خلال منتدى الأحمر.. الشيخ صادق: مايجري في صعدة سببه الفهم الخاطئ للتعددية


عزان محاضرا خلال منتدى الإثنين 2/11/2009م

واصل منتدى الشيخ الأحمر اليوم الاثنين برئاسة الشيخ صادق بن عبدالله مناقشته

موضوع: الحوثية - الخلفية الفكرية، وآفاق المستقبل. 

وفي حلقة اليوم - التي خصصت لتقديم الردود على أسئلة المشاركين في منتدى الأسبوع الماضي حول محاضرة الباحث يحيى عزان الأمين العام السابق لتنظيم الشباب المؤمن – استبعد الشيخ صادق علاقة المذهب الزيدي بما يجري في صعدة.

  وقال: المذهب الزيدي بريء مما يجري براءة الذئب من دم يوسف ، ونحن نعرف المذهب الزيدي وكلنا زيود، وعايشنا الزيدية، وما عرفته طوال حياتي أن الفرق بين الزيدية والشافعية هي في الضم والتأمين وحي على خير العمل وأشياء بسيطة. 

وأضاف: تعايشنا قرونا ولم نسمع عن المذهبية إلا بعد عام 1990م بسبب ما قال إنه فهم غير صحيح للتعددية الحزبية التي كان من المفترض أن تعمل على توحيد الناس وتوعيتهم".


  خلفية تارخية

  وفي ردوده على الأسئلة التي طرحها المشاركون في المنتدى السابق أكد الباحث عزان أن ما فعله الحوثي يستند إلى خلفية تاريخية تمتد إلى ما قبل 1050هـ إلى أبي الجارود.

  وقال: حسين الحوثي استغل هذه الجذور وأوحى بها إلى بعض الشباب، مشيرا إلى أن الشباب المؤمن - الذي كان أمينه العام - ليس له أية علاقة بما يجري حاليا في صعدة. 

وأكد أن الشباب المؤمن جاء قبل حسين الحوثي في ثمانينات القرن الماضي، مشيرا إلى أن حسين الحوثي وفي أول بيان له في الحرب الأولى خلال العام 2004م أكد أن بداية حركته انطلقت قبل عامين ونصف.
 

وأضاف: من يرجع إلى الحرب الأولى يلحظ أن أتباع الحوثي لم يتجاوزوا 150 شخصا لذا تمكن الجيش في تلك الفترة من تحقيق تقدم سريع وتمكن من قتل حسين الحوثي، مما يدل أن التوسع جاء من بعد الحرب الأولى.


  وأكد أن لديه رسائل من حسين الحوثي تطالب بإلغاء أهداف الشباب المؤمن مما يدل على أن حسين الحوثي كان يرفض توجه الشباب المؤمن المنفتح. 

لا الحسم ولا الحوار 

وأشار عزان إلى الحلول التي اقترحها في المنتدى السابق واعتبرها مجرد تصورات، مؤكدا أن الحسم العسكري وحده لايكفي، وكذا الحل السلمي أيضا لأن لدينا تجارب خمس حروب مضت "وفي المقابل الحسم العسكري يجب أن تدخل عليه تعديلات، وكذا الحل السلمي".

  وقال: "أنا مع الحل العسكري إلى مرحلةٍ يصبح بعدها الحوثيين قبولا واقتناعا بلحوار والحلول الممكنة، لأن الحوثيين يشعرون حاليا بأنهم منصورين، وكلما تقدموا أكثر زاد ذلك الشعور حيث يرون أنه لايقف أمامهم أي شيء".

  واستدل عزان على كلامه بما حدث قبل أيام في منطقة رازح التي ينتمي إليها قائلا: الحوثيون كانوا قبل السيطرة على رازح يطلبون رفع النقاط العسكرية وأن يدخلوا بسلاحهم فقط، وعندما استولوا على مواقع محددة رفضوا بعد ذلك الحوار وطالبوا بانسحاب الجيش، وبعد ذلك سيطروا على مواقع أخرى، وبعدها طالبوا بانسحاب الجيش بالسلاح الشخصي وترك الأسلحة الثقيلة. 

واستطرد: نريد أن تصل الحرب بالحوثيين إلى الوعي بالحوار، مضيفا: حسين الحوثي قدم فكرة استعادة الإمامة على أساس أنها فكرة لا جدال فيها، وهو يصف علماء الزيدية الذين يخالفونه الرأي في هذا بالمنحطين لأنهم فاوضوا في هذه القضية.
 

وأكد أن الحوثيين لايمكن أن يحاوروا إلا في حال وجود قوة تردعهم، وأنهم "لن يقبلوا أي حل سلمي إلا إذا أعطاهم الحق في امتلاك السلاح وتحقيق أهدافهم، وأهدافهم تعني أن عليهم أن يحلوا محل الآخرين".
 

واعتبر القبول بهذا الحل هو استثناء، مؤكدا رفضه الإستثنائي مع الحوثي لأنه سيدفع بالكثير إلى اتباع أساليبه. 
صورة عامة للمشاركين في منتدى اليوم الإثنين 2/11/2009


الحل الشعبي
 

وأكد عزان أن الحل الشعبي هو الأجدى لحل ما يجري في صعدة، لكنه قال: هذا الحل بحاجة إلى حكمة والحل الشعبي لا أقصد به مجرد القتال فالمناطق التي سيطروا عليها يمكن أن يتم فيها حراك شعبي يرفض سياساتهم، لأن الحوثيين أكثر ما يخشوه هو التحركات الشعبية ضدهم.

  وواصل: قبل يومين ذهب الحوثيون لنهب بعض المولدات الكهربائية الحكومية في مديرية رازح وكذا الهوائيات، لكن المواطنين اجتمعوا وأعلنوا رفضهم لذلك ما دفع الحوثيين إلى التراجع عن خطواتهم تلك. 

وقال: هذا الحراك الشعبي في رازح لو كان على مستوى اليمن فإن الحوثي لن يستمر في ما هو عليه الآن وسيقبل بالحوار عندما يرى أن فئات الشعب كلها مجتمعة ترفض ما يمارسه.
 

ونفى عزان أن يكون ما يقوم به الحوثي الآن يرجع إلى المذهب الزيدي الذي يبرر الخروج على الحاكم، وقال: صحيح أن المذهب الزيدي يشرع للخروج على الحاكم لكن ليس كما يتصور البعض وإنما بضوابط.
 

وأشار إلى "أن المذهب الزيدي يشترط في الخروج على الحاكم أن يكون ذلك الحاكم ظالما، ووصل ظلمه إلى حد لايمكن معه التعبير عن ذلك الظلم، ونحن لم نصل إلى هذه المرحلة، كما أن الخروج على الحاكم عند الزيدية لابد أن تسبقه دعوة من شخص هو أعلم أهل زمانه، والحوثي لم يقدم الدعوة وغالبية الشعب لا يعرفون ماذا يريد ولا على ماذا يقاتل، كما أن الدعوة مشروطة بموافقة العلماء". 

تطرف حوثي
 

وتطرق الأمين العام السابق للشباب المؤمن إلى موقف المذهب الزيدي من سب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وقال: إن الزيدية تحرم ذلك، مؤكدا أنه جمع 12 فتوى في هذا الصدد، ومنها فتوى للإمام الباقر أخو الإمام زيد الذي قال إن من يسب أبو بكر وعمر فهو "مرّاق". 

وأشار إلى أن الإمام زيد سؤل عن من يتبرأ من أبي بكر وعمر فرد بقوله: تبرأ منه حتى الموت، مؤكدا أن العديد من علماء الزيدية أفتوا بعدم الصلاة وراء من يسب أبو بكر وعمر. 

وأضاف: حركة الحوثي فيها تطرف في هذا الجانب، لكنهم في الأخير لايعبرون عن المذهب الزيدي وإنما يعبرون عن أنفسهم.  وأكد عزان أنه ضد التعصب المذهبي، وقال: "المذهبية صارت بلاء على هذه الأمة بعد أن كانت نعمة بسبب التعصب الأعمى". 

وفي رده على سؤال للشيخ صادق عن مصير بدر الدين الحوثي والد حسين الحوثي، أكد الباحث عزان وفاته في منطقة وائلة. 

وأكد عزان أن استبعاد الطموح الحوثي بالعودة إلى الإمامة لايكفي لأن الحوثي يرى أنه لاخلاص لهذه الأمة إلا بعودة ولاية الأمر إلى أهله والذي يراه البطنين. 

وأشار إلى أنه "يمكن مواجهة الفكر الحوثي بالفكر ولكن من داخل المدرسة نفسها"  وقال: "يمكن الإستدلال حتى ببعض ما جاء في ملازم حسين الحوثي التي تحوي على بعض التناقضات مع مايجري حاليا".

  غير معقول  

من جهته استبعد الدكتور/ عبدالله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء ما يقال عن أن الحوثيين يسعون للعودة باليمن إلى العهد الامامي، معتبرا أن مايحدث حاليا صراع إرادات بين السلطة والحوثيين. 

وجدد الفقيه رفضه لمن يتحدث عن أن الحسم العسكري هو الحل لما يجري في صعدة، وقال: نحن نعرف في كل حرب من الحروب الخمس السابقة أن الحرب تتوقف بالاتفاق بين الحوثي والرئيس فيما الشعب مغيب، مؤكدا أنه لايوجد إلى الآن إجماع على أن الحسم العسكري هو الحل. 

من جهته اعتبر اللواء أحمد قرحش – أحد مناضلي الثورة اليمنية – من غير الصحيح القول بالحرب إلى مالا نهاية.
  وقال: صحيح أن الحوثيين خارجون عن الدستور وعن القانون لكن الآن نحن أمام أمر واقع فالقتلى كل يوم من الجيش والحوثيين.  وأضاف: لابد من طرق الباب الصحيح ومعرفة ما لدى هذا الإنسان أي الحوثي.  وانتقد المهندس عبدالله الأكوع التعامل الإعلامي الرسمي مع هذه القضية، ووصفه بغير الجدير.  

 من جهته قال يحيى الشامي القيادي في الحزب الإشتراكي اليمني إن ما قدمه الباحث عزان من تحليل عن الحوثية قاصرا نظرا لطبيعة المشكلة، متسائلا: هل مايجري في صعدة بعيدا عن العوامل السياسية المحلية والإقليمة؟.
 

وقال: يبدو لي أن هذه المسألة غابت لدى الباحث عزان في حين أن الرأي العام يتناول مايحدث في صعدة بنوع من الربط مع ما يحدث إقليما ودوليا. 

وأضاف: هناك دوائر معينة تستهدف ضرب النزعة الوطنية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية، من خلال ضرب من يرفعون الشعارات ضد المحتل وكذا الجيش الذي لا يبتعد عن ذلك الإجماع الوطني حول هذه القضية.