كلمة الشيخ/عبد الله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ:12/7/1998م في هافانا بمناسبة زيارته البرلمانية إلى كوبا

 

دولة الصديق العزيز /ريكاردو ألا ركون – رئيس الجمعية الوطنية الكوبية

الأصدقاء أعضاء الجمعية الوطنية .

الحاضرون جميعا ..

أنه لشرف لي أن أقوم بهذه الزيارة البرلمانية للبلد الصديق كوبا التي تربطنا بها علاقات نضالية توثقت عراها منذ الربع الأول من السبعينات حتى أصبحت اليوم علامة مضيئة في تاريخ علاقات بلدينا وجسراً هاماً يربط بين الشعبين الصديقين ..

وإذا كانت العلاقات بين اليمن وكوبا قد أخذت طابعها الرسمي في بداية السبعينات فإن العلاقات بين كوبا والعرب هي علاقات تاريخية تعود بدايتها إلى الربع الأول من القرن السادس عشر حينما وصل العرب مع المستكشف كولومبوس إلى هذه البلاد وأسسوا باركوا أول مدينة في كوبا .

الحاضرون جميعاً :

الجميع يعلم الظروف التي مرت بها بلادنا منذ قيام الوحدة في الثاني والعشرين من مايو عام 90م وما ترتب على تلك الوحدة من إلتزامات مالية ووظيفية على الدولة الجديدة الأمر الذي ضاعف من المشكلة الإقتصادية وهو أمر طبيعي إذا ما علمنا أن النظامين السياسيين في شمال الوطن وجنوبه كانا مختلفين كلياً نتيجة ظروف نشأة كل منهما .

أضف إلى ذلك ما تكبدته الدولة من خسائر مادية وبشرية لحماية الوحدة من مؤامرة الإنفصال التي تعرضت لها بلادنا في صيف 94م ..كل ذلك قد فرض على البلاد الكثير من الإلتزامات والتبعات التي لم تكن في الحسبان مما عمق من حجم المشكلة الإقتصادية .

وإذا كانت بلادنا قد بدأت مسيرة الإصلاحات المالية والإدارية منذ 95م ونجحت في الحفاظ على العملة المحلية من التدهور وتثبيت الأسعار فإن دور الأصدقاء في دعم بلادنا في المجالات التنموية المختلفة أمر حيوي وهام ،ومع علمنا أن الأصدقاء في كوبا قد قدموا ما يستطيعون عليه في مجال الصحة والتربية وغيرها إلا أن المؤمل منهم أن يوسعوا حجم هذه الخدمات لما لها من علاقة مباشرة بحياة الناس فهذه المجالات هي التي تستنزف من ميزانية الدولة الكثير من الإيرادات . 

إنني أدعو اللجنة المشتركة للتعاون الإقتصادي والعلمي والفني بين البلدين إلى بذل المزيد من الجهود من أجل تطوير مجالات التعاون والإنطلاق بها نحو أفاق رحبة تخدم بلدينا وشعبينا الصديقين .

الصديق العزيز/ريكاردو الاركون :

الحاضرون الأعزاء :

إننا اليوم وبهذه الزيارة البرلمانية التي نقوم بها بناءً على الدعوة الكريمة من الصديق ريكاردو نضع لبنة جديدة في صرح العلاقات بين بلدينا وإنها لفرصة طيبة أن نلتقي ونتشاور ونتحاور على هذا المستوى الشعبي الواسع لكي نستفيد من بعضنا ونتبادل الخبرات فيما بين البرلمانيين وننسق المواقف في القضايا ذات الاهتمام المشترك ،وإن بروتوكول التعاون البرلماني الذي نوقعه في هافانا اليوم هو الخطوة  الأساسية الأولى لبناء جسر من العلاقات البرلمانية التي نأمل أن تنهض بها وتطورها جمعية الصداقة البرلمانية التي تم تشكيلها من الجانبين ،ونحن على ثقة من أن الزيارات ستتكرر وتبادل الخبرات سيتوسع وبما يحقق مصلحة الجانبين .

الحاضرون جميعاً :

إن التطورات المؤسفة التي تشهدها المنطقة العربية فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي وما تمر به عملية السلام المزعومة من إنتكاسات بسبب السياسة المتعنتة للحكومة الإسرائيلية تجعل من واجب الجميع الوقوف إلى جانب الحق والعدل ونصرة المظلوم فلا يصح أن يلتزم طرف بكافة القرارات الدولية ذات الصلة في الوقت الذي يتمرد الطرف الآخر ،فالسلام الذي ينشده الجميع قد قام على أسس وركائز يعرفها القاصي والداني ولابد لإستمراره ونجاحه من الإلتزام بتلك الأسس .

وإننا نقول ونكرر أن السلام منظومة متكاملة شاملة أساسها العدل ،وما لم يتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف وتعود الجولان ويتحرر الجنوب اللبناني فإن السلام مهدد بالانهيار على مختلف المحاور الأمر الذي يضع المنطقة على حافة الحرب التي لا نشك جميعاً في أثارها المدمرة على شعوب المنطقة والأمن والاستقرار الدوليين .

الحاضرون جميعاً :

أتمنى للعلاقات الثنائية بين بلدينا التطور والنماء وللعلاقات البرلمانية الإستمرار والنجاح ..

وشكـــــراً ،،،

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp