في منتدى الشيخ الأحمر.. الصوفي يناقش القائمة النسبية، ومطالبات بإيلاء الموضوع مزيد من الإهتمام

 ناقش منتدى الشيخ الأحمر في جلسته اليوم الإثنين قضية الإنتخابات والقائمة النسبية.
وفي الجلسة التي رأسها الأستاذ عبدالقوي القيسي مدير المنتدى قدم الدكتور عبدالجليل الصوفي الخبير في الشئون الانتخابية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة ذمار ورقة عمل تطرق فيها إلى أنواع الأنظمة الانتخابية المعمول بها عالميا، مشيرا إلى أن من أبرز من الأنظمة العالمية في الانتخابات هي نظام الانتخابات المباشرة وغير المباشرة، والنظام الانتخابي الفردي، ونظام الانتخاب القائم على تمثل المصالح والحرف، ونظام الانتخابات بالقائمة النسبية.
وتناول الصوفي بالتفصيل نظامي الدائرة الفردية والقائمة النسبية كون الأول تم تجريبه في اليمن منذ 1990م، فيما يتوقع أن يتم تجريب نظام القائمة النسبية في الانتخابات القادمة.
وأكد الصوفي أن نظام الدائرة الفردية - الذي يعتمد على تقسيم الدولة إلى دوائر إنتخابية بعدد أعضاء مقاعد البرلمان المحددة بالقانون – يتسم بالسهولة والتبسيط، إلا أنه في المقابل يكرس النظام الفردي، ويوجد معارضة هزيلة وضعيفة في مجلس النواب، كما أنه يجعل المفاضلة بين المرشحين على أساس حجم ونوع الخدمات التي يقدمونها لناخبيهم في دوائرهم، كما أن الناخبين يتمركزون حول المسائل المحلية بدوائرهم وهو ما يتعارض في الأصل مع الوظيفة الأساسية لعضو مجلس النواب.
وأضاف: من عيوب هذا النظام أنه يؤدي إلى تحكم حزب واحد فقط بكل مقاليد الأمور في الدولة وهو الحزب الفائز، كما أن المرشح يصبح أسير لأبناء دائرته الانتخابية، ولايستطيع التنصل والتحرر من طلباتهم وتحقيق مصالحهم، بالإضافة إلى أنه يسهل استخدام الرشوة وممارسة الضغوط على الناخبين للتصويت لصالح مرشح معين.
وأكد أن نظام الدائرة الفردية ينسجم مع انتشار الأمية بين أغلبية الناخبين، كما أنه يشبه المرآة المكسورة التي لا تستطيع المعارضة أن ترى وجهها الحقيقي فيه بغض النظر عن هذا الوجه "جميل أم قبيح" حد تعبيره.
وفي حديثه عن نظام القائمة النسبية أكد الصوفي أن هذا النظام إذا ما أحسن فهمه وتقنينه في مجلس النواب سيسهم في تمكين القوى السياسية الحقيقية من الوصول إلى مواقع السلطة والقرار بالقدر الذي ينسجم مع قوتها وحجمها الحقيقي في واقع الحياة السياسية والجغرافية سوى كانت هذه القوى في السلطة أو خارجها بعيدا عن أي تجاوز أو تهميش لأي منها مهما كان حجمه وقوته.
واعتبر الدكتور الصوفي أن من أبرز خصائص هذا النظام أنه دائما ما تكون المفاضلة بين المرشحين ضمن القائمة النسبية على أساس البرامج الانتخابية لا على أساس الخدمات الشخصية، كما أنه يسهل صعود أصحاب الكفاءات والمؤهلات والخبرات بدلا من بروز القوى التقليدية.
وأضاف: يسمح نظام القائمة النسبية للأحزاب السياسية أن تعزز من مكانتها في المجتمع، ولاسيما الأحزاب ذات المشروع الوطني، كما أنه يصعب على المرشحين في ظل هذا النظام استخدام الرشوة، بالإضافة إلى أنه يشعر الناخبين بأهمية أصواتهم في الانتخابات مما سيجعله يتمعن في الأشخاص التي سترد ضمن القوائم المتنافسة.
وقال: إن نظام القائمة النسبية يحتاج إلى تربية سياسية ووعي ديمقراطي واسع، ويسهم في بروز تكتلات قوية في البرلمان، ويضمن تمثيل كل حزب بما يتفق وقوته العددية، كما يحقق العدالة والمساواة الفعلية في قيمة صوت كل ناخب.
وأكد أن نظام القائمة النسبية يمنح فرصة كبيرة لقادة الأحزاب السياسية في أن يتمتعوا بعضوية دائمة في البرلمان، ويشجع هذا النظام على التعدد إلى أقصى حد، كما أنه يصعب مع هذا النظام أن يحصل أي حزب على الأغلبية المطلقة.
وأشار إلى أن الأخذ بنظام القائمة النسبية من شأنه أن يخلق حراكا سياسيا جديداً في المجتمع اليمني يختلف عن الحراك السياسي السابق والذي كان سائدا في ظل النظام الفردي الأمر الذي سيعمل على إنعاش الحياة الديمقراطية في البلاد بعدما كانت قد وصلت إلى حالة أشبه بالموت السريري.
وتطرق الصوفي في ورقته التي حملت عنوان "الإنتخابات والقائمة النسبية" إلى مستويين رئيسيين يمكن العمل بأحدهما ضمن نظام القائمة النسبية.
وقال: إن المستوى الأول هو على مستوى المحافظة أو الوحدة الإدارية وفيه سيتم تقسيم الدولة إلى دوائر انتخابية كبيرة وواسعة النطاق الجغرافي وسيطلب من الناخبين اختيار عدد معين من النواب حسب ما هو مقرر لكل دائرة انتخابية، وفي هذه الحالة لن يصوت الناخب لمرشح واحد وإنما لعدد معين من المرشحين ضمن القائمة، أما المستوى الثاني فتكون الدولة كلها دائرة انتخابية واحدة، وسيدعم الناخبون في هذا المستوى شعارات أحزابهم أو قوائمهم والتي سيكون عدد الأسماء فيها بعدد الدوائر في البرلمان.
ونوه إلى نوعين من القوائم المعتمدة في نظام القائمة النسبية، وهي القائمة المغلقة، والقوائم المفتوحة.
وأشار إلى الصعوبات التي تواجه القائمة النسبية، ومنها صعوبات خاصة بتشكيل القوائم الحزبية على مستوى المحافظات، وصعوبات خاصة ترافق عملية ترتيب الأسماء التي في ذيل القائمة، وصعوبات تتعلق بترشيح الشخصيات المستقلة، وصعوبات تتمثل في حل مشكلة المقاعد والأصوات المعلقة أو المتبقية.
واقترح الدكتور الصوفي في ورقته أن يكون قانون الانتخابات القادم مشترطا فيه أن تجري الانتخابات على دور واحد فقط وليس فيه دورة إعادة وينص عليه نص دستوري، بالإضافة إلى أن يطبق نظام القائمة النسبية في كل الدوائر الانتخابية 301 دائرة دون بتر حتى تؤتي القائمة النسبية ثمارها على العملية الديمقراطية برمتها.
وطالب بأن يتضمن قانون الانتخابات القادم نصا دستوريا يلزم باعتماد أي من هاتين الطريقتين فيما يتعلق بالمقاعد المعلقة والأصوات الباقية وهما طريقة أكبر باقي أو المتوسط الأكبر.
ودعا إلى الاستفادة من الخبراء في مجال الفقه الدستوري في هذا الشأن ولاسيما فيما يتعلق بالضوابط القانونية.
إلى ذلك شددت المداخلات على ضرورة التوعية بالقائمة النسبية كونه نظاما غير معروفا لدى اليمنيين كما أنه بحاجة إلى وقت كافي للتوعية.
وأكد الأستاذ علي الوافي أنه مع أي نظام يخدم البلاد، وأشار المهندس عبدالله محسن الأكوع نائب رئيس اللجنة العليا للانتخابات السابق إلى أن ما يميز نظام القائمة النسبية هو أنه لا توجد أصوات مهدرة مثلما هو قائم في النظام الفردي، وهذا يجعل الشخص يشعر بأهمية صوته، كما أن المشاكل الجانبية التي تحدث في الاتخابات ستنتهي في القائمة النسبية وستنتهي مشاكل القتل والاعتداءات والمماحكات، بالإضافة إلى أن مجلس النواب سيشغل مقاعده شخصيات واعية وسياسية وبالتالي سيكون هناك كفاءات في المجلس تضمن خدمة الشعب.
ودعا إلى عدم التخوف من نظام القائم النسبية، مؤكدا بأن هذا النظام ليس صعبا وهو من أحسن الأنظمة إذا أحسن اختيار البدائل.
وأشار إلى أن من مميزات هذا النظام هو أنه قليل الكلفة وسهل في الفرز، ويجعل الناس يتجهون بالانتخابات إلى الطابع السلمي.
أما الدكتور عبدالوهاب الروحاني فشدد على ضرورة إجراء الدراسات التي تتناسب مع وضع المجتمع خاصة إذا ما أدرك أن نظام القائمة النسبية موجه للنخب.
واعتبر الأخذ بنظام القائمة النسبية تطوير وإحياء للعملية الديمقراطية في اليمن، وستنقل اليمن إلى مرحلة فيها شيئ من الاختيار النوعي.
وأضاف: ستسهم القائمة النسبية في تنمية الوعي الوطني وسترسخ مفهوم الاتجاه نحو بناء المؤسسات، إلا أنه اعتبر أن من مساوئها هو أن الأحزاب الكبيرة ستظلم في هذا النظام، كما أن الناخب في القائمة المغلقة سيكون مقيدا وسيدخل مراج القيادة الحزبية، كما أن الشخصيات الاجتماعية سيقل دورها شيئا فشيئا.
إلى ذلك دعا الدكتور صفوان مرشد إلى الأخذ بالدين الإسلامي فيما يتعلق بالانتخابات، وهي قائمة أهل الحل والعقد الذي لاينحصر على العلماء، وإنما من كل من له كلمة مؤثرة في الأمة سواء كان رجل أو امرأة.
وقال: إن النظام الديمقراطي يختلف عن فلسفة الإسلام، داعيا إلى وضع مبادرة تنبثق من روح الإسلام بدلا من البحث عن الأنظمة الأخرى، مشيرا إلى نظام القائمة النسبية يخلق لديه مشكلة كمتخصص في مجال العقيدة، حيث ألغت دور الفتوى، وأحدثت مشكلة مع الإسلام.
إلى ذلك أكد الدكتور خالد الفهد أنه ضد القائمة النسبية، لأن هذا النظام يمثل الأقليات، ويجعل الأصوات ذات قيمة للأحزاب لكنه يحطم الطابع الديمقراطي في القمة والقاعدة.
وأشار إلى نظام القائمة النسبية يفقد العلاقة بين المرشح والناخب، كما أنه يحد من تمثيل المحليات، ولا يوفر فرصة للمستقلين، ويكرس التطرف لأن الأحزاب لاتحظى بالقبول ستتجه نحو المتعصبين لتكثير السواد، بالإضافة إلى أن نظام القائمة النسبية مكلف، ويزيد من قدرة الأقليات على المساومة.
مقبل نصر غالب من جهته قال إن القائمة النسبية سيخلق نوع من الصراع داخل الأحزاب نفسها، وسيعيد الصراع بين الأحزاب نفسها، معتبرا أن هذا النظام مؤامرة صهيونية أخذها المشترك، مؤكدا أنه مع أن تكون الانتخابات على أساس العمل المهني.
إلى ذلك أكد علي سيف حسن رئيس منتدى التنمية السياسية أنه لا يوجد نظام مثالي أو نموذجي، وكل الأنظمة هي تحاول إيجاد حل للمشاكل القائمة.
وأشار إلى أن نظام القائمة النسبية أصبح مهم، حيث أصبح من المهم أن تكون هناك نخبة وطنية في البرلمان، مؤكدا أن القائمة النسبية ستنقل الصراع السياسي من خارج البرلمان إلى داخله.
واقترح المزج بين نظامي القائمة النسبية والقائمة الفردية، ويكون النظام مختلط.
يحيى الشامي من جهته دعا إلى مناقشة القائمة النسبية في الجامعات اليمنية لما للطلاب من دور في توعية المجتمع بهذا النظام، معتبرا أن الاتفاق بين المؤتمر والمشترك بخصوص القائمة النسبية هو تطور تاريخي للبلد.
وقال: لا ينبغي أن ننظر إلى أي تطور جديد بأننا نفرض على اليمن حاجة من خارج تاريخه، مؤكدا أنه مع القائمة النسبية نظام الدائرة الواحدة والمغلقة، حيث سيفرض هذا على الأحزاب أن تفكر بمصالح مختلف الفئات.
من جهته قال الدكتور عبدالله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء إن اليمن ليست قادرة على الإنتقال إلى نظام القائمة النسبية إلا بعد خمسة سنوات من التوعية.
واعتبر أن الخلط بين القائمة النسبية والدائرة الفردية سيكون قنبلة موقوتة، داعيا إلى أخذ موضوع القائمة النسبية بعمق.
وقد أقر المنتدى مواصلة مناقشة موضوع القائمة النسبية في الجلسة القادمة له.