الشيخ صادق يدعو إلى إصلاح شامل للمنظومة الإنتخابية قبل الإنتقال إلى أي نظام إنتخابي جديد

 
 
دعا الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر رئيس منتدى الأحمر إلى إعادة النظر في التقسيم الإداري الحالي قبل الإنتقال إلى أي نظام إنتخابي جديد في اليمن.
وشدد - خلال جلسة المنتدى اليوم  الإتنين - على ضرورة إيلاء موضوع القائمة النسبية مزيدا من النقاش والتوعية، وأن يفتح الناس عقولهم على جميع السلبيات والإيجابية الخاصة بهذا النظام حتى يتم تدارك الأخطاء الماضية.
وأكد الشيخ صادق أن القائمة النسبية هي لصالح البلاد والأحزاب خصوصا منها الصغيرة، إلا أنه أشار إلى ضرورة أن يكون هناك إصلاح شامل للمنظومة الإنتخابية يتمثل في تصحيح سجل الناخبين وإعادة النظر في التقسيم الإداري الحالي.
واستغرب الشيخ صادق من وجود 11 مليون ناخب في سجلات الناخبين في حين أن عدد اليمنيين 21 مليون نسمة 50% منهم تحت سن 18، معتبرا ذلك دليل خلل واضح في هذا السجل.
وطالب الشيخ صادق - في جلسة المنتدى التي خصصت لمناقشة نظام القائمة النسبية - بإعطاء جميع الأحزاب اليمنية نسب متساوية في الإعلام والمال العام، وأن لايستأثر الحزب الحاكم بكل شيء لأن البلد ليس للحزب الحاكم، فمثلما يسمح لأعضاء الحزب الحاكم بطرح آراءهم في الإعلام الرسمي لا بد لأفراد الأحزاب الأخرى أن يطرحوا آراءهم، وكل الأحزاب يجب أن ينظر له بعين الإعتبار.
وفي جلسة المنتدى ألقى الأستاذ/ مراد ظافر نائب مدير المعهد الديمقراطي الأمريكي محاضرة تحت عنوان (الأنظمة الإنتخابية وكيفية تأسيس نظام انتخابي فعال).
وأكد ظافر أنه لا يوجد نظام إنتخابي فعال يمكن من خلاله حل كل المشاكل في البلاد، وبإمكان الإنسان تطوير أي نظام انتخابي يرى أنه مناسبا ومنسجما مع بلاده.
وأشار إلى أن الإنتخابات هي شكل من أشكال التواصل الديمقراطي، إلا أنه أكد أن هناك عدة محاذير في حال الانتقال من نظام انتخابي إلى نظام انتخابي آخر، مثلما هو حاصل هذه الأيام في اليمن، حيث ينبغي التأمل في التجربة السابقة بروح فنية وليس بروح سياسية متعصبة، "فإذا نظرنا إلى نظام قائمة الفائز الأول المعمول به حاليا في اليمن لوجدنا أن المرأة غير متواجدة فيه منذ انطلاقه بل وتتراجع، كما أنه في البداية في عام 1993م كان لدينا 22 حزبا وصل إلى البرلمان، لكن في العام 2003م وجدنا أن لدينا خمسة أحزاب فقط، وهذا يطرح سؤالا هل أن السلطة تركزت أم توزعت، وهل أن البرلمان أصبح يمثل الجميع أم يمثل جزءً من الناس؟.
وأشار إلى أن مشكلة النظام الفردي أو الحزب الفائز مكلِف لأنه يتم تقسيم اليمن إلى 301 دائرة، كما أنه سبب مشاكل تتمثل في وضع المراكز الإنتخابية.
وأكد أن نظام القائمة النسبية الدائرة المغلقة سيوجد برلمان فعال لأنه سيوصل قادات الاحزب إلى البرلمان، وبالتالي لن تكون هناك حوارات خارج البرلمان، في حين أن النظام الانتخابي الحالي في حال ترشح أمين عام حزب معين لن يتمكن ربما من الفوز وبالعكس في القائمة النسبية.
وأشار إلى أن نظام القائمة النسبية المغلق غير معقد، كما أن التكلفة لن تكون كبيرة في هذا النظام.
ودعا ظافر إلى النظر بإيجابية إلى النظم الإنتخابية، وأن تكون الفترة الحالية فترة تأمل لأن هذه الفترة هي التي ستحدد مستقبل البلاد، منوها إلى أن نظام القائمة النسبية بحاجة إلى سنة من أجل تطبيقه بشكل سليم.
