كلمة الشيخ/عبد الله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ:28/9/1997م في دمشق بمناسبة زيارته البرلمانية لسوريا

 

دولة الأخ / عبد القادر قدورة  - رئيس مجلس الشعب السوري .

الاخوة / أعضاء مجلس الشعب .

الحاضرون جميعا .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أود أن أعبر لكم باسمي شخصيا وباسم الاخوة أعضاء الوفد البرلماني عن بالغ التقدير والاحترام لما لقيناه من حفاوة الترحيب وكرم الضيافة منذ وصولنا وهذا ليس غريبا على أهلنا في سوريا الشقيقة بلد العروبة والأباء والكرم .

الحاضرون جميعا :

أتذكر قبل عام ونصف زيارة الأستاذ/ عبد القادر قدورة لبلده اليمن حيث كانت تلك الزيارة هي أول زيارة لمسؤول برلماني كبير من سوريا الشقيقة ورغم أن العلاقات بين اليمن وسوريا علاقات أخوية وثيقة يسودها التعاون البناء والمخلص في مجالات متعددة إلا أن العلاقات البرلمانية لم تكن بالمستوى الذي نطمح أليه في المجلسين التشريعيين وقد أكدت للضيف الكريم حينذاك أن زيارته لليمن ستشكل دفعة قوية لمسيرة العلاقات اليمنية السورية ، وستفتح آفاقا جديدة للتعاون البرلماني وبما يعزز عرى الاخوة ويخدم مصالح الشعبين الشقيقين بأذن الله تعالى ولم ينقطع التواصل والزيارات المتبادلة كثيرا فقد تبع تلك الزيارة زيارة لرئيس مجلس الوزراء في الجمهورية اليمنية إلى سوريا الحبيبة وتم التوقيع على سبعة عشر بروتوكول تعاون بين البلدين ثم الزيارة الأخوية التي قام بها مؤخراً فخامة الأخ علي عبد الله صالح –رئيس الجمهورية ولقائه بأخيه فخامة الرئيس حافظ الأسد وما تمخض عن تلك الزيارة من خير لأمتنا وشعوبنا واليوم تأتي هذه الزيارة البرلمانية لبلدنا الثاني لتضع لبنة أخرى في صرح العلاقات بين شعبينا وبلدينا وصولا إلى تحقيق الغايات النبيلة والسامية المتمثلة في لم الشمل وتوحيد الصف فالمصير واحد والعدو واحد والهجمة الشرسة ضد أمتنا لا تميز بين الشام واليمن .

الحاضرون جميعا :

إن بين المجلسين التشريعيين اليوم شكل من أشكال التعاون البرلماني ، ممثل بجمعية الاخوة والصداقة البرلمانية التي أثق بأنها ستعمل على تعميق الروابط البرلمانية من خلال خطة عمل بين الجانبين وسيكون  هناك تنسيق مسبق لمواقف المجلسين في المحافل البرلمانية العربية والدولية وكل هذا ما كان ليتم لولا الثقة المتبادلة والشعور العميق بوحدة المصير المشترك خاصة في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها أمتنا العربية والتي توجب علينا المزيد من التواصل والتشاور وعلى مختلف المستويات حتى تتوحد الرؤى والمواقف ولن نستطيع الوصول إلى هذه الطموحات إلا إذا عملنا على إقامة جسور قوية ومتعددة من التعاون وربط المصالح المشتركة لنصبح فعلا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعىله سائر الجسد بالحمى والسهر .

الحاضرون جميعا :

تعلمون الظروف الاقتصادية التي تمر بها بلادنا جراء التحولات التي عاشتها والمعاناة التي مرت بها غير أننا وبرغم هذه الصعوبات عازمين على المضي قدما نحو البناء والتنمية وترسيخ الديمقراطية لأننا نعتقد أن المشاركة الشعبية ستمكن الجميع من رص الصفوف والطاقات والانطلاق نحو آفاق رحبة وصولا إلى غد مشرق ينعم فيه المواطن بالرخاء والاستقرار .

أما على صعيد العلاقات مع دول الجوار فقد تمكنا بحمد الله تعالى من الانتهاء من ترسيم الحدود مع سلطنة عمان بصورة أخوية وودية ونعمل بنفس الروح للتوصل إلى حل لمشكلة الحدود مع المملكة العربية السعودية الشقيقة وما الزيارات المتبادلة المستمرة بين الجانبين إلا دليل على حرص القيادة في البلدين على إنهاء هذه القضية وبما يعود بالخير والنفع على البلدين الجارين والشعبين الشقيقين اللذين تربطهما من أواصر القربى والرحم والجوار مالا تربطهما بغيرهما .

الأخ / رئيس المجلس :

إن الظروف التي تعيشها أمتنا العربية والإسلامية اليوم تحتم على الجميع استشعار المسؤولية الملقاة على عاتقهم والعمل على لم الصفوف وتجاوز الخلافات التي جلبت علينا المصائب حتى نواجه جميعا الأخطار المحدقة بالجميع .

وان الخطوات العملية التي بدأتموها في اتجاه تحسين العلاقات مع العراق الشقيق تعتبر من أهم مؤشرات الرغبة الصادقة والمخلصة في تجاوز خلافاتنا ، فنحن أسرة واحدة وان من المناسب هنا الإشارة إلى الحصار المفروض على الشعب العراقي والذي يتسبب في ازدياد معاناة الناس وموت العشرات منهم ولذلك  فواجب الاخوة يحتم على الجميع بذل الجهود لرفع هذا الحصار الذي طال أمده  ولم يعد له ما يبرره .

كما أن الحصار الذي تعاني منه ليبيا والحصار الصامت ضد السودان والتآمر على أراضيه يدعونا إلى التحرك المشترك لرفع هذه المظالم عن شعوبنا حتى ننطلق نحو البناء والتنمية ونتجاوز موروثات التخلف التي عانينا منها فترة طويلة جراء التشرذم الذي فرضته علينا القوى الاستعمارية  في الماضي .

الأخ / رئيس المجلس :

الحاضرون جميعا :

لقد تابعت الجمهورية اليمنية ولا تزال مسيرة السلام في المنطقة العربية ومع قناعتنا التامة بأن السلام العادل والشامل هو مطلب جميع الأطراف إلا أننا نشاهد اليوم تنكرا واضحا من قبل حكومة إسرائيل لكل الاتفاقيات والمعاهدات المتعلقة بالسلام ليس هذا فحسب بل أن ما يجري في الأراضي الفلسطينية من قمع وحشي لأبناء الشعب الفلسطيني وتوسع في بناء المستوطنات يدل دلالة واضحة على عدم المصداقية في قبول مبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات مجلس الأمن وما تلاهما من اتفاقيات .

الحاضرون جميعا :

إن مما يؤسف له أن زعيمة النظام الدولي الجديد أمريكا –التي هي في نفس الوقت إحدى الدول الراعية للسلام- تقف اليوم إلى جانب العدو الإسرائيلي  وتؤيده ولا تبذل الجهود الحقيقية لإلزام إسرائيل بقرارات مجلس الأمن التي سبقت مؤتمر مدريد وكذا الالتزامات الموقعة بين السلطة  الفلسطينية وإسرائيل وان ترك الأمور على ما هي عليه يقود المنطقة إلى عواقب وخيمة ستنعكس أثارها السلبية على المنطقة وعلى العالم ولهذا فأننا نهيب بالمجتمع الدولي وراعيا السلام التحرك الجاد والفاعل في اتجاه إيقاف الممارسات الإسرائيلية التي تجري ضد الشعب الفلسطيني بهدف إذلاله وتركيعه وسلب أراضيه وكذا الانتهاكات المتكررة لسيادة لبنان واستمرار احتلال الجولان السورية فلا يصح الحديث عن السلام في ظل هذه الأوضاع لأن السلام منظومة متكاملة قوامها العدل وما لم تسير جهود المجتمع الدولي نحو تحقيق هذا المفهوم فان المعادلة ستختل وينقلب الحق باطلا والصواب خطاءً .

الحاضرون جميعا :

إن الجمهورية اليمنية تقف إلي جانب سوريا الشقيقة في مطالبها العادلة المتعلقة باستعادة الجولان المحتلة وتثني على الموقف المتعقل والموضوعي للقيادة السورية فيما يخص عملية السلام مستغربة هرولة بعض الأشقاء على طريق السلام و إقامة علاقات سياسية أو اقتصادية مع إسرائيل في ظل ظروف الاستعلاء وفرض الأمر الواقع الذي تسير عليه الحكومة الإسرائيلية الحالية مما يجعل أي  خطوة متسرعة في هذا الاتجاه استسلاما بدون مقابل وضياعا لحقوق الشعب الفلسطيني الذي قدم الكثير من التضحيات ليعيش حرا كريما آمنا في ظل دولة ذات سيادة عاصمتها القدس الشريف ولذلك فان من العيب علينا إتاحة الفرص للعدو من خلال المشاركة المباشرة أو غير المباشرة في المؤتمرات التي تسوقها الولايات المتحدة لصالح إسرائيل الرابح الأول من هذه المؤتمرات .

الأخ / رئيس مجلس الشعب :

الحاضرون جميعا :

لاشك أن الهموم كبيرة والتطلعات كثيرة ويحدونا الأمل في أن تتظافر الجهود وتصدق النوايا ونتجه جميعا نحو الأهداف المنشودة التي يتحقق من خلالها الخير والسؤدد لكافة شعوبنا وكل هذا لا يتم إلا إذا تشابكت المصالح وتعددت مجالات التعاون على كافة المستويات بحيث يصبح المصير مشترك قولا وعملاً .

الحاضرون الأكارم :

أسأل الله العلي القدير أن يحقق لبلدينا الخير و الرفاه والتقدم متمنيا أن تتعمق علاقات الاخوة والتعاون بين أقطارنا على طريق العز والرفاه الذي نطمح إليه جميعنا..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp