كلمة الشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 29/2/2000م في أديس أبابا أمام مجلس نواب الشعب الأثيوبي بمناسبة زيارته البرلمانية لأثيوبيا
السيد / رئيس مجلس نواب الشعب الأثيوبي الصديق .
السادة / أعضاء المجلس .
إنه لشرف كبير لي وللوفد المرافق أن نلتقي بكم اليوم في هذه القلعة من قلاع الديمقراطية حيث بداء بلدكم الصديق يشق طريقه بخطا واثقة على درب الحرية والتعددية السياسية والحزبية بعد عهود من الحكم الشمولي والتسلط الفردي الذي عانى منه هذا الشعب الأبي الذي يرفض القهر والاستبداد فناضل حتى تحققت هذه التحولات والمنجزات الهامة وأصبح بلداً ديمقراطياً في فترة ليست بالطويلة وهذه قفزة نوعية تدل دلالة واضحة على تصميم الشعب وعشقه للحرية والديمقراطية فالتقت الارادة الشعبية بالارادة السياسية المؤمنة بالتعددية الحزبية حتى قطعتم أشواطاً كبيرة في زمن قياسي وأصبح ماوصلتم إليه من تطور في العمل السياسي مفخرة حقيقية للديمقراطيات الناشئة في كثير من البلدان النامية.
السيد/ رئيس المجلس :
السادة / أعضاء المجلس :
إن العلاقات اليمنية الأثيوبية تعتبر من العلاقات المتميزة منذ فترة طويلة فرغم أن العلاقات الرسمية لم ترقى إلى المستوى المطلوب إلا في السنوات القليلة الماضية ألا أن الشعبين الصديقين قد سلكا طريقاً عملياً ترجم هذه العلاقات إلى العديد من الاعمال المشتركة أضف إلى ذلك ماقامت به الجاليات المتواجدة في كلا البلدين من تقوية أواصر الصداقة بين الجانبين وقد نجحت هذه العلاقات الشعبية في مد جسور التواصل بصورة دائمة وحافظت على مسيرة العلاقات الثنائية بل وطورتها ووسعت آفاقاها وبهذة المناسبة فإني أطالب السادة أعضاء المجلس أن يكون لهم الدور الهام في الدفع بعلاقات بلدينا إلى المستوى المنشود خاصة على المستوى البرلماني .
السيد/ رئيس المجلس :
الزملاء الأعزاء :
لقد كانت بلادنا و لا تزال بحكم موقعها الجغرافي محل تأثير وتأثر بما يجري من أحداث في منطقة القرن الأفريقي ولهذا فقد حرصت على دعم كل جهود الاستقرار والتنمية في هذه المنطقة الهامة والحيوية من العالم ونحن ندرك أن أطماع القوى الكبرى في المنطقة لاتزال قائمة وإن تعددت المسميات ومن هذا المنطلق فإننا نحرص على أن يسود الأمن والاستقرار في المنطقة حتى نفوت على أعدائنا جميعاً استغلال أوضاعنا وظروفنا لصالحهم ولهذا فقد تابعت بلادنا بإهتمام شديد النزاع مع إرتيريا وهي تدعو لحله بالطرق السلمية كأسلوب أمثل يوفر الامكانات والقدرات والطاقات للبناء والاعمار والتنمية بدلاً من ضياعها في الحروب والنزاعات المسلحة ونحن على استعداد لبذل المزيد من الجهود التي تسهم في الوصول إلى حل ودي للخلاف فنحن وإياكم تربطنا علاقات الاخوة والجوار والتاريخ المشترك ، أما بالنسبة لمأساة الشعب الصومالي وماوصل إليه من تناحر مجنون دمر كل إمكاناته فإننا نثق أن أثيوبيا الصديقة بماتملك من مقومات وطاقات وبما تشكله من ثقل إقليمي يمكن لها أن تلعب دوراً كبيراً في إحلال السلام في هذا البلد المنكوب لإن الاستقرار في الصومال يهمنا جميعاً وهو رافد مهم من روافد التنمية .
السيد / رئيس المجلس :
السادة / الأعضاء :
لقد وقعَّنا بالأمس مع رئيس المجلس بروتوكول تعاون ثنائي بين مجلسينا و أتمنى أن يسهم هذا البروتوكول في تمتين العلاقات على المستوى البرلماني ويعزز من التواصل بين أعضاء المجلسين وهذا من شأنه أن يدفعنا كبلدان ديموقراطية إلى المزيد من إلتزام النهج الديموقراطي حتى يصبح سلوكاً في حياتنا وصولاً إلى غد مشرق لبلداننا التي حُرمت كثيراً من فرص النهضة والتطور بسبب عوامل التخلف الاجتماعي والثقافي والصراعات السياسية مما فوت على بلداننا الكثير وشغلها طويلاً عن التفرغ لبناء الإنسان المصدرالحقيقي و الرئيسي للتنمية والتقدم والازدهار .
أحييكم مرة أخرى وأشكركم كثيراً..