كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 21/11/2000م في الرياض بمناسبة زيارته البرلمانية للمملكة العربية السعودية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

معالي الأخ الشيخ/ محمد بن إبراهيم بن جبير – رئيس مجلس الشورى .

أصحاب السعادة / أعضاء مجلس الشورى .

الحاضرون جميعاً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الحمد لله  الذي هيأ لنا مثل هذا اللقاء الأخوي والمبارك الذي يتم بناءً على الدعوة الكريمة التي تلقيتها من أخي رئيس مجلس الشورى في المملكة  ، إن هذا اللقاء الطيب بين الأشقاء ليس بغريب فهو إمتداد لعلاقات أخوية وطيدة و تعبير عن عمق الاواصر والوشائج المتينة بين شعبينا الشقيقين اللذين تربطهما رابطة العقيدة والدم والجوار ووحدة المصير .

  الاخوة الحاضرون :

إن العلاقات اليمنية السعودية ليست كغيرها من العلاقات بين الدول إنها علاقات متميزة تستمد جذورها من وحدة العقيدة والتاريخ المشترك للشعبين الشقيقين ومامرت به الجزيرة العربية من تحولات كبيرة وتأثير في صناعة الأحداث والمتغيرات سواء قبل الإسلام أو بعد ظهوره .

وفي العصر الحديث ونتيجة للظروف التي مرت بها المنطقة العربية وعوامل التخلف التي فرضها الإستعمار على أقطارنا وبعد نجاحه وبخطة ماكره في جعل المشاكل الحدودية الغاماً موقوته على طريق علاقات التعاون المثمرة بين بلداننا فقد نال المملكة واليمن مانالهما من ذلك المخطط وبرزت مشكلة الحدود كأحدى المشاكل الأكثر حساسية بين البلدين الجارين الشقيقين ولقد كان تركيز الأعداء على بلدينا كبيراً لما يملكانه من مقومات طبيعية وإمكانات بشرية غير عادية .

  الحاضرون جميعاً :

لقد كانت مشكلة الحدود بين البلدين بالفعل هي الحلقة الضعيفة في جسر المحبة والتعاون والإخاء الذي ظل يربط بين الجانبين وكان المراقبون والمحللون يؤكدون أن هذه المشكلة هي من أعقد مشكلات الحدود في العالم بسبب تشابك المصالح وكثرة خطوط التماس فيها ، وكذا اختلاط القرى والقبائل والأنساب بين اليمنيين والسعوديين وللحقيقة فإن العلاقات الثنائية بين البلدين وخاصة بعد التوصل إلى اتفاقية المصالحة اليمنية في بداية السبعينات قد اتسمت بالطبيعية والجيدة وساد بين البلدين تعاون مشترك مثمر وأسهمت المملكة العربية السعودية بصورة كبيرة في الكثير من مشاريع التنمية في بلادنا وقدمت مساعدات مشكورة إدراكاً من قيادتها لطبيعة هذه العلاقات وخصوصيتها ولما يربط بين البلدين من روابط وطيدة وراسخة .

و في السنوات القليلة الماضية أدركت القيادتان السياسيتان في البلدين ضرورة وأهمية التوصل إلى إتفاق أخوي ينهي مشكلة ما تبقى من الحدود بينهما وبعد التوصل إلى مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين عام 95م في مكة المكرمة بدأت اللجان الفنية المنبثقة عن تلك الاتفاقية أعمالها بصورة متواصلة وبمتابعة حثيثة ودعم لا محدود من قيادتي البلدين لأعمال تلك اللجان حتى توصلت القيادتان السياسيتان في يونيو الماضي إلى معاهدة جدة التاريخية التي وضعت حداً نهائياً لتلك المشكلة المزمنة وبذلك تجاوز البلدان  وبحكمه بالغة كل المراهنات والمحاولات الرامية إلى إبقاء الخلاف الحدودي حاجزاً وسداً منيعاً على طريق علاقات طبيعية بين البلدين والشعبين الشقيقين .

الحاضرون الأعزاء :

إننا نقوم اليوم بهذه الزيارة الرسمية للمملكة في إطار الرغبة المشتركة في تبادل الزيارات بين مجلسينا وكذا تطوير أفاق التعاون الثنائي في المجالات الفنية والإدارية بما يرفع من الكفاءة  الإدارية لكوادر المجلسين ويمكن الجانبين من تطوير الأداء على مختلف المستويات ، كما أننا نطمــح في تنسيق المواقف بين مجلسينا في المنتديات البرلمانية العربية والإسلامية والدولية .. أملاً أن يكون إتفاق التعاون الذي سنوقعه  لبنه جديدة تضاف إلى صرح العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين في مختلف المجالات وأنا على ثقة بأننا جميعاً سنحرص على تطويرها وتعزيزها وبمايخدم المصالح المشتركة لبلدينا وشعبينا الشقيقين ، وبهذه المناسبة فإننا ندعو رجال المال والأعمال في المملكة واليمن لإستثمار هذه العلاقات الثنائية الممتازة بين البلدين وتعميق المصالح الثنائية بين الشعبين والإنتقال بالعلاقات من الجيرة إلى الشراكة وتطوير مشاريع تنموية مشتركة بينهما حيث لم يعد هناك مايمنع أو يعيق مثل هذا الخير بين الأشقاء فنحن أهل وأشقاء والرسول عليه الصلاة والسلام يقول :(خيركم خيركم لأهله) كما أن المنطقة الحرة بعدن أصبحت الآن جاهزة لقيام مشاريع مشتركة والمطلوب هو البدء في تعميم الخير بين الجانبين لما فيه مصلحة شعبينا الشقيقين .

 معالي رئيس مجلس الشورى :

  الحاضرون جميعاً :

لاشك أن الجميع يتابع تطورات الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة وما يكابده الشعب الفلسطيني الرازح تحت نيران الإحتلال وكذا الممارسات الإجرامية التي ترتكبها عناصر جيش الإحتلال الصهيوني ضد الأطفال والشيوخ والنساء وأنهار الدماء التي تسفك يومياً في تلك البقاع المباركة فداءً للأقصى الذي لا يزال يشكو ويئن من تدنيس اليهود الغاصبين له وما من مجيب .

 إن الواجب الديني يفرض على الجميع العمل المشترك من أجل إستئصال هذه النبتة السرطانية الخبيثة من أراضي المسلمين وتحرير أُولى القبلتين منهم وهذا يحتم على الأمة العربية والإسلامية الوقوف الصادق والمخلص إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم انتفاضته المباركة لكي تستمر وتقوى فلا يمكن استعادة الحقوق الفلسطينية المستباحة من أيدي الصهاينة بدون التضحيات وما أخذ بالقوة لا يستعاد إلا بالقوة ، وفي هذا المقام أود أن أعرب عن بالغ الشكر والتقدير لحضرة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لموقفهم الشجاع والمسئول إزاء حقوق الشعب الفلسطيني ودعمهم المادي والمعنوي لإنتفاضة الأقصى ومايبذلانه من جهود مخلصة وصادقة في المحافل العربية والإسلامية والدولية من أجل نصرة الشعب الفلسطيني وضمان عودة حقوقه المشروعه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .. سائلاً المولى القدير أن يوفقهما لخدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية جمعاء أنه سميع مجيب .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp