن جائزة الشيخ عبد الله لمكافحة ظاهرة الثأر الاثنين 17/10/2005م

في المنتدى الاسبوعي : الاعلان عن جائزة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لمكافحة ظاهرة الثأر 

الثلاثاء, 18 / أكتوبر / 2005م

 

     وافق الاخ الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب على مقترح المنتدى الاسبوعي بتخصيص جائزة تمنح لأي شيخ او مسئول او شخصية اجتماعية ينجح في حل قضية ثأر كبيرة او تقديم نموذج مشرف للعفو والتسامح واخماد نار الفتنة .

       حيث أعرب الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب عن استعداده من حيث المبدأ لدعم مقترح المنتدى إنشاء الجائزة كمساهمة فعالة لصالح حل مشاكل الثأر واقتلاع جذورة من المجتمع .

       مشيرا إلى اهمية تطوير أليآت المنتدى باتجاة تعزيز قيم الحوار وتبادل الافكار  واستنباط ما ينفع المجتمع من حلول واستنتاجات تعالج الاختلالات القائمة . وذلك من خلال تكليف مجموعه متخصصين لتقديم تصورات لنوعية مواضيعة وتنسيق اعمالة بما يضمن إطلاع الراي العام على سير المناقشات والتوصيات الصادرة عنة وتنوير المجتمع بقضاياة وسبل حلها , تعميما للفائدة وللحيلولة دون بقاء المنتدى وقضاياة حبيس جدران اربعة .

     جاء ذلك في ختام مناقشات منتدى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الاسبوعي لظاهرة الثأر وسبل معالجتها والتي استئانفت مداولاتها يوم امس الاول  وفي امسيه رمضانية مباركة بمحاضرة قيمة للعميد الدكتور احمد جندب.. ارجع فيها الظاهرة إلى حضور العصبية الجاهلية بفعل ضعف الوازع الديني وغياب الدولة وتقاعسها عن ضبط الجناة والمماطلة عن تنفيذ احكام القصاص , وازدهار ظاهرة التطويل في اجراءات التقاضي  بسبب عدم استقلال القضاء  وإستمرار هيمنة السلطة التنفيذية علية .

   وأن مجمل تلك العوامل اسهمت في احياء بعض العادات السيئة كالمخاواة والرباع والتقطع وغيرها من العادات التي تحظرها الاعراف القبلية والتقاليد الاصيلة . كاشفا عن وجود خطأ في الربط بين العصبية والقبلية .. نظرا للفارق الكبير بينهما .

      كون القبيلة مكون اجتماعي تحكمة اعراف حميدة وتقاليد عريقة تكونت خلال 1400 عام ومثلت إمتداد  طبيعي للدولة وعامل مساعد لقيامها ولم تقف عائقا امام تطويرها .

    وجاء الاسلام  وعزز قيمها الاصيلة , وشكل أبناء القبائل الرافد الاعظم لجيوش الفتح الاسلامي وفي نشر تعاليمة في اصقاع العالم . فالقبيلة تحتاج لمن يوظفها وياخذ بيدها للخير كما تتناقض كليا مع العصبية الجاهلية  المناصرة للظلم والقيم الشريرة .

     وندد الدكتور جندب بالعصبية الحزبية التي أساءت للقبيلة وافسدت الوظيفة العامة على حساب الكفاءة والاجتهاد , وخلقت فجوة بين حزب حاكم مستأثر بكل وظائف الدولة وحرمان بقية القوى من الوظيفة والمشاركة في السلطة , مما يؤدي إلى احتقان سياسي وتوترات اجتماعية وتمرد وخروج عن سلطة الدولة وعدم التعاون معها والتجاوب مع مشاريعها وخططها . 

    محملاً الدولة وغيابها  المسئولية الاولى في تنامي ظاهرة الثأر واستمرارها حتى اليوم , في ظل سيطرة قوى الفساد .. الامر الذي افقدها الجدية اللازمة لايجاد حلول لها , وفاقم قصور اجهزة الامن عن ملاحقة الجناة واعاق تنفيذ احكام القضاء , وسمح للرشوة والمحسوبية التدخل في شئون القضاء , ونشر ثقافة اليأس من قدرة القضاء على تحقيق العدالة وتطبيق القانون . مستشهداَ بإصدار القضاء احكام في 20 %  فقط من قضايا القتل المنظورة امامة كل عام بحسب احصائية رسمية .

    واكد الدكتور احمد جندب ان إحجام الدولة عن إيقاع العقوبة الرادعة بحق الجناة قد شجع البعض على إرتكاب جريمة القتل وهو على يقين انة لن يعدم , وأنه في مآمن من ملاحقة الدولة , كما دفع اولياء الدم إلى أخذ الثأر بأنفسهم عوضا عن الدولة .

     مختتما محاضرته بتوصيات تدعو لتوفر الجدية لدى الدولة لحل مشاكل الثأر , وقيام اجهزة الامن بواجبها في تقديم الجناة للقضاء العادل والمستقل والمتمتع بصلاحيات تؤهلة لحسم القضايا دون تطويل  وبحصانة تحميه من تغول السلطة التنفيذية وتدخلات المتنفذين , وتعديل التشريعات لمنح النيابه حق رفع دعوى القصاص والمطالبة بتنفيذه حسما للنزاعات .

  وتشكيل لجنة موسعة تضم مختلف قوى المجتمع لوضع مشروع قانون لتنظيم حمل السلاح  يتوافق مع ظروف وعادات المجتمع ولايتعارض مع تطبيق القانون  , مع وجوب التذكير بأن منع السلاح في مصر لم يمنع الثأر في الصعيد .إلى جانب توعية المجتمع بخطورة الثأر وتنمية الوازع الديني والاعراف المناهضة له .

    على ذات الصعيد .. أعتبرت التعقيبات الثأر ظاهرة نتجت عن اسباب وعوامل كثيرة , وتحتاج لتظافر الجهود واجراءالمزيد من الدراسات لتشخيص اسبابها ومن ثم الخروج بمعالجات حاسمة , معتبرين مناقشة الظاهرة في " منتدى الشيخ عبد الله الاسبوعي "  بداية جادة وخطوة هامة على طريق الحل , ولابد من إخراج فعاليات المنتدى للراي العام كي يقوم بدورة في المطالبة بتنفيذ الحلول الواردة في توصياتة واستنتاجاتة .

   وبهذ الصدد اقر النتدى عدد من الخطوات العملية للحد من الظاهرة ومنها :

    - انشاء  " جائزة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لمكافحة ظاهرة الثأر " وتشكيل لجنة خاصة لوضع معايير محددة فيمن يستحق الجائزة , بهدف إشاعة روح التسامح ونبذ العنف وتشجيع المبادرات الخيرة لحل مشاكل المجتمع , واعتبار  " منتدى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الاسبوعي "  منارة للسلام ومهوى لكل من يرغب في حل مشاكل الثأر .            

  - اصدار كتيب عن " الاعراف القبلية الخاصة بالثأر " يتضمن شرحا لها وتقديم  حلول موضوعية للثأر ونماذج مشرقة لحلول واقعية . 

  – رفع رسالة بإسم المنتدى إلى فخامة رئيس الجمهورية لمطالبتة باحياء اللجنة العليا لمعالجة قضايا الثأر المشكلة بمجلس الشورى  ورفدها بالقانونيين والمشائخ والمختصين , ومنحها الامكانيات والصلاحيات اللازمة لقيامها بواجبها المقدس , واضطلاع اجهزة الدولة بمهامها الدستورية وتوفير الامكانيات المحققة لذلك . 

 - التأكيد على ان تحقيق إستقلالية القضاء يخدم الحاكم مثلما يخدم المحكومين , ويستلزم ذلك تحصين القضاء من الرشوة التي تقوض اركانة وتنال من نزاهة احكامة.

 - اهمية الاعتراف بوجود ازمة احتباس إرادة اعاقة الدولة عن القيام بواجبها وهي ناجمة عن تراكم هائل من المشاكل في المجتمع , ويتحتم المبادرة لتجاوز الازمة .    

  - الدعوة لمؤتمر قبلي عام تحضرة قبائل اليمن  لإدانة جرائم الثأر وتجريم تقديم المآوى والحماية للقتلة , وإسقاط كافة الغرامات والحشومات والعيوب في قضايا الثأر , وتتحمل الدولة ديات من قتل ظلما فقط , وصياغة قاعدة صلح عامة بين القبائل تتوقف خلالها كل الثأرات تمهيدا لحلها وخضوع مايستعصى على الحل لسيادة القانون .

    هذا وقد رفع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب جلسات المنتدى الاسبوعي  إلى ما بعد عيد الفطر المبارك بمشيئة الله .