من جهته أكد المهندس عبدالله محسن الأكوع نائب رئيس اللجنة العليا للانتخابات السابقة أن نظام القائمة النسبية هو نظام ليس ثابت وهو متعدد الآليات والوسائل وكل بلد يأخذ ما يناسبه، مشيرا إلى أن هناك نظامين داخل نظام القائمة النسبية هو نظام القائمة المفتوحة والقائمة المغلقة، ومن مميزات الأخير أنه غير معقد وسهل الفهم من جميع الأنظمة الانتخابية الأخرى، كما أنه غير مكلف.
وقال: نريد من خلال نظام القائمة النسبية الحفاظ على الوحدة اليمنية، والسلم الاجتماعي في البلاد وإنهاء المشاكل التي تحدث غالبا في الانتخابات من خصومات مباشرة لازالت آثارها إلى الآن.
وأضاف: مع نظام القائمة النسبية ستصبح المنافسة عامة وسيصبح صوت الناخب ذو أهمية، بينما نظام القائمة الفردية يعطي الناخب نوعا من الإحباط لأنه في حال عدم فوز من يريد فإنه سيذهب صوته هدرا.
من جهته دعا عثمان العبسي – رئيس المؤتمر الشعبي العام السابق في محافظة المحويت – إلى الأخذ بنظام القائمة النسبية نظام الدائرة الواحدة والمغلقة.
واشار إلى أن من خصائص هذا النظام هو العدالة، حيث تعتبر البلاد كلها دائرة واحدة، كما يؤدي إلى تعاون الأحزاب داخل البرلمان.
وقال: من خلال نظام القائمة النسبية تستطيع الأحزاب الصغيرة وبكل سهولة الحصول على تمثيل في البرلمان سواء كانت أحزاب صغيرة أو كبيرة، كما أنه يعمل ويشجع على المشاركة الواسعة في الانتخابات، ويمنع عمليات التزوير أو يحد منها.
وأضاف: يعمل نظام التمثيل النسبي على التقليل من مشكلة الأصوات المهدورة، كما أن نظام الدائرة الواحدة المغلقة يعتبر أحد ثوابت الوحدة الوطنية ويسهل صعود أصحاب الكفاءات والخبرات، بالإضافة إلى أنه ينهي التسلط الفردي، ويصبح من الصعوبة على المرشح تقديم الرشوة، كما أنه ينهي القتل والاقتتال ويكون للصوت قيمته ويقلل من الكلفة ويسهل الفرز ويساهم في تنمية الوعي الوطني.
إلى ذلك أكد الدكتور عبدالله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أنه ما لم يتغير طريقة تعامل "النظام الحالي" في إدارة البلاد فإنه لافائدة في تطبيق القائمة النسبية، مشيرا إلى أن القائمة المطبقة حاليا في البلاد هي ليست المشكلة بقدر ما تكون المشكلة في إدارة الدولة.
واضاف: أنا مع القائمة النسبية لكن لابد من أن تكون القائمة النسبية ضمن مجموعة إصلاحات شاملة لأنها وحدها لايمكن أن يتم إصلاح الأوضاع في البلاد.
يحيى الشامي القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني من جهته قال: إن وراء ترسخ الحياة الديمقراطية عاملان أساسيان يتمثل في التطور الاقتصادي الشامل، وتحقيق قدر معقول من العدالة الاجتماعية.
وأكد أن الاتفاق بين القوى السياسية في البلاد هو محاولة لتعبيد الطريق أمام تطور ديمقراطي حقيقي، مشيرا إلى أن نظام القائمة النسبية في ظروف اليمن ستساعده كثيرا، وسوف تلعب دورا في تعزيز الوحدة اليمنية، لأن القائمة النسبية تعني التنافس على أساس برامج وبالتالي ستبذل الأحزاب جهدا في إيصال خدماتها وأفكارها إلى كل الناس، كما أن الطائفية والمناطقية ستكون ضعيفة في هذا النظام.
إلى ذلك أكد الدكتور عبدالجليل الصوفي أنه لا يوجد نظام انتخابي جيد وملائم، لكن النظام السابق لم يُحدث أي تغيير على أرض الواقع، مشيرا إلى ضرورة الأخذ بنظام القائمة النسبية بشكل كلي وليس مجتزأ لأنه في هذا الحال سيحدث مشاكل كثيرة.
وتحدث في المنتدى كل من المؤرخ علي الذيب الذي أشار إلى تاريخ الديمقراطية اليمنية، ومقبل نصر غالب، وعبدالله مجاهد نمران.