كلمة الشيخ/عبد الله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ:20/6/2000م في فينا بمناسبة زيارته البرلمانية للنمسا

 

السيد/هاينز فيشر .

رئيس المجلس الوطني الاستشاري بجمهورية النمسا الصديقة .

السادة /أعضاء المجلس المحترمون .

الحاضرون جميعاً :

إنني أشعر بالسعادة الغامرة لقيامي بزيارة بلدكم الصديق كما يسرني أن أتقدم بالشكر الجزيل على الحفاوة التي قابلتمونا بها والتي تمثلت في كرم الضيافة وحسن الاستقبال كما يسعدني أن أشيد بالعلاقات الثنائية المتطورة بين بلدينا الصديقين (الجمهورية اليمنية ،وجمهورية النمسا)والتي تعود إلى عام 1881م عندما بدأ التواصل بين بلدينا ممثلاً بالعلماء والباحثين النمساويين الذين كانوا يقومون بزيارة بلادنا لجمع المخطوطات التاريخية حيث تم جمع الكثير من تلك المخطوطات بغرض إثبات الفكرة القائلة بأن الحضارة السبئية هي جزء من الحضارة السامية ..وقد توالت الزيارات البحثية النمساوية لبلادنا في (المهرة ،وجزيرة سقطرى ) وغيرهما من المناطق الأخرى و تنامت العلاقات وتطورت بين البلدين الصديقين ..ولعل أهم دليل على قدم هذه العلاقات أن الريال الفضي (ماريا تريزا) كان يعتبر العملة المعدنية المتداولة الإحتياطية في بلادنا لعدة عقود.

أما العلاقات الدبلوماسية الرسمية فإنها لم تبدأ إلا عام 1975م ونحن على أمل كبير في أن تتطور هذه العلاقات وتتعمق كثيراً ..كما نأمل أن يزداد التبادل التجاري بين الجانبين ..ولا ننسى في هذا المقام أن نشكر جمهورية النمسا على ما تقدمه من مساعدات تنموية طيبة لبلادنا ونتمنى أن يتطور ذلك وينمو أكثر ولعل إقامة الأسبوع الثقافي اليمني عام 1998م وكذا إقامة معرض الفن والآثار اليمني الذي استمر من شهر نوفمبر 1998م إلى شهر فبراير 1999م في بلدكم وكذلك تأسيس الفرع اليمني لجمعية الصداقة (اليمنية – النمساوية ) في صنعاء عام 97م يعبر عن التواصل الذي نأمل أن يستمر ليشمل مجالات أوسع تعود بالنفع على البلدين الصديقين .

كما أن زيارة فخامة الرئيس د/توماس كليستيل المتوقعة  لبلادنا في مارس القادم بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية الأخ/علي عبد الله صالح ..سوف تفتح آفاقاً جديدة للعلاقات بين البلدين  .

وهذه مناسبة أدعو  المستثمرين ورجال الأعمال في بلدكم الصديق للإستثمار في بلادنا والاستفادة من التسهيلات التي يمنحها قانون الاستثمار وهناك مجالات عديدة للاستثمار .

السيد رئيس البرلمان :

السادة الأعضاء :

أما على الصعيد البرلماني فإننا على ثقة تامة من أن زيارتنا هذه لبلدكم ستفتح آفاقاً جديدة للتعاون البرلماني وذلك عن طريق الزيارات المتبادلة بين المجلسين وتبادل الخبرات البرلمانية من خلال جمعية الصداقة البرلمانية التي سيتم تشكيلها .. و نرجو أن تكرس الجمعية جهودها لتطوير العلاقات لما فيه تعزيز وتطوير مجالات التعاون بين المجلسين والارتقاء بها إلى المستوى المطلوب الذي نطمح إليه جميعاً .

السيد الرئيس :

السادة الأعضاء:

لقد تمكنت اليمن من أن تخطو خطوات واثقة وثابتة في مجال الديمقراطية والتعددية السياسية رغم أن التجربة اليمنية تُعد وليدة لكنها خطوات تعتبر جيده ومتقدمة ،وهذا يرجع للوعي الحضاري الذي يتمتع به الشعب اليمني وهي التجربة الأولى من نوعها في المنطقة وإذا كان الشعب اليمني قد مارس هذه التجربة دون صعوبة فذلك لأنه شعب حضاري شوروي منذ القدم وقد كانت الشورى والديمقراطية لدى أجدادنا الأوائل منهاج حياة وأسلوب متميز للحكم حيث  نقل ذلك القرآن الكريم على لسان الملكة بلقيس حينما خاطبت مجلسها الأستشاري قائلة (يا أيها الملؤ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون ) صدق الله العظيم.

السيد رئيس المجلس :

السادة الحضور جميعاً :

 أن العلاقات العربية الأوروبية علاقات متميزة وتحتفظ الدول العربية بعلاقات خاصة  مع الكثير من الدول الأوروبية نتيجة مواقف هذه الدول الإيجابية ودعمها للحقوق العربية المشروعة وأن بلدكم النمسا هي من أولى الدول المساندة للحقوق العربية وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي في فلسطين والجولان السورية ..وقد تجلّى ذلك الدعم من خلال منح منظمة التحرير الفلسطينية الصفة الدبلوماسية الرسمية في بلدكم و كانت بلدكم هي الدولة الأوروبية الأولى التي تعاملت مع المنظمة على هذا الأساس .

السيد رئيس المجلس :

السادة الحضور الكرام :

إن العام العاشر على حصار الشعب العراقي شارف على الإنتهاء وهو يرزح تحت وطأة هذا الحصار الظالم دون أن يجد من يسانده ويعمل على رفع معاناته ،وأن جمهورية النمسا الصديقة بما لها من مكانة في الأوساط الأوروبية ..نأمل أن تتفهم ما يعانيه الشعب العراقي وحجم الضرر البالغ على كل أبنائه أملين أن يكون لكم الدور البارز في التخفيف من هذه المعاناة .

و المطلوب أن يقوم بلدكم الصديق بالتحرك الفاعل لإنهاء هذا الحصار وكذا لفت نظر العالم إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني الرازح تحت نيران الإحتلال وهو دور إنساني تستطيعون القيام به خاصة وأنكم من البلدان المحبة للسلام والداعمة لحقوق الإنسان .

ختاماً :

 لكم مني والوفد المرافق خالص الاحترام وجزيل الشكر .

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp