كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 6/10/1998م في اعمال الدورة الأولى للمؤتمر العام الثاني للتجمع اليمني للاصلاح

 

الحمد لله القائل (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله) والصلاة والسلام على سيد المرسلين وقائد المصلحين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

الآباء والإخوة العلماء الأفاضل

الإخوة الوزراء الإخوة أعضاء مجلس النواب ، الأخوة أعضاء  المجلس الاستشاري .

الإخوة قادة وممثلي الأحزاب ، الأخوة المشائخ ، الأخوة رجال الأعمال الإخوة قادة وضباط القوات المسلحة والأمن .

أصحاب السعادة السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي .

 الأخوة رجال الصحافة والإعلام .. الإخوة والأبناء أعضاء المؤتمر العام الثاني.

الضيوف جميعاً ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

يسرني في البداية أن أرحب بكم جميعاً أجمل ترحيب وأن أشكر لكم حضوركم ومشاركتكم لنا هذا الاحتفال بمناسبة إفتتاح أعمال الدورة الأولى للمؤتمر العام الثاني للتجمع اليمني للإصلاح فأهلاً وسهلاً بكم جميعاً .

وبداية يسعدني أن أتقدم باسمي ونيابة عن قيادة وأعضاء التجمع اليمني للإصلاح بأصدق التهاني والتبريكات لجميع أبناء الشعب اليمني بذكرى الثورة المباركة التي صنعت بانجازاتها فجراً جديداً للتاريخ والإنسان اليمني .

كما أقدم التهاني الصادقة لإخواني أعضاء المؤتمر العام الثاني للتجمع اليمني للإصلاح على الثقة بأنتخابهم ممثلين عن إخوانهم أعضاء الإصلاح ولا شك أنها مسؤولية ألقيت على أكتافكم وأمانة تحملتموها لأربع سنوات قادمة راجياً لكم التوفيق والسداد .

أيها الأخوة الكرام :

يأتي انعقاد المؤتمر العام الثاني للتجمع اليمني للإصلاح في موعده المحدد تأكيداً على التزامنا بالعمل المؤسسي ومصداقية ممارستنا الديمقراطية الشوروية في جميع التكوينات التنظيمية للإصلاح .

كما أن انعقاد هذا المؤتمر يعد تجسيداً للنهج الديمقراطي الشوروي الذي ارتضاه شعبنا وسيلة حضارية لخدمة بلادنا وتطورها وتقدمها وهو النهج الذي جاهد شعبنا اليمني طويلاً من أجله ضد قوى الأستبداد والأستعمار ويسعى لترسيخه في الواقع وتطويره نحو الأفضل .

أيها الأخوة الكرام:

ينعقد المؤتمر العام الثاني للتجمع اليمني للإصلاح في مرحلة دقيقة من تاريخ الوطن اليمني وفي ظروف تحتم علينا جميعاً أن نحسن الاستفادة من تجارب الماضي القريب والبعيد وأن نأخذ بالأسباب التي تمكننا من استشراف ملامح المستقبل واحتياجاته ومتطلباته.

 كما أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي بعد أربع سنوات من عطاء التجمع اليمني للإصلاح وحياته المليئة بالانجازات وإثراء العمل السياسي والعمل المشرف لخدمة الوطن والشعب والتخفيف من السلبيات وآثارها الأليمة على المواطنين بقدر ما أتيح له من الفرص والأمكانيات.

إن مؤتمرنا هذا يكتسب أهمية كبيرة كونه يمثل وقفة ضرورية لمراجعة وتقييم مسيرة الإصلاح خلال السنوات الأربع الماضية لمعرفة أسباب القصور ومعالجتها وعوامل النجاح وتعزيزها كما أن المؤتمر يكتسب أهمية خاصة لأهمية القضايا التي سيقف أمامها والتي تحدد آفاق عمل الإصلاح للمرحلة المقبلة وتضع الخطوط العامة التي ستوجه وتحكم عمل هيئاته وأجهزته في المراكز والمحافظات والمديريات خلال السنوات الأربع القادمة إن شاء الله إضافة إلى أن المؤتمر العام الثاني سيقوم بإنتخاب قيادة الإصلاح وهيئاته المركزية للمدة التي حددها النظام الأساسي .

الحضور الكرام:

لقد اخترنا لمؤتمرنا هذا أن ينعقد تحت شعار ( معاً من أجل بناء دولة المؤسسات وتعزيز المسار الديمقراطي الشوروي وتحسين الأحوال المعيشية للشعب ) إدراكاً منا أن هذه القضايا تشكل الهم الأساسي لبلادنا اليوم شعباً وسلطة ومعارضة .

أيها الأخوة :

إن مسؤولية التجمع اليمني للإصلاح كبيرة في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها وطننا اليمني وخاصة مع وجود اختلالات أساسية تعيشها بلادنا في كافة المجالات والتي تفتح الباب واسعاً للنيل من وحدتنا وأمننا وهويتنا الإسلامية العربية .. إضافة إلى القصور في معالجة تركة التخلف الكبيرة التي تسهم سلباً في زيادة معاناة الشعب اليمني وتكبح من قدرته على الانطلاق نحو مستقبل مشرق .

 وفي هذه الظروف الدقيقة تبدو مسؤولية التجمع كبيرة مع كافة القوى الوطنية المخلصة للتكاتف والعمل المشترك لتعزيز الايجابيات والتخلص من السلبيات وترسيخ المسار الديمقراطي الشوروي واحترام الحقوق والحريات الدستورية والقانونية وتوفير الظروف وتكافؤ الفرص لتتمكن جميع القوى السياسية من ممارسة حقوقها وأنشطتها والإسهام الفاعل في بناء يمن اليُمْنِ والإيمان.

الإخوة الكرام جميعاً :

إن بناء دولة المؤسسات والقانون هو صمام الأمان لحفظ بلادنا من الوقوع في الفوضى والتنازع وإهدار الطاقات والجهود والإمكانات وضياع جهود الأجيال في البناء والتقدم ، كما أن تعزيز المسار الديمقراطي والشوروي في وطننا تأكيد على عمق أخوتنا وأننا جميعاً أخوة متساوون تحكمنا مبادئ التنافس الشريف في خدمة وطننا وتقدمه والالتزام بالمنهج الديمقراطي الشوروي وسلامة ممارسته فيه حفظاً للوطن من الاستبداد والانحراف عن خط الثورة اليمنية المباركة وأهدافها السامية .

أيها الأخوة :

 إن الأوضاع التي تعيشها بلادنا اليوم بلغت درجة من الصعوبة تتطلب تكاتف جميع القوى لمعالجتها وعلى رأسها معاناة المواطنين وتدهور أحوالهم المعيشية وما يترتب عليها من مخاطر اجتماعية ولذلك فمطالبتنا بتحسين الأوضاع المعيشية للشعب نابعة من إيماننا بأن أبناء الشعب أخوة يتعاونون في السراء والضراء ويعيشون في مجتمع مسلم يفرض على الجميع الاهتمام ببعضهم البعض والتراحم والتعاون والتكافل فيما بينهم وهو الاهتمام بالإنسان اليمني لأن ذلك هو الأساس في البناء والنهوض والتنمية وأنه لا يمكن أن يحدث تقدم حقيقي ونهضة صحيحة إلا أن يشعر أبناء اليمن جميعاً بأن كرامتهم واحدة و أن لكل واحد منهم نصيباً في هذا الوطن يحفظ كرامته وكرامة أبنائه و أهله ويشعره بالمواطنة الصالحة وبأنه في مجتمع لا يرضى لأفراده المذلة والشعور بالحاجة والأفتقار إلى أساسيات الحياة الشريفة.

أيها الأخوة الكرام :

إن الحالة التي تعيشها بلادنا اليوم توجب علينا مطالبة الحكومة بالقيام بواجباتها في إيقاف تدهور الحالة المعيشية للمواطنين وأن تخفف من معاناتهم من خلال إيقاف الجرعات وكبح جماح الغلاء وتحسين مستوى خدمات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه وإيجاد فرص عمل للعاطلين عن طريق إقامة المشاريع التنموية وجذب الاستثمارات وتهيئة الظروف الضرورية لذلك وفي مقدمتها الأمن والاستقرار وتطبيق القانون وتحديث الإدارة ومحاربة الفساد والعبث بالمال العام واعتماد الكفاءات في القيادات الإدارية ووظائف الدولة والبعد عن تسييسها ومنح الصلاحيات وتفعيل دور الأجهزة الرقابية وتوجيه الموارد وترشيدها للإنفاق على التنمية والبناء وتحسين الخدمات .

إن نظامنا السياسي يقوم على التعددية السياسية وتشكل الانتخابات أهم وسيلة لتبادل السلطة سلمياً ولكي يتحقق هذا الهدف على أرض الواقع فلا بد من توفير كافة الشروط اللازمة لضمان انتخابات حرة ونزيهة ويأتي في مقدمة ذلك تصحيح العملية الانتخابية وعلى وجه الخصوص تصحيح الجداول الانتخابية ونشرها وتخليصها من سلبيات الممارسات غير القانونية التي رافقت انتخابات 97م.

كما أن الالتزام بتطبيق قانون الانتخابات العامة بصورة سليمة ومحايدة سيكفل توفير الفرص المتكافئة أمام جميع القوى السياسية للتنافس الشريف والتفاعل والمشاركة في انتخابات قادمة.

أيها الإخوة الكرام :

نجتمع اليوم وأمتنا العربية والإسلامية تعيش ظروفاً سيئة وأوضاعاً متدهورة لا تتناسب مع تاريخها المشرق وديننا العظيم الذي يحث على الوحدة والقوة والعمل والتقدم .

فعالمنا العربي ما يزال يعاني من الصلف الصهيوني الذي يزداد من ازدياد ضعف أمتنا وتفرقها وضعف العمل العربي المشترك الذي به تتحقق أهداف الأمة وحماية حقوقها وأمانيها في الوحدة والتقدم والتطور.

كما أن أمتنا الإسلامية لا تزال تعاني من استمرار النزيف الدامي لأهلنا في أرض فلسطين المباركة ولبنان وكشمير والصومال ومسلمي كوسوفا وغيرها والمعاناة والحصار للسودان والعراق وليبيا وغيرها من بلاد العالم الإسلامي التي تعاني من ويلات الاستعمار     أو المجاعة أو الفتنة الداخلية .

وهاهي سوريا الشقيقة تتعرض اليوم للتهديد بالعدوان من الحكومة العلمانية في تركيا المتحالفة مع الكيان الصهيوني مما يستدعي أكثر من أي وقت مضى ضرورة الوقوف العملي وبكافة الامكانيات لصد أي عدوان تتعرض له سوريا الشقيقة باعتبار ذلك بداية لمعركة عسكرية مع الأمة العربية والإسلامية ، كمرحلة أخيرة لإقامة دولة إسرائيل الكبرى على أنقاض الأمة العربية والإسلامية.

الأخوة الكرام :

وفي مثل هذا اليوم السادس من أكتوبر 1973م أي قبل 25 عاماً عندما أسقطت القوات المصرية والسورية الباسلة أسطورة التفوق الصهيوني وتحقق النصر تحت صيحات ( الله أكبر) أثبتت أمتنا أنها قادرة على النهوض والأستفادة من أخطاء الماضي وسلبياته ولا ننس كيف تجلت في تلك الأيام الصور المشرقة للتضامن العربي والإسلامي عندما هب الجميع يدعمون المجهود العسكري سياسياً ومالياً وعسكرياً ، فتحياتنا لأولئك الأبطال وترحماتنا على الشهداء.

إن التجمع اليمني للإصلاح الذي أتسم نهجه بالوسطية الإسلامية التي اختارها الله لخير أمة أخرجت للناس حيث قال تعالى(: وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس..) وبالرؤية المنصفة البعيدة عن الغلو والتطرف الذي يشكل أهم سبب من أسباب العنف والإرهاب وأخطرها ليؤكد موقفه الثابت والرافض لكافة أشكال العنف والإرهاب وبشتى أشكاله وصوره مؤكداً في نفس الوقت دعوته الدائمة للبحث الجاد والموضوعي عن كافة الأسباب التي تغذي بؤر الإرهاب التي لا يكاد يخلو منها مجتمع من المجتمعات. وبقدر ما يرفض التجمع اليمني للإصلاح كافة صور الإرهاب فإنه يرفض كافة الدعوات الشريرة التي تحاول بشتى الأساليب إلصاق الإرهاب وربطه بالإسلام والمسلمين كما يرفض توظيف قضية الإرهاب لممارسة شتى أنواع الإرهاب والعنف والهيمنة واستعباد الإنسان للإنسان ومنع الشعوب من حقها في الحرية والاستقلال والحياة الكريمة على أرضها.

إننا في التجمع اليمني للإصلاح ندعو إلى العمل المشترك لعالم تسوده العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان وحرياته ورد الحقوق المشروعة إلى أصحابها ونبذ الفرقة والعداء والاحتقار العنصري والكراهية والاستكبار ونهب ثروات الشعوب ولنعش جميعاً على أرض الله تعالى تحكمنا قيم البر والإحسان بدلاً من الإثم والعدوان والاحترام المتبادل بدلاً من الهيمنة والاستكبار.

أيها الأخوة الكرام:

أكرر شكري وتقديري للضيوف الأفاضل الذي شرفوا مؤتمرنا كما أشكر كل من ساهم في الإعداد والعمل لنجاح مؤتمرنا وأخص بالشكر إدارة الكلية الحربية وهيئة التدريس والطلاب والعاملين فيها جميعاً .

كما أشكر إخواننا رجال المرور والأمن الذين يبذلون جهوداً كبيرة لتيسير حركة المرور وحفظ الأمن إسهاماً منهم في إنجاح هذا المؤتمر .

نؤكد للجميع أن التجمع اليمني للإصلاح سيظل بإذن الله تعالى منحازاً لقيم الخير والحق والديمقراطية الشوروية يمد يده للجميع دون استثناء للعمل المشترك المخلص الهادف إلى بناء وطن الحرية والعدالة والديمقراطية الشوروية متمنياً لمؤتمرنا هذا النجاح والتوفيق .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp