الشيخ صادق يدعو إلى تعميق روح الولاء الوطني عبر المناهج الدراسية ووسائل الإعلام

 
الدكتور أحمد الدغشي محاضرا خلال جلسة المنتدى

دعا الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر الحكومة إلى العمل على تعميق روح الولاء الوطني عبر المناهج الدراسية ووسائل الإعلام.


وأكد أن مناهج التعليم اليمنية لم تركز على قيم الولاء الوطني بشكل كبير، كما أن الإعلام الرسمي مشغول بالترهات التي لا تهم الشعب اليمني. وأشار – خلال منتدى اليوم الإثنين - إلى أن هناك عوامل وأسباب ساعدت على ظهور التطرف في اليمن، ومنها الجهل والحالة الاقتصادية والبطالة وعدم وجود الفرص المتساوية أمام الجميع وغياب تطبيق القانون.
واعتبر الشيخ صادق غياب الحوار الجاد بن أطراف العملية السياسية في البلاد أحد العوامل التي ساهمت في ظهور التطرف الحاصل حاليا بالإضافة إلى الفساد المالي والإداري.
وقلل الشيخ صادق من دور التدخلات الإقليمية لما يجري حاليا في صعدة، وأكد أن 90% من المساندة للحوثي محلية وليست أجنبية، فيما 10% تدخل إقليمي.

  ظاهرة معقدة
 
وفي محاضرة له في المنتدى تحت عنوان " قراءة في الجذور الفكرية والدلالات التربوية للحوثية" وصف الدكتور/ أحمد محمّد الدغشي – أستاذ أصول التربية وفلسفتها المشارك – كلية التربية – جامعة صنعاء الحوثية بالظاهرة المعقدة.
واعتبر ما يجري في صعدة تحت مسمّى الحوثية واحدة من أعقد التحدّيات التي تواجه النظام السياسي بل المجتمعي في اليمن.

وقال: إن الحوثية تداخلت فيها جملة عوامل تترابط في بعضها وتتناقض في أخرى، مشيرا إلى وجود تناقض في الحوثية بين الأيديولوجيا والمنافع المتنافرة، وبين البُعد السياسي ومذهبية التسييس، وبين إعلان الاستقلال والتحرّر من ربقة الهيمنة الفكرية والفقهية الوافدة مع الارتباط ببعض القوى والمؤثرات الإقليمية والخارجية وهكذا.

  واعتبر أن واقع المشكلة (الحوثية) في جوهرها ومنشئها فكرية تربوية- بصرف النظر عن المآلات التي أفضت إليها تداعيات الفتنة بعد احتدام الصراع العسكري وتفاقمه وانعكاساته المختلفة. وعرف الدغشي الحوثية بأنها "تلك الحركة أو ذلك المنتدى أو التنظيم الفكري التربوي (المدرسي) الذي أعلن عن نفسه في العام 1990م، باسم (الشباب المؤمن)، كإطار تربوي وثقافي في البداية، إذ اقتصر نشاطه في ذلك الحين على تربية الشباب وتأهيلهم بدراسة بعض علوم الشريعة، مع الأنشطة المصاحبة، وفق رؤية مذهبية زيدية غالبة، ثمّ مالبث أن انتقل -بسبب بعض العوامل- إلى تنظيم مسلّح عسكري، بدءاً من منتصف العام 2004م، بحيث صار (الحوثيون) عنواناً له ".
  
وتطرق الباحث الدغشي في محاضرته المكونة من 25 ورقة إلى الج ذور الفكرية للحوثية  والتي قسمها إلى المكوّن المذهبي الزيدي (الجارودي ) و جذور التشيّع السياسي ، والتكوين العلمي والفكري الأيديولوجي للمؤسّس
حسين الحوثي والموقف الفكري من الآخر. وأشار الباحث إلى أهداف الحوثية أثناء الإنطلاقة تحت مسمى الشباب المؤمن، حيث قال الباحث إنها خلت من أي أهداف عسكرية أو السياسية بل إنها لا تخرج في جوهرها عن الأهداف العلمية والتربوية والثقافية العامة. 

مقترحات على طريق الحل 

واقترح الدكتور الدغشي في محاضرته المقدمة للمنتدى تصوّرات على طريق الحلّحيث أكد  أن اتجاه المصادرة أو الإلغاء للتعليم الخاص والأهلي بما فيه التعليم المذهبي غير وارد، وسواء أكان ذلك المذهب معتبراً كالزيدية والشافعية ، أم غير معتبر كالإسماعيلية مثلاً، بل وحتى حقوق غير المسلمين إن كان لهم وجود يدفعهم لإنشاء مدرسة خاصة بدينهم، كالأقلية اليهودية إن جاز ذكرها هنا لمحدوديتها-. ولكن ذلك لا يعني أن تبقى مدارس التعليم الخاص والأهلي جزراً لا يصل إليها نظام رسمي، أو يطبق عليها قانون سائد. 
  ودعا إلى تكوين لجنة موسعة تضم خبراء في التربية وعلماء في الشريعة وكل من له صلة بهذا الشأن، تعتمد مرجعية دستور البلاد، والقانون العام للتربية والتعليم، رقم (45) لسنة 1992م، ووثيقة المطلقات العامّة لمناهج التعليم العام، وكل الأدبيات والوثائق المعتمدة ذات الصلة. مطالبا إلى إعادة النظر في مناهج التعليم العام الرسمي في المرحلتين الأساسية والثانوية ، من حيث المعايير المنضبطة للمحتوى الحالي، وما يمكن أن يضاف أو يحذف أو يعدل، بما يحقق الهدف الرئيسي العام وهو إخراج النشء الصالح المعتدل الموحّد فكراً وسلوكاً .
كما دعا إلى الإشراف على مناهج التعليم الجامعي العام الحكومي ، من حيث الإشراف على المقررات والمناهج من زاوية التأكد من عدم انغلاق الكتاب المقرر على مذهب بعينه ، بل حتى التأكد كذلك من التزام أستاذ المقرر من عدم فرض مذهب بعينه، فيما يتصل بالمذاهب الفقهية الفروعية في إطار الفقه المقارن بأوسع معاني الفقه، لتشمل كل أبوابه ومجالاته، وليس المعنى السائد المحصور في مباحث العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية فحسب، مستهدين بالقاعدة الذهبية: "اجتماعهم حجة، واختلافهم رحمة .
 
صورة عامة للحاضرين في جلسة منتدى اليوم

  اتفاق على الحوار 

وفي المنتدى اتفق المشاركون على ضرورة الحوار للخروج مما يجري في صعدة.
وأكد الدكتور عبدالله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن ما يجري في صعدة أعقد من أن تحسم عسكريا أو تحل بالقوة. 
 
وقال: إن الحرب تنمي الحوثية وما يطفئها هو الحوار، معبرا عن خشيته من أن تتطور قضية صعدة لتخرج عن صاحب القرار.

وشدد الفقيه بأن الفكر لا يواجه إلا بالفكرة وليس بالقوة، داعيا إلى العودة إلى اتفاق الدوحة الأول. وأشار النائب محمد الحاج الصالحي إلى أن هناك لعب بالنار، وأن هناك تفريخ للأحزاب ولأن هناك لعب بجهنم في محاولة للدخول إلى المعتقدات وتفريخها فإن هذه إحدى نتائجها، داعيا إلى توجيه أنظارنا صوب اللعب بالنار، مؤكدا في ذات الوقت على أهمية الحوار الجاد.
من جهته أشار عبدالله المقطري إلى أن الحوار هو الحل لما يجري في صعدة، مؤكدا وجود عامل إقليمي لتغذية الصراع في صعدة.
حسين الشائف هو الآخر أكد على الحوار السياسي الشفاف لحل مشكلة صعدة، وكذا تمدين الريف وسيادة القيم الديمقراطية.

  إلى ذلك أكد الدكتور عبدالقوي الشميري أمين عام نقابة الأطباء اليمنيين على أهمية الحوار في حل الإشكالية القائمة في صعدة، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة أن يكون الحوار مع رأس الحوثية، نظرا لإن الحوثية ليست فكرا أفقيا وإنما هي سلطة إلهية محل تقديس، ولهذا من الصعب الحوار مع أشخاص غير رأس الحوثية.
وأكد الشميري أن حرب صعدة لها بعد فكري وهي قضية توريث للحكم ، معتبرا أن من العيب أن يوجد بين المسلمين من يجعل النبوة قيصرية يتم توارثها.
وفرًق الشميري بين فقه قال إنه بدوي ظاهري، وبين فقه باطني أعجمي، مصنفا الحوثي ضمن الفقه الباطني الأعجمي، وقال إن التشيع هو أعجمي لأنه أخذ العاطفة بعيدا عن الدليل.
ولم يستبعد الشميري علاقة إيران بما يجري في صعدة، وقال: هناك طموحات إيرانية ليس في اليمن وحسب وإنما أيضا في إفريقيا لأنها دولة لديها مشروع أمة، أما نحن فمجرد دول لها مشاريع أسرية لا أكثر. وأكد الشميري وجود خلل في الفكر السياسي تديره السلطة بمصالح غير مشروعة، معتبرا أن ذلك الخلل هو الذي أفضى إلى مايجري حاليا في صعدة.

يحيى الشامي هو الآخر أكد على الحوار لحل المشاكل الحاصلة في البلاد، معتبرا أن المشكلة في صعدة ذات طابع سياسي، وعواملها محلية بالأساس.

وربط الشامي بين مايجري في صعدة والمخططات الصهيوأمريكية، وقال: لا نستطيع أن نعزل ما يحدث في صعدة عن الجهود والمحاولات التي تبذلها الدوائر الصهيونية والأمريكية لخلق الفتن بين المجتمع العربي بشكل عام واليمن جزء منه بحيث ينشغل العرب بقضاياهم وينسون قضية فلسطين.
وفي المقابل اشترط فارس الصليحي للحوار مع الحوثي التخلي عن سب الصحابة ورفع السلاح. وتساءل: كيف نتحاور مع أناس يطعنون في الصحابة، مطالبا بتصنيف قضية الحوثية وهل هي قضية سياسية أو دينية حتى يتم الحوار معهم.

  أفكار إيرانية

  الدكتور أحمد الأصبحي الأمين العام المساعد الأسبق للمؤتمر الشعبي العام من جهته أرجع التمرد في صعدة إلى تأثر الحوثي بالثورة الإيرانية حيث ذهب إلى هناك وتأثر بالفكر الإيراني. ولم يستبعد الدكتور الأصبحي ارتباط مايجري في صعدة بصراع إقليمي يجري على الأراضي اليمنية، مطالبا من يدعمون الصراع اليمني أن يحولوا أموالهم للتنمية بدلا عن الحروب. وطالب بأن لا نقبل بأن نجعل من اليمن ساحة للتدخلات الخارجية، والعمل على دراسة الأسباب التي تقف وراء هذه الحرب.
  وأضاف: يؤسفنا أن نقول أن فكر الحوثي طرح على حين غفلة، مشيرا إلى أن الرجل ترعرع في ظل الثورة اليمنية ودرس في المعاهد العلمية. وتساءل عن سبب ثورة الحوثي الآن رغم وصول الكثير من أسباب التقدم إلى صعدة، وقال: أين كان الحوثي في ثورة 48 وثورة سبتمبر، كان عليه أن يثور تلك الأيام عندما كان الوضع سيئ للغاية.   


لقراءة نص محاضرة الدكتور الدغشي خلال المنتدى على الرابط التالي:

http://www.alahmar.net/news_details.php?sid=1015