كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 4/6/1999م في بكين بمناسبة زيارته البرلمانية لجمهورية الصين الشعبية

 

دولة الصديق / لي بنغ - رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني الصديق.

الحاضرون جميعاً.

من حسن الطالع أن تأتي هذه الزيارة لجمهورية الصين الصديقة بعد مرور خمسة وعشرين عاماً على زيارتي الأولى لها وفي نفس الشهر وذلك حينما كنت رئيساً لمجلس الشورى - في الجمهورية العربية اليمنية - واليوم نقوم بهذه الزيارة البرلمانية بعد أن توحد اليمن وكان للصين موقفاً مشرفاً وداعماً للوحدة اليمنية وضد مؤامرة الإنفصال وهو موقف نشكر الأصدقاء الصينيين عليه .

الحاضرون جميعاً :

لقد تابعنا بإهتمام بالغ الخطوات الحكيمة التي إنتهجتها القيادة السياسية في الصين والتي تم بموجبها إستعادة هونج كونج ونبارك للشعب الصيني الصديق ذلك وننظر بتفاؤل كبير للخطوة القادمة المتمثلة بإستعادة جزيرة مكاو العام القادم لنحتفل جميعاً بهذه المناسبة مشيدين بنظرتكم الثاقبة وحنكتكم السياسية في التعامل مع الأحداث ومحاولة حل النزاعات بالطرق السلمية بعيداً عن خيارات الحرب لما لذلك من أثار مدمرة على أطراف الصراع ، كما نؤيد حق الصين في الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه.

الحاضرون جميعاً:

إن العلاقات اليمنية الصينية علاقات قديمة مضى عليها أكثر من أربعة عقود وهي علاقات تقوم على أساس الثقة المتبادلة مما جعلها تستمر وتتطور يوماً بعد يوم فلا زلنا نتذكر بإكبار وإحترام بالغين موقف الصين الشعبية الداعم لثورة ستبمبر عام 1962م حيث بادرت حكومة الصين آنذاك بالإعتراف بالنظام الجمهوري وقدمت له الدعم المادي والمعنوي حتى توطدت وترسخت ركائز الثورة .

لقد كانت القروض والمساعدات والهبات المقدمة من جمهورية الصين الصديقة من أهم الروافد التي أسهمت بصورة كبيرة في مسيرة التنمية في اليمن لأنها تركزت على المصنع والطريق والمستشفى والمدرسة وهي الإحتياجات التي كانت من أولى الأولويات بالنسبة للثورة

واليوم وبعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990م لا زالت مسيرة العلاقات في تطور مستمر وبين البلدين أكثر من خمسين إتفاقية وبروتوكول تم التوقيع عليها في مجالات متعددة حتى بلغ حجم التبادل التجاري (630) مليون دولار سنوياً وهو رقم متواضع لا يلبي طموحاتنا في البلدين الصديقين لكنه يظل رقماً متقدماً على بعض البلدان العربية التي تتمتع بعلاقات جيدة مع هذا البلد العظيم وبهذه المناسبة أدعو الأصدقاء الصينيين وخاصة رجال الأعمال وأصحاب الشركات لإستثمار أموالهم في بلادنا أو إقامة مشاريع إستثمارية مشتركة وسيجدون من الحكومة اليمنية كل الترحاب فضلاً عما يعطيه قانون الإستثمار اليمني من مزايا للمستثمرين وإعفاءات بهدف تشجيعهم وضمان حقوقهم .

دول الصديق العزيز :

الحاضرون جميعاً :

إن هذه الزيارة التي هي تلبية للدعوة الكريمة التي تلقيتها منكم هي من أجل فتح آفاق جديدة للعلاقات في المجال البرلماني وتبادل الخبرات والزيارات بين المجلسين وكذلك لتوطيد العلاقات الثنائية القائمة وترسيخها وتوسيع مجالات التعاون والإتصال بين البلدين على كافة المستويات وهي أيضاً تعبير عن الشكر والتقدير لمواقفكم الداعمة للقضايا العادلة في العالم خاصة القضية الفلسطينية التي هي محور الصراع بين العرب وإسرائيل ووقوفكم إلى جانب الشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل إستعادة أراضيه المغتصبة وإقامة دولته على ترابه الوطني طبقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة .

إننا على ثقة أن بلدكم العظيم يمكن أن يلعب دوراً هاماً في الصعيد العالمي ويعمل مع الشعوب المحبة للسلام من أجل إقامة علاقات دولية تقوم على أساس الإحترام المتبادل ورفض فلسفة الهيمنة والسيطرة على مقدرات الشعوب من أجل إذلالها وإبتزاز خيراتها.

ومن هذا المنطلق فإن العمل من أجل عالم متعدد الأقطاب لإيجاد علاقات دولية بناءه قد أصبح ضرورة ملحة خاصة بعد أن تجرع المجتمع الدولي مرارة الأحادية القطبية على يد الولايات المتحدة الأمريكية التي ترغب اليوم في إبتلاع خيرات العالم وتجويع الشعوب من خلال ما تمارسه في كثير من بلدان العالم على طريق فرض نظام دولي جديد يرتكز على مَحْو ثقافات الشعوب وإستبدالها بالنموذج الغربي وتدمير الأنماط الإقتصادية لكثير من الدول وفتح أسواقها أمام المنتجات الغربية على حساب الصناعات الوطنية والإقتصاديات الصغيرة .

إننا في اليمن نؤكد على أهمية تطوير العلاقات العربية الصينية لما يجمعنا من ثقافة متجانسة وخصائص إجتماعية مشتركة بحيث تصبح الصين الشعبية الشريك الرئيسي للبلدان العربية ومن خلال هذه الشراكة نستطيع جميعاً المساهمة الفعالة والإيجابية في الكثير من القضايا ذات الإهتمام المشترك.

دولة الصديق/ لي بنغ – رئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب الصيني :

الحاضرون جميعاً :

في الختام .. لا يسعني والوفد المرافق إلا أن أتقدم  بجزيل الشكر لكم ولمجلس نواب الشعب الصيني على ما لقيناه من كرم الضيافة وحسن الإستقبال راجياً قبول دعوتنا لكم لزيارة الجمهورية اليمنية في الوقت الذي ترونه كما أتمنى للعلاقات البرلمانية بين مجلسينا المزيد من التطور والإزدهار.

وشكـــراً..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp