في جلسة منتدى الأحمر اليوم: عزان ينفي علاقة الشباب المؤمن بالحوثي ومشاركون ينتقدون حلوله لحرب صعدة


الباحث محمد عزان محاضرا خلال المنتدى

 
أقر منتدى الأحمر مواصلة مناقشة القضية الحوثية الإثنين المقبل، حيث سيقدم الباحث محمد يحيى عزان ردودا وتوضيحات حول بعض الأسئلة التي أثارها المشاركون في جلسة المنتدى اليوم الإثنين 26/9/2209م.

وواصل المنتدى - في جلسته اليوم برئاسة الشيخ صادق بن عبدالله رئيس المنتدى مناقشته لموضوع القضية الحوثية الجذور التاريخية والأبعاد الفكرية، حيث رحب الشيخ صادق في البداية بالحاضرين وبضيفة المنتدى نائب رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر
آنابل بو تشير.

وفي المنتدى قدم الباحث محمد يحيى عزان الأمين العام السابق لتنظيم ورقة تحت عنوان (الخلفية الفكرية.. وآفاق المستقبل والأهداف التي يحملها الحوثي) حيث أكد الباحث عدم علاقة تنظيم الشباب المؤمن الذي كان أمينا عاما له بما يقوم به الحوثيون الآن في محافظة صعدة.


وقال: إن "تنظيم الشباب المؤمن تم سحقه من قبل الحوثيين ومن قبل الدولة"، مؤكدا بأن الدولة أسهمت في توزيع رقعة الحوثيين من خلال توسيع دائرة الاتهام ليشمل تنظيم الشباب المؤمن والجعفريين وغيرهم".


وأضاف "لو أن الدولة تعاملت مع الحوثي كما هو بحجمه الحقيقي لتمكنت من القضاء عليه بسهولة، لكنها وسعت الدائرة من خلال إدخال آخرين حتى أشعرتهم بالخوف".


واستطرد: أنا حاربت الحوثي سنتين قبل أن تحاربه الدولة ومع ذلك وضعتني الدولة في السجن لـتسعة أشهر، مضيفا: الشباب المؤمن منطلقاته زيدية لكنها كانت حركة قابلة للتطور والتغيير والحوار.


وأكد عزان أن جماعة الحوثي جماعة لاتؤمن بالحوار، وقال: "الواقع الذي أعرفه عن جماعة الحوثي أنهم لايمكن أن يقبلوا بالحوار حتى وإن ظللت تحاورهم إلى يوم القيامة، ولن يقبل الحوثي بالحوار إلا عندما يكون هو الخليفة".


واعتبر الربط بين الحوثي وتنظيم الشباب المؤمن من الأخطاء "لأن مدرسة الشباب المؤمن كانت مدرسة مخالفة لما ذهب إليه الحوثي"، مؤكدا أن الحوثي خاض أول معاركه مع تنظيم الشباب المؤمن.
 
 

وأكد أن الشباب المؤمن حركة شبابية كانت تريد أن تحرك المجتمع من حالة الركود الثقافي الديني التي وصلت إليه، مشيرا إلى أن الشباب المؤمن لم يكن لديه أية نزعة مذهبية وكانوا يريدون الإنفتاح على الآخرين.


وأشار إلى أن "الجماعة لم تكن لها أية خلفيات ولا امتدادات وهي مجموعة متحمسة حضيت بقبول كبير في أوساط المجتمع عندما رأوا أنها تجمع بين الأصالة والمعاصرة".


وأضاف " في عام 1998م كان الشباب المؤمن قد تجاوز صعدة ووصل إلى صنعاء وذمار والبيضاء وحجة، وكان لايحمل الصدام، بل ووجه باتهامات تخريب المذهب الزيدي، مع أننا لانقدس المذاهب وإنما نراها مناهج".


وتطرق عزان إلى ما تعرض له الشباب المؤمن بعد عام 1998م من قبل بعض علماء المذهب الزيدي "الذين كانوا يرون تأجيل بعض القضايا التي كانوا يريدون الإبتعاد عنها مثل قضية الإمامة"، وقال: حرصا منا على تجاوز هذه المسائل اعتبرنا أن نظام الحكم نظام بشري من حق الناس أن يصيغوه كيفما يشاءون.


وأضاف "مجمل هذه الأفكار عرضتنا لهجمات متعددة حتى أنني تعرضت للإيقاف عن التدريس في عام 1999م بحجة أننا نخرب المذهب الزيدي".


واستطرد "في عام 2000م جاء حسين بدر الدين الحوثي من السودان، ومن خلال أخيه محمد الذي كان أحد قيادات الشباب المؤمن استطاع أن يفرض نفسه على الشباب المؤمن، وبعد عام طالب بتغيير مناهج التنظيم وهنا حدث خلاف، وفي عام 2002م أعلن حسين الحوثي انشقاقه، وصار لدينا مجموعتين من المراكز تتوزع بين حسين بدر الدين الحوثي وتنظيم الشباب المؤمن.


وأكد عزان أن حسين الحوثي هو إبن المذهب الزيدي، لكنه قال: إن المذهب لايتحمل أي من الأخطاء الشخصية له، مشيرا إلى أن حسين الحوثي لم يلتزم بالمنهج الزيدي ولابالجارودي ولا الإثني عشري، وإنما كان يأخذ ما يتوافق مع ما يحمله من أفكار ويعمل على نشره.


وأضاف: "كان حسين الحوثي ينطلق من القضايا المجمع عليها، فهو مثلا يطرح قضية تفرق الأمة وتراجعها، ومن ثم يتحدث عن دور النبي صلى الله عليه وسلم في توحيد المجتمع وأهمية وجوده، ومن ثم يتساءل عن أهمية النبي (ص) ويقول: هل يمكن أن يتركنا الله سبحانه بعد وفاة النبي (ص) هملا، وبعد ذلك يتحدث عن علي بن أبي طالب، ويطرح نفس التساؤل وذلك من أجل إقناع المستمعين بشخصه.


وأكد عزان أن الحوثي هاجم الصحابة رضوان عليهم، واستدل بإحدى دروسه تحت عنوان "دروس من صورة المائدة" هاجم فيها أبو بكر وعمر وعثمان، وقال: إن معاوية أحد أخطاء عمر بن الخطاب.


وأشار إلى أن كثير من "أتباع الحوثي لايؤمنون برأي أي صاحب رأي ولاقيمة لصاحب أي فكرة غير حسين بدر الدين الحوثي، حتى أن كثيرا من أتباع حسين الحوثي، مازالوا غير راضين لقيادة عبدالملك الحوثي لهم لأنهم يعتقدون أن حسين الحوثي لم يمت وأنه سيعود وأنه لابد من شخص يحمل دور النبي صلى الله عليه وسلم ومن هؤلاء عبدالله عيظة الرزامي".


ونوه الباحث عزان – خلال ورقته - إلى الأهداف التي يحملها الحوثي"، وقال: كانت أهداف الحوثي المعلنة في البداية هي الدفاع عن النفس لكن في الحرب الأخيرة وقبل اندلاعها لاحظنا أن أتباعه يتوسعون، ويعرضون أنفسهم في المناطق التي يسيطرون عليها كبديل عن الدولة، حيث قام الحوثيون بفتح سجون ومحاكم ومدارس وجباية الزكاة، وهذا مايؤكد خروجها من كونها دفاع عن النفس".


وكشف عن أن الحوثيين يقومون بعد سيطرتهم على مناطق جديدة بإنزال العلم الجمهوري ورفع شعارهم "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل..اللعنة على اليهود..النصر للإسلام".


وتوقع عزان في ورقته فشل المشروع الحوثي، وقال: لا أتوقع لحركة الحوثي أن يكون لها مستقبل حقيقي لعدة أسباب أولها أنها تنبع من عنصرية واضحة، كما أنه ليس لديهم مشروع إصلاحي، وهم مجرد عصابات مسلحة بالإضافة إلى أن أتباعه في معظمهم أطفالا ومتعصبين تعصب أعمى.


ودعا الباحث عزان الجيش إلى تغيير استراتيجيته في مواجهة أتباع الحوثي، أو الدخول في حوار مباشر في ظل وساطة محلية أو إقليمية.


كما دعا إلى دعم حركات شعبية مسلحة تستخدم نفس الأسلوب الذي يتبعه الحوثي، واستغلال بعض الحركات التي بدأت تظهر ضد الحوثي نظرا لسوء تعامله.


وأضاف: "الحوثيون يفرضون أنفسهم اليوم بالقوة والناس الآن صامتون خوفا من تصرفات الحوثيين الذين قتلوا قبل يومين في رازح شخصا لمجرد أنه يحمل سلاحا بعد سيطرتهم على منطقته"، مؤكدا أن خوف المواطنين لن يستمر تجاه الحوثيين وسينتهي الخوف مع مرور الأيام ويبدأ تململ الناس جراء التعامل غير الجيد.


من جهتهم انتقد مشاركون في المنتدى الحلول التي قدمها عزان في ورقته واعتبروها دعوة للإستمرار في الحرب، وقال الدكتور عبدالله الفقيه أستاذ العلوم السياسي بجامعة صنعاء أن ماطرحه عزان عن دعوة الجيش لتغيير استراتيجيته هي تأكيد على أنه لايوجد حل سوى الحرب، مؤكدا أن الناس ليسوا بحاجة إلى الحرب وإنما إلى الخدمات.

صورة عامة للمشاركين في المنتدى

واعتبر دعم الحركات المسلحة المناوئة للحوثي تدفع البلاد إلى الصراع، مضيفا: "نحن نريد أن نتخلص من الحوثي، وسيظهر لنا بعد ذلك عشرات الحوثيين".


وأكد الدكتور الفقيه أن مصلحة البلاد ليست في الحرب لأن الحوثيين يحصلون على الغنائم بعد ضرب الجيش، كما أن الدولة تضرب الجيش من خلال ضربها للغنائم التي يسيطر عليها الحوثيين وهذا لم يحدث في التاريخ – حد تعبيره.

ويرى المهندس عبدالله صعتر أن حرب صعدة ستظل قائمة مادامت الأسباب قائمة، فيما يتخوف النائب عبدالله المقطري من أن تصل اليمن إلى ماوصلت إليه بعض الدول العربية مثل العراق ولبنان.

أ
ما العميد عثمان العبسي رئيس المؤتمر الشعبي العام الأسبق بالمحويت فيعتبر أن مايحدث في الوطن بشكل عام هو نتيجة لسياسات السلطة الخاطئة، خصوصا بعد حرب 1994م، وقال: إن السلطة قضت على مضامين وأهداف الثورة اليمنية.


ويؤكد يحيى الشامي القيادي في الحزب الإشتراكي اليمني أن الموضوع الحوثي موضوع سياسي مرتبط بالخلاف حول السلطة.


ويرى الشامي أن المشكلة كانت منذ البداية ذات طابع سياسي، وتتلخص في الصراع بين قوى الثورة والقوى المعادية لها.


واعتبر أن مايجري من قبل السلطة أو الحوثيين هو محاولة لإبعاد الناس عن التطور والنهوض الذي يدعو إليه الإسلام.


ويؤيده في الطرح مهدي الهاتف الذي يؤكد أن مايجري في صعدة لايخرج عن الإطار السياسي، مشيرا إلى أنه مع توقف الحرب شريطة أن يتم الجلوس على طاولة الحوار.


ولايرى مقبل نصر غالب أن الزيدية تعرضت للهضم في اليمن، مؤكدا أن الزيدية مشاركة في كل المناهج الدراسية، وفي التقنين وفي القضاء.


ويعتبر غالب أن المشكلة الأساسية هي في إيران التي اعتبرها سبب كل المشاكل في المنطقة، وكذا الفقر، بالإضافة إلى بعض الناس الذين يريدون أن يقاتلوا.


ويؤكد كل من أحمد الأهدل ونجيب الوحيشي على الحوار كحل أساسي لما يجري صعدة.