كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها نيابة عنه الأخ/يحيى الراعي - نائب رئيس المجلس بتاريخ 14/9/1997م أمام المؤتمر البرلماني الدولي (97) الذي أنعقد في القاهرة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد/ رئيس المؤتمر :

السيدات والسادة رؤوساء وأعضاء الوفود المشاركة في هذا المؤتمر البرلماني :

يسعدني أن أعبر في بداية هذه الكلمة عن بالغ الشكر والتقدير لمصر الشقيقة و للشعبه البرلمانية المصرية على الجهود المبذولة  والترتيبات الجيدة التي أتاحت لنا حضور هذا الملتقى البرلماني لكي نتحاور ونتشاور ونناقش القضايا والمشكلات التي تهم شعوبنا وبلداننا آملاً  أن نخرج من هذا المؤتمر بالتوصيات والقرارات التي من شأنها تعميق الصلات وتقوية العلاقات بين أقطارنا على أسس من الثقة المتبادلة والتعاون البناء المستند على تعدد المصالح المشتركة.

السيد الرئيس :

السادة أعضاء الوفود المشاركة :

إن الدور الهام الذي ينبغي على البرلمانيين القيام به هو ترسيخ الديمقراطية في بلدانهم بإعتبارها الأداة المثلى لتعزيز دور الشعوب والمجتمعات في المشاركة الشعبية والتعبير عن إرادة الناس في إختيار حكامهم ، كما أن التواصل بين البرلمانيين من مختلف التوجهات والثقافات عن طريق الزيارات الثنائية أو المؤتمرات الإقليمية والدولية يعتبر من الضمانات المهمة لإستمرار تواصل العطاءات الديمقراطية وترسيخ التجارب الديمقراطية الناشئه في البلدان المختلفة وبما أن الديمقراطية لا تنمو وتتعمق إلا في ظل الإستقرار والتنمية ، فإن على الدول الغنية دعم الدول الفقيرة ومن هذا المنطلق فإني أدعو دول الشمال إلى إعادة النظر في حجم المساعدات التي تقدمها لدول الجنوب والتي لا تتناسب مع أوضاع وإحتياجات بعض هذه الدول التي تمر بمصاعب إقتصادية كبيرة حيث لا يمكن أن تتطور الديمقراطية مع إستمرار الفقر والتخلف فلا ديمقراطية مع الجوع والمرض ولا الجوع والمرض يصنعان الديمقراطية .

الحاضرون الأكارم :

لا شك أنكم تابعتم تطورات الإنتخابات النيابية التي حصلت في اليمن في إبريل الماضي ورغم الظروف الإقتصادية الصعبة التي تمر بها بلادنا والمراهنات اليائسه لإفشال الإنتخابات والنهج الديمقراطي إلا أن بلادنا قد تمكنت من إجراء الإنتخابات بنجاح ، وحتى تستمر بلادنا على درب الديمقراطية والتعددية السياسية فإن مساعدتها للخروج من أزمتها الإقتصادية ودعم الجهود الحثيثة التي تبذلها لتجاوز المعوقات الإقتصادية مهم جداً.

السيد الرئيس :

السادة أعضاء الوفود:

إن العالم اليوم يشهد توترات كثيرة ومتعددة كما أن الساحة الدولية مليئه بالحروب الثنائية والمنازعات بالإضافة إلى السباق المحموم على التسلح النووي رغم أخطاره المدمرة على الإنسان والبيئه الأمر الذي يضع على عاتق البرلمانيين اليوم مسئولية كبيرة تجاه الحد من تفاقم هذه النزاعات والمخاطر ووضع الحلول والمعالجات السليمة لها.

الحاضرون جميعاً :

إن الحديث عن الحروب والمنازعات يقود إلى الحديث عن السلام وإن ماتشهده المنطقة العربية من أحداث وتطورات مؤسفه جراء التراجع الإسرائيلي عن عملية السلام أمر يدعو إلى القلق الشديد لحساسية الوضع في هذه المنطقة الهامة من العالم ، وإن المتابع لما يجري اليوم من ممارسات قمعية ضد شعب اعزل وهدم للمنازل وحصار جائر وإستمرار في بناء المستوطنات رغم تنديد المجتمع الدولي والمحاولات المتكررة لتغيير وضع القدس يجعلنا لا نتفائل بالسلام ولهذا فإن على البرلمانيين بذل كافة المساعي الهادفة إلى حماية السلام من الإنهيار وضمان إستمراره وحث إسرائيل على الإلتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطيني وما أكثر هذه القرارات .

ولكي يكون السلام عادلاً فلا بد أن يكون شاملاً لكافة الأطراف الأخرى بحيث تعود الجولان المحتلة إلى سوريا ويتحرر الجنوب اللبناني وتتوقف الإنتهاكات المتكررة لسيادته وكذا القصف العشوائي الذي يتسبب في موت العشرات من النساء والأطفال بين الحين والآخر.

السيد الرئيس :

إن الجمهورية اليمنية وهي تدعو إلى بذل الجهود الصادقة والمخلصة لإنقاذ عملية السلام مما وصلت إليه اليوم لتحذر من الإنحياز إلى طرف معين ضد الطرف الآخر ، لإن هذا الإنحياز يفقد المساعي مصداقيتها ونخص بالذكر الولايات المتحدة الأمريكية بإعتبارها إحدى الدول الراعية للسلام والتي يحتم عليها دورها وموقعها أن تكون راعية ونزيهه وأمينه ونحن على ثقة كاملة أن الإرادة الدولية إذا توفرت لخطونا خطوات عملية وأوقفنا هذا النزيف المستمر في هذه البقعة من العالم .

السيد الرئيس :

إن منطق الأخوة الإنسانية وحق الشعوب في العيش الكريم يدعونا إلى إتخاذ المواقف التي من شأنها تخفيف معاناة الشعب العراقي ورفع الحصار عنه لإن الموت البطيئ الذي يتعرض له أبناء العراق اليوم لا يقبله عقل ولا منطق مهما كانت الأسباب والمبررات ، كما أن الحصار المفروض على ليبيا لم يعد مقبولاً خاصة مع إستجابة ليبيا الشقيقة لكل المبادرات الموضوعية التي طرحت في هذا الإتجاه .

السيد رئيس المؤتمر:

الحاضرون الكرام :

إن المشاكل كثيرة والنزاعات والحروب متعددة فهناك نزاعات في أفريقيا ونزاعات في وسط أوروبا وشرق آسيا وكل هذه النزاعات والحروب تستنزف خيرات الشعوب وتعتبر مصادر دخل للدول التي تصنع الأسلحة فعلينا أن نعمل جاهدين للتقليل من هذه النزاعات وإنهاء بؤر التوتر حتى تتجه هذه الشعوب نحو البناء والتنمية والإستقرار وعلى الدول الكبرى تقع المسئولية الكبيرة في المساعدة على إنهاء النزاعات والحروب فلولا توفر الأسلحة المتطورة بأنواعها لما تفجرت الحروب بهذه الكثرة .

السيد الرئيس :

الحاضرون جميعاً :

إننا على ثقه بأن هذا المؤتمر سيخرج بالقرارات والتوصيات الهادفة والبنائه وسيكون من نتائجه تعزيز العلاقات بين الشعوب إلى مافيه خير الإنسانية جمعاء.

أتمنى للمؤتمر النجاح في أعماله .وأشكركم كثيراً..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp